حالتان كل يوم!.. ظاهرة الانتحار تعود إلى الواجهة في العراق وانفوبلس تحدد الأسباب
انفوبلس/..
عاد الحديث عن ظاهرة الانتحار مرة أخرى إلى الواجهة، مع تسجيل ثلاث حالات أمس الاثنين منهما لشابتين، فيما يطالب مختصون بحلول سريعة لمعالجة التزايد الكبير في أعداد المنتحرين لاسيما في صفوف الشباب.
وقالت مصادر أمنية إن "العراق سجلت أمس ثلاث حالات انتحار، الأولى تعود إلى فتاة القت نفسها من بناية سكنية في أربيل، والثانية لطالبة في كلية الطب انتحرت بشنق نفسها في بغداد، والثالثة لرجل أطلق النار على نفسه في بغداد ايضاً".
*دراسة عاجلة!
وفي هذا السياق، ذكر عضو مفوضية حقوق الإنسان السابق فاضل الغراوي في تصريح صحفي، أن "الانتحار أصبح من الظواهر الخطيرة على المجتمع العراقي"، مضيفا، ان "المعدلات شهدت ارتفاعاً ملحوظاً خلال السنوات الثلاث الأخيرة للعديد من فئات المجتمع".
ولفت، إلى أن "قسماً من الأسباب اجتماعية وأخرى اقتصادية ونفسية وأمنية والفقر وقلة فرص العمل وضغوط الافتقار إلى حقوق الإنسان والاستخدام السيئ لوسائل التواصل الاجتماعي واستخدام المخدرات".
وشدد الغراوي، على أن "هذه العوامل كانت سبباً في تسجيل حالات انتحار لفئات جديدة تتمثل بالفتيات"، منوهاً إلى أن "السنوات الأخيرة سجلت انتحار العديد من النازحات وكذلك الطلبة".
وشدد الغراوي، إلى "ضرورة وضع دراسة عاجلة للتعامل مع هذه الظاهرة والعمل على إنهائها من خلال الحلول والمعالجات الخاصة بها".
*الاسباب
ومن جانبه، قالت أستاذة القانون الجنائي بشرى العبيدي، في حديث صحفي، إن "ارتفاع معدلات الانتحار في العراق ليس وليد اليوم، إنما منذ زمن"، مشيرة الى أن "الحالات كانت تشمل في السابق الشباب فقط، وامتدت اليوم إلى الشابات وبنحو ملحوظ، حتى أصبحت الظاهرة خطيرة".
وشددت، على "تعرض الشباب العراقي من الذكور والاناث إلى ضغوط كبيرة، منها العوامل الاقتصادية وعدم الشعور بالاطمئنان وغموض المستقبل"، لافتة الى ان "تلك الضغوط تدفع الإنسان احياناً إلى التفكير بأن حياته ليست ذات قيمة ويلجأ إلى أبسط وسائل التخلص منها، بالانتحار".
وتحدثت، عن "تقصير حكومي واضح في تلبية احتياجات الشباب، كما أنها لم تتعامل مع الخطط التي تقدم من قبل الباحثين والمختصين الذين أشروا أسباب ارتفاع حالات الانتحار". إلا أن العبيدي لم تخف، "وجود جرائم جنائية تدون على أنها حالات انتحار"، داعية "وزارة الداخلية إلى الالتفات إلى هذه المسألة الخطيرة وعدم الاكتفاء بما يرد في الاخبار عن الواقعة، وتسجيلها على أنها انتحار وقد يوصلنا التحقيق إلى أن الحادث هو جريمة قتل".
وتجد، أن "الحل الوحيد لإيقاف هذا التصاعد في عدد المنتحرين بعلاج أسباب حالات قتل النفس سواء على الصعيد الشخصي أو الاقتصادي"، مشددة على أن "هذه المهمة تكون بتعاون الحكومة مع المجتمع".
ولفتت العبيدي، إلى أن "بعض الأشخاص يتعرضون إلى حالات تنمر وسخرية وانتقاص من قبل أفراد المجتمع بل من مد يد المساعدة، وهذه من العوامل المهمة التي أدت إلى تسجيل العديد من حالات الانتحار".
*احصائيات صادمة
وفي إحصائية خاصة بانفوبلس، فقد سجل العراق خلال شهر حزيران الماضي 22 حالة انتحار وفي شهر تموز سجلت المحافظات العراقية (20) حالة انتحار.
وقال مدير الشرطة المجتمعية، العميد غالب عطية، إن "الفقر والبطالة والعنف الأسري وتعاطي المخدرات أحد أهم أسباب حالات الانتحار في العراق”، لافتا إلى أن "الشرطة المجتمعية تعمل على كثير من برامج التوعية لتقليل نسب ومعدلات الانتحار".
وأضاف عطية، أنه "للحد من هذه الظاهرة، لا بد من إيجاد استراتيجية وطنية على مستوى البلاد، تتظافر خلالها جميع الجهات المعنية من وزارة الداخلية والتربية والصحة والعمل والشباب والرياضة، إضافة إلى منظمات المجتمع المدني".
وأوضح أن "انتحار أكثر من 420 حالة في عموم محافظات العراق، بدءا منذ مطلع العام 2022 ولغاية نهاية شهر السابع، أي بمعدل حالتي انتحار في اليوم الواحد".
وسجل العراق، خلال العام 2021، أكثر من 772 حالة انتحار في عموم البلاد، متخطيا حصيلة العام 2020 الذي شهد تسجيل 663 حالة، وفق إحصاءات رسمية.
وتشكل البطالة والفقر في العراق، عاملا رئيسا في حالات الانتحار، حيث يعاني نحو 27% من السكان البطالة، فيما تخطت نسبة الفقر حاجز 31.7 بالمئة، بحسب إحصاءات وزارة التخطيط العراقية.