جدل وتضارب في الأنباء.. هل تعرض مندى الصابئة في ميسان إلى هجوم؟ وماذا حدث داخل المعبد بالتحديد؟
انفوبلس/ تقارير
جدل وتضارب في الأنباء، بين تأكيد رئيس طائفة المندائيين ستار جبار حلو بتعرض مندى الصابئة في ميسان إلى هجوم مسلح، وبين نفي قيادة الشرطة وتأكيدها بأن الحادثة وقعت داخل المعبد وليس هجوما استهدف المندى. لتتوالى ردود الفعل بعد ذلك وتنقسم الآراء بين تأكيد الحلو ونفي الشرطة. انفوبلس سلّطت الضوء على الحادثة ورصدت أبرز تلك الردود وذلك في سياق التقرير الآتي.
*هجوم مسلح
صباح اليوم السبت (9/آذار/ 2024)، أدانَ رئيس طائفة المندائيين ستار جبار حلو، هجوماً مسلحاً استهدف معبداً للطائفة في ميسان مساء أمس الجمعة، أدى إلى إصابة حارسين بجروح، وفق قوله.
وقال مكتب حلو في بيان، "إلى كل الشرفاء والمنصفين وأصحاب القرار، لطالما كنا وما زلنا طائفة مسالمة محبة للخير والعطاء متمسكة بثوابت احترامنا لكل العقائد والأديان متعايشة وتتعايش مع الآخرين، منطلقين من عقيدتنا التي تحثنا على التسامح والإخاء والإيثار في وطننا الحبيب العراق، وهذا هو سلاحنا بالتصدي لكل ما هو عدواني وشيطاني، لكن وبكل أسف تم الاعتداء فجر (الجمعة) على أحد دور عبادتنا الآمنة في مدينة العمارة بهجوم مسلح غير مبرر لا نعرف دوافعه مما أدى إلى إصابة اثنين من حرس المعبد من أبنائنا وهم الآن بالمستشفى لتلقي العلاج".
وأضاف البيان: "بالوقت الذي ندين هذا الاعتداء نحث السلطات وكل ذوي العلاقة بأن يقتصّوا من الفاعلين وأن يقوموا بواجبهم اتجاه حماية دور العبادة وكذلك أبنائنا المسالمين في كل مدن العراق حفاظا على ما تبقى من هذا المكون الأصيل في بلدنا بلد الجميع العراق".
*مجلس أعيان الصابئة المندائيين: تعرضنا لعدوان واضح
من جانب آخر، طالب مجلس أعيان الصابئة المندائيين، الحكومةَ العراقية، بتحمل مسؤوليتها لحماية الطائفة وممتلكاتها، مستنكراً الاعتداءات السافرة المتكررة على ابناء الطائفة وممتلكاتهم ومنها الحدث الأخير يوم أمس الساعة 5 فجراً في محافظة ميسان، حيث قامت مجموعة من المسلحين بالهجوم على معبد الصابئة المندائيين مما ادى الى اصابة اثنين من حرس المعبد بجروح خطيرة.
وأكد المجلس، أنه بعد الإدانة والاستنكار على هذا العمل الغادر الجبان، نعلن أن هذا عدوان واضح ونحمّل الحكومة العراقية مسؤوليتها عن حماية الطائفة وممتلكاتها، كما أجرى رئيس مجلس أعيان الصابئة اتصالات مع الجهات المعنية".
*الغضب يصل الى كندا
وفي ذات السياق، أصدرت اللجنة التحضيرية لتجمع المندائيين الديمقراطيين في كندا، بياناً "نارياً"، قالت فيه، إن "فئة ضالة قامت يوم الجمعة ٨ آذار ٢٠٢٤ باعتداء مسلح آثم وجبان على معبد طائفتنا طائفة الصابئة المندائيين في مدينة العمارة بمحافظة ميسان".
وأضافت، "إننا إذ ندين ونستنكر هذا الاعتداء غير المبرر إلا بدافع مَن أعمى بصرهم وبصيرتهم حقدهم الدفين على السلم والتآخي بين أطياف وطننا العراق الحبيب، إننا في الوقت الذي نطالب أبناء وطننا الخيرين الى الوقوف ضد هذه الأعمال الإجرامية والتصدي لها لأنها ستطال مكونات وجهات أخرى وبالتالي هو زعزعة السلم الأهلي والتآخي في ظرف غاية في الصعوبة التي يواجهها بلدنا الغالي ونطالب الجهات الأمنية المسؤولة أن تكثّف البحث والتقصي عن الجهة الباغية ومن يقف ورائها".
*استنكار صابئي نيابي
من جانبه، دعا رئيس كتلة الصابئة المندائيين النيابية أسامة البدري، القوات الأمنية في ميسان للتحقيق العاجل في الموضوع وكشف الجناة ومحاسبتهم.
وقال البدري في بيان: "ندين ونستنكر الاعتداء الجبان الذي تعرض له مندى الصابئة المندائيين في محافظة ميسان، والمتمثل بالهجوم المسلح الذي لا نعرف دوافعه، والذي أدى الى إصابة اثنين من حرس المعبد من أبنائنا وهم الان يرقدون بالمستشفى لتلقي العلاج".
*مجلس محافظة ميسان يستنكر
بدوره، استنكر رئيس واعضاء مجلس محافظة ميسان الاعتداء الذي طال معبد الصابئة المندائية من قبل مجهولين.
وذكر المكتب الاعلامي لرئيس مجلس محافظة ميسان في بيان، أن “رئيس مجلس المحافظة مصطفى دعير استنكر الاعتداء الآثم الذي طال معبد الصابئة المندائية من قبل مجهولين كونه يهدد المصلحة العامة والتعايش السلمي لشرائح ومكومات المجتمع العراقي عموما والميساني على وجه الخصوص“.
وأضاف دعير وفقا للبيان، أن “هذا الاعتداء إن دل على شيء فإنما يدل على ضحالة وانحراف مَن قام بهذا الفعل الجبان الذي استهدف مكوناً مهماً وفعّالاً من مكونات المجتمع العراقي “، داعيا الى ضرورة حماية شرائح ومكونات المجتمع العراقي كافة ومحاسبة الجناة الذين سوّلت لهم أنفسهم باستهداف مقدسات الطائفة المندائية مما ادى الى اصابة الحراس بجروح بليغة”.
*السيد الحكيم يدعو للمحاسبة
إلى ذلك، استنكر رئيس تحالف قوى الدولة الوطنية السيد عمار الحكيم، اليوم السبت، الاعتداء غير المبرر الذي تعرض له مندى الصابئة المندائيين في محافظة ميسان.
وقال السيد الحكيم في بيان ورد لشبكة انفوبلس، "نعلن تضامننا ومساندتنا لأبناء هذه الديانة ومجلسها الروحاني، نجدد تأكيدنا المستمر على اعتبار هذا المكون المسالم إضافة نوعية لفسيفساء الطيف العراقي المتآخي"، مشدداً على أن "الإرهاب والعنف لا يمكن أن يثني أي طائفة عراقية أو مكون عزيز عن التشبث بأرضه المعطاء ووطنه الحبيب وشعبه الأصيل".
وتابع: "كما ونحث القوات الأمنية على متابعة ومحاسبة من يقف وراء هذا الانتهاك وتقديمه إلى العدالة".
*شرطة ميسان تنسف جميع الروايات
وعقب كل ما حدث، أصدرت شرطة محافظة ميسان، بيانا توضيحيا نسفت فيه رواية جميع الجهات التي صرّحت وادعت أن المندى الصابئي في المحافظة تعرض إلى هجوم مسلح، مؤكدة أن إطلاق النار حدث داخل المعبد.
وذكرت الشرطة في بيانها، إنها، "تنفي تعرض معبد الصابئة المندائيين الى اطلاق نار، فجر أمس الجمعة، وتعرض اثنين من المنتسبين المكلفين بحماية المعبد إلى اصابة احدهم بكاحل القدم والاخر أصيب بفخذه الايسر ونقلهما إلى المستشفى".
وأضافت الشرطة، أن "الأشخاص المصابين كانوا داخل غرفة المعبد أثناء حدوث إطلاق النار، مؤكدة أن قائد شرطة محافظة ميسان اللواء الحقوقي (علي حسن المياحي) أوعز بتشكيل فريق أمني مختص وتسخير كل الجهود الفنية والاستخبارية لمعرفة ملابسات الحادث وتحديد المقصرين وتطبيق الإجراءات اللازمة بحقهم وسنوافيكم بنتائج العمل الأمني لاحقاً ".
وأشارت إلى ان "قيادة شرطة المحافظة وبالاشتراك مع كافة الأجهزة الأمنية والاستخبارية، تولي أهمية خاصة للإخوة الصابئة، معتبرة ان ابناء الصابئة هم روح التنوع والتآلف في المحافظة ونسيجها الاجتماعي الكريم ".
*تساؤلات: هل تعرض المندى لهجوم أم لا؟
وعقب بيان شرطة ميسان، برزت العديد من التساؤلات عن صحة تعرض المندى الصابئي إلى هجوم من عدمه، حيث رأى بعض المدونين أن المندى لم يتعرض لهجوم بل الحادثة كانت عبارة عن شجار بين الحماية داخله أسفر عن إصابتهما وهم داخل غرفة المعبد.
من جانبه، تساءل أحد الناشطين عن سبب ادعاء رئيس طائفة المندائيين ستار جبار حلو بتعرض المندى لهجوم، رغم أن قيادة الشرطة وضعت النقاط على الحروف وأكدت عدم تعرض المعبد لهجوم بالطريقة التي انتشر فيها الخبر.