جثتان في بغداد تثيران هلع ساكنيها.. الأولى وضعت بأربع أكياس والثانية عُذبت بالسكين.. إليك كامل التفاصيل
انفوبلس/ تقارير
جثتان في مواقع الطمر الصحي ببغداد خلال يوم واحد فقط، أدت إلى ذعر الأهالي وخشيتهم من احتمال تمددها، وصولاً إلى تحولها لحالات اعتيادية، حيث تمثلت الجريمة الأولى بقتل شاب في مقتبل العمر ووضعه في كيس نفايات بعد سرقة أعضائه جميعا، فيما تمثلت الثانية بقتل امرأة ورمي جثتها في إحدى مواقع الطمر الصحي بعد تعذيبها بمناطق متفرقة من الجسم. فما هي أسباب استفحال الجرائم الجنائية؟ وهل عاودت عصابات الاتجار بالبشر نشاطها في العاصمة؟.
*الجريمة الأولى
حدثت الجريمة الأولى قبل يومين، إذ أفاد مصدر أمني بالعثور على جثة شاب داخل كيس نفايات بالعاصمة بغداد.
وقال المصدر، إن الشاب يبلغ من العمر 19 عاماً وعثر على جثته داخل كيس للنفايات ضمن محطة الطمر الصحي في البلديات.
وأوضح، إنه "عند الرجوع الى كاميرات المراقبة تبين أن الحاوية التي نقلت الجثة تابعة إلى بلدية الرصافة وبعد التحقيق مع صاحب العجلة أفاد بأن الحاوية تم نقلها من منطقة النهضة ولم يعلم ما في داخلها".
*خنق وسرقة الأحشاء
ووفقاً للمصدر فإن "الجثة بدت عليها آثار خنق ومفتوحة البطن ومسروقة منها الأحشاء والأجزاء التناسلية مع وجود قطعة قماش على رقبته استخدمت للخنق".
*والد الضحية يروي التفاصيل
بدأت قصة الشاب من حي أور حيث سكنه وانتهت في حي الرشاد شرقي بغداد حيث وجدت القوات الأمنية جثته في الطمر الصحي.
يقول والد الضحية في حسرة، "لقد كان أبني سائق أجرة ويبلغ من العمر 19 عاما ولم يكن يملك أي عداوات في المنطقة، حيث خرج يوم الجمعة في الساعة العاشرة صباحا ولم يعود بعد ذلك".
وأضاف، "لقد تم تقطيع جثة ولدي إلى أربعة أجزاء ومن ثم سرقة جميع أعضائه ورميه بعد ذلك في النفايات".
*دور حكومي غائب
وبحسرة وألم، تساءل والد الضحية عن دور الحكومة ودور وزارة الداخلية وكيف يمكن لعصابة أن تختطف شابا ومن ثم تقطع جثته وتسرق أعضاءها ولا يتم إيقاعهم بشباك الأمن.
والد الضحية ناشد وزير الداخلية، بالكشف عن الجُناة بأسرع وقت ممكن، مؤكدا أنه لم يقُم بعد العزاء ولن يقيمه، ما لم تتوصل الأجهزة المعنية إلى المتورطين بالجريمة المؤلمة.
*الجريمة الثانية
أما الجريمة الثانية، فلم تتأخر كثيرا، وحدثت في اليوم التالي من الجريمة الأولى، أي يوم أمس، إذ أفاد مصدر أمني، بالعثور على جثة امرأة مرمية في العراء بالعاصمة بغداد.
وقال المصدر، إنه "تم العثور على جثة امرأة مجهولة الهوية مرمية بالقرب من الطمر الصحي في منطقة العماري شرقي العاصمة".
*تعذيب وطعن بالسكين
ووفقاً للمصدر، فإن "الجثة بدت عليها آثار تعذيب وطعن سكين بمناطق متفرقة من الجسم".
*تزايد مقلق بمعدلات الجرائم
سجّل العراق أعلى معدل لجرائم القتل خلال العام الماضي، بنسبة سنوية تصل إلى أكثر من 11.5 لكل 100 ألف نسمة، وهي الأكبر على مستوى الوطن العربي، كما يؤكّد مختصون.
وبحسب الإحصائية التي نُشرت في وقتٍ سابق، في وسائل إعلام محلية، وتستند إلى بيانات جمعتها وزارة الداخلية، فإن نحو 5300 جريمة قتل حصلت في عام واحد.
وعلّق وقتها المفتش العام والخبير القانوني، جمال الأسدي، عن أسباب تصاعد الجرائم، بأنها مرتبطة بـ "سوء إدارة الأمن، وضعف التحقيق الجنائي ومنظومة التشريعات العقابية، إضافة إلى الأسباب الطبيعية الأخرى التي تتحملها وزارة الداخلية بالخصوص، وأن هناك حاجة ماسّة إلى تحديث العقلية التحقيقية قبل البحث عن طرق العنف، وإعداد خريطة الجرائم الجنائية بدلاً عن زيادة أفراد الأمن غير المجدية".
في السياق، قال عضو اللجنة القانونية محمد عنوز، إن "العراق وبسبب المشاكل الكثيرة التي تؤثر على المجتمع فيه، يتحول تدريجياً إلى أرضية خصبة لارتكاب الجرائم، وتصاعد أعدادها، بسبب التأثيرات السلبية لحالة الاحتقان اليومي الأمني والسياسي، وتردي الوضع الاقتصادي الذي يدخل الأُسر في معاناة كبيرة، وتراجع مستوى التعليم، إضافة إلى انتشار ظاهرة تعاطي المخدرات في شكل غير مسبوق".
وأوضح عنوز، إن "هناك حالة اجتماعية جديدة، لا تؤمن بالقانون، وأنها تظن أن ضعف الدولة يعني ممارسة الجرائم، بالتالي فإن استمرار هذا الضعف في الدولة، واستمرارها بالخضوع أمام إرادات الأحزاب، يغذي تواصل الجرائم".