edition
إنفوبلاس
  • الرئيسي
  • كل الأخبار
    • سياسة
    • أمن
    • اقتصاد
    • رياضة
    • صحة
    • محليات
    • دوليات
    • منوعات
  • اقرأ
  • شاهد
  • انظر
  • انفوغراف
  • كاريكاتور
  • بودكاست
  • بلغتنا
  • من نحن
  1. الرئيسية
  2. الأخبار
  3. محليات
  4. حين يصبح المرض دافعاً للإنجاز: قصة طالب عراقي يتحدى نزف الدم ليبتكر حلولاً للإنسان

حين يصبح المرض دافعاً للإنجاز: قصة طالب عراقي يتحدى نزف الدم ليبتكر حلولاً للإنسان

  • 27 تشرين ثاني
حين يصبح المرض دافعاً للإنجاز: قصة طالب عراقي يتحدى نزف الدم ليبتكر حلولاً للإنسان

انفوبلس/ تقرير

لا تشبه قصة الطالب العراقي عمر محمد خضير قصص أقرانه ممن يسعون إلى التفوق الدراسي أو المشاركة في المسابقات العلمية. إنها حكاية تتقاطع فيها المعاناة مع الإصرار، وتتداخل فيها الحدود الفاصلة بين المرض والابتكار، إذ استطاع هذا الفتى، القادم من محافظة الأنبار، أن يحوّل إصابته بمرض نزف الدم الوراثي (الهيموفيليا) إلى منصة انطلاق نحو مشاريع تقنية نوعية في مجال الذكاء الاصطناعي، جعلته أصغر ممثل للعراق في معرض "العيش باستقلالية" الذي احتضنته العاصمة القطرية الدوحة على هامش القمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية.

مرض نادر.. وبداية مختلفة لطفولة استثنائية

وُلد عمر وهو يحمل اضطراباً وراثياً نادراً، يعرف طبياً باسم "الهيموفيليا"، يتسبب بنقص في عوامل التخثر داخل الدم، ما يجعل أبسط إصابة قادرة على تحويل لحظة لعب عادية إلى كابوس صحي. لم يكن بإمكانه الركض مع أقرانه بحرية، أو القفز في ملعب المدرسة، أو حتى خوض نشاط بدني بسيط دون أن تلاحقه تحذيرات الأطباء، الذين كانوا يذكّرون عائلته بأن أي خطأ بسيط قد يقوده إلى نزيف داخلي خطير.

كان الطفل، الذي اعتاد منذ سنوات عمره الأولى رؤية الإبر والمحاليل والمستشفيات، يخرج من جلسات العلاج بأسئلة أكبر من عمره: لماذا ينزف جسده هكذا؟ لماذا يختلف عن الآخرين؟ هل يمكن للعلم أن يساعد أمثاله؟ تلك الأسئلة لم تكن مجرد فضول طفولي، بل تحولت لاحقاً إلى شرارة قادته إلى البرمجة، ومنها إلى عالم الذكاء الاصطناعي.

في الوقت الذي كان زملاؤه يكتفون باستخدام الهواتف الذكية للألعاب، كان عمر يتعلم لغات البرمجة، ويبحث عن تقنيات تساعد المرضى والمصابين بالأمراض المزمنة على إدارة حياتهم اليومية. كان يريد أن يفهم كيف يمكن لبرنامجٍ على الهاتف أن يتتبع الجرعات الدوائية، ويُذَكّر المريض بمواعيد حقناته، ويوثّق أعراضه، ويوفر قناة تواصل مع أسرته وأطبائه.

شيئاً فشيئاً، لم تعد أفكاره مجرد أمنيات، بل مشاريع حقيقية جذبت انتباه معلميه في مدرسة الموهوبين في الأنبار، الذين أدركوا أن أمامهم نموذجاً نادراً من الطلبة الذين يستخدمون معاناتهم كوقود للإبداع، لا كعائق يوقف مسيرتهم.

يذكر أن عمر محمد خضير، اختار وهو يواجه منذ طفولته مرض نزف الدم الوراثي النادر (الهيموفيليا)، أن يحوّل ألمه إلى دافع للإنجاز، فطوّر سلسلة من المشاريع العلمية في مجالي البرمجة والذكاء الاصطناعي، موجِّهاً جزءاً كبيراً منها لخدمة ذوي الهمم والمرضى المزمنين.

وقادته تجربته مع حقن العلاج وغرف الطوارئ مبكراً إلى طرح أسئلة عن جسده وعن معنى أن يعيش طفل تحت تهديد دائم من إصابة صغيرة، ومن هذه الأسئلة تشكّلت رغبته في دراسة البرمجة والذكاء الاصطناعي، وتصميم تطبيقات تساعد المصابين بأمراض مزمنة أو ذوي الإعاقة على إدارة تفاصيل حياتهم اليومية، وتذكّر جرعات الدواء، وتوثيق الأعراض، وتسهيل تواصلهم مع الأطباء وأسرهم".

اختيار غير عادي لتمثيل العراق

تقدّم عمر بمشاريعه إلى الجهات المعنية، ليتم اختياره أصغر مشارك في معرض "العيش باستقلالية" ضمن القمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية في قطر، وهي فعالية إقليمية رفيعة المستوى تُعنى بدمج الأشخاص ذوي الإعاقة اقتصادياً واجتماعياً.

يقوم هذا المعرض على فلسفة جديدة تتجاوز الصورة التقليدية للدمج القائم على المنح والرعاية، إلى نموذج يربط بين الابتكار والتأهيل والتكنولوجيا، في محاولة لتحويل احتياجات الفئات الهشة إلى فرص اقتصادية وتنموية مستدامة. وجاء عمر، بما يحمله من معرفة وخبرة وتجربة ذاتية مؤلمة، تجسيداً عملياً لهذه الفلسفة.

مشاريع عمر: من الأفكار إلى التطبيقات

مثّل عمر محمد خضير، العراق في هذه الفعالية الدولية عبر مجموعة من المشاريع التي أنجزها في مجالات البرمجة والذكاء الاصطناعي، من بينها حلول رقمية وتطبيقات مخصصة لمساندة ذوي الهمم، تسعى إلى تسهيل التعلم والحركة والتواصل، وتقديم بيئة تقنية تساعدهم على إدارة شؤونهم اليومية بدرجة أعلى من الاستقلالية.

هذه المشاريع ليست مجرد نشاط مدرسي، بل خط إنتاج مبتكر يمكن احتضانه وتطويره وتحويله إلى شركات ناشئة تخدم سوقاً عربياً يضم عشرات الملايين من ذوي الإعاقة.

وبيّن القائمون على المعرض أنّ "مشاركة الطالب العراقي، جاءت بوصفه أصغر المشاركين سناً بين الشباب الحاضرين"، موضحين أن "مشاريعه أظهرت مستوى متقدماً من المعرفة التقنية، واقترحت نماذج عملية يمكن تطويرها مستقبلاً ضمن مشاريع احتضان أو حاضنات أعمال مخصّصة لابتكارات الشباب في الوطن العربي، وبخاصة تلك التي تلامس قضايا الفئات الأكثر هشاشة".

وأشاد وزراء وسفراء عرب وزوار المعرض بما قدّمه عمر من "مبادرات مبتكرة، معربين عن فخرهم بمشاركته في هذا المحفل الدولي وقدرته على صياغة حلول ريادية لمشكلات يواجهها ذوو الهمم"، مؤكدين "أهمية الاستثمار في طاقات الطلبة الموهوبين في مجالات الذكاء الاصطناعي من أجل دعم مسارات التنمية الاجتماعية وربط التكنولوجيا بالعدالة الاجتماعية".

من جانب آخر، أوضحت والدة الطالب عمر، رنا ضرار، أن "مشاركته ولدها في القمة العالمية بالدوحة أسهمت في فتح قنوات تواصل رسمية داخل العراق"، مبينة أنه "تلقى دعوة من مستشار رئيس الوزراء، عدنان السراج، الذي استضافه وأبدى اعتزازه بمشاركته في قطر وبالمشاريع التي يعمل عليها في مجال الذكاء الاصطناعي لخدمة قضايا ذوي الهمم".

وذكرت والدة عمر، أن "المستشار استمع بتفصيل إلى أفكاره ومطالبه وطموحاته المتعلقة بتطوير برامجه وتوفير بيئة داعمة لمواصلته العمل البحثي والتطبيقي"، مؤكدة أنه "عبّر عن دعمه الواضح له، ووعد بمتابعة مسيرته العلمية، وتهيئة فرصة مستقبلية للقاء رئيس الوزراء لعرض هذه المبادرات على مستوى أعلى من دوائر صنع القرار".

وأضافت أن "هذا الاهتمام الرسمي يشكّل، من وجهة نظرها، رسالة مشجعة لكل الطلبة الموهوبين في المحافظات، مفادها أن المشاريع الجادة في مجالات البرمجة والذكاء الاصطناعي يمكن أن تلقى صدى لدى مؤسسات الدولة حين ترتبط باحتياجات المجتمع، ولا سيما حقوق ذوي الهمم وحقهم في التعليم والعمل والعيش باستقلالية".

وأشارت إلى أن "عمر يواصل إلى جانب دراسته في مدرسة الموهوبين، العمل على تطوير أدواته البرمجية وتحديث مشاريعه بما ينسجم مع المعايير العالمية"، مؤكدة أن "دعم المدرسة والأسرة والمؤسسات الرسمية يفتح أمامه وأمام أقرانه آفاقاً أوسع للمشاركة في مسابقات ومؤتمرات دولية أخرى تمثّل العراق بصورة تليق بكفاءة شبابه".

وأكملت، ان "ابنها يعاني من مرض نزف وراثي ويتلقى منذ سنوات علاجات لا تحقق الاستجابة الطبية المأمولة"، مشيرة إلى أن "مستشار رئيس الوزراء أكّد خلال لقائهما أن ملفه الصحي سيُحال إلى الجهات المختصة لمراجعته والبحث عن خيارات علاجية أكثر فاعلية".

وأردفت، أن "الأسرة تلقت وعوداً رسمية بمساعدة عمر في تجاوز التعقيدات التي تواجه علاجه الحالي، والسعي لإيجاد حل طبي مناسب يخفف من معاناته ويمكّنه من مواصلة دراسته ومشاريعه العلمية من دون مخاطر إضافية على صحته".

يرى مراقبون أن هذه الخطوة تكشف بداية تحوّل في نظرة الدولة العراقية تجاه المواهب العلمية، خصوصاً في مجالات الذكاء الاصطناعي التي باتت تقود الاقتصاد الرقمي في العالم. فإذا ما تحوّلت هذه الوعود إلى سياسات فعلية، فسيكون العراق أمام فرصة لإطلاق مشروع وطني يستثمر عقول طلابه بدل تصديرها إلى الخارج.

وفي المحصلة، فإن قصة عمر محمد خضير مثال حي على قدرة الأفراد — حتى الأطفال — على إحداث تغيير يتجاوز قدراتهم الجسدية وظروفهم الصحية. إنها شهادة على أن الابتكار ليس امتيازاً لمن يمتلك الظروف المثالية، بل امتياز لمن يمتلك الإرادة.

وإذا أحسن العراق التعامل مع هذه المواهب، فإن ما يصبح حلماً اليوم قد يتحول غداً إلى صناعة وطنية تقوم على الذكاء الاصطناعي، وتفتح آفاقاً جديدة للعلم والاقتصاد والتنمية الاجتماعية، وتضع العراق في المكان الذي يستحقه بين الدول النموذجية في توظيف المعرفة لخدمة الإنسان.

أخبار مشابهة

جميع
جيل يشتري بلا تفكير.. أثر السوشيال ميديا على القرارات الاقتصادية للأسر.. الأقساط السريعة تقود إلى الاستنزاف

جيل يشتري بلا تفكير.. أثر السوشيال ميديا على القرارات الاقتصادية للأسر.. الأقساط...

  • 30 تشرين ثاني
الرشوة الحديثة.. من السيارات الفاخرة والعقارات إلى الوظائف والهدايا الرقمية

الرشوة الحديثة.. من السيارات الفاخرة والعقارات إلى الوظائف والهدايا الرقمية

  • 30 تشرين ثاني
ظاهرة الطائرة الشبحية في صحراء الوركاء: من لغز أثار الرأي العام إلى كشف الحقيقة العلمية

ظاهرة الطائرة الشبحية في صحراء الوركاء: من لغز أثار الرأي العام إلى كشف الحقيقة العلمية

  • 30 تشرين ثاني

شبكة عراقية اعلامية

  • الرئيسية
  • مقالات
  • فيديو
  • كاريكاتور
  • إنفوغراف
  • سياسة الخصوصية

جميع الحقوق محفوطة