edition
إنفوبلاس
  • الرئيسي
  • كل الأخبار
    • سياسة
    • أمن
    • اقتصاد
    • رياضة
    • صحة
    • محليات
    • دوليات
    • منوعات
  • اقرأ
  • شاهد
  • انظر
  • انفوغراف
  • كاريكاتور
  • بودكاست
  • بلغتنا
  • من نحن
  1. الرئيسية
  2. الأخبار
  3. محليات
  4. عراق الأربعين.. ملحمة خدمية وإنسانية تعكس تلاحم المجتمع وتمثل قوة ناعمة ترفع مكانة العراق...

عراق الأربعين.. ملحمة خدمية وإنسانية تعكس تلاحم المجتمع وتمثل قوة ناعمة ترفع مكانة العراق إقليمياً ودولياً

  • 10 اب
عراق الأربعين.. ملحمة خدمية وإنسانية تعكس تلاحم المجتمع وتمثل قوة ناعمة ترفع مكانة العراق إقليمياً ودولياً

انفوبلس..

تتواصل في عموم العراق استعدادات مكثفة لخدمة ملايين الزائرين المشاركين في أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام)، عبر تنسيق واسع بين الوزارات والحكومات المحلية لتأمين الخدمات الأمنية، الصحية، واللوجستية. وتشمل الجهود تنظيم التفويج العكسي، دعم المواكب، تجهيز الوقود، وضبط الأسواق، في مشهد وطني متكامل يجسد روح التضامن.

 

وفي إطار هذه الاستعدادات، قام وزير الداخلية عبد الأمير الشمري، يرافقه عدد من قيادات الوزارة، بزيارة إلى محافظة بابل لمتابعة سير خطة التفويج العكسي للزائرين. وأكد الشمري أن قيادة الشرطة أعدّت خطة متكاملة ترتكز على الجهد الأمني والاستخباري والخدمات الميدانية لتسهيل مرور ملايين الزائرين عبر مداخل المحافظة، مع استنفار كافة الموارد الأمنية والصحية وفرق الدفاع المدني، وانتشار مفارز الإرشاد والإنارة والخدمات على طول مسارات المشاة.

 

وأشار إلى أن الإجراءات الأمنية والمرورية المتبعة هذا العام ساهمت بشكل واضح في خفض الحوادث، وذلك من خلال عزل مسارات المشاة عن حركة المركبات، ونصب كاميرات المراقبة والرادارات، مع تأكيده على أن روح العمل الجماعي تشكل ركيزة أساسية لنجاح هذه المناسبة الدينية

 

من جانبه، بين محافظ بابل عدنان فيحان الدليمي، "ستنطلق عقب انتهاء مراسم الزيارة الخطة الخاصة بالتفويج العكسي هذا العام، وتشمل تنظيم عودة الحشود من كربلاء المقدسة عبر محاور المحافظة مع تخصيص مسارات منفصلة للعجلات والمشاة، فضلاً عن توفير نقاط استراحة وخدمات طبية وإرشادية لضمان انسيابية الحركة ومنع الحوادث والاختناقات.

 

وإلى دور وزارة النفط التي باشرت إطلاق الخطة الوقودية الخاصة بالزيارة لتجهيز الهيئات والمواكب الحسينية والجهات الأمنية بالوقود لدعم ملف الزيارة الأربعينية. إذ نوَّه مدير إعلام شركة توزيع المنتجات النفطية في الوزارة رافد صادق، أنه تمت المباشرة بتجهيز المواطنين من خلال شركة توزيع المنتجات النفطية بالتعامل مع تجهيز الوقود للزيارة الأربعينية، إذ تم إعداد خطة توزيع شاملة انطلقت مؤخراً يتم من خلالها تجهيز دوائر الدولة التي تقدم خدماتها لزائري الأربعينية ، والأجهزة الأمنية المعنية بتوفير الحماية الأمنية المخصصة بتأمين الزيارة على طول طريق خط الزائرين لغاية وصولها إلى كربلاء المقدسة.

 

وأضاف أنه سيتم تجهيز الهيئات الخاصة بإدارة الزيارة الأربعينية، والمواكب الحسينية على طول الخط الذي يسلكه زائرو الأربعينية، مردفا أن الوزارة وجهت بتكثيف الجهود الوقودية والخدمية مع اقتراب ذروة الزيارة، والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للزائرين، علاوة على تجهيز المنتجات النفطية وأسطوانات الغاز السائل للمواكب الحسينية والمركبات الحكومية والأهلية التي ستسهم بنقل الزائرين وتأمين محطات توليد الطاقة الكهربائية من الوقود لتشغيلها بشكل مستمر لتغطية احتياجات الزائرين لغاية الانتهاء من الزيارة.

 

بدورها أطلقت وزارة التجارة حصَّة السلة الغذائية التموينية مع الطحين للعوائل في كربلاء، مع زيادة الخزين الاستراتيجي للمواد الأساسية لمدة أربعة أشهر، وتأمين الحبوب لمدة 10 أشهر، حيث أوضح مدير التخطيط والمتابعة في الوزارة طالب حسن نعمة، أن الوزارة أسهمت في خدمة الزائرين وتأمين المواد الغذائية والسيطرة على السوق المحلية نتيجة زيادة الطلب على المواد الغذائية الأساسية، إذ أطلقت الوزارة حصة لمفردات السلة الغذائية التموينية مع الطحين لعوائل كربلاء، وتنظيم جولات للفرق الرقابية في الأسواق المحلية للحدِّ من ارتفاع الأسعار والحدِّ من حالات التلاعب والاستغلال لغرض استقرار السوق، بالإضافة إلى زيادة الطاقة الخزنية للمواد الغذائية، وجهوزية مخازن الحبوب بتأمين الحبوب لمدة 10 أشهر في عين التمر بمحافظة كربلاء المقدسة، بالإضافة إلى زيادة الخزين الاستراتيجي للمواد الغذائية الأساسية لمدة أربعة أشهر، بهدف نجاح الزيارة الأربعينية وخدمة الزائرين.

 

وأضاف، أعدّت وزارة التجارة خطة مركزية بالتعاون مع اللجنة التحضيرية في محافظة كربلاء المقدسة والعمليات المشتركة خلال الزيارة الأربعينية بأسطول يبلغ أكثر من 700 شاحنة، وأكثر من 150 سيارة خدمية تُسهم في تخفيف الزخم واحتواء الحشود المليونية، ويكون مركز التجمع في عدد من المواقع انطلاق أحدها من تقاطع سيد جودة إلى ساحة الحيدرية الطريق المؤدي إلى النجف الأشرف، وأخرى الطريق المؤدي إلى قنطرة السلام المؤدي إلى ثورة العشرين ، وأخرى كربلاء المقدسة – سيطرة الحلة ، ذهاباً وإياباً ، بالإضافة إلى نقل زائري إيران عند انتهاء الزيارة إلى المنافذ الحدودية.

 

ولفت نعمة إلى تخصيص محور نقل الزائرين من كربلاء المقدسة – بغداد، من خلال مساهمة الباصات الخدمية البالغة أعدادها 120 عجلة بنقل الزائرين، وفي حالة ارتفاع أعداد الزائرين يتطلب إضافة محاور أخرى جديدة وهما، محوران أولهما "الحيدرية – محافظة النجف الأشرف والآخر "الوند- المسيب"، أما المحور الرئيسي فسيكون من ساحة سيد جودة.

 

زيادة الإطلاقات المائية في كربلاء

وإلى كربلاء المقدسة التي أعلن فيها وزير الموارد المائية المهندس عون ذياب عبد الله عن زيادة الإطلاقات المائية لها أثناء الزيارة الأربعينية، حيث بين محافظها نصيف الخطابي أن هذه الزيادة ستؤمن احتياجات المحافظة وتشغيل مجمعات المياه بكامل طاقتها خلال فترة الزيارة بما يضمن انسيابية الخدمات المقدمة للزائرين.

 

ونبه إلى شكر الوزير للحكومة المحلية لما تقدمه من دعم لدوائر الوزارة في كربلاء المقدسة التي تتصدر قائمة المحافظات في دعم قطاع الموارد المائية، كالمشاريع الريادية لتدوير المياه، التي انطلقت في كربلاء قبل أن تبدأ في محافظات أخرى، علاوة على نجاحات متميزة حققتها في الجانب الزراعي من خلال مشاريع المبازل، مثمناً النهضة الاقتصادية والتنموية التي تشهدها المحافظة في قطاعات مختلفة.

 

وأكد الخطابي على استمرار دعم حكومته المحلية لدوائر الوزارة في مجال تنفيذ المشاريع وتمكين الملكات من أداء مهامها وضمان استحقاقاتها، مشيراً إلى أن المحافظة قطعت أشواطاً متقدمة نحو أمثل استخدام للمياه إلى جانب ما تفرضه من إجراءات على المشاريع الاستثمارية لضمان ترشيد المياه وتوسيع الغطاء الأخضر.

 

وبدوره أعلن مطار النجف الأشرف الدولي عن زيادة في عدد الرحلات اليومية التي يستقبلها منذ الأول من شهر صفر حتى اليوم ، إذ قال مدير إعلام المطار عمار الطفيلي إن عدد الرحلات التي استقبلها المطار يوم أمس السبت بلغ 111 رحلة من دول لبنان، البحرين، السعودية، إيران، باكستان وتركيا، مشيراً إلى أن عدد الرحلات الكلية خلال 13 يوماً منذ مطلع شهر صفر بلغ حتى الآن 633 رحلة بواقع 90 ألفاً و 582 مسافراً وفدوا إلى المحافظة ، ونحو 69 ألفاً و 300 مسافر من المغادرين ، مؤكداً أن إدارة المطار أعدت كل الأمور اللوجستية والإدارية لتحقيق الإنسيابية في استقبال المسافرين ومغادرتهم، مضيفاً أن هناك خططاً أمنية وصحية وضعتها إدارة المطار بالتعاون مع الأجهزة الأمنية في المحافظة ودائرة صحة النجف لتأمين الحماية والرعاية الصحية للمسافرين الوافدين والمغادرين.

 

كركوك تؤمّن مسارات الطرق

وإلى محافظة كركوك حيث تنفذ قيادة عمليات كركوك وشرق دجلة للحشد الشعبي خطتها الأمنية والخدمية وبالتعاون مع الجهات المعنية لاستقبال الزائرين القادمين من منافد إقليم كردستان المارِّين عبر كركوك، وكذلك القادمون من محافظات شمال العراق.

وبين معاون قائد عمليات كركوك وشرق دجلة للحشد الشعبي أبو رضا النجار، تفقدنا منفذ جيمن شمال كركوك للوقوف على آلية استقبال الزوار والخدمات المقدمة لهم والانتشار الأمني للقطعات لتأمين الطرق لهم، مؤكداً على جاهزيتهم.

 

فيما أوضح معاون قائد عمليات كركوك لشؤون الحشد الشعبي أبو ثائر البشيري أن الخطة وضعت بمحورين، المحور الأول ينفذ من سيطرة التون كوبري المنفذ الرئيسي الذي يربط كركوك مع أربيل، والمحور الثاني يبدأ من سيطرة جيمن الذي يربط محافظة السليمانية مع كركوك

 

وتتضمن جهداً خدمياً وخدمات صحية، ونصب السرادق على طول طريق الزائرين، وتقديم الطعام وتوفير أماكن استراحة ومبيت، للزائرين القادمين عبر الطرق البرية من تركيا، إيران، عبر منفذي حاج عمران وإبراهيم الخليل، لافتاً إلى أن ألوية الحشد الشعبي الأربعة انتشرت على مسارات الطرق المؤدية إلى كربلاء المقدسة عبر خطة متكاملة لتأمين طرق الزائرين في الذهاب والعودة، وكانت كركوك استقبلت دفعة من الزائرين جواً عبر مطارها الدولي حيث تكون محافظة كركوك ممراً لعبور الزائرين جواً وبراً من تركيا وإيران وأذربيجان سنوياً.

 

خدمة 65 ألف زائر إيراني في أربيل

وفي محافظة أربيل حيث تواصل الحكومة المحلية فيها تقديم الخدمات إلى أكثر من 65 ألف زائر إيراني دخلوا إلى الإقليم عبر منفذ حاج عمران الحدودي، منوهاً بأن المنفذ متواصل في استقبال عشرات الآلاف من الزائرين.

 

وقال محافظ أربيل أوميد خوشناو في منطقة الاستراحة الثالثة للزائرين الإيرانيين في متنزه بارك سامي عبد الرحمن وسط المدينة وبحضور القنصل الإيراني إن الزائرين القادمين من إيران وعبر المنافذ الحدودية في الإقليم والمتجهين إلى وسط وجنوب العراق يوفرون الكثير من الوقت والجهد في طريق الذهاب والإياب، وأن الحكومة المحلية في أربيل مع الجهات المعنية تقدم أفضل الخدمات للزائرين وتلبية جميع احتياجاتهم.

 

من جهته كشف القنصل العام الإيراني في أربيل فرامرز أسدي عن أن عدد الزائرين الإيرانيين الذين سيسلكون هذا الطريق خلال موسم الأربعينية سيبلغ نحو 150 ألف شخص، لافتاً إلى أنه خلال الشهرين الماضيين جرت عدة اجتماعات مع محافظ أربيل ومسؤولين في المحافظة بهدف التنسيق والتحضير لاستقبال الزائرين، مضيفاً أن العمل المنجز هذا العام لاستقبال الزائرين تفوق بشكل ملحوظ على الأعوام الماضية.

 

وإلى محافظة الديوانية التي تشهد حركة مكتظة للزائرين بالتزامن مع قرب موعدها حيث توافد مئات الآلاف من المحافظات الجنوبية ودولة إيران خلال اليومين الماضيين باتجاه محافظة كربلاء المقدسة.

 

وأفاد الناطق الرسمي لممثلية المواكب الحسينية في محافظة الديوانية الشيخ قاسم المنصوري، بأن زخم الزائرين (المشّاية) بلغ ذروته رغم الارتفاع الكبير في درجات الحرارة، مشيراً إلى أن الخدمات التي تقدمها المواكب والمفارز الطبية والدوائر الحكومية الساندة بأفضل حالاتها رغم الضغوط الناتجة عن تزايد الأعداد، مؤكداً انحسار الأعداد وتراجعها خلال يوم الاثنين المقبل مما يعطي الفرصة لأصحاب المواكب بالانتقال لتقديم خدماتهم في محافظة كربلاء المقدسة.

 

وأشاد بمستوى التنسيق بين الجهات ذات العلاقة والذي حقق إنسيابية في سير الأشخاص والمركبات وتقديم الخدمات اللازمة بالشكل المناسب خصوصاً في مجال تقديم الطعام والشراب والخدمات الطبية وتوفير أماكن المبيت حيث فتح المواطنون بيوتهم لإيواء الزوار، مثنياً على الدور الكبير الذي لعبته الأجهزة الأمنية في تأمين الأمن وتسهيل حركة السير وتقديم مختلف الخدمات الإنسانية للزوار من كبار السنِّ وغيرها.

 

ظاهرة اجتماعية

زيارة الأربعين في العراق لم تعد مجرد مناسبة دينية، بل تحولت إلى ظاهرة اجتماعية وثقافية وإنسانية ذات أبعاد متعددة، تجمع في إطارها كل أطياف المجتمع ومؤسساته، الحكومية والشعبية، على هدف واحد هو خدمة الزائرين. هذه الجهود ليست موسمية فحسب، بل تمثل ذروة تجربة عراقية متراكمة في إدارة الحشود المليونية، وتحويل المدن إلى مراكز ضيافة مفتوحة، تعمل فيها الوزارات جنباً إلى جنب مع المتطوعين وأصحاب المواكب.

 

من الناحية الاجتماعية، تكشف مشاهد الخدمة عن عمق ثقافة الإيثار المتجذرة في المجتمع العراقي، حيث لا يكتفي الناس بالمشاركة الرمزية، بل يفتحون بيوتهم ويقدمون الطعام والماء وحتى أماكن النوم لزائرين قد لا يعرفون أسماءهم أو بلدانهم. هذا التضامن العفوي يعكس نسيجاً مجتمعياً متماسكاً، ويمنح المناسبة طابعاً إنسانياً يتجاوز الحدود الجغرافية والمذهبية.

 

على المستوى المؤسسي، يظهر التنسيق الحكومي كعامل حاسم في نجاح الزيارة، إذ أن إدارة حركة ملايين البشر في وقت واحد تتطلب تخطيطاً دقيقاً، بدءاً من فصل مسارات المشاة والمركبات لتفادي الحوادث، مروراً بنصب الكاميرات والرادارات، وصولاً إلى ضمان إمدادات الماء والكهرباء والوقود على مدار الساعة. هنا يبرز دور الوزارات مثل الداخلية والنفط والتجارة والموارد المائية، في تكامل أشبه بعملية طوارئ وطنية لا تقل تعقيداً عن إدارة الكوارث الكبرى.

 

اقتصادياً، يمكن القول إن الزيارة تحرك دورة محلية نشطة، فزيادة الطلب على المواد الغذائية والخدمات اللوجستية تخلق فرص عمل مؤقتة وتدفع عجلة التجارة، رغم الحاجة إلى رقابة صارمة لمنع الاستغلال وارتفاع الأسعار. كما أن وجود زائرين من عشرات الدول يفتح الباب أمام فرص دبلوماسية وشعبية لتعزيز صورة العراق كمركز روحي وثقافي عالمي.

 

أما الأبعاد الثقافية، فتتجلى في التفاعل العابر للحدود، حيث يشترك الزائر الإيراني والتركي والباكستاني مع العراقي في المسير نفسه، ويتناولون الطعام ذاته، ويتبادلون القصص والمشاعر، في مشهد حي للوحدة الإنسانية. هذه الدينامية تمنح الزيارة بعداً ناعماً في العلاقات الدولية، بعيداً عن المفاوضات السياسية التقليدية.

 

إن زيارة الأربعين تمثل اختباراً سنوياً لقدرة العراق على إدارة حدث استثنائي بأبعاد أمنية، خدمية، وإنسانية، وهي مناسبة يتجسد فيها المعنى العملي لعبارة "خدمة الزائر شرف"، حيث تنصهر طاقات الدولة والمجتمع في بوتقة واحدة، ليخرج المشهد في صورة قلّ أن تجد لها مثيلاً في العالم.

 

كما إن زيارة الأربعين، بما تحمله من حجم هائل للحشود وتنوع لافت للجنسيات، تضع العراق سنوياً في دائرة الضوء الإقليمي والدولي. فالحدث، الذي يجمع ملايين البشر من أكثر من خمسين دولة، يقدم للعالم صورة مختلفة عن العراق، بعيدة عن الصور النمطية المرتبطة بالصراع والعنف، ومليئة بمشاهد النظام والانضباط والتعاون الشعبي – الحكومي.

 

إقليمياً، يشكل نجاح العراق في إدارة الزيارة رسالة قوة ناعمة، تعزز مكانته كمركز روحي للمسلمين الشيعة وكوجهة دينية آمنة، خاصة في ظل الظروف الأمنية الإقليمية المتقلبة. كما يتيح ذلك للعراق بناء علاقات أعمق مع الدول المصدِّرة للزائرين، عبر تسهيلات الدخول، وضمان أمنهم وخدمتهم، وهو ما يخلق جسوراً من التواصل الشعبي يمكن أن تتحول إلى روابط سياسية واقتصادية مستقبلاً.

 

دولياً، ينظر المراقبون إلى قدرة العراق على استضافة حدث يفوق حجمه أكبر التجمعات العالمية، دون انهيار في الخدمات أو اختلال أمني كبير، على أنه دليل على تحسن الأداء المؤسسي، ويعزز ثقة المنظمات الدولية بقدرة البلاد على تنظيم فعاليات جماهيرية كبرى. هذا النجاح، إذا جرى استثماره إعلامياً بشكل احترافي، يمكن أن يسهم في إعادة رسم صورة العراق في الخارج، ليس فقط كبلد غني بالموارد، بل كقلب نابض للحضارة والدين والضيافة.

 

كما أن الزيارة تمثل فرصة اقتصادية غير مباشرة على الصعيد الدولي، إذ إنها تضع العراق على خارطة السياحة الدينية الكبرى، إلى جانب مكة والمدينة والنجف، وهو ما قد يشجع مستقبلاً على تطوير البنى التحتية السياحية، وجذب استثمارات في قطاع النقل والخدمات الفندقية. وفي ظل التحولات الجيوسياسية في المنطقة، يمكن للعراق أن يوظف هذه القوة الناعمة لتعزيز استقلالية قراره، وتوسيع دائرة أصدقائه وحلفائه عبر الروابط الروحية والثقافية، قبل السياسية والاقتصادية.

 

أخبار مشابهة

جميع
برلماني عن محاولات تأجيل الانتخابات: خطوة قد تنسف العملية السياسية

برلماني عن محاولات تأجيل الانتخابات: خطوة قد تنسف العملية السياسية

  • اليوم
قانون معادلة الشهادات يغيّر شروط الدراسة والإقامة ويُعيد رسم طريق التعليم

قانون معادلة الشهادات يغيّر شروط الدراسة والإقامة ويُعيد رسم طريق التعليم

  • 26 اب
مفوضية حقوق الإنسان تطالب بإنهاء مستنقعات الصرف في ديالى

مفوضية حقوق الإنسان تطالب بإنهاء مستنقعات الصرف في ديالى

  • 26 اب

شبكة عراقية اعلامية

  • الرئيسية
  • مقالات
  • فيديو
  • كاريكاتور
  • إنفوغراف
  • سياسة الخصوصية

جميع الحقوق محفوطة