عنف نساء كردستان يتفاقم.. رجال الإقليم يشتكون وينتحرون بسبب زوجاتهم.. ملف مُعقد تعرف على تفاصيله
انفوبلس..
نشر اتحاد الرجال في كردستان إحصائية لحالات العنف النسائية ضد الرجال في عام 2024، أكد فيها تسجيل 63 حالة انتحار مرتبطة بمشاكل زوجية، و609 حالات تعنيف ضد رجال على يد زوجاتهم أو طليقاتهم بشكل فردي أو بمساعدة ذويهن، تنوعت بين العنف الجسدي والطرد من المنزل، والحرمان من الميراث أو الراتب أو الحضانة ورؤية الأطفال، بالإضافة إلى حالات توتر نفسي وجنسي، وخيانة زوجية، وتشهير وتهديد إلكتروني، وأخرى تتعلق بالامتناع عن الإنجاب دون موافقة الزوج.
وجاء في وثيقة صادرة عن الاتحاد تصنيفاً كاملاً لأعداد الحالات وأنواعها وكما يلي:
52 حالة طرد رجال كبار في السن.
39 حالة خيانة زوجية.
11 حالة عنف جسدي.
239 حالة تدخل أقارب الزوجة في زواجها.
11 حالة توتر نفسي وجنسي.
12 حالة مصادرة لراتب الزوج.
213 حالة حرمان للرجل من الحضانة أو الوصول إلى أطفاله.
15 حالة تشهير وتهديد إلكتروني.
12 حالة مصادرة أملاك.
5 حالات إجراء عمليات منع إنجاب دون موافقة الزوج.
وسجل اتحاد رجال كردستان بحسب الوثيقة، 63 حالة انتحار مرتبطة بمشاكل زوجية في المدن التي يمارس نشاطه فيها، وهي كالتالي:
25 حالة في أربيل.
24 حالة في السليمانية.
8 حالات في دهوك.
4 حالات في كركوك.
حالة واحدة في حلبجة.
وفي مطلع العام الماضي، أظهرت إحصائيات “جمعية رجال كردستان” تقديم 619 شكوى ضد النساء خلال 2023، منها 49 حالات طرد من المنزل، و17 حالة عنف جنسي ونفسي و51 خيانة، ما دفع عددا كبيرا من الرجال إلى الانتحار، حيث تربعت السليمانية على عرش المدن المسجلة لأكبر حالات الانتحار بسبب التعنيف.
وارتفع عدد الشكاوى منذ آب 2023، بنحو 50% بعد أن أكدت الاحصائيات تقديم 336 شكوى ضد النساء خلال 8 أشهر.
برهان علي رئيس جمعية رجال كردستان قال خلال مؤتمر صحفي: تم تسجيل 619 شكوى بأشكال عنف مختلفة ضد الرجال في إقليم كردستان خلال عام 2023.
أبرز ما جاء في الاحصائيات، هو تسجيل 17 حالة عنف نفسي وجنسي ضد الرجال، و229 حالة تدخل في الحياة الأسرية، و51 حالة خيانة.
كما انتحر 67 رجلاً في مختلف محافظات كردستان خلال عام 2023، أكثرها في السليمانية بـ26 حالة، وأقلها في دهوك بـ9 حالات.
وفي العاشر من تشرين الثاني الماضي، كشف اتحاد رجال كردستان، عن انخفاض حالات العنف الأسري الموجهة ضد الرجال في الإقليم خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2024 مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023، على الرغم من تسجيل ارتفاع في جرائم القتل المرتبطة بمشاكل أسرية.
وأشار برهان علي فرج، سكرتير الاتحاد، إن هذا التراجع في حالات العنف جاء في سياق زيادة الوعي والإبلاغ عن مثل هذه الحوادث.
وقال فرج "سجلنا هذا العام 409 حالات عنف ضد الرجال في إقليم كردستان، مقارنة بـ470 حالة في الفترة نفسها من العام الماضي، ما يشير إلى انخفاض ملحوظ".
وأضاف أن "جرائم القتل المرتبطة بمشاكل داخل الاسرة قد شهدت ارتفاعاً، حيث بلغ عدد ضحايا هذا العام 13 رجلاً، مقارنة بـ6 رجال في العام الماضي".
وأوضح فرج أن الاتحاد، الذي يتخذ من السليمانية مقراً له ويعمل كمنظمة مدنية معنية بحقوق الرجال، يتابع مشكلات الرجال داخل الأسرة ويقدم لهم الدعم القانوني والنفسي.
وأكد أن الاتحاد يراقب أيضاً أوضاع الرجال في مناطق وسط وجنوب العراق، حيث تشير معدلات العنف ضد الرجال في تلك المناطق إلى أنها ما زالت مرتفعة مقارنة بما هو عليه الحال في إقليم كردستان.
ويعد اتحاد رجال كردستان منظمة مجتمع مدني تركز على قضايا الرجال في إطار العنف الأسري وتقديم الدعم القانوني والاجتماعي لهم.
ومع زيادة الوعي بقضايا العنف الأسري، ارتفع عدد الحالات المبلغ عنها، مما يسهم في إبراز معاناة الرجال داخل الأسرة، ولا سيما في ظل ارتفاع جرائم القتل الأسرية، وهو ما يلفت انتباه الجهات المتخصصة لمزيد من التشريعات الداعمة للضحايا.
ولطالما ارتبط مصطلح التعنيف بفئة الرجال محليا في الغالبية العظمى من أعمال العنف الأسري، بيد أن الإحصائيات في العراق تشير إلى أرقام كبيرة لأعمال عنف ارتكبت بحق الرجل، تخالف هذا التصور السائد.
تسجل شعبة العنف الأسري عشرات من شكاوى التعنيف سنويا، وكان اللافت تزايد حالات اعتداء النساء على الرجال.
وفي بيان رسمي، لوزارة الداخلية العراقية، صدر نهاية عام 2022، فإنه منذ مطلع العام، وإلى منتصف شهر آب منه، جرت معالجة 754 حالة تعنيف للنساء، و233 حالة تعنيف مماثلة لرجال.
وبالمقارنة مع الأعوام السابقة، سجلت المحاكم العراقية ارتفاعا في عدد الشكاوى التي قدمها الرجال ضد زوجاتهم في 2021، بسبب تعرضهم للعنف، فعدد الشكاوى التي وصلت الى بعض المحاكم لوحدها بلغت 90 شكوى تقابلها 700 شكوى اعتدى فيها رجال على نساء.
في حين سجلت الفترة بين 2014-2020 نحو 3797 حالة عنف، و568 حالة انتحار لرجال معنفين، فضلا عن هجرة الكثير بسبب التعنيف.
وبلغ عدد حالات انتحار الرجال جرّاء التعنيف الأسري 91 حالة في عام 2020، أيام جائحة كورونا والحظر الذي ترتب عليها.
وتؤكد الدراسات أن عدد الحالات المسجلة أقل بكثير مما يحدث حقيقة من حالات تعنيف للرجال في العراق، لأن الرجل الذي يتعرض للعنف المنزلي يجد صعوبة بالغة في التبليغ عن ذلك، حتى إن حالات التبليغ من طرف الرجال قليلة أو شبه منعدمة، يضاف إلى ذلك الخوف من السخرية حتى من قبل الشرطي نفسه.
يعتقد البعض أن المرأة تلجأ إلى العنف للدفاع عن نفسها في معظم الحالات، ومع الحضور الواسع لوجود المرأة في المجتمع، بعد أن كانت محاصرة بالقيود خلال السنوات الماضية، وبما ان المجتمع العربي لا يزال يعيش بعقلية أن المرأة مستضعفة وعلى حق دائم، فلعل هذا ما أتاح للمرأة الاستقواء وإمكانية الاعتداء على الرجل.
إلا أن حقيقة الأمر، وبحسب محللين، تنضوي على أسباب أخرى منها الوضع الاقتصادي وعدم الاستقرار السياسي وعدم تطبيق القوانين بصورة جيدة في المجتمع.
ورأى البعض أن السبب الأبرز يعود إلى التأثر بالبلدان الأجنبية وما ينقل خلال مواقع التواصل الاجتماعي، فالقوانين والعادات والتقاليد الغربية تتيح للمرأة حرية كبيرة، وقد تصل إلى إمكانية الاعتداء ضرباً على الرجال.
كما لعب الشق النفسي دوره في تفاقم هذه الظاهرة، خصوصاٍ فيما يتعلق بشخصية الرجل ذاته، كأن يكون يعاني من أمراض نفسية أو من اهتزاز بالشخصية، كما أن الحالة المادية الصعبة قد تكون من ضمن أسباب تقبل بعض الرجال للتعنيف من قبل الزوجة.
لعل الشق الجسدي المتمثل بالضرب والأذية الجسدية من أبرز الأشكال التي تتفاقم صورها اليوم، حيث تشير الاحصائيات الى أن طوارئ المشافي تسجل تزايدا بأعداد الرجال الذين يصلون إليها إثر أذى وتعنيف بعضها خطر كون الضربات تكون في منطقة الرأس وبآلات حادة جدا من قبل الزوجة وحدها أو بالتعاون مع أحد أفراد الأسرة، او من أهلها.
وسجلت حالات التعنيف ضد الرجال في العراق في السنوات الاخيرة حالات وفاة، أبرزها في محافظة أربيل حيث توفي رجل بعد أن أقدمت زوجته على إحراقه.
وحصلت حادثة الوفاة الثانية تشرين الأول من عام 2022، حيث قتلت امرأة عراقية زوجها البالغ من العمر 35 عامًا في أثناء نومه، وضربته بواسطة مطرقة من الخشب على رأسه، ثم أجهزت عليه بواسطة (بلوكة) على صدره حتى فارق الحياة.
أما غالبية العنف ضد الرجال يتخذ طابعا نفسياً، ويشتمل على تدخل أهل الزوجة في حياة الأسرة وكثرة طلبات الطلاق من قبل النساء، إضافة إلى القوانين المتعلقة بقضايا الزواج ومن أهمها حضانة الأطفال والنفقة.
ويندرج ضمن التعنيف النفسي ضد الرجال، إبعادهم من المنازل، وقسّمها المختصون إلى نوعين، الأول للرجال متوسطي العمر وخصوصاً حينما تكثر المشكلات الأسرية داخل الأسرة فيكون الرجال أكثر عرضة للإخراج من المنازل، والثاني يشمل كبار السن من الرجال وهي حينما تتخلف الأسر عن إعانة كبار السن وتقوم توطينهم في المصحات أو دور إيواء المسنين.
وفي عام 2021، سجّل "اتحاد رجال كردستان" في إحصائية أن أكثر من 500 حالة تعنيف أسري ضد الرجال، أدت إلى انتحار 68 رجلاً خلال ذلك العام.
وبلغ عدد حالات قتل الرجال من قبل النساء بمعاونة أشخاص آخرين 6 حالات، فيما بلغ عدد طرد الرجال المسنين من المنزل على يد زوجاتهم 31 حالة، وبلغت حالات الخيانة الزوجية التي تنضوي تحت يافطة التعنيف الأسري ضد الرجال 47 حالة، إضافة إلى 8 حالات تعنيف جسدي، و199 حالة تدخل لأهل الأسر في حياة الزوجين، فيما بلغت حالات التعنيف المتمثلة بالضغط النفسي والجنسي 11 حالة، وبلغت حالات الاستيلاء على راتب الرجل 6 حالات، و219 حالة تعنيف ضد الرجال تمثلت بالاستيلاء على الأطفال أو حرمان الأب من رؤية طفله.
وعزا بعض الحقوقيين هذه الزيادة في حالات التعنيف ضد الرجال في الإقليم إلى وقوف قانون الأحوال الشخصية في إقليم كردستان إلى جانب الزوجة على حساب الزوج، وبذلك أصبح الرجل ضحية للقانون والوضع الاقتصادي في إقليم كردستان.
وارتفعت حالات التعنيف بحق الرجال في العراق بالتزامن مع إخفاق مجلس النواب بإقرار قانون خاص بالعنف الأسري، في حين يفتقر العراق إلى وجود إجراءات تحاسب الزوجة على تعنيف زوجها.
ويتعامل القانون العراقي مع قضية الاعتداء على الرجل وفقاً للقوانين ذاتها التي حاسب عليها الرجل عند الاعتداء على زوجته أو ابنته أو غيرها، وبالتالي لا يوجد قانون متخصص يحاسب الرجل والمرأة كلًا على حدى.
وكان مجلس الوزراء العراقي قد أقرّ في تشرين الأول عام 2020 مشروع قانون "مناهضة العنف الأسري"، ومرّره إلى البرلمان، لكن القانون لم يُشرّع حتى الآن بسبب معارضته من قبل جهات سياسية في البرلمان، وخصوصاً تلك المنتمية إلى الأحزاب الدينية التي ترى أن فيه مخالفة للشريعة الإسلامية، وأنه سيؤدي إلى حدوث تفكك أسري حسب رأيها.