عكس الطبيعة.. ماء البصرة بلون وطعم ورائحة وغير صالح لكل شيء!
إنفوبلس/تقرير..
لا لون له ولا طعم ولا رائحة، هذا ما تعلمناه في المدارس عن الماء، لكن هذه الصفات لا تنطبق على مياه البصرة التي يعاني سكانها من ماء بطعم مالح ولون أسود ورائحة كريهة.
في أقصى جنوبي العراق، تمر "فينيسيا الشرق" بأزمة في المياه، إذ بدأت البصرة بفقدان الرئة المائية للمحافظة بعد اكتساح الملوحة لشط العرب.
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، انتشر مقطع مصور يظهر امرأة بصرية وهي تشكو من الماء الذي بدى وكأنه ماء آسن.
وتقول المرأة في المقطع: انظروا هذا حال ماء الاسالة في أرقى أحياء البصرة.
وتساءلت بالقول: من أي بالوعة اتيتم بهذا الماء؟ مستدركة بالقول انه حتى مياه الاسنة في البالوعات ليس هذا لونها.
ووفقًا لمعايير منظمة الصحة العالمية، فيجب ألا تزيد نسبة الملوحة في مياه الشرب 500 درجة من مقياس TDS، في حين تتعدّى الملوحة في البصرة أضعاف هذا الرقم، بحسب المراقبين والمختصين.
حالياً، سجلت معدلات الملوحة في شط العرب أرقامًا كبيرة حيث أن اللسان الملحي تعدى منطقة الهارثة ويتجه شمالًا بسبب ضعف الإطلاقات، وفق مراقبين.
وفي ايار الماضي، أعلنت مديرية ماء البصرة، تجاوز نسبة الملوحة في الفاو والهارثة المعايير العالمية.
وقال معاون مدير ماء البصرة، ميثم جار الله، إن "نسبة الملوحة وصلت إلى 30 ألف جزء بالمليون في الفاو، وإلى 6800 جزء بالمليون في شمال الهارثة"، مؤكداً أنه "لا يجب أن تتعدى الملوحة 1000 جزء بالمليون وفق المعايير العالمية".
وتقع مدينة الهارثة شمال شرق محافظة البصرة على الضفة الشرقية لنهر الفرات، يحدها من الشمال قضاء القرنة وجنوبًا مركز محافظة البصرة، وهي تبعد عن البحر 130 كم.
وفي شمال المحافظة يستخدم البصريون، مياه ملوحتها 2000 على مقياس tds، لأغراض الغسل والزراعة، فيما تبلغ الأملاح أكثر من 28000 على مقياس tds، وهي مقاربة لملوحة مياه البحر والتي تبلغ 30000.
وفي مطلع العام الجاري، حذّرت الأمم المتحدة من انخفاض منسوب نهري دجلة والفرات في العراق بنسبة قد تصل إلى 73%، فيما دعت إلى مشاركة العراق في مناقشات هادفة مع دول الجوار حول تقاسم المياه والخروج من أزمة الجفاف التي ضربت البلاد خلال الأشهر الماضية.