جردة من انفوبلس: بعد ساعات على فاجعة الكوت.. 10 حرائق تضرب العراق وتُحرك ما بعد الكارثة يسفر عن إغلاق 1118 مشروعاً

انفوبلس/..
بينما لا يزال العراقيون مفجوعين بسبب حريق هايبر ماركت الكورنيش بمدينة الكوت مركز محافظة واسط، ولم تمر على الحادثة سوى 48 ساعة، حتى سجلت بغداد ومحافظات عدة اندلاع 10 حرائق متفرقة، في وقت أعلنت فيه وزارة الداخلية إغلاق 1118 مشروعاً ومنشأة مخالفة لاشتراطات السلامة، في خطوة وُصفت بـ"المتأخرة"؛ إذ كان يفترض التحرك لإغلاق المشاريع المخالفة قبل وقوع الكوارث وليس بعدها.
*استعراض الحرائق
قال مصدر في مديرية الدفاع المدني العامة، إن "العراق شهد خلال الـ48 ساعة اندلاع 10 حرائق متفرقة في بغداد والمحافظات، بالإضافة إلى حادث الحريق الأليم الذي اندلع ليل الأربعاء - الخميس في الهايبر ماركت بمحافظة واسط".
ولفت المصدر، إلى أن "حريقاً اندلع في مخزن للمواد المستهلكة في معسكر التاجي ببغداد، ومخزناً آخر يستخدم لقطع غيار السيارات بمحافظة واسط، فضلا عن اندلاع حريق في قاعة الاجتماعات بكلية التربية الرياضية في جامعة الكرمة، ونشوب حريق في مجمع تجاري بمنطقة الطالبية".
وتابع المصدر، أن "حوادث الحرائق تضمنت أيضاً نشوب حريق في المحطة الشمالية بطريق الطيب في محافظة ميسان، وحريق داخل كرفانات الشركة الصينية بمنطقة القادسية في العاصمة بغداد"، لافتاً الى "وقوع حادث حريق في خزان للگاز بمحافظة النجف، فضلاً عن حريق داخل بيت في قضاء الحي بمحافظة واسط، كان يستخدم كمعمل".
*خبير يشخص السبب
بدوره قال الخبير في شؤون السلامة العامة والإطفاء فاضل العيساوي، إن "معظم حوادث الحريق تحصل نتيجة إهمال المواطنين وعدم التزامهم بقواعد السلامة، وعدم اعتماد المعايير المهنية من قبل مديرية الدفاع المدني".
وأشار إلى "عدم وقوع عدد كبير من الحرائق في العراق سابقاً بسبب المهنية والخبرة العالية لمديري الدفاع المدني"، منوهاً الى "قصور معاونية الإطفاء والسلامة التابعة لمديرية الدفاع المدني المسؤولة عن رسم استراتيجية السلامة والإطفاء لجميع مديريات الدفاع المدني، عن أداء واجبها بشكل صحيح".
وأضاف العيساوي: "حذرنا في وقت سابق من حوادث الحريق التي وقعت لاحقاً في منطقتي الكرادة والحمدانية"، مشيراً إلى أن "هذه الأحداث لن تنتهي ما لم تتم محاسبة الفاسدين والالتزام بإجراءات الوقاية والسلامة لجميع المولات والمطاعم والعمارات والمعامل".
وأكد، أن "هايبر ماركت الذي نشب فيه حادث الحريق المؤلم، كان يفتقر إلى نظام مرشات الحريق ونظام كابينات الاوزريل والمنظومات الجافة، وعدم وجود سلم طوارئ لخروج المواطنين منه".
ولفت إلى أن "جميع هذه الانظمة موجودة في قانون الدفاع المدني، الا انه لا يتم تطبيقها في الكثير من المواقع المهمة".
وكان الحريق الذي شبّ في “هايبر ماركت” في محافظة واسط قد أسفر عن وفاة 61 مواطناً وإصابة آخرين، في واحدة من أكثر الحوادث المأساوية خلال العام الجاري.
*إغلاق المشاريع المخالفة
وفي خطوة متأخرة اعقبت الكارثة، أعلن رئيس دائرة العلاقات والإعلام في وزارة الداخلية، العميد مقداد ميري، إغلاق 610 مشاريع مخالفة لاشتراطات السلامة في العراق.
وذكر ميري في بيان، أن “مديريات الدفاع المدني في عموم محافظات البلاد واصلت حملاتها الميدانية للتفتيش على المشاريع والمنشآت، وأسفرت نتائج يوم 18 تموز 2025 عن غلق (610) مشاريع ومنشأة مخالفة لاشتراطات السلامة، وذلك وفقًا لقانون الدفاع المدني، ولمدة عشرة أيام”.
وأوضح العميد ميري أن “أبرز المحافظات التي شهدت نسب مخالفات مرتفعة كانت النجف الأشرف بـ(150) مشروعًا، تلتها كربلاء المقدسة بـ(128) مشروعًا، ثم بابل بـ(103) مشاريع، فالأنبار بـ(68) مشروعًا، في حين التزمت محافظات أخرى بمستويات منخفضة نسبيًا أو بدون مخالفات تُذكر، مثل بغداد/الرصافة التي لم تسجل أي مخالفة”.
وأكد أن “هذه الإجراءات تأتي تنفيذًا لتوجيهات وزير الداخلية وضمن جهود الوزارة في فرض معايير السلامة المهنية والوقاية من الحوادث، لاسيما بعد الحوادث الأليمة التي شهدتها بعض المدن مؤخراً”.
ودعا العميد مقداد ميري “أصحاب المشاريع والمراكز التجارية والخدمية إلى الالتزام الكامل بإجراءات الدفاع المدني، وتسهيل عمل الفرق التفتيشية، حفاظًا على الأرواح والممتلكات، ومنعًا لوقوع كوارث يمكن تجنبها بالإجراءات الوقائية البسيطة”.
وفي نهاية يوم أمس السبت، كشفت وزارة الداخلية، عن إغلاق 1118 مشروعا مخالفا لشروط السلامة خلال 48 ساعة في بغداد والمحافظات.
وقال رئيس دائرة العلاقات والإعلام في وزارة الداخلية مقداد ميري في بيان، إن "مديريات الدفاع المدني في مختلف المحافظات العراقية نفذت حملات ميدانية مكثفة ضمن واجباتها التفتيشية، أسفرت عن تنفيذ (508) نشاط غلق لمشاريع وبنايات خالفت شروط السلامة والأمان، وذلك استنادًا إلى المادة (20/ثالثًا) من قانون الدفاع المدني رقم (44) لسنة 2013"، مشيرا الى "اغلاق 1118 مشروعا خلال 48 ساعة".
وأوضح ميري أن "هذه الإجراءات جاءت في إطار الجهود الوقائية الرامية إلى فرض الالتزام بتعليمات الدفاع المدني، والحد من الحوادث التي قد تهدد أرواح المواطنين وممتلكاتهم".
وتوزعت نشاطات الغلق بحسب ميري "بين عدد من المحافظات، تصدرتها محافظة بابل بـ(101) حالة غلق، تلتها النجف الأشرف بـ(94)، والأنبار بـ(65)، إضافة إلى نشاطات في بغداد (الرصافة والكرخ)، كربلاء، نينوى، واسط، والبصرة وغيرها من المحافظات".
*توجيه حكومي
ويوم الخميس المنصرم، أعلنت وزارة الداخلية، عن توجيه حكومي بإغلاق جميع المشاريع المخالفة لشروط السلامة والأمان.
وقال رئيس دائرة العلاقات والإعلام في وزارة الداخلية العميد مقداد ميري خلال مؤتمر صحفي مشترك مع محافظ واسط، إن “صاحب مشروع مركز التسوق في الكوت الذي تعرض للحريق باشر فتحه وغيّر صيغته من مطعم إلى مركز للتسوق، وهناك تقصير بحادث حريق الكوت والقانون لن يستثني أحدًا من المقصرين، ولن نكتفي بإقالة المقصرين عن حادثة حريق الكوت بل سنحاسبهم قانونيًا”.
وأضاف، أن “رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وجه بإغلاق جميع المشاريع المخالفة، وفاتحنا هيئة استثمار واسط للكشف عن كل المشاريع المخالفة، ولا مجاملة على حساب دماء الضحايا”.
وكان عضو اللجنة الخارجية النيابية حيدر السلامي، قد قال إن “حادث الحريق هذا, هو ليس الوحيد من نوعه، فطالما توالت حوادث مشابهة على مسمع ومرأى المسؤولين الذين أغشى الفساد أعينهم وأصمّ مسامعهم فأنساهم المسؤولية في أداء دورهم لمحاسبة المقصرين واتخاذ الاجراءات الضرورية لتفادي مثل هكذا حوادث". وطالب “بضرورة تحمل الجهات المعنية كافة صلاحيات القانونية في محاسبة المسؤولين عن عدم توفير شروط السلامة في هذا المبنى وجميع المباني الاخرى في البلد”.
*توجيهات ما بعد الكارثة
وبعد حادثة الكوت، أوعزت قيادة عمليات بغداد، بتفعيل الإجراءات الاحترازية لمواجهة الكوارث الناجمة عن ارتفاع درجات الحرارة والحرائق في العاصمة.
وذكرت القيادة في بيان، أنه "وجهنا بتفعيل الإجراءات الاحترازية لمواجهة الكوارث الناجمة عن ارتقاع درجات الحرارة والحرائق في جميع مناطق العاصمة".
ووجهت العديد من المحافظات برفع اقصى إجراءات الحيطة والحذر وتطبيق إجراءات السلامة بالتزامن ارتفاع معدلات الحرائق في عموم العراق، وبعد فاجعة حريق هايبر الكوت في واسط.
أدناه توصيات مديرية الدفاع المدني والتي حثت فيها المواطنين الكرام على الالتزام بها لمواجهة ارتفاع درجات الحرارة:
1. يجب إخلاء السيارات من المواد التالية:
أ. المواد الغازية القابلة للانفجار.
ب. القداحات بأنواعها المختلفة.
ج. قناني المشروبات الغازية.
د. العطور وبطاريات الأجهزة بشكل عام.
هـ. يجب فتح نوافذ السيارة بشكل بسيط (تنسيم).
و. تعبئة وقود السيارة في الفترة المسائية إن أمكن ذلك.
س. عدم السفر بالسيارة في أوقات ذروة الحرارة العالية.
ح. عدم تعبئة إطارات السيارات أكثر من اللازم وخصوصاً في السفر.
2. الحرص على عدم وضع أسطوانات الغاز في الأماكن المشمسة.
3. عدم حفظ المواد التي تساعد على الاحتراق مثل البانزين والمواد الأخرى في البيوت، وتوفير مواد لحفظ وخزن الماء التي تساعد على إطفاء الحرائق.
4. التأكد من عدم زيادة الأحمال على مفاتيح الكهرباء وعدم تشغيل المكيفات إلا في أماكن تــــــــــــــواجد العائلة وخصوصاً في أوقات ذروة الحرارة.
5. تجنب استخدام الأجهزة الكهربائية ذات المنشأ الرديء وعدم ترك أجهزة التبريد تعمل في حالة مغادرة المكان وكذلك الانتباه من أجهزة الحماية المستخدمة وأسلاك الكهرباء في أجهزة التكييف وغيرها.
6. محاولة سقي الحدائق والأشجار للحفاظ عليها فضلاً عن تحسين الأجواء المحيطة بالحدائق.
7. تشغيل النوافير المائية والإكثار منها في مختلف الساحات العامة والحدائق لتــــــحسين الأجـــــــــــواء الحارة.
8. متابعة منع افتعال أي حريق ضمن البزول وحافات الأنهر لاسيما القريبة من خطوط نقل الطاقة الكهربائية.
9. تشكيل فرق مشتركة جوالة لتنفيذ حملة تفتيش واسعة تشمل المولات والمستشفيات والمخازن ومحطات الوقود ومستودعات النفط ومدن الألعاب التي يرتادها المواطنون لمتابعة إجراءات السلامة ووسائل إخماد الحرائق ومنها المطافئ من أجل توفير شروط السلامة العامة ومتطلبات الدفاع المدني لتفادي وقوع الحوادث.
10. على كافة قطعاتنا الأمنية تقديم الدعم والإسناد لفرق ومفارز مديرية الدفاع المدني في تنفيذ واجباتهم المكلفين بها والقيام بحملات التوعية والإرشاد للمواطنين وضرورة سرعة الاتصال على الرقم (٩١١).