حوت الكهرباء وزعيم الاقتصادية.. الصدر يقطع أحد أذرعه بتهمة الفساد والخيانة.. تعرف على عباس الكوفي وسيرته
انفوبلس..
بعد اكتشاف الصدر متأخراً لـ"خيانته وفساده"، قرر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر طرد أحد مقربيه بعد سنوات من حديث الشارع وخصوصاً المنتمين للتيار عن حجم الفساد والانتهاكات التي يمارسها "عباس الكوفي" مسؤول اقتصادية التيار في وزارة الكهرباء، وأحد قيادات جيش المهدي منذ تأسيسه، وأحد المقربين للصدر منذ 2003 ووالده الشهيد محمد محمد صادق الصدر فيما قبلها.
ويوم أمس، أعلن صالح محمد العراقي المقرب من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، طرد قيادي كبير في التيار بتهمتي الفساد والخيانة.
وذكر العراقي المعروف بوزير الصدر في بيان: "نودّ إعلام المؤمنين أعزهم الله بعزّه.. أن الفاسد (عباس الكوفي) مطرود بتهمة الخيـانة والفساد، فيمنع التعامل معه منعاً باتاً بكافة التعاملات التجارية والمالية وغيرها مطلقاً".
وأضاف، إنه "على الرغم من ذلك فإننا ندعوه للتوبة والعزلة.. كما نهيب بالجميع عدم التعامل معه بعنـف أو ما شاكل ذلك".
لجنة جمع المعلومات
ومن المثير للسخرية، إن الكوفي نفسه، كان قد كلفه الصدر برفقة قياديين آخرين عام 2019، بتشكيل لجنة جمع معلومات شاملة عن كل من ينتمي للتيار الصدري ويعمل بمشاريع تجارية حكومية.
وقال الصدر في بيان له، نشرته صفحة (صالح محمد العراقي) المقربة منه، حمل توقيعه: "يكلف كل من الإخوة: الأخ أبو ياسر، الأخ عباس الكوفي، الأخ علي التميمي، بجمع معلومات شاملة وكاملة عن كل من يعمل بمشاريع تجارية حكومية حلالاً كانت أم حراماً، مشروعة كانت أم ممنوعة.. ممن هم ينتمون (للتيار الصدري) حالياً أو كانوا ينتمون له من دون استدعائهم".
وأضاف: "ثم تقسيم الملفات الى عدة أقسام كما سيبين لاحقاً.. ثم عليهم أن يعلنوا عن جميع الأسماء والتمييز بين العمل الصحيح والباطل".
وهدد الصدر بأن "كل من يرفض التعاون مع هذه اللجنة أو تثبت إدانته فسيُحال ملفه الى محاكم الدولة المختصة. يستثنى من ذلك من يكتب كتاباً يبين فيه استقالته وأن كل ما عمل به من أعمال تجارية ومالية وغيرها لم يكن بغطاء إداري من التيار ولا بأمر مني على الإطلاق".
وتابع، أن "عنواننا آل الصدر أجلّ من أن يستعمل في مآربكم المالية الدنيئة.. فإما أن تختاروا أموالكم فأنتم مطرودون وأما أن تختاروننا آل الصدر فأهلاً بكم وسهلاً ولا فرق في ذلك بين من عمل في السياسة او الجهاد او غيرها من الأمور".
ومضى الصدر بالقول: "على كل حال فإني ما عدت أتحمل تشويهكم لسمعة السيد الوالد وخروجكم عن نهجه الآخروي لتختاروا الدنيا وأموالها.. ألا بُعداً للمتاجرين بمرجعهم وأبناء مرجعهم وتعساً لهم ولأعمالهم".
وزارة الكهرباء
يذكر أن عباس الكوفي ارتبط اسمه باستقالة وزير كهرباء الحكومة السابقة برئاسة مصطفى الكاظمي، ماجد حنتوش، عام 2021، عندما نُسبت إليه رسالة موجهة للصدر يتحدث فيها عن تدخلات عباس الكوفي بعمل الوزارة، قبل أن ينفي حنتوش فيما بعد صحة الرسالة.
وفي حينها ذكرت الرسالة المتداولة بشكل واسع، على لسان وزير الكهرباء، وموجهة إلى الصدر: "ليس ذنبنا الإخفاق والفساد في وزارة الكهرباء، ولم نطمح يوما لمنصب الوزير وكنا على أبواب التقاعد.. من اختارني وزيرا هم حاشيتك والمقربون منك بعد الاتفاق مع اثنين من كبار المقاولين في وزارة الكهرباء".
وتضيف الرسالة، أنه "منذ اليوم الأول لاستلامنا المسؤولية كانت تدخلات مكتبكم المتمثلة بالسيد عباس الكوفي، وبعلمكم شخصيا لم تترك لنا خيارا في إدارة الوزارة سواء في عقودها أو في أمورها الإدارية حتى أصبح يمارس دور الوزير خلف الستار ويبرم العقود وينصّب المديرين وحاولوا جاهدين تحجيم دوره وتقليل الخراب والدمار الذي تسبب به الذي وصل الى مرحلة تنصيب مشرفين على كل شركات الوزارة وأصبح يدير اجتماعات دورية في مقره بالكاظمية".
وتابعت: "هل تعلم سيدنا أننا لم نكن نملك صلاحية تحريك أي مدير شركة من شركات الوزارة، ولا إبرام أي عقد فيها، وكان الوزير الفعلي هو منسوبكم عباس الكوفي الذي جنّد العشرات من تياركم مثل رائد عبد الحسين، وحسين عبوه وأسماء لم ينزل الله بها من سلطان".
وعلى رغم صدور نفي رسمي من الوزير حنتوش بشأن صحة الرسالة، المنسوبة إليه، إلا أن الشارع العراقي تلقفها وتداولها كتّاب وصحفيون على مواقع التواصل الاجتماعي، ووكالات خبرية، فيما قالت مصادر صحفية، بأن الرسالة حقيقية، لكن الوزير تراجع عنها لاحقاً، تجنباً لتداعياتها.
ردود أفعال
وبعد انتشار خبر طرده من التيار الصدري، نشر العديد من الناشطين ووسائل الإعلام بعض من أعمال الكوفي خلال فترة عمله في التيار.
وكان أحد المنشورات لمهندس كهرباء صدري مستقيل، يدعى حيدر الخزعلي، والذي كتب على صفحته منشورا جاء فيه: "والله وبالله وتالله، أحد أسباب تشويه سمعة التيار الصدري سابقاً التيار الوطني الشيعي حالياً هو عباس الكوفي ومجموعته، ومستعد أن أُعدد أسماءهم وأرصدتهم خصوصاً الموجودين بوزارة الكهرباء ومضاف إلى مكاتبهم".
وأضاف، "عباس الكهربائي أو عباس بالة، من خادم يشد شمعة أو گلوب إلى ملتي ملياردير بظرف سنتين كان مسؤول اقتصادية التيار آنذاك في وزارة الكهرباء".
وأكمل، "المضحك المبكي، لي صديق عزيز على قلبي عندما كنت أتناول موضوعات عباس الكوفي الكهربائي وبمنشور محفوظ لديّ قال (برّي روحك) رغم علمه اليقين أن من فعّل القضية بقصد لأنني رفضت فسادهم . وصلت مرحلة عند بعض المحسوبين على التيار الكفر بربّ العزة وسب المقتدى وأبيه ولا تتكلم على عباس الكهربائي وما زالوا موجودين إلى هذه اللحظة ويتمتعون بمناصب داخل وزارة الكهرباء الشركة العامة لتوزيع كهرباء بغداد حصراً، الشيخ، الحجي، المهيب، حامي العلويات، كل هذه ألقاب كانت تُطلق لعباس الكهربائي. وقبله الكثيرون ويوجد الكثير إلى الآن كمثل شاكلة عباس اللي انفضح بين الناس".
وكتب صدري آخر يدعى "مهيمن الغزالي" منشورا يعقّب فيه على حادثة الطرد، وقال: أغلب الإخوة تفاجأوا بمنشوري الذي يخص "عباس الكوفي" أنا عملت بما تقتضيه مصلحتي الشخصية ولست بصدد الدفاع عن أحد. كل ما في الأمر أن الإخوة المقربين هم أصدقاء السماحة هو الذي يحاسبهم هو الذي نصبهم، سابقا كنت "خبل" وتكلمت بالضد أو انتقدت أحدهم والآن أنا في تمام العقل . مهما حدث ويحدث من جانبهم باب التوبة مفتوح يتوبون يرجعون يكعدون الأمر موكول لسماحته حصرا يفعل ما يريد التيار تياره وبكيفه وما عليه إلا الالتزام . ولن أتكلم عنهم بسوء فاسدين كانوا أم مخلصين والسلام على من اتبع الهدى".
كما نشرت العديد من الصفحات صورا ومقاطع فيديو تعود للعام 2019 وتظهر عملية هجوم مسلح من قبل الاقتصادية التابعة للتيار الصدري بإدارة مباشرة من قبل عباس الكوفي بسيارات موكب حماية الصدر مضافا الى هويات تثبت انتماءهم الى تيار الأحرار والمكتب السياسي ونواب سائرون. كان الهدف من العملية السطو المسلح والسيطرة على عقد اقتصادي عائد الى الشركة الصينية العاملة في محافظة واسط قرب حي الوحدة سيطرة اللج وتم إفشال العملية بتصدي حماية الموقع.