دعوات لاعتصام ومطالبات بقائد عسكري والمحافظ يحذر.. ماذا يجري في المثنى؟
ما الذي يريده حميد الياسري!
دعوات لاعتصام ومطالبات بقائد عسكري والمحافظ يحذر.. ماذا يجري في المثنى؟
انفوبلس/..
تراشقات واتهامات ومطالبات بقائد عسكري، بعد أن خرج القيادي في حشد العتبات، حميد الياسري، في بيان يحدد فيه مهلة أمدها حتى الأربعاء المقبل لطرد مَن وصفهم بـ"الفاسدين من المحافظة ومجلسها"، ليرد عليه المحافظ مهند العتابي ببيان يحمل تحذيراً "من خطف المحافظة".
*البداية
في البداية، دعا القيادي في "حشد العتبات" آمر لواء 44 (أنصار المرجعية)، حميد الياسري، يوم أمس الجمعة، الى اعتصام في محافظة المثنى وأعلن مهلة تنتهي الأربعاء المقبل لـ"طرد الفاسدين من المحافظة ومجلسها"، كما طالب رئيس الوزراء بإرسال "حاكم عسكري" للمحافظة.
وقال الياسري في بيان، إن "دعوتي لوضع حد للفساد في المحافظة وجميع مناطق الوطن لم تكن وليدة اليوم حتى يتهموني بطلب مصلحة او مداراة جهة دون أخرى، أمضيت عمري أحارب الفساد والفاسدين، واسألوا كل أبناء الحراك الشعبي في المحافظة وكل العراق ما هو دوري معهم".
وأضاف، "أنا بدعوتي هذه أمثل نفسي كمواطن سِماوي يشعر بشعبه ولم تكن بتوجيه من أي جهة دينية او سياسية أو شعبية، دعوة شخصية هدفها مواجهة الفساد والفاسدين".
وتابع، "منذ يوم الأربعاء (5 حزيران الحالي) وعلى مدار يومين تلقيت أشكال المساومات والتهديدات والإغراءات، إلا أني قلت لهم (أنا عراقي والعراقي لا يسرق ولا يخون شعبه)".
ولفت إلى، أن تحركه "سيكون ضمن الدستور والقانون وتحت حماية القوات الامنية في عدة خطوات، أولها أن يتم الانطلاق يوم الاربعاء القادم وهي نهاية المهلة لطرد الفاسدين والاعتصام أمام مبنى المحافظة ومجلس المحافظة وبناء الخيم والسرادق وبكل هدوء وإعلان أن المحافظ ومجلس المحافظة لا يمثلون الجماهير ويعملون لأحزابهم فقط".
*رد المحافظ
من جهته، ردّ محافظ المثنى مهند العتابي، على الياسري، الداعي لاعتصام وجعل المحافظة تحت "الحكم العسكري"، محذراً من "خطف" المحافظة.
وقال العتابي في بيان، "يؤسفنا اليوم ما اطلعنا عليه في مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) من المطالبة والدفع نحو تظاهرات لأسباب توجب الاستقضاء وتجعل أصحابها أمام واجب للإدلاء بمعلوماتهم للقضاء العراقي ومؤسساتنا الرقابية كهيئة النزاهة لأن ما جاء بها خطير وفيه معلومات يجب أن تُعطى للأجهزة الامنية كي تتخذ دورها.. أما جعلها مادة للرأي العام فهذا يجعل الفاسدين أمام فرصة الهروب او الاستعداد لدفع التهم".
وتابع العتابي، "تابعنا أيضاً الدعوة لوضع المحافظة تحت الحكم العسكري وهذا فيه من الخطورة ما فيه ويجعل أصحابها امام مسؤولية الإفصاح والكشف عما لديهم من أسباب تدفعهم لهكذا دعوى".
ودعا المحافظ، الى "تفويت أي فرصة لخطف المحافظة، وأن محافظتنا التي كانت أبيةً على المحتلين والإرهابيين، هي ذاتها التي تأبى الفاسدين والفاشلين. وعلى مَن يدّعي الحرص أن يبادر فورا للقضاء العراقي ومؤسسات الدولة الرقابية وأن لا يتأخر دقيقة واحدة عن كشف ما لديه".
*إهمال وهدر
في السياق، أكد رئيس تيار الوعد العراقي، موسى رحمة الله، أن محافظة المثنى عانت من إهمال وهدر كبيرَين من قبل الحكومتين المركزية والمحلية مما أدى الى فساد كبير داخل المؤسسات.
وقال رحمة الله في حديث صحفي، إن "بيان لواء المرجعية يمثل دعوة وطنية لجميع المطالبين بالحقوق للوقوف مع هذه المحافظة المنكوبة حيث عانت المثنى من إهمال وهدر كبيرين من قبل الحكومة المركزية والمحلية مما أدى الى فساد كبير داخل مؤسسات المحافظة بالتالي مما أوصل الناس الى عدم الثقة بالممثلين والقوة المحلية الماسكة للسلطة".
وأضاف، إن "البيان يُعد صوتا سِماوياً واضحاً لكل الفعاليات الوطنية والاحتجاجية والتنسيقيات والناشطين للمشاركة في الدفاع عن الدولة وتقويتها امام عملية التغوّل في مؤسساتها وتحويلها الى مزادات وبازارات ومقاولات تُشترى من قبل متنفذين داخل الحكومة المحلية".
وبين، إن "كل القوى داخل مجلس المحافظة ليس لهم دور وجميعهم اشتركوا في هذه القسمة والمحاصصة السياسية وبالتالي ليس هناك أي قوى يمكنها أن تُبرّئ ساحتها او تقول بأن لها موقفا بالضد من الطريقة التي يعمل بها داخل المحافظة، وكذلك أعضاء البرلمان ليس لديهم أي دور رقابي ولم نشاهد أي معارضة او مبادرة تساهم في إيقاف عملية الاستحواذ على مؤسسات الدولة داخل الحكومة المحلية للمثنى".
وحول المهلة التي أُعطيت، أكد رئيس تيار الوعد العراقي، إنها "لتقديم كافة الدلائل للانتهاكات والهدر والفساد والوثائق التي تثبت فشل الحكومة المحلية بشقيها التشريعي والتنفيذي ولإسماع أصحاب القرار في البلد بأن هذه المدينة تعاني من فشل سياسي كبير خلال السنوات الماضية والحكومة المحلية الجديدة هي شبيهة لمن مثَّل المحافظة خلال العشرين عاما".
*التشرينيون يستجيبون
وعلى وقع ذلك، وبحسب "الياسري" فقد تعرض الى "أشكال المساومات والتهديدات والإغراءات" لثنيه عن التظاهر بعد المهلة التي أعطاها للمحافظة وهي لغاية يوم الأربعاء القادم، وتفاعل معها "تشرينيون" على رأسهم الناشط التشريني المعروف في بابل "ضرغام ماجد"، والذي دعا بدوره الى تظاهرات موازية مع تظاهرات الياسري.
إضافة الى انتشار "هاشتكات" ودعوات في مواقع التواصل الاجتماعي للتظاهر بهذا الشكل في (بابل والكوت والنجف وكربلاء والديوانية وميسان والبصرة وبغداد والمثنى والناصرية"، بحسبما تم رصده من دعوات وتحشيد على مواقع التواصل الاجتماعي.
بدوره، قال رئيس حركة "نازل آخذ حقي" مشرق الفريجي، "ندعم دعوة حميد الياسري بالاعتصام في محافظة المثنى لأنها تحاكي الأهداف نفسها من رفض أحزاب السلطة وجماعاتها المسلحة وعمليات الفساد والترويع والقتل".
*مصادر تكشف السبب
وكشفت بعض المصادر، السبب وراء دعوة الياسري للتظاهر في المثنى.
وقالت هذه المصادر، إن "الياسري يريد التظاهر بسبب إقالة أحد أذرعه الاقتصادية بالسماوة المدعو عادل الياسري، رئيس هيئة استثمار المثنى والمتهم بملفات فساد خطيرة".
*تورَّط أم ورطوه؟
رئيس حزب امارجي، قصي محبوبة، نشر منشوراً على منصة "أكس" جاء في مضمونه،: "نقاط نظام، إن الحكومات المحلية شُكلت قبل أقل من ٦ أشهر وموازناتها لم تُستلم لحد الآن.. فاين الفساد يا سيد حميد الياسري!؟".
وأضاف، "أين كنت منذ 5 سنوات والمحافظة بدون مجلس محافظة وبدون ممثلين عنها وتُدار بشكل بعيد عن أي رقابة؟".
وتابع: "إذا كانت لديك أدلة؛ فقدمها لمجلس المحافظة وللنزاهة وللإعلام وتصرف كرجل دولة وليس كمتظاهر!"، معتبراً أن "الدعوة للفوضى أسوأ من الفساد الذي تحاربه، والخروج على مؤسسات الدولة هو فساد أيضا".
وأتم محبوبة، بالقول: "فهل تورط سيد حميد الياسري أم ورطوه؟".