خطيب مسجد الإمام الأعظم يهاجم شيوخ السُنة المشاركين بزيارة الأربعين.. وردود فعل سُنية غاضبة: خطاب تحريض يدعو للفتنة
انفوبلس..
في خطاب طائفي معتاد وبالتزامن مع الزيارة الأربعينية، هاجم خطيب المجمع الفقهي عبدالوهاب أحمد الطه السامرائي، في خطبة الجمعة من على منبر النعمان في مدينة الأعظمية ببغداد، هاجم المعمّمين ورجال الدين من الطائفة السُنية الذي شاركوا إخوانهم الشيعة مراسم زيارة الأربعين وخدمة زوار أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) واصفاً إياهم بـ"شيوخ الدمج"، الأمر الذي قوبل بانتقادات واسعة أغلبها سُنّية كون تلك اللهجة هي دعوة للفتنة وشق الصف الإسلامي في العراق.
وعبد الوهاب السامرائي هو نجل رئيس المجمع الفقهي أحمد طه حسن، ويُعد هو ووالده من أبرز الشخصيات السُنية المثيرة للجدل، حيث يرى الأخير نفسه مرجعاً أعلى للسُنة في العراق ويرى مجمعه الفقهي مقابلاً مذهبياً لمرجعية النجف، وهو الذي قام بتعيين ولده عبد الوهاب خطيباً لمسجد أبي حنيفة النعمان في بغداد.
وفي خطبة الجمعة الماضية، هاجم خطيب مسجد أبو حنيفة النعمان عبد الوهاب السامرائي طائفة من رجال الدين السُنة ووصفهم بأنهم "متملقون متسلقون يسعون لمرضاة الخلق ويطمعون في الدنيا"، في إشارة -بحسب مراقبين- إلى المعمّمين السُنة الذين شاركوا في مراسم الزيارة الأربعينية.
وأضاف في خطبته: أصبح لدينا اليوم معمّمون "دمج" كما في بقية المسالك، وبعضهم جهلاء ودخلاء وأُجراء وسفهاء، ووجدنا من لا يحتاط لدينه أو لقومه، وهو ليس من العلماء، ووجدنا من يرقّع ويسوّق للسيئين ويلهج لسانه بالدعاء للفاسدين، وتحول أصحاب هذه العمائم إلى موظفين يأخذون راتب مقابل الخطابة والإفتاء، مضيفاً أن هؤلاء الشيوخ والمعمّمين أصبحوا يأتمرون بأمر "الأعداء".
ورداً على تلك الخطبة، كتب رئيس تجمع العلماء المسلمين في العراق الشيخ خالد الملا منشوراً على منصة "أكس" ذكر فيه: بالأمس كان داعش الإرهابي ومن قبله القاعدة وقادتها يقطعون رؤوسنا ويذبحوننا لأننا انتهجنا منهج الاعتدال وسلّمنا بضرورة التعايش مع إخواننا وشركائنا في الدين والوطن، واليوم ومن على منابر الجمعة نرى ونسمع التحريض والتخوين فهذا تُخلع عنه عمامته وذاك منافق وهذا لا هوية له وآخر من الأدعياء وذا من الدمج، كل هذا لأنهم شاركوا إخوتهم في مراسم الزيارة الأربعينية، تماسكوا واتقوا الله في العراق.
رئيس مجلس علماء الرباط المحمدي السيد عبد القادر الحسني الآلوسي، كتب رداً على ما ورد في خطبة جمعة مسجد النعمان، وقال: لم يُخِفنا عِواء الذئب الذي هزمناه ليخيفنا اليوم صَداه.
وأضاف: إن الأصوات الطائفية التي تحرّض على العراقيين الشرفاء والمؤمنين الأُصلاء ممـن وقـف مع إخوته العراقيين، في زيارة الأربعين، واتهامهم بالتهـم الباطلة، لـن تـخـدش بطولتهـم، فتحيـّة لأولئك الذيـن يكسرون حواجـز الشيطان بين المسلمين والعراقيين، ما أعظـم عملكـم فـي عين الله أيهـا المشايخ الأنقياء ، ليـس الدخيـل على العلـم أنتـم ، بـل الذين لا يملكون بضاعـة علـم إلا الطائفيـة ، ولا برنامـج عمـل إلا بـث الأحقاد والكراهيـة ، وليـس الأجـراء مـن التحمـوا مـع شـعبهم ، لتعزيـز الوحـدة الإسلاميـة والوطنيـة ، بـل الأُجير مـن يحقـق مـراد أعـداء الأمـة والعـراق في تمزيـق لحمته ووئامه، وليـس الدمـج عيبـا لمـن اندمـج مـع إخوتـه المسلمين ، بـل يـكـون عيبـا لمـن اندمـج بوعـي أو دون وعـي مـع خطـط قـوى شر عدوانيـة احتلت العراق ، ودمـّرت مقدّراتـه ، وتريـد اليـوم تمزيقـه وتقسيمه ، نعـم على كل العراقيين الشرفـاء إلقاء التحيـة لتلـك العمائم التي مثّلت أصالـة ديـن رسـول الله صلى الله عليه وآله وسـلم المحمدية البيضاء ، ديـن المحبة والتسامح والسلام مع كل البشر فكيف بالمؤمنين مـن زوار أهـل بيـت النبوة عليهـم الـسلام. مطالبا أصحاب القرار السياسي والقضائي إيقاف الأصوات الطائفيـة فهـذا أقـل واجبهـم ، فلـم يعـد للعراقيين طاقـة لتحمـل ويلاتهـم وفتنتهـم . هدانا الله وإياهـم إلى طريـق الحـق والعيـش بـسـلام فـي وطـن عـزيـز مـوحّـد كـريـم. حمـى الله العـراق وشعبه، وجنـّبَ أهلـه الأصلاء شرور الفاتنين. إن وليِّيَ الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين.