طرد بالجملة من سرايا السلام.. هل هو انشقاق من التيار الصدري؟ انتخابات مجالس المحافظات تؤثر على البنية الداخلية لفصيل الصدر
انفوبلس/..
طرد بالجملة شهدته سرايا السلام؛ نتيجة "عصيان الأوامر وعدم الطاعة"، إذ أعلن مكتب المسؤول العام في السرايا التابعة لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، طرد 6 عناصر منتمين لتشكيلات الفرقتين الأولى والثانية في محافظة بغداد.
وأظهرت 6 وثائق حملت توقيع المسؤول العام لسرايا السلام، موجَّهه إلى (جهاز الأمن المركزي)، أمس الثلاثاء (28 تشرين الثاني 2023)، طرد كُلٍّ من "معد سلمان خلف ياسين الشمري، ونعيم مطرود راهي، عذاب الغريباوي، وأحمد محمود سعد الشمري"، المنسوبين للفرقة الأولى محافظة بغداد.
فيما تقرر طرد كل من "حيدر صبيح الكرعاوي، وكمال حسين العامري، وهادي حسين سهر غافل الزاملي" المنسوبين للفرقة الثانية من تشكيلات سرايا السلام، محافظة بغداد، بحسب ما جاء في الوثائق.
أما السبب الرئيسي لطرد هؤلاء، كما أظهرت الوثائق، هو: "عصيان الأوامر وعدم الطاعة وفقاً لأحكام المادة الرابعة البند الأول الفقرة 14 من قانون العقوبات العسكري المعدل رقم 4 لسنة 2021".
*علاقة انتخابات المحافظات؟
وربطت مصادر سياسية مطلعة، فصل هؤلاء الأشخاص من التيار الصدري، بالانتخابات المحلية المزمع إجراؤها في 18 كانون الأول المقبل، والتي أعلن الصدر مقاطعتها ودعا أنصاره أيضاً للمقاطعة.
وفي 13 تشرين الثاني الجاري، دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، انصاره الى مقاطعة انتخابات مجالس المحافظات، وعدّ ذلك بأنه سيقلل من شرعيتها خارجياً وداخلياً.
وقال الصدر في رده على سؤال من أنصاره حول المشاركة في الانتخابات، إن "من أهم ما يميز القاعدة الصدرية هو وحدة صفها وطاعتها وإخلاصها وهذا ما أباهي به الأمم ولله الحمد.. وعليكم الالتزام بالإصلاح وإن مات مقتدى الصدر".
وأضاف، إن "مشاركتكم للفاسدين تحزنني كثيراً.. ومقاطعتكم للانتخابات أمر يفرحني ويغيض العدا ... ويقلل من شرعية الانتخابات دولياً وداخلياً ويقلص من هيمنة الفاسدين والتبعيين على عراقنا الحبيب حماه الله تعالى من كل سوء ومن كل فاسد وظالم".
وتابع الصدر، "ثم إن الوضع العالمي والإقليمي يفيء على الأوضاع في العراق.. ومعه يجب أن نكون على حذر واستعداد دائم فالعدو يتربص بعراقنا ومقدساتنا فانتبهوا رجاءً أكيداً".
وبعد هذا الموقف، هدَّد المسؤول العام لسرايا السلام أبو مصطفى الحميداوي، بشكل مباشر المرشحين المنتمين لتشكيلات السرايا.
وقال الحميداوي، "كما كان وسيبقى رأي القائد السيد مقتدى الصدر أعزه الله فصل الخطاب في مسيرتنا الجهادية والاجتماعية وبعد جواب سماحته بخصوص انتخابات مجالس المحافظات. فهنا أوجه كلامي لمن ينتمي لتشكيلات سرايا السلام المجاهدة وزجّ نفسه في هذه الانتخابات أن يتراجع عن ترشيحه خلال ١٥ يوماً وإلا سيكون لنا رد آخر".
بعد ذلك، بدأت تتوالى انسحابات المرشحين من المنتمين للسرايا والتيار بشكل عام، لكن البعض رفض ذلك، ما دفع ذلك إلى التبرّي منه واعتباره "عاصياً للأوامر".
*طرد
ومن حين إلى آخر تعلن سرايا السلام، طرد عنصر أو مجموعة من عناصرها لأسباب تعتبرها مخالفة لضوابطها.
كما تم أكثر من مرة تجميد سرايا السلام من قبل مقتدى الصدر حتى إشعار آخر، منها في 17 شباط 2015، لكن في آذار من ذات العام، أعلن مكتب الصدر رفع التجميد ومشاركة مقاتلي السرايا مع قوات الحكومة العراقية في عمليات الموصل ضد داعش.
في تشرين الأول 2021 بعد الانتخابات البرلمانية، أعلن الصدر، إغلاق كل مقار سرايا السلام، مستثنياً 5 مدن، وهي النجف وكربلاء وصلاح الدين (سامراء)، وبغداد خلال 15 يوماً، مع عودة المسلحين كأفراد في التيار الصدري.
وفي السادس من تشرين الأول 2022 أعلن الصدر تجميد جميع الفصائل المسلحة التابعة للتيار الصدري، بما فيها سرايا السلام، عدا محافظة صلاح الدين وما حولها.