خلاف في الرأي العام حول عميد آداب المستنصرية.. تكليف الدكتور عبد الأمير العبّودي عميداً لكلية الآداب يُشعل مواقع التواصل الاجتماعي والمدافعون يؤكدون: للدكتور سيرة أكاديمية وصحفية كبيرة.. تعرّف على التفاصيل
انفوبلس..
ضجَّت مواقع التواصل الاجتماعي بنبأ تعيين المحلل السياسي الدكتور عبد الأمير العبّودي عميداً لكلية الآداب في الجامعة المستنصرية، فانقسم المتفاعلون إلى قسمين كما جرت العادة في الرأي العام العراقي، الأول رافض للقرار بسبب مواقع العبودي السياسية التي يرى البعض بأنها متشددة في عدة أحيان، والثاني مؤيد لقرار التعيين بسبب ما يملكه من سيرة أكاديمية وصحفية تؤهله لتولي منصب كهذا.
وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، أمس الأول، وثيقة صادرة عن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تفيد "تكليف أ.م.د عبد الأمير ماذي مذكور التدريسي على ملاك الجامعة المستنصرية بإدارة مهام عميد كلية الآداب في الجامعة"، وكانت الوثيقة موقعة من قبل وزير التعليم العالي والبحث العلمي نعيم العبودي.
ضجة التواصل الاجتماعي
اللغط الأول الذي أُثير على مواقع التواصل الاجتماعي كان بخصوص الاعتقاد بأن سبب التعيين هو القرابة العشائرية، ولكن أحد المقربين من الدكتور عبد الأمير كشف لشبكة "انفوبلس"، أن عشيرة وزير التعليم هي قبيلة "العبودة" والتي يرجع أصلها لمحافظة ذي قار، بينما الدكتور عبد الأمير هو "عبّودي محمداوي" من مدينة الصدر.
المصدر أضاف بأن عميد كلية الآداب الجديد حصل على شهادة الدكتوراه من الجامعة المستنصرية وأصبح تدريسياً فيها، ولكن -وبسبب مشغولياته الكثيرة وشأنه شأن العديد من التدريسيين- كانت له محاضرة واحدة في الأسبوع، وبعد توليه إدارة قناة "آي نيوز" حصل على تفرّغ من الجامعة، وعاد إليها بعد استقالته من إدارة القناة.
وتابع المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، إن للدكتور العبّودي سيرة جيدة في الجامعة، فقد كان شخصاً يساعد من يلجأ إليه من الطلبة أو التدريسيين على حد سواء، وإن له شخصية هادئة ومتزنة حتى في آراءه السياسية التي يطرحها على القنوات التلفزيونية بعصبية في بعض الأحيان لكن تلك العصبية كانت في أغلب الأحيان بسبب استفزاز الضيوف الآخرين، ولكن في المحافل الأخرى كان يطرح رأيه بكل هدوء وودية.
وأضاف إن للعبّودي حضور كبير في المجال الصحفي والإعلامي ومجال التحليل السياسي، والرافضون لتكليفه اعتمدوا على مقاطع مجتزئة من لقاءات تلفزيونية طويلة، أغلبها لا تعكس آراءه وتوجهاته الحقيقية.
الجانب الرافض لتولي الدكتور عبد الأمير منصبه الجديد اشتمل على عدة أصناف، فبعضهم رفضه بسبب خلفيته الإسلامية دون النظر لأية تفاصيل أخرى، وبعضهم الآخر رفضه تأييداً لموقف نشطاء أعلنوا معارضتهم لقرار التعيين دون معرفة شخصه سابقاً، أما القسم الثالث فكان يحتوي على صفحات ونشطاء مشبوهين مرتبطين بأجندة سياسية أو جيوش إلكترونية لجهات أعلن العبّودي في مناسبات عديدة عداءه لها بشكل صريح.
بعض من مواقف العميد الجديد
من خلال متابعة الصفحات الشخصية للدكتور عبد الأمير العبّودي، تتضح العديد من آرائه ومواقفه المبدئية والقيمية من جانب، والآنية من جانب آخر، فضلا عن مواقفه وآرائه التي يطرحها في مقابلاته التلفزيونية.
فبعد "طوفان الأقصى" وظهور موجة رافضة للمقاومة الإسلامية، كتب الدكتور عبد الأمير على صفحته الشخصية في موقع "فيسبوك": أين العلمانيون والوطنيون والمدنيون من تحرير أوطانهم، هل هم معفوون من الجهاد والدفاع عن أوطانهم؟ سابقاً في العراق تصدى الإسلاميون فقط للاحتلال الأمريكي ومن ثم أيضا الإسلاميون فقط لداعش، واليوم والأمس القريب لم يتصد لـ"إسرائيل" سواهم، ولم تستهدف "إسرائيل" غيرهم، إن الله اسقط الجهاد عن النساء والمعوقين، وانتم كما هو واضح غير معوقين".
وحول رأيه بخصوص الطريقة المثلى للحياة في جوانبها كافة، يقول العبّودي: مازلنا نؤمن إن الدين الإسلامي هو السبيل الأنجح للعيش سياسيا أو اجتماعياً في هذه الدنيا، ولا يغير من إيماننا هذا انحراف من ادعى ذلك أو حين تساقط الكثيرون في مضمار الاختبار، فالإسلام يقود الحياة والآخرة.. ولا يقدّم هؤلاء نموذج التجربة الإلهية العظيمة.. فلا يفرح أعداء الإسلام بفشل هؤلاء معتقدين أن الفشل في النظرية وليس في دناءة من إدعى حمل الرسالة".
وبعد تزايد هجمة الصفحات المأجورة على الحشد الشعبي بعد تحقيق النصر على عصابات داعش وبالتزامن مع الحرب الروسية الأوكرانية، كتب الدكتور في صفحته: قوات فاغنر الروسية "ميليشيا" يعشقها الشعب الروسي، أكفأ وأشجع من الجيش الروسي تواجه الأوكرانيين بصلابة، أعادت باخموت للروس وتتقدم الجيش الروسي في اكثر المعارك، لم يقل عنها روسي واحد انها سرقت ثلاجة أو نهبت بيتاً، لم تطعن بخناجر الحقد والحسد من أبناءجلدتها، أمريكا والغرب وإسرائيل يكرهونها كما يكرهون الحشد الشعبي لكنه رحمة للعراقيين، لم يرعب العراقيين كما ترعب فاغنر الأوكرانيين، تشكل بفتوى المرجعية وباركته دماء آلاف الشهداء.. متى تنتهي المؤامرات ضد المقدس الشريف؟.
وفي أحد منشوراته، استذكر العبّودي جانب من الحياة خلال حقبة حكم البعث المجرم، بعنوان "الذكرى تنفع المؤمنين"، وكتب: يقول أحد منفذي أحكام الإعدام في أبي غريب أيام حكم البعث، انهم كانوا يبلغون المحكومين (الإسلاميين) قبل يومين من تأريخ تنفيذ أحكام الشنق، ثم يسترسل فيقول: حينها يبدأون بالاستعداد للموت بطريقة غريبة، فيغتسلون -على أن الماء لم يكن متاحاً لهم إلا القليل- ثم يُشرعون بالإنشاد وقراءة القرآن والبكاء على الحسين واللطم الذي نسمع أصواتهم من خلاله في غرفنا البعيدة المصطفة في بداية قاعة التنفيذ.. وكان وقت تنفيذ أحكام الإعدام فجراً من يومي الأحد والأربعاء أو الاثنين والخميس، في تمام الساعة الثالثة فجراً فتحنا باب الزنزانة العملاق عليهم وكان معتقلهم كالعادة مطفأ الإضاءة تماما فلم يكن لكل المحكومين بالإعدام أي مصباح أو مصدر ضوء، فاليوم ينتهي عندهم حين حلول الظلام مع صلاة المغرب، يقول : نسمع في كل مرة بكاء الباقيين ممن لا يُنفذ بهم الإعدام في هذه المجموعة -حباً وتعاطفاً مع رفاقهم الذين سننفذ بهم- ويستطرد هنا معبراً عن دهشته : اننا كنا ننهال عليهم بالشتم والضرب (بالبواري والتواثي الغليظة) بشكل عنيف وقاسي، ولم نكن نعلم لماذا تطلب منا إدارة السجن ذلك على الرغم إن هؤلاء سينفذ بهم حكم الإعدام بعد دقائق، وبعد ان تتكسر أطرافهم وتسيل الدماء من وجوههم، هنا يندفع عادةً المحكومون بشكل بطولي أمامنا دون وجل او خوف او تردد اوانكسار من الموت، غير ان بعضهم وهم يرددون الآيات والأدعية كان يتمنى ان يكون أخوتهوأهله حاضري هذه الدقائق ليكونوا قربهم يحتضنونهم ويوصون لهم، كانوا يعلمون انجثامينهم لا تصل لأهليهم فكانوا يكتبون باي آلة أو عود خشب او ثقاب أسماءهم على بعض ثيابهم البالية المهترئة، كانت أجسادهم نحيلة جداً وأوزانهم خفيفة حدًّ ان بعضهم لا يموت عند التنفيذ به ، فيبقى يرفس في الحبل لخفة وزنه فلا تنجح العملية إلا حين نقوم بالتعلق بجسده من اسفل مقصلة الإعدام، ينزفون بعض الدماء من أنوفهم، أما الباقون الذين ينتظرون فهم بين قارئ للقران بطريقة سريعة وآخر يهتف ممنياً نفسه بالجنة والشهادة، نصحني احدهم بالتوبة وقال لي: انا احبك في الله ولكن عليك التوبة، حين نكمل صف الجثامين بعضها فوق بعض، يحملهم عمال الخدمة في أحواض سيارات الحمل لإرسالهم حيث تأمر قيادة السجن، فهم بالعادة يدفنون في مقبرة جماعية أو مقابل أمانةبغداد، واحياناً يسلمون لأهلهم، يرفض أصحاب سيارات الأجرة خارج السجن بحملهم على سياراتهم لأسباب كثيرة، بعضهم كان يعدهم من الخونة، فيضطر بعض أهالي المعدومين الى نقلهم بسيارات نقل كبيرة بعد ان يشترك مجموعة منهم بسيارة كبيرة نحو مقبرة واديالسلام في النجف الأشرف.. السلام على عظماء الجهاد وأوتاد الجنة.
وبعد الرد الإيراني على اغتيال الجنرال الشهيد قاسم سليماني وقصف قاعدة عين الأسد، كتب الدكتور العبّودي:
من المؤكد ان خسائر أمريكا في عين الأسد كانت كبيرة، وعلى مستوى الأشخاص أيضا، الأمر الذي يؤكده ما يلي :
1 ــ تأخر البنتاغون بإعلانه الخسائر لفترة طويلة ، وكانوا يقولون إننا بمرحلة تقييم الخسائر ، ولو كانت الخسائر مادية فقط لقالوا منذ البداية ليس هناك من خسائر على مستوى الأشخاص .
2 ــ حين أعلن ترامب (رضوخه) وعدم رده العسكري على إيران ، كان محاطاً بالوزراء و المستشارين و كبار موظفي البيت الأبيض ، (ولا ندري لماذا كل هذا التجحفل و الاصطفاف) وكان سيناريو الإعلان يوحي إنهم في مأزق كبير .
3 ــ التهور بين كتابة التغريدات ومحوها ، وتهديد العراق بالعقوبات و التراجع عنها ، وتهديد إيران بضرب 52 موقعاً و التغاضي عن ذلك ، كل ذلك يؤكد ان الخسائر البشرية كبيرة .
4 ــ يبدو ان البيت الأبيض كان يهيء لعدم الرد حتى وان كانت الخسائر فادحة ، لانه حين احترقت (قاعدته) كأن الأمر لا يعنيه ، وهو يذكرنا برجل احرق خصمه بيته كله ثم بعد انوجد بيته خراباً محروقاً قال : انا لا ارد عليه لان زوجتي و اطفالي لم يحترقوا ، فأين الكرامة و الكبرياء .
5 ــ ما يؤكد النقطة الرابعة ان ترامب يفتح باب الحوار و التفاوض من جديد مع الإيرانيين ،وقد احرقوا القاعدة برمتها قبل ساعات ، وكأن الرجل قد هيأ للتفاوض حتى وان انقلبت الدنيا .
6 ــ الانسحاب السريع من قاعدة عسكرية في سوريا و اخرى في الكويت (وان نفى البنتاغون ذلك كذبا) و الخروج من المنطقة الخضراء على مستوى القوات الإضافية وغيرها كل هذا يؤكد ان امريكا عازمة على الانسحاب و ان رجالها و نساءها احترقوا في قاعدة عين الأسد .
7 ــ لو تصفحنا وجوه الرجال الذين اصطفوا بجانب ترامب و خلفه بالإضافة الى وجهه هو حين اعلن يوم امس عن عدم الرد الأمريكي على (الصفعة) الإيرانية ، لوجدنا هذه الوجوه وجوه قوما مهزومين وقد قُتل لهم الكثير قبل ساعات .