ذكرى استشهاد أحمد حسن أموري الكربلائي.. أول شهداء الإعلام الحربي في الحرب ضد "داعش"
انفوبلس/ تقرير
تمر علينا ذكرى استشهاد الاعلامي أحمد حسن أموري الكربلائي، والذي يعتبر أول شهداء الإعلام الحربي في هيئة الحشد الشعبي في الحرب ضد تنظيم "داعش" الإرهابي عام 2014، ويسلط تقرير شبكة "انفوبلس"، الضوء على سيرته الجهادية في ساحات القتال.
ذكرى استشهاد أول شهداء الإعلام الحربي الإعلامي أحمد حسن أموري الخفاجي
في مثل هذا اليوم 23 كانون الأول/ ديسمبر 2014، استُشهد الإعلامي أحمد حسن أموري الخفاجي الكربلائي في قضاء الدخيل، أثناء نقل الانتصارات وتغطية المعارك التي خاضها الحشد الشعبي مع بقية صنوف القوات الأمنية ورصد انتهاكات عصابات "داعش"، ليكون أول شهداء الإعلام الحربي.
من هو أحمد الخفاجي؟
أحمد حسن أموري الخفاجي الكربلائي من مواليد عام 1995 من سكنة مدنية سيد الشهداء كربلاء، عاش مستلهماً روح الثورة من رمز الجهاد والكفاح مستذكراً شعارات النهضة الحسينية، فالتحق مجاهداً في صفوف الحشد الشعبي المقدس ولبّى نداء الوطن وهو في مقتبل العمر، ليكون إعلامياً ناجحاً يؤرخ لملحمة جديدة الصمود.
الكربلائي انضم الى الحشد الشعبي تحت ألوية المقاومة الإسلامية كتائب حزب الله، حيث دأبَ على نقل الانتصارات وتغطية المعارك التي خاضها الحشد الشعبي مع بقية صنوف القوات الأمنية، ورصد انتهاكات عصابات "داعش"، وتوثيق المواقف الإنسانية للقوات المحرِّرة مع أهالي المناطق المحرَّرة والنازحين.
وبحسب مقرّبين من الشهيد تحدثوا لـ"انفوبلس"، أُطلق عليه اسم أحمد فكان محمود الأخلاق وحسن السيرة، ولأنه ربيب المجالس الحسينية فلم يتوانَ ولم يتباطأ في الالتحاق مع المجاهدين حينما رأى الخطر محدقاً بالعراق.
وغرَس الشهيد الخفاجي بداخله عقيدة التضحية وبذل الغالي والنفيس من أجل الدفاع عن الدين والمقدسات، وقد أسهمت "كاميرته" في التعريف ببطولات المجاهدين في أحنك المعارك وأشرسها، وفقا لهم، الذين أكدوا أن الشهيد رافق المجاهدين في ساحات الجهاد وساهم في رفع المعنويات، وأكد الانتماء والإحساس بالمسؤولية ونقل صولات وجولات مقاتلي المقاومة الإسلامية أولاً بأول ومن ساحات المواجهة الأمامية.
أحمد كان محارباً لا يهاب الوغى ويتواجد في الخطوط الأماميّة أثناء المعارك التي شارك فيها
*مواقف الشهيد البطولية
وتحدث أحد رفاقه في ساحات القتال لـ"انفوبلس"، إنه "في إحدى العمليات العسكرية وجد أحمد نفسه محاصراً بين "الدواعش" وكاد أن يقع أسيراً عندهم لولا تخفّيه بين الوديان، وقام بإخراج شرائح الذاكرة (الرامات) من الكاميرا وأقدم على كسرها كي لا تقع بأيدي الأعداء". ويضيف، إن "أحمد كان محارباً لا يهاب الوغى ويتواجد في الخطوط الأماميّة أثناء المعارك التي شارك فيها وهي كثيرة أبرزها جرف النصر وسامراء".
وفي الجانب الإنساني، يقول رفيقه، إن "أحمد كان واضحاً في شخصيته من خلال تعامله مع جميع رفاقه بنفس طيبة وابتسامة، وكثيراً ما كان يُداري العوائل النازحة ويمد يد العون لهم". مشيرا الى، أن "مهمته الإعلامية أدّاها على أحسن وجه بالرغم من كونه جديد العهد بالإعلام، ولكن تواجده في قلب الحدث وحرصه على نقل الحقيقة وتفانيه في العمل، جعلت منه رمزاً يفخر به الإعلاميون وخصوصاَ بعد أن نال وسام الشهادة فكان أول شهيد إعلامي في ساحات القتال.
* محطته الأخيرة كانت في قضاء الدجيل
وعن لحظات استشهاده، يبين في حديثه لـ"انفوبلس"، إن محطته الأخيرة كانت في بلد بقضاء الدجيل، حيث حمل كاميرته على كتفه وسبق الأرتال المتقدمة لمواجهة الأعداء وأعطى ظهره نحوهم ليوثق تلك اللحظات، فأصابته إطلاقه غدر من الخلف واخترقت قلبه المليء بالحب والعطاء، واستقرت تلك الإطلاقة في عدسة الكاميرا، لتبقى شاهدة على قصة هذا الفتى الكربلائي وشجاعته.
وتشكل الحشد الشعبي المقدس منتصف عام 2014 استجابةً لفتوى المرجع الديني الشيعي الأعلى السيد علي السيستاني لمحاربة تنظيم "داعش" الارهابي، بعد سيطرته على 4 محافظات شمال وشمال غرب البلاد واقترابه من حدود بغداد آنذاك. وكانت جزءاً من مرحلة مهمة وخطرة في تاريخ العراق.