جلسة صلح تتحول إلى نزاع في بابل.. الشوملي تصرخ: لم يحترموا حتى بيوت الله!

انفوبلس/ تقارير
جلسة صلح تحوّلت إلى نزاع دامٍ، اعتقالات بالجملة واجتماع عشائري مرتقب، الشوملي تقف على قدم واحدة وتصرخ: ماذا حدث في بيت الله؟ نزاع يرجَّح أنه على "تنظيف دجاجة" يشعل بابل ومواقع التواصل ويفجّر غضب الجميع، ماذا قال وجهاء المحافظة بعده؟ انفوبلس شرحت الحادثة بالتفصيل في سياق التقرير الآتي.
ماذا حدث؟
في وقت سابق من اليوم الأحد، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو لمواجهات مسلحة وعراك بالأيدي، قيل إنها حدثت بين عشيرتين خلال جلسة عشائرية كانت من المفترض أن تُنهي المشكلة التي بينهما في ناحية الشوملي التابعة لمحافظة بابل.
وبحسب مقطع الفيديو، عمّت الفوضى في المكان الذي احتضن الجلسة العشائرية للتراضي بين الطرفين المتخاصمين، لتتحول إلى عراك بالأيدي تطور هو الآخر الى إطلاق عيارات نارية، رغم محاولات العقلاء بالتهدئة.
مشية صلح تتحول إلى فوضى
من جهته، قال مصدر أمني إن "مشية صلح بين عشيرتين تطورت إلى عدم التفاهم داخل إحدى الحسينيات ضمن ناحية الشوملي في بابل، ثم تطورت أيضا الى تبادل إطلاق الرصاص الحي بالفضاء ما أسفر عن إصابة اثنين نتيجة التدافع".
وأضاف المصدر، إن "قوة أمنية تواجدت في محل الحادث للسيطرة على الأوضاع واعتقال المتسببين بإطلاق النار".
سبب الخلاف
تضاربت الأنباء بشأن سبب تحول جلسة الصلح إلى عراك وفوضى وإطلاق نار، لكن الغالبية اتفقوا على أنه بسبب "دجاجة".
ويقول مصدر محلي خلال حديث لإحدى وسائل الإعلام وهو يروي الواقعة، إن سبب ما حدث هو خلاف على تنظيف دجاجة بين زبون وبائع دجاج كان محوره 500 دينار!" وفق قوله.
القبض على المتورطين
بدورها، أصدرت شرطة بابل بيانا بشأن الحادثة، مؤكدة اعتقالها كافة المتورطين.
وذكرت الشرطة في بيانها الذي ورد لشبكة انفوبلس، أن "مفارز قسم شرطة ناحية الشوملي التابعة لقيادة شرطة محافظة بابل، تمكنت من التدخل الفوري لفض مشاجرة وإطلاق نار وقعت في منطقة الخضرية ضمن ناحية الشوملي جنوب المحافظة ".
وأوضحت قيادة الشرطة أن "الخلاف نشب خلال جلسة فصل عشائري، الأمر الذي استدعى التحرك الفوري للأجهزة الأمنية إلى موقع الحادث".
وأشارت إلى أن تدخلها أسفر عن "إلقاء القبض على عشرة أشخاص متورطين في المشاجرة ، حيث اتخذت بحقهم الإجراءات القانونية المتبعة".
اجتماع عشائري مرتقب
إلى ذلك، نشر إعلام المنطقة الجنوبية في ناحية الشوملي بياناً جاء فيه، "نرجو من جميع الإخوة الأعزاء في ناحية الشوملي، وبالأخص من أبناء المنطقة الجنوبية، التفضل بعدم نشر أو تداول المقطع المتعلق بالمشاجرات والاصطدامات التي وقعت مؤخرًا خلال أحد التجمعات العشائرية".
وأضاف، "نؤكد أن هناك اجتماعًا مرتقبًا سيجمع شيوخ العشائر ووجهاء المنطقة خلال الساعات القادمة، للوقوف على تفاصيل الحادثة واتخاذ ما يلزم من خطوات حكيمة للحد من هذه الظواهر السلبية التي لا تمثل قيمنا ولا أخلاقنا العشائرية الأصيلة".
وتابع البيان، "لذا نهيب بالجميع التحلي بالوعي والمسؤولية، والتوقف عن تداول أو نشر أي مقاطع تؤجج الفتنة أو تنشر الفوضى، الحمد لله على نعمة العقل والتعقل، ونسأل الله أن يحفظ منطقتنا وأهلها من كل شر".
"لم يحترموا حتى بيوت الله!"
بدوره علّق الشيخ أبو محمد السلطاني على الحادثة قائلا: "حادثة غير مألوفة اليوم قد حدثت خلال مشية عشائرية في مدينة الشوملي محافظة بابل حيث كان ضمن المشية عدد كبير من السادة وشيوخ العشائر ووجهاء المجتمع ومثقفين وقد انتهت المشية بسلام ولكن بعض من الشباب من الجهة غير المسيطر عليه قاموا بإطلاق نار خلال المشية التي كان من المفترض أن تكون مناسبة للصلح والتراضي".
وأضاف، "هذا التصرف الخارج عن التقاليد أدى إلى اشتعال الفتنة، مما شكل خرقاً صريحاً للقيم والأخلاق والانسجام والتكاتف المعهود في ناحية الشوملي التي تُعد نفسها عرب ديرة حسب ما يقال في كل شيء".
وتابع السلطاني، "لذا نطالب الدولة أولا إنزال العقوبات الصارمة حتى تكون عبرة وكذلك أخذ حشم مربع لمنع تكرار مثل هذه الممارسات، وتعزيز الوعي المجتمعي بأهمية الحفاظ على النظام".
وختم: "مع الأسف كانت المشية في أحد بيوت الله جل جلاله جامع طريمش/ منطقة الخضرية فلم يحترموا حتى بيت الله، وقد تم التنازل عن الحشم العشائري من قبل عشيرة طريمش قبيلة البوسلطان ولكن كان مقابل التقدير والاحترام هو إشعال الفتنه والإساءة إلى هذه العشيرة".
ردود فعل
فجّرت الحادثة ردود فعل كبيرة وغاضبة، إذ قال أحد المراقبين: "لم تعد مشيات الصلح العشائرية في العراق تحمل ذات الوزن المعنوي الذي ورثته عن تقاليد الأجداد، فبينما كانت تُعد طقسًا اجتماعيًا يحسم الخلاف بالحكمة والوجاهة، أضحت اليوم في كثير من الحالات ساحة لتجديد الخصومة لا إنهائها".
وأضاف، "في مجتمع تتنازع فيه الأعراف والسلطة، ويُستبدل القانون أحيانًا بمنطق السلاح، يصير الحضور إلى مجلس صلح كالدخول إلى حقل ألغام.. لا أحد يعلم من أين تنفجر الأزمة من جديد".
وفي تويتر، كتب أحد الناشطين: “مجالس الإصلاح العشائرية باتت تحتاج هي الأخرى إلى وساطة.. لا عقل يُسمع، ولا صوت يعلو فوق الرصاص”.
وكتب آخر ساخراً، "كنت أستغرب من الفراعنة، حينما رسموا ونحتوا على جدران الأهرام إنسانا برأس حيوان، لكني اليوم أيقنت أنهم كانو أصحاب نظرة مستقبلية".
وعلى فيسبوك كتب مدون: "شنهي هل فوضى والاستهتار اتقو الله يا مسلمين، بلد تايه، لا سداد ورداد".