عملية تحديث المصافي في أوجها بالشمال والأنبار والبصرة.. هل سيحقق العراق الاكتفاء الذاتي من المشتقات النفطية منتصف العام المقبل؟
انفوبلس/ تقارير
افتتح وزير النفط العراقي حيان عبدالغني، اليوم السبت، مشروع وحدة التكرير الرابعة في شركة مصافي الجنوب والتي تبلغ طاقتها التكريرية نحو 70 ألف برميل يوميًا، وبهذا الافتتاح وصلت عملية تحديث المصافي إلى ذروتها في الشمال والأنبار والبصرة. فما هي تفاصيل المشروع؟ ومتى يصل العراق إلى الاكتفاء الذاتي من المنتجات النفطية؟ وهل فعلاً سيتوقف عن استيراد البنزين وزيت الغاز منتصف العام المقبل؟.
*الاكتفاء الذاتي
وبحسب بيان حصلت شبكة انفوبلس على نسخة منه، فإن عبد الغني أعلن عزم وزارته الوصول إلى الاكتفاء الذاتي من المنتجات النفطية خلال الربع الثاني من العام المقبل 2024، بعد إنجاز مشروعات مهمة في قطاع المصافي.
ولفت وزير النفط إلى أن تشغيل الوحدة الرابعة في شركة مصافي الجنوب من شأنه أن يوفر كميات كبيرة من المنتجات النفطية ومنها النافثا والكيروسين، والديزل الأحمر والغاز المسال، لتغطية جزء كبير من الحاجة المحلية، وفق ما جاء في بيان وزارة النفط العراقية.
*تطوير شركة مصافي الجنوب
كما قال وزير النفط حيان عبدالغني، إن مشروع وحدة التكرير الرابعة في شركة مصافي الجنوب كان من بيان أولويات البرنامج الحكومي، إذ جرى إنجازه في مدة قياسية، بفضل الجهود الوطنية، "وذلك بعد تلكؤ الشركات الأجنبية".
وأشاد الوزير بالجهد الوطني المتمثل في العاملين بشركة المصافي، بالإضافة إلى الجهات الداعمة التي تمكّنت من تجاوز جميع الصعوبات والمعوقات التي رافقت مراحل تنفيذ المشروع على مدار السنوات الماضية.
*الحاجة المحلية
بدوره، قال مدير عام شركة مصافي الجنوب حسام حسين ولي، إن الشركة تمكّنت من الوفاء بالتزاماتها للحكومة والوزارة بإنجاز المشروع خلال المدة المخطط لها، إذ إن إنتاجها من المنتجات النفطية سيغطي جزءاً كبيراً من الحاجة المحلية، لاسيما الديزل الأحمر والكيروسين.
وأوضح المسؤول في الشركة العملاقة، أنها تُسهم من خلال مشروعات زيادة الطاقة التكريرية، للوصول إلى تغطية الحاجة المحلية والارتقاء بنوعية المنتجات النفطية.
*الطاقة الإنتاجية للمشروع
من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة النفط عاصم جهاد، إن افتتاح الوحدة الرابعة في شركة مصافي الجنوب، التي تبلغ طاقتها الإنتاجية نحو 70 ألف برميل يوميًا، سيُسهم في رفع الطاقة التكريرية الكلية لشركة مصافي الجنوب إلى 280 ألف برميل يومياً.
وأشار جهاد إلى أنه خلال مدة وجيزة سيجري افتتاح وحدة الأزمرة، لتحسين نوعية المنتجات في المصفاة، إلى جانب المضي بإنجاز مشروع (FFC) الذي يُعد من المشروعات الواعدة، ويمثّل نقلة نوعية في الارتقاء بالمنتجات النفطية.
*دعم أسطول النفط العراقي
في سياق متصل، مع جهود وزير النفط للارتقاء بالقطاع ودعم الصادرات، أعلنت الوزارة، في بيان منفصل اليوم السبت، خططها لتطوير قطاع النقل البحري وتوسيع أسطول ناقلات النفط العراقي.
في الوقت نفسه، أعلنت شركة ناقلات النفط العراقي تلقيها عروض شراكة من شركات عالمية، وذلك بعد أن وضعت خطة لبناء ناقلات بالتعاون مع وزارة النفط، وتوسيع أسطول ناقلات النفط، إذ تسلمت أول ناقلة وهي "سومر" قبل 3 أشهر.
وأوضح مدير عام شركة ناقلات النفط العراقي، علي قيس عبدالجبار، إن الناقلة "أكد" ستصل إلى بغداد خلال أسبوعين، بقدرة 31 ألف طن، أي نحو 200 ألف برميل، مشيرًا إلى أن هناك خطة لبناء ناقلتَين حديثتَين بمواصفات عالمية، وجار الحصول على الموافقات الخاصة بها.
وبامتلاك الشركة أسطول الناقلات، وفق عبدالجبار، يمكن ضمان عودة أسطول النفط الخام العراقي، والاعتماد ذاتيًا دون الحاجة إلى الشراكات، لتعود شركة ناقلات النفط لممارسة نشاطها الرئيسي، المتمثل في نقل النفط الخام إلى المشترين من مختلف دول العالم.
*موعد توقف العراق عن استيراد البنزين
وفي أكتوبر الماضي، أعلن نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة وزير النفط حيان عبد الغني، أن العراق سيصل الى الاكتفاء الذاتي من منتج البنزين منتصف العام المقبل 2024 .
وقال عبد الغني في تصريح متلفز آنذاك، إن "مصفى كربلاء من أكثر المصافي تطوراً في المنطقة وهو صديق للبيئة ومصمم بمواصفات أوروبية" .
وأوضح: إن "المصفى سينتج كميات كبيرة من المنتجات البيضاء ، على رأسها البنزين، إضافة الى زيت الغاز والكيروسين". مشيرا إلى: "أن المصفى سينتج عند تشغيله 8000 متر مكعب من البنزين عالي الأوكتان يومياً، أي ما يعادل ثلثي الكمية التي يستوردها العراق الآن".
و أضاف، إن "هناك مشاريع أخرى في مصافي الجنوب وعند تشغيلها سيتوقف استيراد البنزين ".
*حل أزمة الغاز في العراق خلال عام 2024
وفي تشرين الثاني الماضي، أعلنت وزارة النفط، عن إجراء مرتقب ضمن خطة العام المقبل 2024، سيُسهم بحل أزمة الغاز وتقليل استيراده، فيما أكدت وجود اهتمام وتوجه حكومي لزيادة إنتاج الغاز.
وقال مستشار وزارة النفط، عبد الباقي خلف، في تصريح للوكالة الرسمية آنذاك: إن "الحكومة ووزارة النفط مهتمتان بمشاريع الغاز لأهميتها في صناعة الطاقة في العراق، وتقليل الانبعاثات في الوقت ذاته". لافتاً إلى، أنه "بحسب خطط الوزارة المرسومة في العام المقبل 2024، ستتم إضافة ما لا يقل عن 700 مليون قدم مكعب من الغاز في مشاريع المرحلة الثانية للبصرة ومشروع الحلفاية 300 ومشروع الناصرية".
وأوضح خلف، إن "هذه الكمية تعادل أكثر من نصف غاز الفلير المطلق حالياً". مؤكداً، إن "ذلك سيُسهم في حل أزمة الغاز، ويشكل أكثر من نصف استيراد العراق من الغاز".
ولفت إلى، أن "الجولة السادسة لمشاريع الغاز واهتمام الحكومة بحقلي المنصورية وعكاز، يعكسان اهتمام الدولة في التوجه إلى زيادة إنتاجنا من الغاز لتقليص فجوة الطلب على الكهرباء الموجودة حالياً في البلد، وبالتالي الأمور متجهة نحو زيادة سعتنا من الغاز".