حادث سير "مؤلم" يخطف حياة عدد من قراء القرآن وطلبة الحوزة العلمية في ذي قار.. انفوبلس تستعرض ظروف المأساة
انفوبلس/ تقرير
تسبب حادث مروري "مروع"، صباح اليوم الأحد 14 نيسان 2024، في محافظة ذي قار بمصرع 4 من قراء القرآن الكريم وطلبة الحوزة العلمية أثناء ذهابهم إلى محافظة النجف الأشرف، في واقعة هي ليست الأولى من نوعها في العراق.
ويسلط تقرير شبكة "انفوبلس"، الضوء على واقعة حادث السير المؤسف في محافظة ذي قار وأسماء الضحايا
مصادر محلية في محافظة ذي قار أفادت لـ"انفوبلس"، أن حادث السير المروع وقع في إحدى الطرق الخارجية في المحافظة، أثناء ذهابهم الى محافظة النجف الأشرف"، مشيرة الى أن الضحايا هم كل من الشيخ حيدر الحسيناوي والحافظ محمد حسين العسكري والدكتور إبراهيم عدنان السهلاني.
ويعود كل من الشيخ حيدر الحسيناوي والحافظ محمد حسين العسكري إلى مؤسسة العبد الصالح القرآنية، حيث أقدمت الأخيرة الى نشر بيان تعزية على صفحتها الرسمية في الفيسبوك.
وعلي صفحته في الفيسبوك، قال الشيخ وطالب الحوزة حبيب عماد بمنشور رصدته شبكة "انفوبلس"، "انتقل من دار الفناء إلى دار البقاء بجوار ساداته الأطهار (عليهم السلام) خادم الإمام الحسين (عليه السلام) جناب الشيخ حيدر الحسيناوي.. فإن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك لمحزونون شيخي وأخي الطيب".
وأضاف عماد، "توفي الشيخ بسبب حادث سير مؤسف وهو في حال رجوعه إلى النجف الأشرف ليباشر دروسه بعد انتهاء العطلة الرمضانية".
أما الكاتب الإسلامي أحمد محمد نزال فقد ذكر في منشور، إن حادث سير في السماوة يؤدي إلى وفاة شابين مؤمنين من أهالي ذي قار مقبلين على الزواج وكانا في طور ترتيب أمور زواجهما بعد عطلة العيد ذهبا الى مدينة النجف الأشرف، لكن شاء الله أن يذهبا أمواتا وليس أحياء، المرحوم الدكتور إبراهيم عدنان السهلاني والشيخ حيدر خالد الحسيناوي.
كما نعت مؤسسة ملتقى العلم والدين الثقافية في ذي قار بكلمات قالت فيها، "ننعى العامل الرسالي المرحوم الدكتور إبراهيم عدنان السهلاني الذي توفي نتيجة حادث سير مؤسف، لقد عُرف الفقيد بمواقفه النبيلة وسيرته الحسنة ومواقفه الطيبة ورساليته في مؤسسات العمل الطلابي كافة من خلال ما تركه من أثر وتأثير في نفوس العاملين وكل من عرفه بنقائه وإخلاصه".
كما حصلت شبكة "انفوبلس"، على صورة للحادثة المؤلمة والتي تعتبر هي الثانية حيث إنه في العام الماضي 2023 تعرض أيضاً قراء للقران الكريم لحادث سير في المحافظة وتوفي جميعهم.
لايزال العراقيون تحت تأثير الحزن والغضب تجاه حادثة الدهس الدموية التي وقعت في محافظة البصرة وطالت تلاميذ صغارا، ما أدت الى وفاة 6 أطفال وإصابة 14 آخرين.
وتسجل المحافظات العراقية بشكل يومي حوادث مرورية وانقلاب سيارات، بسبب المخالفات المستمرة وعدم تطبيق النظام، وأصبحت المخالفات اليومية مشهدا مألوفا في شوارع البلاد، تتمثل بقيادة السيارات من دون رخص السوق، ومن قبل شبان بأعمار صغيرة، وعدم الالتزام بقواعد السير والمرور، فضلا عن عدم معرفة وإلمام بأصول قيادة السيارات وإرشادات المرور في الشوارع، وغير ذلك.
وحلَّ العراق، في وقت سابق، بمرتبة متقدمة عالميًا وعربيًا بمعدلات الموت جراء الحوادث المرورية، فيما تظهر الأرقام تصاعد معدلات الموت بالحوادث المرورية في العراق خلال السنوات العشرة الماضية.
وبحسب تقرير مؤشر الحوادث المرورية العالمي "ROAD TRAFFIC ACCIDENTS" وتابعته "انفوبلس"، فإن العراق يحل بالمرتبة 37 من أصل 183 دولة بمعدلات الموت جراء الحوادث المرورية.
وبلغ معدل الوفيات جراء الحوادث المرورية في العراق 34.4 وفاة لكل 100 ألف نسمة، وعلى المستوى العربي، جاء العراق خامساً بعد كل من الصومال السودان السعودية واليمن.
وتصدرت جمهورية الدومينيك، تقرير المؤشر العالمي، وسجلت معدل وفيات جراء الحوادث المرورية وصل لـ67 لكل 100 ألف نسمة، فيما تذيلت دولة انتيغا المؤشر بصفر وفاة، وقبلها ولايات ميكرونيسيا المتحدة بمعدل 0.1 وفاة لكل 100 ألف نسمة.
ووفقًا لبيانات منظمة الصحة العالمية التي تابعتها "انفوبلس"، فإن هناك ارتفاعا واضحا في معدلات الموت جراء الحوادث المرورية، ففي عام 2012 سجل العراق 18 حالة وفاة لكل مئة ألف نسمة ليستمر هذا الارتفاع بتسجيل 27 حالة وفاة لكل مئة ألف نسمة في عام 2019.
وتُعد الحوادث المرورية وفواجع الموت من خلالها حالة يومية تشهدها مختلف المحافظات العراقية ولاسيما على الطرق الخارجية لأسباب عديدة، أهمها سوء الطرق وعدم الاعتناء بضوابط التأثيث المروري وتحديد الأماكن المخصصة للوقوف والعبور وكل شيء آخر يتعلق بالتعليمات المرورية، إلا أن مديرية المرور العامة تحمّل السائقين المسؤولية الأكبر وتقول إن 80% من الحوادث يكون السائق هو المسؤول عنها، والطرق 6% فقط.
وتحولت الحوادث المرورية إلى ماكينة جديدة تُضاف إلى مكائن الاغتيالات والنزاعات العشائرية والتعرضات الارهابية في قطف أرواح العراقيين بعد أن كانت الصدارة لماكينات العمليات الإرهابية التي طالت العراق خلال العقدين الأخيرين، إذ تجاوزت أعداد ضحاياها 3 أضعاف أعداد ضحايا أعمال العنف والإرهاب خلال العامين الماضيين بحسب الاحصائيات الرسمية.