edition
إنفوبلاس
  • الرئيسي
  • كل الأخبار
    • سياسة
    • أمن
    • اقتصاد
    • رياضة
    • صحة
    • محليات
    • دوليات
    • منوعات
  • اقرأ
  • شاهد
  • انظر
  • انفوغراف
  • كاريكاتور
  • بودكاست
  • بلغتنا
  • من نحن
  1. الرئيسية
  2. الأخبار
  3. محليات
  4. دمار الموصل يدخل نيويورك.. ذاكرة بيت عراقي تُحاكم التحالف الدولي في قلب أميركا

دمار الموصل يدخل نيويورك.. ذاكرة بيت عراقي تُحاكم التحالف الدولي في قلب أميركا

  • 11 اب
دمار الموصل يدخل نيويورك.. ذاكرة بيت عراقي تُحاكم التحالف الدولي في قلب أميركا

في قلب مانهاتن، حيث تلمع أضواء نيويورك، يحتضن متحف “كوبر هيويت سميثسونيان للتصميم” حتى العاشر من آب/أغسطس الجاري معرضاً فنياً بعنوان “أنماط الحياة”، لكنه ليس كأي معرض فني آخر. هنا، بين جدران المتحف، تقف منازل مدمّرة من الموصل وغزة ومنبج السورية، شاهدة على حياة أُطفئت تحت نيران التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، وبأسلحة صُنعت على أراضيها. المعرض، الذي نقلت تفاصيله شبكة “إنفوبلس” عن موقع “هايبر آليرجيك” الأميركي، يتجاوز الفن إلى مساءلة الذاكرة وطرح أسئلة مؤلمة عن الحرب، العدالة، وحقوق الضحايا.

بيت باسم رازو.. من ملكية شخصية إلى رمز للضحايا

في قلب المعرض يقف نموذج منزل باسم رازو في الموصل، وهو أكثر من مجرد مجسم معماري؛ إنه رمز لفقدان لا يمكن قياسه. في أيلول/سبتمبر 2015، شنت طائرات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة غارة جوية على منزله، بعد أن صنفته القوات العسكرية خطأً كمصنع للسيارات المفخخة تابعة لتنظيم “داعش”.

لكن الواقع كان مأساوياً: لم يكن هناك مصنع ولا نشاط عسكري. النتيجة كانت مقتل زوجة رازو، ابنته تقى، شقيقه، وابن شقيقه، وتدمير منزلين متجاورين للعائلة. 

يقول رازو: “منزلي كان مملكتي”، في إشارة إلى المدخل الرخامي والنوافذ الكبيرة التي كانت تميز بيته قبل أن يتحول إلى ركام.

عمل بحثي دقيق لإحياء الذاكرة

الصحفية البريطانية من أصل عراقي منى الجلبي تولت، بالتعاون مع باحثين بصريين من مركز SITU للأبحاث، مهمة إعادة بناء هذه البيوت ضمن المشروع الفني. استخدم الفريق شهادات الناجين، الصور العائلية، لقطات الفيديو، وأرشيف صور الأقمار الصناعية، إضافة إلى منهجيات المعلومات مفتوحة المصدر (OSINT) لإعادة تشكيل المظهر الداخلي والخارجي للمنازل بدقة مذهلة.

النموذج الخاص بمنزل رازو لم يكتفِ بإظهار الجدران والهياكل، بل أعاد إنتاج تفاصيل حياتية دقيقة: ستائر كانت زوجته تذكّره بتنظيفها باستمرار، راديو صغير من خمسينيات القرن الماضي كان يزيّن غرفة نومه، وثريا خضراء كانت تتدلى من سقف غرفة المعيشة. حتى الروائح التي كانت تعبق في البيت جرى استحضارها عبر زيوت معطرة على قماش حريري.

صورة مغايرة لما تبثه وسائل الإعلام الغربية

الباحثة البصرية غوري باهوغونا، التي شاركت في المشروع، أكدت أن وسائل الإعلام الغربية كثيراً ما تقدم هذه البيوت من منظور الدمار والركام فقط، متجاهلة حقيقة أنها كانت مأهولة بالحياة الطبيعية، بالأصوات والروائح والألوان. “هذا هو الجوهر الإنساني الذي يتم محوه في الرواية العسكرية”، تقول باهوغونا.

رازو نفسه يرى أن عرض نموذجه في نيويورك فرصة نادرة كي يرى الأميركيون وجهاً آخر لحرب بلادهم على العراق، بعيداً عن لغة الأرقام العسكرية الجافة. 

وبالنسبة لمعدّة المشروع منى الجلبي، فإن إدراج بيت رازوفي المعرض كان محاولة واعية لعدم ترك حرب الولايات المتحدة على العراق في طي النسيان.

لمسات شخصية تخلّد الضحايا

رغم حرص المعرض على الالتزام بالحقائق، أضافت الجلبي لمسات فنية وإنسانية خاصة، مثل لوحة صغيرة بخط يدها تحمل اسم “تقى”، ابنة رازو التي استشهدت في الغارة، تخليداً لذكراها. كان ذلك بمثابة تذكير للزوّار بأن النماذج المعروضة لا تمثل جدراناً فقط، بل حياة وأسماء وعلاقات عائلية.

محمد عثمان، أحد الناجين الآخرين، شارك أيضاً في المشروع. كان منزله في منبج السورية قد دُمر بغارة جوية نفذها التحالف الدولي عام 2016. ضمن النموذج المعروض في المتحف، وضع قطعة خشبية صنعها والده كانت تتوسط طاولة غرفة المعيشة، وعُرضت بين الأنقاض في نموذج البيت. كما وُضعت لوحات قرآنية وصور عائلية ملونة كما كانت قبل القصف.

من غزة إلى الموصل.. ذاكرة مشتركة

المعرض يضم كذلك نموذج منزل في غزة لأم وابنها، لم يُكشف عن اسميهما لحمايتهما من الاستهداف، لكنه يمثل آلاف البيوت الفلسطينية التي دمرتها الغارات الإسرائيلية منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.

على جدران المعرض، تُعرض رسومات كبيرة لمدن الموصل وغزة ومنبج، بينها رسم يظهر نهر دجلة وهو يخترق الموصل، إلى جانب إحصائية صادمة تقول إن 65% من منازل المدينة تعرضت للتدمير أو الضرر، بما في ذلك بيت باسم رازو.

رسالة سياسية بغطاء فني

ورغم الطابع الفني للمشروع، إلا أن رسالته السياسية واضحة: الحروب، سواء شُنت تحت شعار مكافحة الإرهاب أو الدفاع عن النفس، غالباً ما تترك وراءها ضحايا مدنيين لا مكان لهم في نشرات الأخبار العسكرية. التحالف الدولي، الذي قاد عمليات في العراق وسوريا خلال العقد الماضي، يتحمل مسؤولية مباشرة عن مئات الحوادث المشابهة، كثير منها لم يُحقق فيه بجدية.

 

المعرض في نيويورك، الذي يجذب زواراً من مختلف الخلفيات، قد يكون المرة الأولى التي يرى فيها كثير من الأميركيين تفاصيل حياة أشخاص قُتلوا في غارات نفذتها حكومتهم أو بدعمها. هذا التفاعل البصري والشمّي مع النماذج يعيد ربط القرارات العسكرية البعيدة بنتائجها الإنسانية المباشرة.

 

الفن كسلاح للذاكرة

 

تؤكد الجلبي أن “الذكريات هشة، لكنها تعيش في نفوس الناجين”، ولهذا سعت عبر المشروع إلى نقل هذه الذكريات من حيز الشخصي إلى فضاء عام، يمكن أن يثير النقاش وربما المساءلة. إعادة تشكيل البيوت المدمرة ليست مجرد تمرين معماري، بل فعل مقاومة ثقافية، ورسالة صامتة تقول إن الحروب لا تنتهي عند وقف إطلاق النار، بل تظل تعيش في الذاكرة وفي الفراغات التي تتركها البيوت الغائبة.

 

في النهاية، يبدو أن “أنماط الحياة” ليست معرضاً عابراً، بل شهادة مؤلمة ومصممة بدقة، تضع المشاهد الأميركي أمام مسؤولية أخلاقية: أن يرى، ولو للحظة، ما يعنيه أن تخسر بيتك وعائلتك في ثانية واحدة، تحت سماء مزّقتها طائرات بلاده.

 

أخبار مشابهة

جميع
مئات المليارات في مهب الريح: فضيحة استثمارات نجيب ساويرس في العراق تكشف خرق قانون الاستثمار وتبخر أموال العراقيين

مئات المليارات في مهب الريح: فضيحة استثمارات نجيب ساويرس في العراق تكشف خرق قانون...

  • اليوم
متى يُدرك المواطن مسؤوليته؟ الماء والكهرباء.. ثروتان مُهدَرتان بين سوء الإدارة وسلوك المواطن.. الوقت ينفد والكوارث قريبة

متى يُدرك المواطن مسؤوليته؟ الماء والكهرباء.. ثروتان مُهدَرتان بين سوء الإدارة وسلوك...

  • اليوم
أرقام مرعبة من الأهوار.. فقدان 95% من الأسماك و33% من الجاموس و85% من المساحات المائية

أرقام مرعبة من الأهوار.. فقدان 95% من الأسماك و33% من الجاموس و85% من المساحات المائية

  • اليوم

شبكة عراقية اعلامية

  • الرئيسية
  • مقالات
  • فيديو
  • كاريكاتور
  • إنفوغراف
  • سياسة الخصوصية

جميع الحقوق محفوطة