غضب معلمي كردستان ينتقل لبغداد.. التحرير تأوي الشاردين من بطش الإقليم.. وانفوبلس تتقصى عن مجريات التظاهرة
انفوبلس/ تقارير
من أقصى العراق إلى قلبه، جاء موظفو إقليم كردستان إلى بغداد، لنقل صورة حية لمعاناتهم جراء عدم صرف رواتبهم، نتيجة صراعات الحزبين الحاكمين الأمر الذي انعكس وبشكل مباشر على أوضاعهم.
طريق الموظفين نحو تحرير بغداد لم يكن معبّداً بالورود، فثمة عراقيل حاولت منع كوادر التدريس في السليمانية من الموصول إلى بغداد، ما أثار ردة فعل غاضبة من حزبي الإقليم اللذَين يُعدان قطبَي المشكلة، فما هي مجريات التظاهرة منذ البداية؟.
*تظاهرة التحرير
اليوم الأحد، تظاهر المئات من الكوادر التدريسية والتعليمية، من المناطق المتنازع عليها، في ساحة التحرير، وسط العاصمة بغداد.
وقال مصدر محلي، إن المعلمين والمدرسين، الذي يقطنون خارج مناطق إقليم كردستان، نظموا تظاهرة، في ساحة التحرير، بالعاصمة بغداد.
وأضاف، إن المتظاهرين طالبوا بصرف رواتبهم المتأخرة ونقلها من الاقليم الى الحكومة المركزية.
ورفع المتظاهرون، لافتات عديدة، تتضمن مطالبات، بضرورة ربط جميع كوادر المدارس الكردية، بالمديرية العامة في وزارة التربية الاتحادية، ونقل ملاكاتها الى هذه المديرية.
*منع وصول
وفي وقت سابق من اليوم، منعت سيطرة كركوك الأمنية، وصول المعلمين والمدرسين، الى العاصمة بغداد، للمطالبة بمستحقاتهم المالية.
وقال أحد المعلمين: "نحن قرابة 2000 معلم ومدرس وموظف، توجهنا من إقليم كردستان، نحو العاصمة بغداد؛ للمطالبة برواتبنا المالية، إلا أن سيطرة كركوك الأمنية، منعتنا من الدخول".
وأضاف: "يوم أمس تم منحنا الموافقة للدخول، وأكدوا عدم وجود أي مشكلة ونقوم بحمايتكم لحين عودتكم، الا أن الأمر قد اختلف، حيث صدر أمر من جهة غير معروفة الى سيطرة كركوك ومنعونا من الدخول".
*سبب المنع
من جهته، كشف ممثل المتظاهرين في محافظة السليمانية أوميد محمد صالح، اليوم الأحد عن تفاصيل جديدة تخص التظاهرات في بغداد.
وقال صالح: إن "وفدا يمثل الكوادر التربوية يتواجد حاليا في العاصمة بغداد ودخل المحكمة الاتحادية العليا ولديه مرافعة تخص قضية رواتب الموظفين".
وأضاف، إنه "حدث انقسام فيما يخص التظاهر في ساحة التحرير بالعاصمة بغداد، حيث إن بعض المنتمين لأحزاب السلطة أصرّوا على التظاهر في بغداد، رغم عدم الحصول على رخصة أمنية من قيادة العمليات المشتركة ووزارة الداخلية، لذلك لم تسمح لهم السلطات الأمنية بالعبور والوصول إلى بغداد".
*مَن منع المتظاهرين من الوصول إلى بغداد؟
وبهذا الشأن، اتهمت مديرية تربية وحدة كرميان الكردستانية، قوات الأمن الاتحادية بمنع مرور متظاهرين تربويين نحو العاصمة بغداد للتظاهر فيها.
وقال مدير المديرية دارا احمد سمير، إن "قوات أمنية في أطراف ديالى وكركوك وصلاح الدين منعت، اليوم، مرور ووصول المتظاهرين من الكوادر التربوية الى بغداد للتظاهر من أجل حل مشاكل رواتبهم المتأخرة منذ أشهر عدة".
وتابع، إن "أزمة الرواتب لا يمكن التكهن بحلها وما زالت محصورة بين حكومتي بغداد وإقليم كوردستان"، مشيرا إلى أن "غالبية مدارس كرميان البالغة 400 مدرسة بكافة مراحلها مضربة ومشلولة بسبب غياب الرواتب"، محذراً بأن "العملية التعليمية ومستقبل الطلبة بات في خطر كبير ما لم تُعالَج بشكل عاجل وناجع".
وتابع، "ننتظر حتى الحلول الوسط لأزمة الرواتب لغرض انتظام العملية التربوية وإنقاذ مستقبل الطلبة في المدارس".
*تحشيد
ودعت شريحة التدريسيين والموظفين المحتجين في إقليم كردستان، أمس السبت، منظمات المجتمع الى مساندتهم في احتجاجاتهم المزمع إقامتها في ميدان التحرير وسط العاصمة بغداد.
وذكر المحتجون في بيان، أنه "ندعوكم الى حضور ومساندة المظاهرة الاحتجاجية التي ينظمها تدريسيو وموظفو إقليم كردستان العراق، في ميدان التحرير في يوم الأحد المصادف 26/ 11/ 2023 ابتداءً من الساعة الواحدة ظهرا الى الساعة الرابعة عصرا، وذلك لمطالبة الحكومة الاتحادية بالضغط على حكومة إقليم كردستان".
وأضاف البيان، أن "المحتجين طالبوا بدفع الرواتب المتأخرة لسنة 2023 لتدريسيي وموظفي الإقليم التي هي بذمة حكومة الإقليم، وإعادة العمل بقانون ترفيع الموظفين المتوقفة منذ حوالي سبع سنوات، كما شددوا على ضرورة تعيين المعلمين المحاضرين بشكل دائمي".
وأكد المحتجون على، "وضع آلية مناسبة لإعادة المبالغ المستقطعة من رواتب التدريسيين والموظفين منذ عام 2014 تحت ما يسمى بالادخار الإجباري والتي تُقدر بحوالي 33 راتباً كاملا لكل تدريسي وموظف، والعمل بقانون المجلس الوطني العراقي بخصوص رواتب المتقاعدين وتعويض المتضررين ".
*وفد كردي حكومي في بغداد
وعلى خلفية هذه الأزمة، كشف رئيس ديوان مجلس وزراء إقليم كردستان، أوميد صباح، عن زيارة وفد رفيع من حكومة الإقليم إلى العاصمة بغداد غدا الاثنين للتباحث بشأن مسألة الرواتب وحصة الإقليم من الموازنة المالية العامة.
وقال صباح، في تصريح لمجموعة صحافيين، إنه "بتوجيه من رئيس حكومة الإقليم مسرور بارزاني عمل الوفد على استمرارية التواصل مع جميع مؤسسات الحكومة الاتحادية، وهدفنا الرئيسي من ذلك الحصول على المستحقات الدستورية لشعب كردستان، وخاصة لمن يتقاضون الرواتب".
وأضاف، إنه "تقرر أن يزور وفد حكومة الإقليم غدا الاثنين بغداد، ويجتمع مع رئيس مجلس الوزراء"، موضحا أن "ممّا لا شك فيه فإنه سيتم الحديث عن موضوع متقاضي الرواتب".