حزب بارزاني يتوغل بكركوك.. مخاوف من عودة جرائم "البارتي" وانتفاضة شعبية لمنع الاستيلاء على "المقر المتقدم".. إليك آخر المستجدات
انفوبلس/ تقارير
غادروها بجرائم لا تُمحى، جثث بمياه الصرف الصحي وسجون سرية، غيّبوا المئات من أهالي كركوك وكانوا يزجّون مَن يخالفهم خلف القضبان المخفية، مارسوا الاضطهاد والقتل والتهجير ولم يغفلوا عن ممارسة الطائفية، والآن وبعد استتباب الأمن في المحافظة عادت أطماع حزب بارزاني للسيطرة على مقر العمليات المشتركة في كركوك (المقر المتقدم) ما فجّر غضب الأهالي بتظاهرات غاضبة سرعان ما تحولت إلى اعتصام مفتوح لمنع تكرار مأساة حزب لطالما عبث بأمنهم قبل مغادرة المقر في ٢٠١٧. فمَن يعطي الشرعية لعودة الحزب الديمقراطي الكردستاني إلى كركوك؟ وبماذا توعد أهالي المحافظة مَن يصرّ على تنفيذ القرار وإنزال العلم العراقي من أهم مقر أمني في مدينتهم؟.
*عودة رغم الرفض
قبل يومين، أكد مصدر مطلع أن الحزب الديمقراطي سيستعيد مقراته في محافظة كركوك، وسيُعيد افتتاحها من جديد.
وأشار إلى أن الأطراف التي تعارض عودة الحزب إلى كركوك هي الجبهة التركمانية والتحالف العربي، لاسيما مع اقتراب موعد إجراء انتخابات مجالس المحافظات.
وأكد، أنه "قبل 20 يوماً وجه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بإخلاء مقر مجلس قيادة كركوك - كرميان للحزب الديمقراطي الكردستاني، مبيناً أنه "من المتوقع قريباً أن يتم إخلاء المقرات وتسليمها للحزب".
ولفت المصدر إلى، أن "المقر المذكور يُعد من أهم مقرات الحزب في كركوك كونه يمتلك موقعاً جغرافياً مميزاً حيث يقع بالقرب من أحد آبار نفط المحافظة"، مشيرا إلى أن "الحزب الديمقراطي يملك 33 مقراً في كركوك، وتم إخلاء معظمها منذ عام 2017".
*تظاهرات وقطع طرق احتجاجا على العودة
المرحلة السابقة التي تواجد بها الحزب الديمقراطي في كركوك لغاية عملية فرض النظام والتي أدت إلى مغادرتهم بصورة "مُهينة"، تسببت بالكثير من الأزمات لها، وهو ما يثير القلق لدى عرب المحافظة وهذا ما دفعهم للخروج بتظاهرات غاضبة اليوم الاثنين، عبّروا خلالها عن رفضهم لتسليم المقر المتقدم إلى حزب بارزاني وإنزال العلم العراقي من فوقه.
وقطع مئات الأشخاص من المتظاهرين الطريق الرابط بين كركوك وأربيل بالكامل، رافضين تسليم المقر المتقدم للعمليات المشتركة في المحافظة إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني.
وطال القطع، أحد الاتجاهات، فيما بقي الاتجاه الثاني سالكا بالذهاب والإياب، وذلك للضغط على السلطات الأمنية لمنع إخلاء مقر الحزب الديمقراطي الذي تشغله العمليات المشتركة.
*سجون سرية وجثث بمياه الصرف الصحي
يؤكد أهالي محافظة كركوك المحتجين، رفضهم إنزال العلم العراقي من مقر العمليات المشتركة ورفع علم حزب بارزاني الذي مارس القتل والترغيب في المحافظة، وفق قولهم.
ويقول المتظاهرون، إن "كركوك عراقية ولن نسمح لأي حزب رفع رايته فوق مقر العمليات المشتركة"، وفيما طالبوا السوداني بسحب القرار، أكدوا أن اعتصامهم سيكون مفتوحا".
وطالب المتظاهرون، بـ"القصاص من حزب بارزاني كونه مارس القتل والابتزاز بحق أهالي المحافظة"، مؤكدا أن "المقر كان يضم جثثاً بمياه الصرف الصحي وسجوناً سرية عندما كان بحوزة حزب بارزاني".
*رفض لنعرات الطائفية
من جانبه، قال المتحدث باسم المجلس العربي، عزام الحمداني، إننا "لسنا ضد أي ممارسة سياسية من قبل أي حزب سياسي في كركوك، لكننا بالضد من الخطاب القومي المتطرف، والذي يهدد السلم المجتمعي في المحافظة".
وأضاف الحمداني، إن "المقر المتقدم في كركوك أصبح يمثل حالة قدسية لأهالي المحافظة، باعتبار أن عملية فرض القانون تحققت من خلاله، والذي يشغله الأن الجيش العراقي، ويعمل على حفظ الأمن في المحافظة".
وتابع، "ليس من المنطق والمعقول استبدال هذا المقر بمؤسسة وكيان حزبي يعمل على ممارسة أفعال سياسية لربما قد تكون متطرفة بدل مؤسسة عسكرية تقوم بفرض الأمن والقانون بهذه المحافظة".
*عشائر العبيد: تسليم المقر المتقدم لحزب بارزاني قرار سياسي
بدوره، أكد شيخ عام عشائر العبيد من ساحات التظاهر في كركوك، أن قرار تسليم مقر العمليات المشتركة إلى حزب بارزاني هو قرار سياسي.
وأكد شيخ عام عشائر العبيد، أن عرب كركوك مستنفرين كامل طاقاتهم لمنع تسليم المقر لحزب بارزاني.
*خفايا العودة
قرار العودة لابد أن يحمل خفايا عديدة، فحزب بارزاني لا يستطيع أن يخطو هكذا خطوة من بدون موافقة الحكومة الاتحادية، فهل سمح له السوداني؟.
تحالف الفتح، كشف، تفاصيل عودة الحزب الديمقراطي إلى محافظة كركوك، وفيما حذر من عودة البوصلة إلى الخلف، أكد أن التوتر سيؤثر بشكل مباشر على حزب بارزاني.
القيادي بالتحالف عائد الهلالي قال، إن "إدارة محافظة كركوك لابد أن تكون وفق آلية جديدة تشترك فيها جميع المكونات"، مبينا "عدم وجود رغبة من الأخرين بإعادة البوصلة إلى الخلف وخلق حالة من التوتر أو التشتت والتي ستؤثر بشكل أو بآخر على العلاقات بين بغداد وأربيل".
*سر إصرار بارزاني على التوغل في كركوك
تتجه أنظار الأحزاب الكردية، خلال انتخابات مجالس المحافظات المقبلة، نحو محافظة كركوك، ومحاولة السيطرة على المفاصل الحكومة المحلية؛ لتعويض الخسائر السابقة، والتي حصلت خلال عملية فرض القانون.
ويؤكد مراقبون، أن إصرار حزب بارزاني بالتوغل في كركوك يأتي لتحقيق الهدف أعلاه، وهو السيطرة على كامل مفاصل الحكومة المحلية في المحافظة لتعويض الخسائر التي مُني بها الحزب في عام 2017 بعد إخراجه من المحافظة.