جريح يبقى ساعتين في ثلاجة الموتى بمستشفى "الجوادر" ببغداد!.. تعرف على الحقيقة وسط الروايات المتناقضة
انفوبلس/ تقرير
أُثير خلال الساعات القليلة الماضية، الجدل في العراق، بعد انتشار مقطع مصور على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر وضع رجل عراقي قيل إنه "غير متوفى" في ثلاجة الموتى بمستشفى الإمام علي (ع) "الجوادر" بالعاصمة بغداد.
وضع رجل "غير متوفى" في ثلاجة الموتى بمستشفى الامام علي (ع) "الجوادر" لساعتين
وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي بشكل واسع، المقطع وكتبت أن الرجل وضع في ثلاجة الموتى بمستشفى الإمام علي "الجوادر" بالعاصمة بغداد هو ما زال على قيد الحياة، منتقدين في الوقت ذاته الوضع الصحي في عموم العراق.
كما ظهر رجل يتحدث في المقطع ويقول، إنه "تم وضع شخص "غير متوفى" بثلاجة الموتى الخاصة بمستشفى الإمام علي "الجوادر" لساعتين وتبين بعدها أنه على قيد الحياة.
*روايات متناقضة
من جهتها، نفت مستشفى الامام علي (ع) العام، الخبر التي تداولته بعض وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.
وقالت في بيان ورد لـ"انفوبلس"، "تداولت بعض وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو مفبركة مفادها نقل متوفي الى ثلاجة حفظ الموتى بمستشفى الامام علي (ع) ومن ثم تبين فيما بعد انه حي واخراجه من الثلاجة، ولهذا نفي الخبر جملة وتفصيلا".
وأضافت، نؤكد لا وجود له من الصحة محذرة من تلك الصفحات الصفراء ووسائل الاعلام المأجورة التي تريد النيل والتقسيط من تلك المؤسسات الصحية التي تبذل جهودا كبيرة لخدمة المرضى، داعية الى نقل الاخبار الحقيقية من مصادرها الرسمية.
وبعد ذلك، علّق مدير مستشفى الإمام علي "الجوادر" بالعاصمة بغداد، علي الرواف، اليوم الأربعاء 9 آب/ أغسطس 2023، على مزاعم وضع رجل "غير متوفى" في ثلاجة الموتى. وقال الرواف، "ننفي بشكل قاطع ما تداولته مواقع التواصل الاجتماعي عن وجود شخص مصاب في ثلاجة الموتى"، معتبراً أن "إجراءات التأكد من وفاة شخص ما هي من الأعمال البسيطة التي يقوم بها الأطباء".
وأوضح تفاصيل الحالة، قائلاً: "وصلنا شخص مصاب بعشر رصاصات في صدره جراء نزاع عشائري وقع في مدينة الصدر (شرقي العاصمة)، وبعد قيام الأطباء بالإجراءات والفحوصات اللازمة والكاملة تبين أن الشخص متوفى فجرى نقله إلى ثلاجة الموتى".
وبين، أن "ما حدث هو قيام بعض الموجودين من طرف النزاع بإخراجه من الثلاجة وزعموا أنه على قيد الحياة"، لافتاً إلى أن "الكوادر الطبية بدأت عملية إعادة الفحوصات وأثبتت مجدداً أنه متوفي". وأكد الرواف، أن هذا الموضوع "يتكرر دائماً في المستشفيات خاصة تلك الواقعة في المناطق الشعبية"، عازياً سبب ذلك إلى "رفض ذوي المريض تقبل حقيقة وفاة فقيدهم".
الرجل الذي وضع في ثلاجة الموتى بمستشفى الامام علي (ع) "الجوادر" لساعتين أُصيب بطلق ناري طائش
لكن شهودا عيان قالوا لـ"انفوبلس"، إن الرجل الذي وضع في ثلاجة الموتى بمستشفى الامام علي (ع) "الجوادر" لساعتين أُصيب بطلق ناري طائش". وأضافوا، إنه "عندما جلبوا الشخص الى المستشفى تم فحصه وتبين أنه متوفى، لكن بعد مرور ساعتين بدأت تظهر على الرجل دماء في منطقة الرأس فصدر صوت كأنه صوت "الشخير".
وتابعوا، أنه "بعد صدور الصوت تم إخراجه من ثلاجة الموتى مدّعين أنه مازال على قيد الحياة، وبعدها تم فحصه مجدداً ليتبين أن الرجل "متوفى" ولا صحة للكلام المشاع.
كما لم يصدر لغاية الآن توضيح رسمي من وزارة الصحة العراقية، لبيان التفاصيل الكاملة للحادثة التي حدث ليلة الثلاثاء 8 آب/ أغسطس 2023.
مستشفى الجوادر إحدى مستشفيات بغداد الحكومية يقع في مدينة الصدر، قطاع 44 ويتبع المستشفى لوزارة الصحة العراقية.
وبحسب مراقبين فإنه "دائما ما تظهر روايات متناقضة حول الأحداث التي تحصل في المستشفيات العراقية، والدليل ما حدث في مستشفى أبو الخطيب ببغداد مؤخراً.
وفي وقت سابق، أظهر مقطع مصوّر انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، اعتداءً جماعياً على عدد من الكوادر الطبية والتمريضية في مستشفى ابن الخطيب بالعاصمة بغداد بعد وفاة زوجة مدير مديرية الدروع اللواء عامر خميس.
حيث قال المعاون الإداري في مستشفى ابن الخطيب محمد حسين عباس، والذي تعرض للاعتداء، إن "المريضة كانت محالة من مستشفى النعمان وهي مصابة بالحمى النزفية، وقد بذلنا كل ما في وسعنا ككوادر طبية وإدارية، حتى أن مدير المؤسسة كان يطمئن يوميا على حالتها، لكنها مع الأسف فارقت الحياة نتيجة مضاعفات المرض".
وأضاف، "ثمة ضوابط معينة للمرضى المتوفين بالحمى النزفية، وهي ضرورة وضع الجثة داخل كيس عازل ويوضع داخل التابوت الذي يجب إقفاله بإحكام، ويجب أن يتم الدفن بعمق مترين إلى مترين ونصف تحت الأرض، ولا يتم تسليم الجثة إلا بعد إكمال الإجراءات الرسمية، من تحرير شهادة الوفاة وتشكيل لجنة خاصة لمتابعة عملية الدفن".
وبين، "بعد إبلاغ ذوي المتوفية بذلك، تم الاعتداء على الكوادر في المستشفى، وتم التعدي بالضرب على المعاون الإداري ومسؤول الاستشارية التمريضية، علما أن زوج المتوفية ضابط كبير في الجيش العراقي وهو تابع لوزارة الدفاع، كما وأن أحد أبناء المتوفية ضابط أيضا"، موضحا، "فقدنا السيطرة على الوضع بسبب دخول ضباط برتب كبيرة في الجيش العراقي لتعزية ذوي المتوفية، وعند سماع هذه الإجراءات تم الاعتداء علينا".
لكن توضيح وزارة الدفاع، نفى رواية محمد حسين عباس، وقال إن "أولاد المتوفية فوجئوا بوجود شخص يدعى (محمد حسين عباس) قام بالكشف عن الجثة وبدأ بالتقاط الصور لها دون أن يبين مَن هو وما سبب القيام بهذا الإجراء، طلب منه ابن المتوفية عدم تصوير الجثة إلا أنه أجابه بعبارات استفزازية وقيامه بالتهجم على ابن المتوفية وبادر بتوجيه اللكمات والضربات الى ابنها دون بيان الأسباب، مما جعل الابن يدافع عن نفسه وهنا بدأ شجار بينهما، بحسب بيان الوزارة.
وغاص القطاع الصحي العراقي (التابع للتيار الصدري منذ عام 2003) مثل بقية القطاعات الخدمية في مستنقع الفوضى متأثراً بالعدد المحدود للمستشفيات التي يرجع تاريخ بناء بعضها إلى سبعينيات القرن الماضي، فالأزمات التي عانتها البلاد أدت إلى تدهور القطاع الطبي بشكل كبير.
كما أن العراق في المرتبة الثالثة كأسوأ رعاية صحية بالعالم، وذلك ما أعلنه موقع لومبيو المتخصص بالمستوى المعيشي لدول العالم. ترتيب العراق جاء بعد فنزويلا التي جاءت أولاً تلاها بنغلاديش بالمرتبة الثانية.
الحكومة العراقية الحالية من جانبها تؤكد سعيها إلى إيجاد بعض الحلول من خلال بناء مستشفيات ذات سعات صغيرة ومتوسطة في بعض المناطق التي تعاني كثافة سكانية عالية وخصوصاً الفقيرة في العاصمة بغداد، وتأهيل أخرى أو زيادة قدرتها الاستيعابية.