شهادات جديدة عن مأساة الكلية العسكرية.. كل 3 طلاب بقنينة مياه واحدة وإقرار رسمي بتورط ناصر الغنام

انفوبلس/ تقارير
ما زالت قضية وفاة الطالبَين في الكلية العسكرية لم تُغلق، فمنذ حدوثها الأربعاء الماضي استمرت المعلومات بالظهور شيئا فشيئا، واليوم أقرّت لجنة الأمن والدفاع رسميا بتورط ناصر الغنام في هذه القضية، وبعدها ظهرت شهادات جديدة من الطلاب لعل أهمها أن الضباط الذين دربوهم وزّعوا لهم قنينة مياه واحدة لكل 3 منهم وأعادوا مراسيم الاستلام والتسليم 3 مرات رغم أنهم ما زالوا في يومهم الأول، فما الذي ظهر أيضا؟ وهل سيُحال الغنام إلى التحقيق؟
شهادات جديدة: أحد الطلاب هدد بالانتحار!
تكشفت، اليوم الأحد 25 مايو/ أيار 2025، معلومات ووثائق وتقارير طبية جديدة عما جرى لطلبة الكلية العسكرية الرابعة في محافظة ذي قار يوم الالتحاق، والذي تسبب بوفاة اثنين منهم، في وقت كشفت لجنة الأمن والدفاع النيابية أيضاً، المتورط الرئيسي بالحادثة.
وبحسب تقارير طبية بشأن حالة الطلاب البالغ عددهم 75 طالبا، بعد نقلهم للمستشفى تبين بوضوح إلى انخفاض ضغط الدم والتقيؤ وفقدان الوعي وصعوبة التنفس.
وقال الطلاب في شهادات جديدة تعليقاً على الحادثة، إن "طريقة الالتحاق صدمتنا، فكنا ببدلاتنا الرسمية المدنية، ولم نستلم الزي العسكري بعد، وبدأت تُنفذ العقوبات عند أي خطأ، مثل الركض حول الساحة 3 مرات وتحت أشعة الشمس، وبدأنا نشك أن الضباط يتعمدون هذه التصرفات لغرض استبدالنا بآخرين".
وأضافوا، "تحت أشعة الشمس، وزعوا قنينة ماء واحدة، ما تسبب بحالة هستيرية لدى أحد الطلاب، وأقدم على كسر القنينة (البطل) وجرح نفسه أمام الجميع، وهدد بالانتحار، بسبب الوضع المُزري الذي كنا فيه، وكانت الساعة قد أصحبت الـ12، ونحن في الكلية منذ الفجر".
وتابعوا، إن "مراسيم الاستلام والتسليم، أُعيدت ثلاث مرات، بحجة أن آمر الفوج يقول إن رئيس الأكاديمية لا يرضى بهذه الآلية من الاستلام والتسليم وهو على تواصل مباشر معنا".
وأشاروا إلى أنه "أعطونا قنينة ماء ثانية، وهي الأخيرة، وكل 3 طلاب يشتركون بواحدة، وهنا بدأ التعب يظهر علينا والجفاف وضربت الشمس، فبدأ يسقط الطلاب واحدا تلو الآخر، بسبب الجفاف وفقد السوائل الناتج عن ساعات الانتظار تحت لهيب الشمس".
واستطردوا، "بين هذه الأحداث رأينا تنكر ماء للحمامات وغسل الأيدي، ومن شدة العطش بعض الطلبة شربوا منه ولم يمنعهم أحد، واتضح فيما بعد أنه مليء بمادة الكلور لغرض التعقيم، لينتج بعد ساعة تقريبا حالات التسمم والإغماء وتم نقل الطلاب إلى مستوصف الكلية العسكرية وبعدها الى مستشفيات الناصرية المدنية والبالغ عددنا تقريبا بين 70 إلى 80 طالبا".
وأكملوا، "البعض من الطلاب بحالة صحية غير مستقرة لحين تفاقم حالتهم وأدى الى وفاة أول طالب لدينا يوم الثلاثاء الفجر في مستشفى الناصرية (التركي) بسبب الجفاف الشديد، وبعدها توفى الثاني في يوم الأربعاء بعد ما أرسلت لجنة تحقيقية وطبية من بغداد للكشف عن الحالة، ومعرفة الملابسات والتي بينت التقصير الواضح من قبل بعض ضباط الكلية العسكرية والمسؤولين علينا وإهمالهم بمتابعتنا".
وكشفت التحقيقات الأولية بحادثة وفاة وإصابة طلاب الكلية العسكرية الرابعة بوعكة صحية، أنهم تعرضوا الى أشعة الشمس المباشرة لعدة ساعات مع نفاد مياه الشرب لديهم في تقصير وإهمال واضحَين من قبل إدارة الكلية.
وحادثة طلاب الكلية العسكرية في ذي قار أثارت ضجة واسعة في وسائل الإعلام وسخطاً داخل المجتمع العراقي الأمر الذي أدى الى إصدار وزارة الدفاع العراقية بياناً أقرّت فيه بوفاة أحد الطلبة، وذكرت فيه، أنه "بعد التحاق طلاب الدورة الـ29 ظهرت بعض علامات الإعياء والتعب على عدد من الطلبة نتيجة تعرضهم إلى أشعة الشمس مما تسبب بإصابتهم بالجفاف ووعكة صحية نُقلوا على إثرها عن طريق طبابة الكلية العسكرية إلى مستشفى الناصرية".
وبحسب مصادر أمنية فإن "إدارة الكلية أكملت الاستعدادات كافة لاستقبال الطلبة، حيث أنهت الإجراءات بحدود الساعة العاشرة صباحاً في صباح اليوم الذي التحقوا فيه، إلا أن تصوير الاستقبال للطلبة لم تظهر فيه نافورات بمدخل الكلية مما اضطر الإدارة لإعادة التصوير للطلبة"، مبينا أنه "بعد تشغيل النافورات اتضح أنها خالية من المياه".
وأضاف، أنه "تم طلب المياه، إلا أن تأخر وصول ناقلة مياه (تنكر) لغرض تزويد النافورات بالمياه من الساعة الحادية عشرة صباحاً لغاية الساعة الثانية ظهراً، والطلبة هنا ينتظرون في مدخل الكلية لغرض الدخول مما أدى لحدوث الكارثة".
وفي حينها، قالت وزارة الدفاع في البيان، إنه "بعد تلقي (أولئك الطلبة) الإسعافات الأولية من قبل الكادر الطبي في المستشفى تم اكتساب ستة من الطلاب الشفاء التام، واثنين من الطلاب الآخرين حالتهما الصحية مستقرة وتحت المراقبة، فيما توفي أحد الطلاب نتيجة المضاعفات الصحية التي ألمّت به".
كما أشار المصدر إلى أنه "عند وصول ناقلات المياه، وبسبب العطش الذي أصاب الطلبة، ونفاد كميات المياه التي وُزعت عليهم بوقت سابق (أربع قنانٍ من الماء لكل طالب) هرع الطلبة صوب (التناكر) لغرض الحصول على الماء بسبب شدة العطش، وارتفاع درجات الحرارة؛ لتحصل الكارثة".
وتابع القول، إن "إدارة الكلية خشيت عقوبات عميدها الفريق ناصر الغنام بسبب عدم عمل النافورات أثناء التصوير الأولي، ولذلك تمت إعادة التصوير وتشغيل النافورات التي هي أصلا تخلو من المياه"، في إشارة على ما يبدو إلى أن الطلبة يشربون من تلك النافورات عند نفاد المياه لديهم.
ووجّه رئيس مجلس الوزراء العراقي القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني، يوم الأربعاء الماضي، بتشكيل مجلس تحقيقي لكشف المقصرين واتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم في حادثة الكلية العسكرية الرابعة.
وأمر السوداني في بيان له، بإعفاء كل من: رئيس الأكاديمية العسكرية ومعاونه، وعميد الكلية العسكرية الرابعة، وآمر الفوج المختص، وسحب أيديهم من العمل.
كما وجّه القائد العام بمنح رتبة ملازم للطالبَين المتوفَّين، وشدد على الالتزام بالتوجيهات السابقة الصادرة عن مكتبه، والتي تؤكد أهمية حُسن التعامل مع المتدربين في الكليات والمؤسسات التدريبية والدورات المختلفة.
الأمن النيابية تكشف المتورط الرئيسي
من جانبها، أعلنت لجنة الأمن والدفاع النيابية، اليوم الأحد 25 مايو/أيار 2025، المتورط الرئيسي بحادثة وفاة طلبة الكلية العسكرية الرابعة في محافظة ذي قار.
وقال عضو اللجنة ياسر اسكندر وتوت في حديث له تابعته شبكة انفوبلس، إن "مَن يتحمل وفاة طلبة الكلية العسكرية الرابعة هو الفريق الركن ناصر الغنام، بسبب أن الأخير أعطى أوامر عسكرية بإبقاء الطلبة تحت أشعة الشمس أكثر من الوقت المحدد ورفض طلب آمر الكلية بسحبهم".
وأضاف عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية، "نطالب بإحالة الفريق الركن ناصر الغنام إلى مجلس القضاء الأعلى".