ضحية جديدة لعوائل التكفيريين.. تعذيب طفل حتى مقتله على يد عمّه في كركوك.. الأب إرهابي والأم منفصلة
انفوبلس..
بين الحين والآخر تظهر نتائج حقبة سيطرة التكفيريين على مناطق واسعة شمال وغرب العراق، وأغلبها في حقيقة الأمر كوارث اجتماعية تذهب ضحيتها أطراف حملت خلال حياتها سلبيات ما فعله آباؤهم وذووهم، وهذه المرة كان الضحية طفلاً من أب إرهابي في السجن وأم تركته وغادرت ليعيش حياة مأساوية مع ذويه انتهت بمقتله بعد تعرضه لتعذيب مبرح من قبلهم.
يوم أمس الاثنين، أعلنت قيادة شرطة محافظة كركوك، عن اعتقال اثنين من أقرباء الطفل المعنف، كونهما متورطَين بقتله.
وقالت القيادة في بيان، إنه "بعد وصول حالة تعنيف أُسري أدت الى وفاة طفل يبلغ من العمر 9 سنوات، إلى مستشفى كركوك العام، وبعد المعاينة الطبية والاشتباه بوجود آثار تعذيب تم القبض على أحد الجناة الذي كان برفقة الضحية، من قبل حماية المستشفى".
وأضاف البيان: "شرعت مفارز مركز شرطة دوميز بالتحقيق في الحادث بعد استحصال موافقة قاضي التحقيق، حيث تمكن المركز من القبض على المتهم الثاني وتوقيفه وفق المادة 406 من قانون العقوبات، وتنظيم كشف لمحل الحادث، ونقل الجثة الى الطب العدلي لمعرفة الأسباب الحقيقية التي أدت الى وفاة المجني عليه تمهيدا لإحالتهما إلى المحاكم المختصة لينالا جزاءهما العادل".
مصدر مسؤول في دائرة صحة كركوك، ذكر أن "الطفل يبلغ من العمر 10 سنوات، وأُدخل المستشفى في وقت متأخر من ليلة الأحد بحجة المرض، وتبين أنه تعرض للضرب المبرح على يد أسرته، وتوفي صباح الاثنين".
وأضاف، إن "الأطباء أكدوا أن الضرب المبرح أثّر على جهازه التناسلي، وحاولوا إنقاذه بكل الوسائل الطبية المتاحة لكن دون جدوى".
وتابع، إن "والد الطفل يقضي محكوميته في السجن، وكان يعيش في بيت عمّه بمنطقة كوباني جنوب كركوك، وتم اعتقاله عمّه بتهمة القتل العمد، وهو قيد التحقيق".
يشار إلى أن رئيس لجنة حقوق الإنسان النيابية، أرشد الصالحي، قد كشف في وقت سابق من اليوم الإثنين، عن تفاصيل عائلة الطفل الذي توفي نتيجة تعرضه للتعنيف في كركوك، مؤكدا أن والده إرهابي وأنهم ليسوا من أهالي المحافظة، وفيما بين أن هناك متابعة للتحقيقات، أكد أن "أمن كركوك في خطر".
وقال الصالحي، في حديث لعدد من وسائل الاعلام، إن "الطفل الذي توفي في كركوك، نتيجة تعنيفه من ذويه، يدعى نيسان غسان، واتضح أن والده إرهابي ومحكوم عليه بالسجن 35 سنة، كما أن ثلاثة من إخوته إرهابيون مقتولون، وهناك أربعة آخرون موجودون في كركوك".
وأضاف، إن "عائلة الطفل ليست من كركوك، بل تسكن فيها، فهم من سكنة محافظة مجاورة"، مبينا أن "الطفل تعرض للتعذيب وننتظر نتائج الطب العدلي وتقريره عن جثة الطفل المعنف".
وتابع، إن "كركوك أصبحت مرتعاً للإرهابيين، حيث تسكن عائلة الطفل في دار تجاوز، وهم ليسوا من أهالي المحافظة، فلماذا لا يعودون إلى محافظاتهم"، مؤكدا أن "الطفولة في خطر بالعراق".
ولفت إلى أن "التحقيق مستمر في قضية الطفل المعنف، وسيتم الإعلان عنها بصورة كاملة، حيث هناك آثار تعذيب وتعنيف على الجثة"، مبينا أن "أمن كركوك في خطر وتجب إعادة العائلات التي جاءت للمحافظة إلى مناطقها الأصلية".
وكان مصدر طبي في مستشفى كركوك العام، كشف في وقت سابق من اليوم، عن وفاة الطفل المعنف من قبل عائلته متأثراً بجروحه.
وأبلغ المصدر، أن "الطفل البالغ من العمر 10 سنوات توفي بعد ظهر اليوم متأثراً بالإصابات الناتجة عن تعنيفه والتي نتج عنها نزيف داخلي حاد، وتم نقل الجثة إلى دائرة الطب العدلي".
وكان مصدر في دائرة صحة كركوك، قد أبلغ في وقت سابق من يوم أمس أن طفلًا يبلغ من العمر 10 سنوات نُقل إلى مستشفى كركوك العام بادعاء المرض، ولكن بعد فحص جسده، تبين تعرضه لإصابات خطيرة نتيجة ضرب مبرح.
وأوضح المصدر، أن "الطفل اعترف بأن عمّه هو من قام بضربه، إذ يعيش الطفل مع عائلة عمه بعد اعتقال والده وانفصال والدته"، مؤكدا أن "الشرطة ألقت القبض على عم الطفل وأحالته إلى السجن، بينما يخضع الطفل للعلاج في المستشفى تحت إشراف طبي دقيق".
وغالبا ما تُثار قضايا تعنيف الأطفال في العديد من المحافظات، ويتم اتخاذ الإجراءات القانونية بحق ذوي الطفل، وبحسب إحصائية صادرة عن المركز الاستراتيجي لحقوق الإنسان في العراق، فإن نسبة الاعتداء على الأطفال تشكل 6% من حالات العنف الأسري، الذي يشمل الاعتداء على الزوجة والآباء وغيرها من الحالات.