"حقيبة مسروقة" بملتقى حكومي في بغداد تثير زوبعة كبيرة.. بيانات "متبادلة" بين النزاهة وأكاديمي عراقي
انفوبلس/ تقرير
أثارت واقعة ادعاء الأكاديمي العراقي أحمد الميالي ـ أحد المشاركين في الملتقى الأول لمجالس المحافظات، الذي أُقيم بالتعاون مع هيئة النزاهة والهيئة العليا للتنسيق بين المحافظات ـ أثارت سرقة حقيبته حالة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي في العراق، فكيف أشعلت قناة الشرقية الأزمة؟
رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، افتتح يوم الخميس الماضي، الملتقى الأول لمجالس المحافظات، الذي أُقيم بالتعاون مع هيئة النزاهة، والهيئة العليا للتنسيق بين المحافظات.
*بداية القصة
قال الميالي على منشور في موقع إكس قبل أن يحذفه لاحقاً: "بحضور رئيس الوزراء والمحافظين حضرت ملتقى مجالس المحافظات برعاية هيئة النزاهة وأثناء ذلك سُرِقت حقيبتي وفيها مقتنياتي من قبل أحد الحاضرين من النخب أثناء الاستراحة".
لكن قناة الشرقية أشعلت الأزمة، حيث كتبت على مواقع التواصل الاجتماعي، خبراً فيه إساءة الى هيئة النزاهة، ما أثار غضب الأكاديمي العراقي والهيئة في نفس الوقت، حيث ذكرت الأخيرة في بيان مقتضب، أنه "كفى متاجرةً بسمعة العراق ... ترقبوا من الهيئة بياناً مُهمّـاً بشأن مدعي سرقة الحقيبة".
النزاهة تطرح عدة تساؤلات
وبعدها، ذكرت الهيئة في بيان: "لمقتضيات الشفافية التي تعتمدها هيئة النزاهة الاتحاديَّـة.. فإنها بحاجةٍ إلى توضيحاتٍ من مُدَّعي سرقة حقيبته؛ ليتسنَّى بيان الحقائق"، مضيفةً: "يشغل الدكتور (أحمد عدنان الميالي) منصب معاون عميد كليّة العلوم السياسية للشؤون العلميَّـة في جامعة بغداد، وهو منصبٌ رفيعٌ في وزارة التعليم العالي، وقد اتهم النخب الحاضرة بقوله: (سرقت حقيبتي وفيها مقتنياتي من قبل أحد الحاضرين من النخب) ولم يُبيِّنْ من يقصد بالنخب؟ هل تلك التي تنتسب إلى مُؤسَّسات الدولة، أم النخب من المجتمع المدني أو الصحافة الاستقصائيَّة، أم يتهمهم جميعاً؛ لعدم حضور غيرهم في المُلتقى".
وتابع البيان، إنَّ "المؤتمر على مستوى أمني عالٍ، ومن متطلبات ذلك منع إدخال الحقائب الشخصيَّة إلى قاعة المُلتقى، فكيف تمكَّن من مُخالفة ذلك وأدخل حقيبته الشخصيَّة إلى القاعة المنعقد فيها المُلتقى؟"، موضحاً: "إذا كان يقصد الحقائب العلميَّـة التي وزَّعتها هيئة النزاهة الاتحاديَّـة بين المشاركين؛ بقصد إشاعة ثقافة النزاهة، فلا يمكن أن يدَّعي تملُّكه لها، لأنها غير مسماةٍ ومباحة لكل مشاركٍ، وتمَّ وضعها على المقاعد كافة، ولا تحتوي على مقتنياتٍ تعود لأي شخصيَّـة مشاركة في الملتقى"، متسائلاً: "لم يُبيِّنْ سبب دعوته إلى المُلتقى والجهة الداعية، وبأيَّة صفةٍ كانت؟ هل بصفته الوظيفيَّـة الرسميَّــة أم بصفةٍ أخرى غير معلومة؟! وإذا كانت هنالك سرقة حقيقيَّة، لماذا لم يطلبْ من المُنظِّمين فحص الكاميرات؛ لكشف السارق ذلك أنَّ القاعة والفندق مُغطَّى أمنياً بالكاميرات".
ومضت بالقول: "تنتظرُ هيئة النزاهة الاتحاديَّة إجابته عنها، وبالطريقة نفسها التي نشر ادّعاءه سرقة حقيبته؛ ليتسنَّى الوقوف على الحقيقة وتقديم الهيئة اعتذارها له ولجميع العراقيّين عن تقصيرها، وبخلافه ستضطر الهيئة لإقامة الشكوى ضدَّه أمام المحكمة المُختصَّة وفقاً للقانون؛ بغية دفع الاتهام عنها، ومعاقبة من ضلَّل الرأي العام واتهم الهيئة والنخب المحترمة الحاضرة في المُلتقى كذباً".
وهذه القضية أثارت موجة، "سخرية" واسعة بين المدونين على مواقع التواصل الاجتماعي في العراق. وقال أحد المعلقين: "دكتور لو تدري كم تأخذ هيئة النزاهة حتى يعينون أحدا بها كان لا تعبت نفسك ولا أجيت". وأضاف آخر: "لا تعليق".
*الأكاديمي العراقي يرد
وفي إجابته، قال الميالي مخاطباً هيئة النزاهة: "في يوم ٦-٦-٢٠٢٤ حضرت ملتقى مجالس المحافظات الذي نظم من قبلكم في فندق الرشيد وحصل أن فقدت الحقيبة التي وزعت لنا في باب القاعة، بعد أن وضعت فيها بعض الاوراق المهمة، ونشرت منشوراً حول ذلك".
وأوضح: "المقصود بعبارة" أحد الحاضرين من النخب" لا يشمل من ينتسبون الى مؤسسات الدولة والقائمين على المؤتمر اطلاقا، وقد يكون من المحسوبين على الصحفيين او المجتمع المدني او غيرهم من المصورين او الفنيين والله العالم، والحقيبة منحت لي من الجهة المنظمة (هيئة النزاهة) مشكورة قبل دخولي لقاعة الزوراء وكان بيدي بعض الاوراق المهمة ودعوة الحضور، وجدول اعمال لمؤتمر رسمي آخر، وضعتها بالحقيبة قبل دخولي للقاعة؛ ونشرت الحالة المذكورة لخشية امنية ووظيفية؛ كون الاوراق تكشف عن شخصيتي وشخصيات مهمة وحساسة لحضور محفل علمي في زمان ومكان محدد غير قابل للنشر والتداول، ولو كان الأمر غير ذلك لما نشرت أساساً".
وأشار إلى أن "الدعوة وجهت لي، ليس بصفتي الوظيفية انما الشخصية ولدي "صورة من الدعوة"؛ كوني كاتب وباحث بالشأن السياسي والاعلامي ومسيرتي على مستوى التحليل السياسي في الاعلام معروفة"، مطالباً "ادارة الفندق بإعادة فحص الكاميرات لتبيان حقيقة ما ذكرته، علما أني ابلغت أحد موظفي الهيئة في العلاقات والاعلام حول ما حصل في حينها، وجلست بقربه وبإمكان الهيئة التحقق من ذلك".
واختتم قائلاً: "أتقدم بالاعتذار من "هيئة النزاهة ورئيسها والحضور الكرام، مباركاً للجميع جهودهم في إقامة الملتقى، وأن المنشور لم يكن القصد منه توجيه اللوم او الاتهام للجهة المنظمة للمؤتمر او جهة او شخصية حكومية اطلاقاً، انما حُرف من قبل إحدى وسائل الإعلام".
ويوم الخميس 6 حزيران/يونيو 2024، افتتح رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، الملتقى الأول لمجالس المحافظات. وذكر المكتب الاعلامي لرئيس الوزراء في بيان ورد لشبكة "انفوبلس"، إن "رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني افتتح الملتقى الأول لمجالس المحافظات". مضيفاً، إن "الملتقى، يُقام بالتعاون مع هيئة النزاهة والهيئة العليا للتنسيق بين المحافظات".