زواج العراقيين من سوريات.. الرأي العام يناقش وتجاذب بين ريما نعيسه وقدس السامرائي
انفوبلس/ تقرير
ينشغل الرأي العام العراقي منذ فترة طويلة بقضية زواج العراقيين من سوريات، الذي كثر بصورة "غير طبيعية" خلال الفترة الماضية، وسط تساؤلات عديدة عن أسبابها وشريعتها ونسب نجاحها، والتي سنتطرق لها في هذا التقرير.
ويوم أمس، ظهرت فتاة سورية بمقطع مصور، وهي تقدم شكوى على زوجها العراقي للجهات الأمنية، ليشتعل النقاش الحاد بمواقع التواصل الاجتماعي بين مؤيد ورافض لزواج العراقيين من سوريات.
حيث كتبت الإعلامية قدس السامرائي في تدوينة بمنصة تويتر تابعتها "انفوبلس"، تعليقا على شكوى الفتاة السورية، "أوقفوا زواج السوريات من العراقيين لأنها تجارة مربحة للسماسرة وبعض الأحزاب... سمعت مقطع لبنت سورية متزوجة عراقي. تشتكي من زوجها الى وكيل الوزارة للشؤون الداخلية".
وأضافت، "سيادة الوكيل. النساء السوريات غير معنّفات وكل من تقول إنها معنّفة هي كاذبة لا تجعل عواطفك معهن وتنسى ابن بلدك.. العراقي بعض الأحيان يتزوج السورية لأن بعضهن، الأهالي يسلمها مجاناً وبرخص، المهم أن تكون في العراق لتكون حرة طليقة بعدما تتحجج أنها معنّفة".
وتابعت، "هناك سماسر بين العراق وسوريا لزواج السوريات من العراقيين.. اوقفوا هذه المهازل أصبح بلدنا من الايادي الأجنبية والسوريا".
لترد عليها الإعلامية في قناة الشرقية من أصول سورية ريما نعيسه، بالقول، "من كتبت الكلام أدناه تُعرِّف عن نفسها بأنها صحافية وإعلامية وإذا كانت صحافة "نضال الأحمدية" هي الصحافة حالياً فأنا بريئة منها ولن أقول يوماً إنني صحافية إنما عاملة على باب الله وكلي فخر.."
وذكرت، "ماذا تعرفين عن السوريات؟! وهل التقيتِ بأهالي باعوا بناتهم إلى العراق بأثمان رخيصة؟ وإن حصل ذلك هل صحيح أن تجعلي من الضحية جلادا أيتها الصحافية؟! أين الإنصاف المهني والأخلاقي؟!".
وأضافت، "ماذا تعرفين عن السوريات؟ ماذا تعرفين عمّن دخلت السياسية وكافحت وناضلت ضد الأنظمة والاحتلال؟ ماذا تعرفين عن تلك التي أبهرت العالم جمالاً وثقافة؟! ماذا تعرفين عن تلك الصحافية الحقيقة التي أسست أول مجلة نسائية سورية؟!".
وأكملت ريما نعيسه، "من زنوبيا وماوية ثم نازك العابد وثريا الحافظ وليلى تبريز وصولاً إلى ماري عجمي وغادة السمان وكوليت خوري والأمثلة عديدة في الماضي والحاضر لنساء سوريات جمعن السياسية والعلم والأدب والفن.. نساء سوريا اللاتي تميزن عبر التاريخ بأنهن متعددات الموهبة والثقافة فضلاً عن الجمال والجاذبية والذوق والاهتمام بأدق أدق التفاصيل.
واختتمت بالقول، "وطني جريح ومتعب صحيح لكن هذا لا يعني أن كرامته مهدورة ومستباحة.. أردد دائماً ما قاله الشاعر السوري هاني نديم" الذنب ذنبك إذ أنت سوري".
ادناه تعلقيات على تغريدة ريما نعيسه
وفي تغريدة أخرى، قالت ريما نعيسه، "لم تُهَن السوريات وحسب بل أهانت المرأة والإنسانية عموماً. حوّلت الضحية إلى جلاد، أنصفت السماسرة على حساب الفريسة، ثم ألا يُعتبر الكلام أدناه تدخلاً في عمل الجهات المعنية؟! وهل يمكن سن قانون يمنع زواج العراقي من سوريات؟! أليس الأجدر القول يجب شن حملات كبيرة على من يتاجر بالعرض والشرف والبشر؟ .. أسئلة تبحث عن أجوبة.. أفيدونا".
كما قال الخبير القانوني أمير الدعمي في تغريدة أيضا، "أولاً ما يربط العراق بسوريا روابط كثيرة اجتماعية وحتى عشائرية فالعشائر العراقية لها امتداد في سوريا وبالتالي المجتمع الاقرب بالعادات والتقاليد للعراق هي سوريا.. ثانياً لا يمكن لا عُرفاً ولا شرعاً ولا قانوناً أن يُشرَّع قانون يمنع زواج العراقي من جنسيات أخرى.
وذكر، "أما نهيق البعض من المرضى فهؤلاء عشعش الشيطان في صدورهم فأعمى بصيرتهم !!وسأقتبس من السيد مشعان مقولته فأنا #سوراقي_الهوا".
وبعد ذلك، خرجت الإعلامية قدس السامرائي بتغريدة أخرى لترد على الإعلامية في قناة الشرقية ريما نعيسه، وقالت، "إحدى الإعلاميات السوريات اللواتي يعملن في قناة الشرقية العراقية اسمها ريم نعيسة، انتقدت إحدى تغريداتي عن زواج العراقيين من بعض السوريات وما يحصل من واقع مرير في العراق وسوريا، كان الأجدر من الإعلامية أن تبحث وتجد حلا لهذه المشكلة وتكون جدية في الموضوع وتحمي بناتهم، ونحمي شبابنا من تجار البشر".
وأوضحت، "وأما الردود من بعض العراقيين ما شاء الله كانت سيئة على بنت بلدهم!!! والرقة والنعومة للإعلامية السورية!! وبعض من الردود من إعلاميين وصحفيين ومدونيين. كنت لبعضهم عوناً لهم ولحل مشاكلهم. وأنا أقولها وبكل صراحة لن أتوقف عن نشر موضوع زواج العراقيين من بعض السوريات، ويجب أن تكون هناك رقابة شديدة ووضع قانون صارم من الدولتين على عقد الزواج وتأشيرة الدخول الى البلد".
لماذا الفتاة السورية؟
وعن أسباب كثرة هذه الزيجات بين البلدين، ورغبة الشبان العراقيين في الزواج من فتاة سورية على وجه الخصوص، فإن الدراسات الاجتماعية وجدت أن البعض منهم تستهويهم اللهجة الشامية والأسلوب ولون البشرة الفاتحة، فيما يحبّذ آخرون الخروج عن نطاق العادات والتقاليد التي تُفرض على الشاب عقد القران على ابنة عمه، أو إحدى بنات العشيرة من دون رضى تام ومطلق من قبل الشاب في بعض الأحيان، بالإضافة إلى ملل البعض منهم من تدخل عموم العشيرة في خلاف الأزواج، إذ تخلو الخلافات التي من الممكن أن تُحلّ بمرونة من اللين والاعتدال، وقد تتطور وتُفضي إلى اقتتالٍ بين أبناء العشيرة.
ومنهم من اختار سوريةً بسبب التفاوت في المهور بين البلدين، إذ وجدوا أن المهور في سوريا أدنى منها في العراق، وأن الفتاة السورية لا تتمتع بالتكبّر والاستعلاء، ومخملية الطباع إذا ما قُورنت بغيرها من فتيات البلدان الأخرى، وفقا للدراسات.
من بين كل عشرة عقود زواج في منطقة السيدة زينب، يوجد عقد زواج رسمي لخاطب عراقي
قاضٍ يُعلّق!
يقول أحد القضاة السوريين إنّ من بين كل عشرة عقود زواج في منطقة السيدة زينب، يوجد عقد زواج رسمي لخاطب عراقي، ما يعني أن "الأصهار العراقيين" في تزايد وفي إقبالٍ مستمرٍ لاسيّما في الفترة الأخيرة.
ويعلّق على بعض حالات الطلاق التي قُدمت من جهة الزوجة السورية، قائلاً إن غالبيتها مُنحت مهلةً للإصلاح لكون الأسباب غير كافية للبت في الأمر، وتمثلت في "صعوبة الاندماج مع البيئة العراقية التي لا تتشابه مع البيئة السورية إلى حد ما: كفرض ارتداء عباءة الرأس، وتقييد حركة عملها، وزياراتها، وغيرها... خصوصاً في المناطق الواقعة خارج العاصمة".
ويضيف: "جرى الحديث عن حالات استغلالٍ ماديٍّ واحتيال تُمارَس من قبل الفتاة السورية بحق الخاطب العراقي، كأن تخدعه وتوهمه برغبتها في الزواج ثم يتم تسجيل المهر، فتقبض الفتاة المهر وبعد ذلك تتهرب وتختفي، وهذا ما دفع العديد من الشبان العراقيين إلى تقديم شكاوى في محاكم دمشق".
لا يمكن التكهن حول ما إذا كانت كفة الزواج الناجح تغلب لصالح كفة الزواج الفاشل أو العكس في حالة "المصاهرة العراقية"، التي أصبحت رائجةً منذ نحو سبع سنوات، إذ تقابل كل حالة زواج مستتب وناجح حالة أخرى غير مستقرّة وفاشلة!