سعد المدرس يذكّر بتاريخ المعترضين على تعديل قانون الأحوال.. ما علاقة الطابق السادس في المطعم التركي؟
انفوبلس/ تقارير
ضجة وجدل واسع، بعد حديث الخطيب سعد المدرس عن جملة من القضايا بينها تعديل قانون الأحوال الشخصية، وتطرقه إلى المعترضين ومَن يقف خلفهم، ضارباً أمثلة من الواقع ومتحدثاً عن المتصديات للقانون وتاريخهن في تظاهرات تشرين و"الطابق السادس" من المطعم التركي، لتنطلق بعدها الحملات ضده وسط تساؤلات من الطرف المحايد، هل ما تحدث به المدرس بعيد عن الحقيقة؟ وكيف كانت الظواهر الأخلاقية في تشرين؟
ماذا قال المدرس؟
في مقطع مصور من خطبة له انتشرت يوم أمس، تحدث الخطيب سعد المدرس عن جملة من القضايا والأحداث ركّز خلالها على الجدل الدائر حول تعديل قانون الأحوال الشخصية والجهات التي تتصدى له.
واستشهد المدرس بأمثلة من الواقع خلال حديثه، فانتقد "أحمد البشير" وأكد أنه يحمل أجندات مغرضة هدفه ضرب وتشويه المذهب الشيعي ومعتقداته، وفق قوله.
كما تحدث عن عدد من مقدمي البرامج وانتقدهم بشدة، وأكد أن العديد منهم سخّر برنامجه لتنفيذ ما يُملى عليه من مدير القناة ومموله.
أيضا، تطرق المدرس إلى الشخصيات المعترضة على تعديل قانون الأحوال واستشهد بشخصيتين بحكم كونهما الأبرز في الاعتراض على التعديل هذا، وهما المحاميتان "قمر السامرائي وزينب جواد" مشبها الأولى بـ"الممسوخة" والثانية بأنها خريجة الطابق السادس من المطعم التركي.
واصَلَ المدرس سرد حديثه عن هاتين الشخصيتين، وتناول خلاله النساء المشاركات في تظاهرات تشرين وطرح العديد من التساؤلات بحقهن، وهو هنا كان يقصد وفق مراقبين مَن ظهرت فضيحتهن في المطعم التركي وانتشرت فيديوهات لهن وهن يرقصن بنصف ساحة التحرير بملابس شبه مكشوفة.
وأضاف، أن "المدعوة زينب كانت تقيم في الفندق التركي ببغداد أثناء التظاهرات في تشرين 2019 ، والآن تقف مع الممسوخة قمر ضد تعديل قانون الاحوال الشخصية وزواج القاصرات في العراق" بحسب تعبيره.
ضجة وجدل
تسبب حديث المدرس آنف الذكر بضجة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، ونُظمت حملات كبيرة ضده، حتى إن مساءلته تصدرت ترند تويتر لبعض الأوقات.
وطالب عدد من المدونين والإعلاميين الرافضين لتعديل القانون والمؤيدين لقمر وزينب، وفي مقدمتهم "ستيفن نبيل" برفع دعاوى قضائية على الشيخ المدرس، لكن المطلب هذا اصطدم بالاعتراض من العديد من المدونين المؤيدين لتعديل القانون.
هل ما تحدث به المدرس بعيد عن الحقيقة؟
بعد الضجة والجدل الكبيرين اللذين أحدثهما حديث المدرس، استغرب العديد من المدونين والمراقبين للشأن المحلي، الحملات ضد المدرس والتحسس من حديثه رغم أنه ليس بعيدا عن الواقع.
وبهذا الصدد، قال أحد المدونين، "أتفق تماما مع ما قاله الشيخ سعد المدرس بحق عملاء السفارة الامريكية" وفق قوله.
وأضاف آخر، أن "الشيخ المدرس تحدث الحقيقة، ولم يأت بشيء من جيبه".
وتابع مستغربا، "لا أعلم لماذا العديد من المتابعين منزعجين من الحديث الحقيقي للشيخ المدرس، هل داست قدماه ذيل أحد الكلاب؟" هكذا يتساءل المدون.
إلى ذلك، كما قال أحد الناشطين، "الحقيقة مرّة، ما تحدث به المدرس كان مراً على بعضهم لأنه حقيقي، لا أحد يتقبل أن من يُدير هؤلاء هم ثلة من القابعين خارج العراق ولا يروق لهم استقرار البلاد وسن قوانين تخدم الجميع".
ظواهر تشرين الأخلاقية.. بريئة ثم معيبة
لا أحد ينسى الجثة التي عُلقت في ساحة الوثبة بعد اعتراض صاحبها على آلية سير التظاهرات وما آلت إليه، قبل ذلك، لا أحد ينكر أن الأيام الأولى للتظاهرات كانت بريئة ولا تديرها منظمات أو اشخاص متنفذون.
لقد تحولت الظواهر الأخلاقية لتشرين من بريئة إلى معيبة، فتاريخها ليس ببعيد وهو ما زال يظهر لنا مقاطع مصورة عن كيفية تحوّل المطعم التركي إلى بؤرة للمطلوبين.
ثم تطور الأمر، وبُثت مقاطع مصورة لفتيات في المطعم التركي وهن يشاركن الشباب الفراش، ثم تطور أكثر، فانتشرت مقاطع الرقص وسط التظاهرات وكأن المشهد يوحي بأنك في دولة أوروبية لا بغداد.
لقد تم طرح الأمثلة أعلاه على منصة "إكس" وما شبكة انفوبلس إلا ناقل للأحداث، إذ يؤكد المدونون الذين ذكّروا أعلاه بما حدث، أن حديث المدرس ليس بعيدا عن الواقع ولهذا لا يمكن ركل التاريخ بسرعة ونكران ما احتوته تشرين.
يواصل هؤلاء شرح المظاهر الأخلاقية المعيبة التي حدثت في تشرين، ويقول أحد المدونين، إن بعض المسؤولين على الخيام أصبحوا مع تقدم الأيام يجلبون فتيات من "البتاويين" إلى الخيام، مع كميات كبيرة من الخمور.
في النهاية، انقسم الرأي العام بين مؤيد لحديث المدرس ومعارض له، ووسط الجدل الدائر، نشر مجلس النواب جدول أعماله ليوم الاثنين المقبل والذي تضمن فقرة خاصة لتعديل قانون الأحوال الشخصية، فهل يتم الحسم ويغلق الملف؟