سلّم نفسه لمكتب تحقيق النجف.. ماذا تعرف عن مدير مركز الرافدين للحوار "زيد الطالقاني"؟
انفوبلس/ تقرير
سلّم مدير مركز الرافدين للحوار زيد الطالقاني، اليوم الاثنين 26 آب/ أغسطس 2024، نفسه إلى مكتب تحقيق النجف على خلفية دعوى تهديد رفعها نائب رئيس مجلس محافظة النجف غيث شبع، ويسلط تقرير شبكة "انفوبلس"، الضوء على سيرته الذاتية "الغامضة" وأبرز محطات حياته وعلاقاته مع الشخصيات السياسية.
* في التوقيف حتى الخميس المقبل
أظهرت وثيقة - اطلعت عليها شبكة "انفوبلس" - من محكمة تحقيق النجف، اليوم الاثنين 26 آب/أغسطس 2024، قراراً بتوقيف مدير مركز الرافدين للحوار زيد الطالقاني، حتى الخميس المقبل 29 آب.
وبحسب مصادر قضائية تحدثت لـ"انفوبلس"، فإن مدير مركز الرافدين للحوار زيد الطالقاني، سلّم نفسه إلى مكتب تحقيق النجف اليوم الاثنين، لافتة الى أن الطالقاني مطلوب إلى القضاء على خلفية دعوى تهديد رفعها نائب رئيس مجلس محافظة النجف غيث شبع.
وانتشر مقطع صوت للطالقاني في اتصال هاتفي مع شخص، وهو يقلل من أهمية المذكرة القضائية والمشتكين، وأنه لا "أحد يستطيع إيقافه"، فيما استشهد ببيان من مكتب السيد السيستاني بأنه "حتى المرجعية الدينية نشرت بيانا بحقه ولم يؤثر فيه"، الأمر الذي أثار موجة غضب "واسعة".
وفي 19 آب الجاري، داهمت قوة من وحدة العمليات الخاصة (سوات) مقر مركز الرافدين للحوار في النجف لاعتقال رئيسه زيد الطالقاني، وقامت بمصادرة الأسلحة وأخرجت أفراد الحماية، لكن الطالقاني لم يكن متواجدًا أثناء المداهمة.
وصدر عن محكمة تحقيق النجف، أمر قبض بحق الطالقاني وفقًا للمادة 430 من قانون العقوبات العراقي، بناءً على شكوى من نائب رئيس مجلس المحافظة، غيث أبو شبع، الذي تعرض للتهديد من قبل الطالقاني الذي طرده من الحزب بعد فوزه في انتخابات مجلس المحافظة الأخيرة.
وتنص المادة 430 من قانون العقوبات العراقي على أنه:
1-يعاقب بالسجن مدة لا تزيد على سبع سنوات او بالحبس كل من هدد آخر بارتكاب جناية ضد نفسه او ماله او ضد نفس أو مال غيره أو بإسناد أمور مخدشة بالشرف او إفشائها وكان ذلك مصحوبا بطلب او بتكليف بأمر أو الامتناع عن فعل أو مقصودا به ذلك.
2 – يعاقب بالعقوبة ذاتها التهديد إذا كان التهديد في خطاب خال من اسم مرسله أو كان منسوبا صدوره الى جماعة سرية موجودة أو مزعومة.
من هو زيد الطالقاني؟
زيد صباح عزيز حميد الطالقاني، شاب عراقي وُلد في محافظة النجف الاشرف داخل المدينة القديمة، ومن مواليد 1992 (32 عاماً). أسس مركز الرافدين للحوار في عام 2014 – كمجموعة إلكترونية – ضمت العديد من الشخصيات.
ويزعم الطالقاني أن فكرة المركز كانت تأسيس مجموعة إلكترونية تضم شخصيات محلية لها مستوى من الثقافة للتداول بشؤون البلاد ومن ثم أخذ شخص يجذب شخصا ثانيا ثم انتقل إلى المحافظات العراقية، مشيرا الى أن الأعضاء في المركز من مجلس المحافظة ومجلس النواب ومديرين عامين ومستشارين وقادة عسكريين ومحافظين ومن كل الاختصاصات بصفة سابقة أو حالية يشغلها بالمناصب المهنية.
*صعود زيد الطالقاني "الصاروخي"
يقول الكاتب والصحفي إياد السماوي، "كان هنالك خرقا لا يقلّ خطرا عن خرق صعود مصطفى الكاظمي لهرم السلطة، وهذا الخرق يتمثل بالصعود الصاروخي لصاحب (مركز الرافدين) المسمّى (زيد الطالقاني)، فهذا الطفل الذي لم يكمل حتى دراسته الابتدائية، استطاع أن يؤسس مركز الرافدين للحوار على تطبيق الواتساب ويجمع من خلاله شخصيات سياسية واجتماعية ونيابية وإعلامية وكُتّابا ومفكرين، فذاع صيت هذا المركز حتى أصبح الساسة والنواب والإعلاميون يتفاخرون أنّهم أعضاء في هذا المركز".
*إعلان براءة المرجعية منه
ويكمل السماوي، "خلال مدّة قصيرة تنبّهت دوائر المخابرات الدولية والإقليمية لظاهرة تجمع السياسيين والنواب والإعلاميين في هذه الكروبات على الواتساب، لترمي بشباكها على أصحابها لتصطاد من يقع في شباكها، وفي ليلة وضحاها أصبح هذا الشاب غير المتعلم والذي لم يكمل دراسته الابتدائية محور اهتمام دول ومنظمات وأجهزة مخابرات دولية، فكانت البداية التي من خلالها اخترق هذا الشاب الصغير الطبقة السياسية والإدارية في البلد هو ادعاؤه كذبا وزورا أنّه مقرّب من المرجعية الدينية العليا ومما يبعث على الحزن أنّ الجميع قد صدّق هذا الادعاء حتى صدر توضيح من المرجعية العليا تنفي فيه أيّ صلة لها بهذا المخلوق".
*عمالته لـ"إسرائيل" وابتزازه عبر "واثقون"
وقال الكاتب والدكتور علي حسين كمر العام الماضي 2023 (قبل الانتخابات الأخيرة)، "كنا نظن أن زيدا لا يعرف عمالته وصولا لتهمته أنه (صنيعة إسرائيلية) ولكن بعد أن اجتمع بالناشطة المدنية (هديل الوائلي) بمقر مكتبه بالنجف وخيّرها بين (الالتحاق بحزبه "واثقون" وبين التشهير بها) وكيف وجدت فيه مفترسا لا دين ولا أخلاق تلزمه، عرضت وقائع الجلسة معه ثم خرجت قبيلتها لنصرتها في ساحة العشرين وغطّت ذلك وسائل الإعلام، يكون الجميع قد عرف (زيدا) ولا حجّة لاحد في نكران ذلك.
وأضاف، "الآن زيد أعلن عن (حزب واثقون) وهو واثق من أنه سيفوز بانتخابات مجالس المحافظات مثلما وثق من قبل أنه ساق (الدولة) بجميع مؤسساتها وأحزابها وكتّابها إلى مؤتمره".
ويكمل، "يا لها من (تعاسة)، هذه الجملة قالها شعب أوكرانيا عندما وجدوا شخصية (هزيلة) مثل (زلينسكي) الذي ليس له أي تاريخ سياسي ومجرد (ممثل كوميدي) و(فاشل) ليتحول فجأة الى (ناشط مدني) ثم زعيما لدولة تعداد شعبها (43) مليونا، ثم ليقود حربا على دولة كبرى مثل روسيا ويحول شعبها الى حطب إرضاء لأمريكا، خاصة وأنه يهودي الأبوين، وحاصل على الجنسية الاسرائيلية، ولا عهدَ له بالسياسة من قبل".
وتابع، "كنا نعتقد أن (زيدا) سيبقى في حدود (مركز الرافدين) ومحافظة (النجف) التي تتوالى عليها المؤامرات لغرض تغيير تاريخها ومسخها بعناوين مختلفة خاصة وأن زيدا ركّز رمحه فيها وبات رقما بكل المعادلات بعد أن أخضع بالمال كبارها وصغارها، لكن زيد تمدد الى بغداد، وسيدخل الانتخابات المقبلة لمجالس المحافظات ويهيمن على قراراتها ويعبر الى الانتخابات التشريعية ليكون زعيما علينا (رغم أنوفنا) وحتما أن سفيرة واحدة لأميركا ببغداد لعبت بنا ما لعبت فكيف سنواجه أمواج (السفارات)!".
والعام الماضي وتحديداً في شهر تموز، اختُتمت أعمال المؤتمر التأسيسي لحزب واثقون (الهيئة العامة) على قاعة المسرح الوطني في بغداد، وجرى التصويت بالإجماع على انتخاب زيد الطالقاني محافظاً للحزب، وانتخاب علي هادي الشريفي أمينا عاما للحزب، وسكرتير الحزب محمد حسين مرزة.
وانتُخب مرتضى الخطيب نائبا أول للأمين العام فيما انتُخب علي مجيد اللهيبي، نائبا ثانيا للأمين العام حيث يشكل الأعضاء الخمسة الهيئة القيادية للحزب.
*ردود فعل ساخطة بعد تأسيس "واثقون"
مدونون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، عبّروا عن سخطهم من تأسيس حزب واثقون ودخول زيد الطالقاني عالم السياسة من بوابته بعد اختياره محافظا للحزب. انفوبلس سلطت سابقاً الضوء على أبرز الردود وستوجزها لكم كالآتي:
ــ "صاحب غسيل الأموال لقادة الكتل السياسية، وصاحب المليارات زيد الطالقاني يدخل للانتخابات.. جيل من الفاسدين قادم لنا".
ــ "زيد الطالقاني محافظاً لحزب واثقون.. أصبح قياديا حزبيا وما زال العراقيون يسألون #منو_زيد_الطالقاني !؟".
ــ "هاي قبل دخول السياسة وهل عرضة، ورة الدخول للسياسة شعرضه يصير!.. الإعلان عن حزب واثقون لصاحبه زيد الطالقاني".
ــ "زين انتو واثقون راح تسوون شي للبلد.. عفية حزب هاكثر مسوي إعلان ممول مدفوع الثمن".
ــ "ثم أتى اليوم الذي أصبح فيه (زيد الطالقاني) زعيماً سياسياً !.. هزُلت".
كما كشف مصدر عن أن الناشط السياسي زيد الطالقاني، "استحوذ" على حزب واثقون، وهو الذي سيقوده مستقبلا، وهو الحزب الذي أسسه وزير الداخلية السابق ياسين الياسري برئاسة علي الشريفي، وهو ما يفسّر التنسيق المشترك بين كل من الطالقاني والشريفي.
ويقال إن من أبرز مساعدي الطالقاني هم هشام الهاشمي وعمر الشاهر وأحمد ملا طلال ومشرق عباس وسرمد الطائي وابراهيم الصميدعي وامير الساعدي، وهؤلاء ينتمون لمعهد صحافة الحرب البريطاني.
كما أظهرت صور حصلت عليها "انفوبلس"، علاقته القوية والوطيدة بكبار الشخصيات السياسية في الحكومة العراقية الذين أصبحوا زعامات سياسية بعد 2003.