ثانوية كلية بغداد تتأرجح بين كماشة "الشفل" ومساعي منع الاستحواذ.. مَن يحاول قضم تراث العراق؟
انفوبلس/ تقارير
أثارت حادثة هدم سياج ثانوية كلية بغداد للمتميزين، اليوم، موجة غضب واسعة في الأوساط التعليمية والشعبية، حيث أقدمت قوات مجهولة تقول إنها حكومية، على اقتحام الثانوية وتهديم سياجها الخارجي. فما الذي حدث بالتحديد؟ ومَن هي تلك الجهات التي نفذت الاعتداء؟.
*الشرارة الأولى
بحسب المتداول، فإن قوات تدّعي انتماءها إلى الدفاع المدني، أقدمت على هدم أحد أسيجة الثانوية التاريخية التي يتجاوز عمرها الـ 90 عاما، وذلك بهدف الهيمنة على منطقة تتبع للكلية التراثية، ما أثار حالة من الرعب لدى الطلاب الذين عبّروا عن صدمتهم من هذه الخطوة التي تفاقمت بعد تدخل القوات الأمنية.
قوة أمنية تداهم ثانوية كلية بغداد للمتميزين في منطقة الأعظمية وتهدم سياج المدرسة وتعتقل الكادر التدريسي وقسم من الطلبة الذين وثقوا الحادث. pic.twitter.com/SvdfF8aDYG
— _. suhair Al_Jamaili (@75suhair) December 4, 2023
*الداخلية تفاقم الأزمة
وعقب هدم أحد أسيجة الثانوية التاريخية، واعتراض الطلاب والكادر التدريسي، أقدمت قوة تابعة للداخلية على اقتحام ثانوية كلية بغداد في منطقة الأعظمية والاعتداء على الكادر التدريسي بالضرب واعتقال مجموعة من الطلبة ممن تظاهروا رفضاً للطريقة غير الأمنية ولا الأخلاقية من قبل القوة الأمنية المقتحمة للحرم المدرسي.
كما أقدمت القوة الأمنية، على اعتقال عدد من الكادر التدريسي والطلبة الذين وثّقوا الحادث، ومصادرة أجهزة الموبايل الخاصة بهم.
*سبب الاعتداء والاقتحام
تؤكد مصادر أمنية، أن اقتحام الثانوية، جاء بعد ربط ساحة المدرسة بمقر للشرطة خلف ثانوية بغداد مما دفع الطلبة والكادر التدريسي بالخروج محتجين على هذه الممارسة، وقد جوبه الاحتجاج بالاعتداء على الطلبة واعتقال أفراد منهم.
*أسو فريدون: سنتصدى مجدداً ونوقف الاستحواذ
وتعليقاً على الاقتحام، قال النائب أسو فريدون، "أبناؤنا و زملاؤنا من طلبة ثانوية كلية بغداد يدافعون عن أرض مدرستهم ببسالة أمام حملة شرسة لقوات الهجوم العسكري (الدفاع المدني!".
وأضاف، "تَصَدينا لكم العام الماضي بمساعدة كل الخيرين وتعاون زملائنا في مجلس النواب ورئاسة المجلس، والآن لم و لن نسمح بالاستيلاء على أرض هذا الصرح التعليمي التراثي والبغدادي الأعظمي الأصيل".
*موجة غضب واستياء
وأثارت الحادثة موجة غضب واسعة في الأوساط التعليمية والشعبية، حيث اعتبرها البعض اعتداء على التعليم والعلم، وطالبوا بفتح تحقيق عاجل في ملابسات الحادثة ومحاسبة المسؤولين عنها.
📌السيد رئيس الوزراء
— علي احمد #الإنتظار_تهيؤ_إستعداد (@Dlt97b7PUXblBYM) December 4, 2023
📌السيد وزير الداخلية
قوة تابعة للداخلية تقتحم ثانوية كلية بغداد في منطقة الأعظمية واعتداء على الكادر التدريسي بالضرب واعتقال مجموعة من الطلبة ممن تظاهروا رفضاً للطريقة غير الامنية ولا الاخلاقية من قبل القوة "الامنية المفروض" المداهمة للحرم المدرسي ! pic.twitter.com/Ivo5fWUrzF
ويأتي هدم السياج الخارجي لثانوية كلية بغداد للمتميزين، في وقت يعاني فيه التعليم في العراق من تردٍّ كبير، حيث تعاني المدارس من نقص في البنى التحتية والتجهيزات، فضلاً عن ضعف الكوادر التدريسية.
*دعوات لمحاسبة المقصرين
وعقب الحادثة، قال جمع من أولياء أمور الطلبة في ثانوية كلية بغداد، إن ما حدث اليوم أثار قلقنا وندعو وزير الداخلية إلى التدخل والتحقيق ومحاسبة المقصرين.
من جانبهم، قال أساتذة في ثانوية كلية بغداد، إن ما حدث اليوم يُعد تجاوزاً علينا وعلى الطلبة، داعين رئيس الوزراء ووزير الداخلية إلى التدخل وإيقاف الاعتداء على الثانوية.
*ردود فعل غاضبة
وبعد الحادثة، توالت ردود الفعل الغاضبة إزاء ما حدث، إذ قال أحد المدونين بحرقة "الهمج الذين يحكمون البلاد حولوا كل شيء إلى فوضى، أي مكان يدل على الهوية الثقافية هدموه، الآن يريدون الاستيلاء على أرض المدرسة الأعرق!!". في حين قال آخر "كلية بغداد صرح ثقافي تربوي تاريخي في العراق والعالم.. كلنا مع كلية بغداد بيد واحدة ولن نسمح لمحاولات الاستحواذ عليها".
*أقدم مدارس الشرق الأوسط
الجدير بالذكر، أن كلية بغداد، هي مدرسة ثانوية متميزة للبنين في بغداد وتأسست سنة 1932م. تعتبر هذه المدرسة من أنجح مدارس العراق وتضم نخبة الطلاب، حيث تخرج منها العديد من المثقفين المعروفين والمفكرين وغيرهم الذين انتشروا في أنحاء العالم كافة حالياً.
تقع المدرسة في المربع السكني 11/45 في شارع الأخطل في شمال الشَمّاسية في منطقة الاعظمية بالعاصمة بغداد على الضفة الشرقية من نهر دجلة، كانت تلك الأرض هي قصر رشيد باشا الزهاوي، ثم استقرّ فيه الحاكم السياسي الإنكليزي، وكان تأسيس وبناء المدرسة في عام ١٩٣٢ على يد الآباء اليسوعيين الاميركيين، وما تزال المدرسة تحافظ على تدريس العلوم والرياضيات باللغة الانجليزية اعتماداً على أسلوب مؤسسيها.