edition
إنفوبلاس
  • الرئيسي
  • كل الأخبار
    • سياسة
    • أمن
    • اقتصاد
    • رياضة
    • صحة
    • محليات
    • دوليات
    • منوعات
  • اقرأ
  • شاهد
  • انظر
  • انفوغراف
  • كاريكاتور
  • بودكاست
  • بلغتنا
  • من نحن
  1. الرئيسية
  2. الأخبار
  3. محليات
  4. حصاد مياه الأمطار.. قصة الأمل الأخير في مواجهة عطش العراق

حصاد مياه الأمطار.. قصة الأمل الأخير في مواجهة عطش العراق

  • 23 تشرين ثاني
حصاد مياه الأمطار.. قصة الأمل الأخير في مواجهة عطش العراق

انفوبلس/ تقارير

يعيش العراقيون قصة صراع يومي مع شح المياه، حيث أصبحت كل قطرة مطر تحمل معها أمل البقاء واستمرار الحياة، وكل نهر ينحسر يذكّرهم بأن حياتهم مرتبطة بشكل مباشر مع الطبيعة. في قرى الشمال، حيث تكاد الثلوج تختفي عن جبال كردستان، وفي سهول الوسط والجنوب حيث الأمطار متقطعة، يقف المواطن أمام هذه الأزمة محتارًا، بين الحلول الحكومية المتعثرة وترشيد الاستهلاك الإجباري، مدركًا أن كل خطوة يخطوها على هذه الأرض مرتبطة بالبقاء أو الهدر.

العراق يواجه منذ سنوات أزمة مائية حادة انعكست بشكل مباشر على الزراعة والأمن الغذائي والاقتصاد الوطني، وسط انخفاض ملحوظ في مناسيب الأنهار الرئيسة وتقلبات شديدة في كميات الأمطار والثلوج، وتأثير واضح لتغير المناخ. يرى خبراء بيئيون وزراعيون واقتصاديون أن الوضع الحالي يتطلب حلولاً متكاملة تشمل رفع الوعي المجتمعي، تبني سياسات جديدة لإدارة الموارد المائية، واستثمار مياه الأمطار والسيول كجزء من استراتيجية وطنية مستدامة. وفي هذا السياق، يصبح حصاد مياه الأمطار أداة استراتيجية لا غنى عنها.

ريّ ناقص.. الأمطار وحدها لا تكفي

يوضح الوكيل الإداري لوزارة الزراعة، مهدي سهر الجبوري، أن الموجة المطرية الأخيرة لم توفر ريًا كاملاً للمحاصيل بسبب تفاوت شدتها بين المحافظات الشمالية والغربية التي شهدت أمطارًا غزيرة، والمناطق الوسطى والجنوبية التي كانت فيها الأمطار متوسطة ومنخفضة. 

ويضيف الجبوري أن الوزارة تترقب موجات مطرية متقاربة قريبًا لتقييم أثر الأمطار في القطاع الزراعي وإدارة الموارد المائية في العراق.

ويشير إلى أن تباين الأمطار يفرض على الوزارة متابعة دقيقة لتقدير كمية المياه المتاحة لكل محافظة ووضع خطط طارئة لدعم المزارعين في المناطق المتأثرة بالجفاف الجزئي، بما يضمن استدامة الإنتاج الزراعي وحماية الأمن الغذائي. ويؤكد أن الإدارة الصحيحة للموارد المائية والمراقبة الدقيقة للمعدلات المطرية تساعد على التخطيط المسبق للزراعة الشتوية والصيفية وتجنب الهدر غير الضروري للمياه المتاحة.

حصاد المياه.. ثروة مائية مستدامة

من جانبه يرى الخبير الاقتصادي ضياء المحسن أن حصاد وإدارة مياه الأمطار والسيول يمثل استراتيجية حاسمة لتنشيط الاقتصاد العراقي، خاصة في ظل أزمة الشح المالي والمائي الحالية. 

ويضيف المحسن في حديث له تابعته شبكة انفوبلس، أن هذه الاستراتيجية توفر مصدرًا مائيًا إضافيًا ومستدامًا يقلل الاعتماد على مياه الأنهار المتأثرة بدول المنبع وعلى الخزين الاستراتيجي المكلف، ما يدعم بشكل مباشر القطاع الزراعي ويعزز الأمن الغذائي.

ويشير إلى أن استخدام مياه الأمطار في الري التكميلي للأراضي المطرية وتوسيع الأراضي المروية يزيد الإنتاج ويخفض تكاليف الضخ، كما يسهم في تنمية المراعي والثروة الحيوانية ومكافحة التصحر من خلال تحسين مستوى المياه الجوفية والغطاء النباتي. 

ويبين أن مشاريع حصاد المياه تقلل من استيراد المحاصيل الغذائية، ما يوفر مبالغ ضخمة من العملة الصعبة، ويخفض تكاليف البنية التحتية ومعالجة المياه مقارنة بالمياه الجوفية أو الأنهار الملوثة، منوها بأن هذه المشاريع تخلق فرص عمل محلية مؤقتة ودائمة، وتفتح الباب أمام تنمية الصناعات الغذائية المحلية، إضافة إلى إمكانية استثمار بعض مواقع تجميع المياه في أغراض سياحية وترفيهية، مما يوفر مصدرًا ماليًا إضافيًا للمحافظات.

ويكمل المحسن حديثه بالقول: إن القيمة الاقتصادية المضافة من هذه المشاريع قد تصل إلى أكثر من مليار دولار سنويًا إذا طُبقت بشكل فعال في مناطق شمال وغرب وشرق العراق ذات المعدلات المطرية المتوسطة. 

ويؤكد أن مشاريع حصاد المياه لا تغني عن اعتماد العراق على نهري دجلة والفرات، لكنها أداة استراتيجية لا غنى عنها لزيادة الموارد الداخلية، وتقليل الخسائر الزراعية والبيئية، وخلق فرص استثمارية جديدة في قطاعات الزراعة والصناعة والتكنولوجيا والبنية التحتية.

بين الأمن الغذائي والاقتصاد

يشدد المحسن على أن تأمين المياه هو أساس الأمن الغذائي، فكل متر مكعب من المياه المستخدمة بكفاءة في الزراعة يمكن أن يوفر آلاف الدولارات على الدولة والمزارعين، ويعزز استقرار السوق المحلي للمحاصيل الأساسية مثل القمح والشعير والخضراوات. 

ويؤكد أن ترشيد الاستهلاك وإعادة استخدام مياه الأمطار يمكن أن يقللا الاعتماد على الاستيراد، ويخلقا وفراً بالعملة الصعبة، ما ينعكس مباشرة على الاقتصاد الوطني ويعزز القدرة الشرائية للمواطنين.

من جهته يشير الخبير البيئي خالد سليمان إلى أن مستوى الوعي البيئي في العراق لا يزال محدوداً، خاصة فيما يتعلق بترشيد استهلاك المياه، رغم أن هذه القضية تمس حياة الجميع. 

ويضيف سليمان في تصريح صحفي تابعته شبكة انفوبلس، أن الوعي البيئي يرتبط بشكل أساسي بالقوانين والتشريعات المطبقة لحماية البيئة وتحسين النظم البيئية، حيث أن وجود قوانين واضحة وفعالة يمثل حجر الأساس لتعزيز ثقافة الحفاظ على الموارد المائية والطبيعية.

ويؤكد أن التربية والتعليم يمثلان المحور الثاني في تأسيس وعي بيئي مستدام لدى المواطنين، إذ إن إدراج القضايا البيئية في المناهج المدرسية بدءاً من المرحلة الابتدائية مروراً بالمتوسطة والثانوية يسهم في تكوين قاعدة صلبة من الوعي لدى الطلاب، بينما الجامعات تختلف بحسب تخصص الطالب. 

ويشير إلى أن الإعلام والتوعية العامة يمثلان المحور الثالث، فالقضايا البيئية غالبًا ما تكون مهمشة مقارنة بقضايا أخرى مثل الفن والثقافة والرياضة والصحة والاقتصاد، رغم أهميتها الكبيرة في حياة المواطنين اليومية. 

ويتابع، أن دمج هذه المحاور الثلاثة (القوانين، التعليم، والإعلام) يمكن أن يؤدي إلى تأسيس وعي بيئي فعال، يعزّز ترشيد استهلاك المياه وحماية الموارد الطبيعية، ويضع الأسس لإدارة مستدامة للمياه في البلاد.

هدر المياه والسلوكيات اليومية

بدوره، حذر خبراء بيئيون، من أن أبرز أسباب هدر المياه في العراق يعود إلى هدر الغذاء، حيث يحتاج إنتاج اللحوم والحبوب والبقوليات إلى كميات هائلة من المياه، فالمأكولات المهدورة تعني مياهاً مهدورة بشكل غير مباشر. 

وأشاروا إلى أن السلوكيات اليومية مثل غسل المنازل والسيارات واستخدام المياه في المطاعم والمياه المعبأة تسهم في الاستهلاك غير المسؤول، بينما تزيد المصانع والزراعة بأساليب قديمة الضغط على الموارد المائية.

وأضافوا أن تغيير المناخ يمثل السبب الرئيس في شح المياه، حيث تراجعت كميات الأمطار الموسمية والثلوج على جبال كردستان بشكل كبير، ما أثر مباشرة في تغذية الأنهار الرئيسة والفرعية، وأدى إلى تقليل معدلات تدفق المياه إلى الأراضي الزراعية في وسط وجنوب البلاد. 

وتابع الخبراء، أن السدود الحالية تعتمد طرقاً تقليدية لتخزين المياه، وكانت تستخدم سابقًا لدرء المخاطر فقط، فيما تتبخر نحو 20–30 بالمئة من المياه خلال فصل الصيف الحار، لذلك يجب إعادة التفكير في استراتيجيات التخزين وإنشاء سدود صغيرة وجوفية لضمان موارد مائية مستدامة.

ويشير الخبراء إلى أن العراق يواجه تحديات مناخية كبيرة، أبرزها تراجع الهطول المطري الموسمي وقلّة الثلوج على قمم جبال كردستان، ما يؤثر على تغذية الأنهار الرئيسة والفرعية. 

كما أن موجات الجفاف المتكررة تؤدي إلى تبخر نحو ثلث المياه المخزنة في السدود التقليدية خلال الصيف، الأمر الذي يستدعي تبني حلول مبتكرة لتخزين المياه وإدارتها بكفاءة، مثل إنشاء سدود صغيرة وجوفية واستخدام تقنيات حديثة لجمع مياه الأمطار وإعادة استخدامها.

دور الاستثمار والتكنولوجيا

بالعودة إلى المحسن فهو يشدد على أن مشاريع حصاد المياه لا تقتصر على الزراعة فقط، بل تمتد لتشمل الصناعات الغذائية وتحلية المياه، وحلول الري الذكي، والتقنيات الحديثة في الزراعة المستدامة، وهو ما يخلق فرص استثمارية واسعة ويحفز الابتكار والتوظيف في المناطق الريفية والحضرية على حد سواء. 

ويشرح: أن الاستثمار في البنية التحتية المائية، بما في ذلك بناء خزانات المياه الصغيرة، وشبكات التجميع والتخزين، وربطها بالتقنيات الحديثة لمراقبة المستويات المطرية، يمكن أن يحوّل التحديات المناخية إلى فرص اقتصادية تنموية، ويضمن استدامة الموارد المائية على المدى الطويل.

في النهاية، تبدو أزمة المياه في العراق أكبر من مجرد ظرف طارئ؛ إذ إنها معركة بقاء تتقاطع فيها السياسة مع المناخ، والاقتصاد مع الوعي المجتمعي، والإدارة الحكومية مع سلوك الأفراد. ومع استمرار انخفاض مناسيب الأنهار وتراجع الأمطار والثلوج، يصبح حصاد مياه الأمطار استراتيجية وطنية أساسية لإنقاذ الزراعة والاقتصاد والأمن الغذائي قبل أن تتحول الأزمة إلى كارثة لا يمكن إصلاحها.

أخبار مشابهة

جميع
غياب الشفافية وتراكم التأخير يضاعف معاناة الفئات الفقيرة المعتمدة على البطاقة التموينية

غياب الشفافية وتراكم التأخير يضاعف معاناة الفئات الفقيرة المعتمدة على البطاقة التموينية

  • 1 كانون الأول
بعد مليارات الدنانير وتجهيزات عالمية.. لماذا لا يزال مطار الموصل بلا رحلات دولية؟

بعد مليارات الدنانير وتجهيزات عالمية.. لماذا لا يزال مطار الموصل بلا رحلات دولية؟

  • 1 كانون الأول
محظوظ مَن أكمل التقديم!.. قروض المصرف العقاري تختفي خلال دقائق وتشعل جدلاً واسعاً حول الشفافية وضيق التخصيصات

محظوظ مَن أكمل التقديم!.. قروض المصرف العقاري تختفي خلال دقائق وتشعل جدلاً واسعاً حول...

  • 1 كانون الأول

شبكة عراقية اعلامية

  • الرئيسية
  • مقالات
  • فيديو
  • كاريكاتور
  • إنفوغراف
  • سياسة الخصوصية

جميع الحقوق محفوطة