جريمة السلاميات في بغداد.. عائلة "سائق التكتك" تزعم براءته وانفوبلس تكشف تطورات الحادثة
انفوبلس/ تقرير
في تطور "لافت" بشأن جريمة منطقة السلاميات شمالي العاصمة بغداد - راح ضحيتها مواطن وجندي وإصابة آخرين في سيطرة أمنية - برّأت عائلة "سائق التكتك"، ابنهم من الحادثة التي تعتبر هي الأولى من نوعها التي تشهدها بغداد التي تعيش استقراراً أمنياً واضحاً منذ أشهر طويلة.
*عائلة "سائق التكتك" تتحدث
يقول والد "سائق التكتك" في حديث متلفز تابعته شبكة "انفوبلس"، إن "ابنه يعمل في عجلة التكتك، وفي ليلة الحادثة قام أحد الأشخاص بتكليفه بتوصيل طلبية الى شخص آخر"، مشيرا الى انه "عند الوصول الى السيطرة الأمنية انفجرت الطلبية لتتبين انها عبوة ناسفة ليذهب ابنه ضحية مع جندي".
ووفق والده، فإن "سائق التكتك" الذي استُشهد في الحادثة متزوج ولديه طفل لا يتجاوزه عمره الـ 4 سنوات.
كما يبين أحد ذوي "سائق التكتك"، ان "هناك خلافات واتصالات بين الاشخاص (مرسل الطلبية والشخص الآخر)"، لافتا الى ان "القوات الأمنية والجهات التحقيقية تستطيع التوصل الى خيوط الجريمة بمراجعة الاتصالات بينهم قبل وقوع الجريمة".
وحادثة انفجار السلاميات في منطقة الشعلة، والذي نجم عن انفجار عبوة لأول مرة في بغداد منذ سنوات، تسببت بإعادة التفكير حول حجم المخاطر الناجمة عن تطور الأساليب، بعد ان كشفت القيادات الأمنية ان الانفجار عبارة عن "عبوة ديليفري" أُرسلت كهدية لشخص ما.
وقالت قيادة عمليات بغداد في بيان ورد لشبكة "انفوبلس" في وقت مبكر من فجر أمس الثلاثاء، إنه في الساعة الحادية عشرة والنصف ليلا، حدث انفجار عبوة ناسفة كانت موضوعة في "علبة توصيل دلفري" بواسطة دراجة نارية نوع (تكتك) بعد ان طلبها أحد المواطنين والذي كان بانتظارها قرب إحدى السيطرات في منطقة "السلاميات" ضمن قضاء ابو غريب غربي بغداد.
وبينت، انه "حال وصول الدراجة الى المكان المحدد وتسليمه الطلب انفجرت مما ادى الى مقتل سائق الدراجة واصابة المواطن الذي كان بانتظاره واستشهاد جندي في الجيش العراقي وإصابة آخر منسوب الى ابناء العراق (الصحوة)"، مشيرة الى انه "على الفور تم تشكيل فريق عمل من قبل الاجهزة الامنية لكشف خيوط الجريمة وملاحقة مرتكبيها".
بيان قيادة عمليات بغداد يحتوي شيئا من الغموض، حيث ورد فيه "ان عبوة موضوعة في علبة توصيل بعد ان طلبها أحد المواطنين"، حيث ان الجملة توحي الى ان المواطن هو من قام بطلب شراء وتوصيل عبوة ناسفة!.
الا ان توضيحا آخر صدر عن قائد عمليات بغداد الفريق الركن وليد التميمي، جاء فيه ان العبوة كانت موضوعة داخل علبة هدية أُرسلت مع خدمة التوصيل عبر تكتك لمواطن كان ينتظر استلامها قرب نقطة عسكرية، وانفجرت فور استلامها من قبل المواطن.
وأشار تصريح قائد العمليات بوضوح الى ان المواطن الذي استلمها والذي أُصيب مع استشهاد سائق التكتك والجندي العراقي، كان هو المستهدف وان العملية عبارة عن حادث جنائي ناجم عن مشاكل شخصية وليس إرهابيا.
في المقابل، أكدت مصادر امنية تحدثت لشبكة "انفوبلس"، أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن العبوة الناسفة محلية الصنع، وتم تسليمها لعامل التوصيل باعتبارها طلبية طعام وموضوعة داخل قدر ألمنيوم"، مؤكدة أن الحادث "ما زال قيد التحقيق".
من جهته، قال محمد التميمي، وهو مسؤول محلي في بغداد، إن التحقيقات الجديدة تشير إلى أن الحادث جنائي وليس إرهابياً"، مؤكدا أن "المواطن الذي كان مستهدفاً بالطرد المتفجر تلقى اتصالاً هاتفياً من مجهول عقب التفجير، يريد التأكد من مقتله، وهذا ما يدفع للاعتقاد بأن التفجير جنائي، ويخضع المواطن المصاب الذي كان الطرد موجهاً إليه للتحقيق حالياً".
وتفتح هذه الحادثة باب المخاوف وضرورة الانتباه الى خطورة "عملية التوصيل" وضرورة عدم تعامل أصحاب الدراجات او العجلات مع جهات مجهولة لأرسال الهدايا او البضائع وغيرها، كما يحتم على المواطنين عدم استلام أي طرد مرسل من شخص مجهول او دون ان يكشف عن هويته، حيث ان مسألة إخفاء الهوية لغرض المفاجأة مستخدمة بكثرة في العراق في ارسال الهدايا، وهي نقطة ضعف قد تستغل للتوريط وإلحاق الخطر نتيجة الخلافات الشخصية الكثيرة.
أما عضو لجنة الامن والدفاع النيابية النائب ياسر اسكندر وتوت، إن "التحقيقات لا زالت جارية بشأن التفجير الذي حصل في ساعة متأخرة (فجر الثلاثاء)، في احدى مناطق ابو غريب ببغداد وأدى الى سقوط ضحايا، لافتا الى انه "من المبكر التكهن بدوافعه التي لاتزال غامضة".
واضاف، إن "فريقًا مشتركًا يجري منذ ساعات عمليات تحقيق مكثفة وهناك بعض الخيوط المهمة التي تم التوصل لها، مشيرا إلى أن "الاجهزة الامنية تعمل بشكل حثيث من اجل معرفة الدوافع وهوية من قام بهذا الفعل الاجرامي الذي تسبب في ازهاق الأرواح".
واشار اسكندر الى إن "الوضع الأمني في بغداد وبقية المحافظات آمن ومستقر وما حدث في أبو غريب قد تُكشف طلاسمه خلال الساعات المقبلة في ظل ايماننا بقدرة القوى الاستخبارية والتحقيقية على كشف معالم الجريمة وتقديم الجناة للعدالة".
كما تحدثت مصادر محلية عن الحادث، وقالت إن المواطن حيدر عباس إبراهيم حسن التميمي من سكنة السلاميات كان ينتظر قرب سيطرة الشعلة ووصلته طلبية (هدية) كانت تحتوي عبوة ناسفة كان يحملها سائق "تكتك" يدعى نهاد خطاب دواي جاسم الزيداوي من سكنة سبع البور مواليد 1993 يعمل سائق تكتك ولديه عائلة وأطفال، دون أن يعلم ما تحتويه، وفور وصوله انفجرت العبوة واستُشهد نهاد بمكانه وأُصيب التميمي.
وبحسب المصادر، فبعدها بدقائق تلقى التميمي اتصالا من رقم غريب وقال: "بعدك عايش ما متت؟ اصبرلي لعد".
وضحايا التفجير هم الشهيد المنتسب علاء جواد صكبان عبد الحسين العادلي، والشهيد صاحب التكتك نهاد خطاب دواي جاسم الزيداوي، والجرحى كل من المنتسب عمر عبد الكريم اسماعيل ناصر البطاوي، وعناصر الصحوة مصطفى خميس كاظم عبد ومصطفى محمد عباس حسم.
ويعتبر هذا التفجير الأول من نوعه الذي تشهده بغداد منذ أشهر طويلة، حيث تعيش العاصمة العراقية استقرارا أمنياً كبيراً، ساعد في رفع غالبية حواجز التفتيش والسيطرة الأمنية من شوارع بغداد، وإعادة فتح العشرات من الطرق المغلقة، ضمن خطة أمنية تشارك فيها قوات الجيش والشرطة وجهاز الأمن الوطني العراقي.