طريق الفاضلية – جرف النصر.. قيادة عمليات الجزيرة تفتح شريان الصحراء أمام قوافل الزائرين نحو كربلاء المقدسة

انفوبلس/ تقارير
تزامناً مع ذكرى أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام)، تتسابق الجهود الأمنية والخدمية لتأمين الطرق التي يسلكها ملايين الزائرين القادمين من داخل البلاد وخارجها نحو كربلاء المقدسة. وفي هذا الإطار، برز الطريق الجديد طريق الفاضلية – جرف النصر وصولاً إلى كربلاء المقدسة، والذي تم افتتاحه مؤخراً بين جسر الفاضلية وسيطرة البعيد بطول يقارب 45 كيلومتراً، بوصفه شرياناً استراتيجياً يختصر المسافات ويخفف الزخم عن الطرق التقليدية، خصوصاً تلك المزدحمة المؤدية إلى العتبات المقدسة.
وتولت قيادة عمليات الجزيرة في الحشد الشعبي الإشراف المباشر على خطة تأمين الطريق، بالتنسيق مع وزارة الداخلية والقوات الأمنية الأخرى، في نموذج عملي للتكامل بين الجهود الأمنية والخدمية لضمان انسيابية الحركة وسلامة الزائرين.
تفاصيل الطريق الجديد
فيما يخص تفاصيل الطريق وأهميته، أوضح قائد المهمات الخاصة في قيادة عمليات الجزيرة بالحشد الشعبي، مختار الهندي أن الطريق يبدأ من جسر الفاضلية ويمتد حتى سيطرة البعيد بطول يبلغ نحو 45 كم، ليمثل أحد أقصر وأسرع الخطوط الواصلة إلى كربلاء المقدسة.
وقال الهندي: إن هذا المسار لم يقتصر على كون الطريق ممرّاً مرورياً، بل جرى تأمينه وفق معايير عالية تشمل نشر أفواج قتالية من الألوية 45، 46، 47 التابعة لقيادة عمليات الجزيرة، إضافة إلى مفارز متخصصة من الطبابة والكلاب البوليسية (K9)، والهندسة العسكرية، وذلك بالتعاون الوثيق مع الشرطة الاتحادية وقيادة عمليات كربلاء المقدسة.
إجراءات أمنية استباقية
بما أن الطريق يمر عبر مناطق صحراوية مفتوحة، فقد أولت قيادة عمليات الجزيرة اهتماماً خاصاً بالإجراءات الاستباقية، وشملت هذه الإجراءات نصب كمائن ليلية وتسيير دوريات نهارية على طول الطريق، لمنع أي محاولات تهدد أمن الزائرين، كما تم تأمين محيط الطريق عبر عمليات استطلاع وتطهير شاملة قبل افتتاحه.
وتشير القيادة إلى أن أغلب هذه الطرق تقع ضمن "خطوط العتبات المقدسة"، ما يجعلها ذات حساسية عالية تتطلب مراقبة دائمة. وإلى جانب الأمن، تم توفير ورش لصيانة السيارات، بما فيها ورش متنقلة لمعالجة الأعطال الطارئة والحوادث، وهو ما يضمن استمرار الحركة دون انقطاع.
أهمية الجسر في ربط المسارات
في سياق متصل، أكد وزير الداخلية عبد الأمير الشمري، خلال زيارة ميدانية رافقه فيها قائد عمليات بغداد وعدد من المسؤولين، على أهمية جسر الفاضلية بوصفه نقطة ربط رئيسية بين بغداد وناحية جرف النصر، وكونه أحد المعابر المهمة لتخفيف الزخم عن باقي الطرق المؤدية إلى كربلاء.
وأشار الشمري إلى أن إنجاز هذا الجسر وفق المخطط يمثل خطوة مهمة لضمان انسيابية حركة الزائرين في موسم الأربعين، خاصة مع توقع تدفق ملايين المشاركين من مختلف دول العالم.
الحشد الشعبي في قلب المشهد
لم تقتصر مساهمة الحشد الشعبي على الجانب الأمني فقط، بل امتدت لتشمل الخدمات الإنسانية واللوجستية. فقد افتتحت قيادة عمليات الجزيرة، بالتعاون مع الجهات الخدمية، عدة مواكب خدمية على طول الطريق، خاصة في منطقة جرف النصر، لتقديم وجبات الطعام والشراب، إضافة إلى أماكن استراحة مجهزة للزائرين.
كما نصبت قيادة عمليات الجزيرة مفارز طبية تعمل على مدار الساعة لمعالجة الحالات الطارئة وتقديم الإسعافات الأولية.
تأتي هذه الجهود ضمن خطة متكاملة وضعتها قيادة العمليات لضمان أن يشعر الزائر بالأمان والراحة طوال رحلته.
التنسيق الأمني والخدمي
تؤكد قيادة عمليات الجزيرة أن التعاون بين الحشد الشعبي والقوات الأمنية يمثل حجر الزاوية في نجاح خطة تأمين الطريق. فالتنسيق المشترك يضمن سرعة الاستجابة لأي طارئ، ويعزز من قدرة القوات على إدارة الحشود الكبيرة. كما أن وجود مفارز الطبابة وفرق الصيانة وورش الإصلاح الميداني يختصر الوقت ويمنع حدوث اختناقات أو تعطيل لمسار الزائرين.
ويشير قادة ميدانيون إلى أن هذا المستوى من التنسيق لم يكن ليتحقق لولا التخطيط المسبق والزيارات الميدانية التي سبقت موسم الأربعين، وهو ما يعكس وعياً أمنياً وخدمياً بأهمية هذا الحدث.
انعكاسات على الموسم الأربعيني
من المتوقع أن يخفف الطريق الجديد بشكل ملحوظ من الزخم المروري على المحاور التقليدية المؤدية إلى كربلاء، خاصة تلك التي تمر عبر محافظات بابل وكربلاء والنجف.
وبحسب مسؤولين، فإن هذه الخطوة تمثل جزءاً من استراتيجية أوسع لتطوير البنية التحتية لمسارات الزيارة، بما في ذلك إنشاء طرق بديلة وتوسعة الممرات القائمة.
وتعد قيادة عمليات الجزيرة من التشكيلات الميدانية الفاعلة ضمن هيئة الحشد الشعبي، وتختص بمهام أمنية واسعة في المناطق الغربية والشمالية الغربية من العراق، خاصة في البيئات الصحراوية، وقد اكتسبت خبرة ميدانية في مواجهة التهديدات الأمنية عبر الكمائن والمراقبة الجوية والاستطلاع، ما جعلها مؤهلة لإدارة هذا النوع من الطرق الصحراوية التي تحتاج إلى خبرة خاصة في التأمين.
خلاصة
يمثل افتتاح طريق الفاضلية – جرف النصر خطوة استراتيجية في إدارة الحشود المليونية لزائري أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام)، حيث تلاقت فيه الجهود الأمنية والخدمية بقيادة عمليات الجزيرة في الحشد الشعبي وبالتعاون مع وزارة الداخلية والقوات الأمنية الأخرى.
فالطريق لم يكن مجرد شريط أسفلتي، بل منظومة متكاملة من الأمن والخدمات والجاهزية الميدانية، ليعكس صورة من صور التلاحم العراقي في خدمة زوار سيد الشهداء، وليؤكد أن حماية هذه المسيرة الإيمانية مسؤولية وطنية يتشارك فيها الجميع.