خطة زراعة شتوية حذرة رغم توقعات الشتاء الرطب.. الاتفاق على 5.5 ملايين دونم 4 منها على المياه الجوفية
انفوبلس/..
بأقل من 6 ملايين دونم، اتفقت وزارتا الموارد المائية والزراعة على إقرار الخطة الزراعية الشتوية للموسم الزراعي الشتوي للسنة المائية 2023 - 2024، رغم توقعات بشتاء رطب في العراق ووجود مؤشرات وُصفت بـ"الإيجابية" على تحسّن كميات المياه خلال الموسم المقبل.
*خطة الإقرار
يوم أمس الأربعاء، أعلنت وزارتا الموارد المائية والزراعة، عن إقرار الخطة الزراعية الشتوية للموسم الزراعي الشتوي للسنة المائية 2023-2024.
وقالت وزارة الموارد المائية في بيان: إن "وزيرَي الموارد المائية عون ذياب عبد الله والزراعة عباس جبر عقدا اجتماع اللجنة التنسيقية العليا بين الوزارتين لمناقشة الخطة الزراعية الشتوية للموسم 2023-2024، حيث تضمن الاجتماع عرض الوضع المائي في البلد من ناحية الخزين في السدود العراقية وتوقعات الأرصاد للفترة المقبلة".
وأكدت، أنه تم الاتفاق على إقرار خطة زراعية تبدأ من 1-10-2023 وكالآتي:
1- زراعة 1.5 مليون دونم على المياه السطحية.
2- زراعة 4 ملايين دونم على المياه الجوفية.
ولفتت إلى "استمرار تأمين المياه للاحتياجات الاخرى بالنسبة للاستخدامات المدنية والبيئية وسقي البساتين بمساحة 1.1 مليون دونم"، مشددة على "ضرورة التعاون بين الوزارتين لإنجاح الموسم الزراعي واستخدام التقانات الحديثة في الزراعة ومنع التجاوزات بمختلف أنواعها".
*موسم رطب
وكان قد تحدث وزير الموارد المائية، عون ذياب، في 18 تموز الماضي، عن "مؤشرات إيجابية" على تحسن كميات المياه خلال الشتاء المقبل الذي سيكون رطباً، فيما أشار إلى أن الصيف الحالي سيكون موسم الجفاف الأخير.
وقال ذياب في تصريح للصحيفة الرسمية، إن "منسوب نهر دجلة يشهد حالياً انخفاضاً كبيراً"، بسبب "قلة الإطلاقات المائية من دول الجوار، إلى جانب تجاوزات بعض المزارعين على حوض النهر، مع استمرارهم بالسقي باستعمال طرق الرَّي التقليدية، وتبديد المياه من مربّي الأسماك".
ويأمل وزير الموارد أن تتحسن إطلاقات المياه من الجانب التركي نسبياً عقب زيارة وفد فني عراقي لأنقرة، رغم أن "بغداد لم تلمس حتى الآن، أي بادرة بهذا الجانب".
ونفى ذياب عزم الوزارة تشييد سدود خزنية حالياً في البلاد، مبيناً أن "السدود الموصى بتشييدها من قبل خبير الوزارة وعددها 14، خاصة بحصاد مياه الأمطار والسيول بالمناطق الصحراوية".
وأشار ذياب إلى "وجود تنسيق عال مع إقليم كردستان لإدارة منظومة سدَّي دربندخان ودوكان، اللذين يدخلان ضمن الخطة المائية للبلاد”، منوهاً بأن “الإقليم يستغل السدَّين المذكورين في توليد الكهرباء فقط، وفقاً لجدول زمني محدد بالإطلاقات المائية منها طيلة الموسم الصيفي".
وأكد، أن "الصيف الحالي سيكون الأخير الذي يشهد جفافاً وشحاً بالمياه"، عازياً ذلك إلى وجود مؤشرات إيجابية بتحسن كمية ونوعية المياه خلال الموسم الشتوي المقبل الذي سيكون رطباً وفقاً للمؤشرات المتوفرة، والذي يأتي بعد أربعة مواسم متتالية من الجفاف".
*خطط رشيدة
ولمواجهة أزمة شح المياه داخلياً وخارجياً، أعلنت وزارة الموارد المائية، في آب الماضي، عن خطط وصفتها بالرشيدة لمواجهة هذه الأزمة، فيما كشفت عن تفاهمات من شأنها فتح طريق التعاون المنتج حول حصة العراق المائية.
وقال وزير الموارد المائية عون ذياب، في كلمته خلال المؤتمر الوطني لإدارة المياه الآمنة في العراق، إن "البلاد تواجه تحديات شح المياه للسنة الرابعة على التوالي جراء واقع التغير المناخي التي تعصف منطقة حوضَي نهري دجلة والفرات، فضلاً عن قلة الواردات المائية نتيجة سياسة دول المنبع".
وأوضح، أن "وزارة الموارد المائية تعمل على الصعيدين الداخلي والخارجي لمجابهة شح المياه، حيث قامت بوضع خطط رشيدة لإدارة المياه، والتنسيق بهذا الشأن مع جميع القطاعات والمؤسسات لضمان إيصال الحصص المائية الى جميع المستفيدين، لاسيما في ذنائب الأنهر والقنوات وخاصة في محافظات جنوب العراق".
وأكد، أن "الوزارة ملتزمة بتوفير المياه الخام ذات النوعية الجيدة لدعم إسالات المياه في عموم العراق"، منوهاً إلى أن "العراق يعتمد بنسبة 70 بالمئة من إيراداته المائية من خارج الحدود، لذا فإن الوزارة تعمل بشكل دؤوب وبالتنسيق مع دول أعالي الأنهار بشأن الإيرادات".
وأضاف، أن "المفاوضات حول المياه مستمرة بدعم من قبل رئيس مجلس الوزراء بغية التوصل الى تحديد خطة مائية ثابتة للعراق"، مشيرا الى أنه "خلال انعقاد مؤتمر بغداد الدولي الثالث للمياه وبحضور وفود رفيعة المستوى من وزراء دول أعالي الأنهر تم التوصل الى تفاهمات من شأنها فتح الطريق للتعاون المنتج والبنّاء".
ولفت ذياب، إلى أن "وزارة الموارد المائية وبإسناد من دولة رئيس الوزراء، باشرت بحملة واسعة لرفع التجاوزات على الموارد المائية، وبدعم كبير من القوات المسلحة متمثلة بقيادة العمليات المشتركة ووزارة الداخلية، فضلاً عن المحافظين والحكومات المحلية"، منوهاً إلى "الجهد الكبير المبذول في هذا الاتجاه والذي أسهم في إزالة العديد من التجاوزات على مصادر المياه".
ودعا ذياب، المعنيين بالشأن المائي بشكل عام إلى "ترشيد استهلاك المياه واتخاذ الإجراءات التي من شأنها التكيف مع شح المياه".
*خطة العام
يذكر أن وكيل وزارة الزراعة مهدي سهر، قد أشار في حزيران الماضي، إلى أن "الخطة الزراعية الشتوية السابقة لموسم 2022 - 2023 كانت مليوني دونم ونصف المليون (مرويّ)، بالإضافة الى زراعة 4 ملايين بالاعتماد على الآبار والمياه الجوفية، ومليون ونصف المليون دونم (ديميةّ)، فيصبح مجموع المساحات المزروعة 8 ملايين دونم". كان رغم انحسار كميات المياه بسبب قلة الإطلاقات الواردة من دول الجوار لنهري دجلة والفرات إضافة إلى قلة تساقط الأمطار واستمرار الجفاف لثلاثة مواسم متتالية.