فجر السعيد في النجف رغم القضية المرفوعة بحقها.. مطالبات باتخاذ إجراءات ضدها وطردها
انفوبلس/ تقرير
في خطوة وصفها مراقبون بـ"الاستفزازية"، أعلنت الإعلامية الكويتية المثيرة للجدل فجر السعيد، اليوم الخميس 23 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، وجودها في محافظة النجف الأشرف، على الرغم من الدعوى القضائية لمنعها من دخول الأراضي العراقية بسبب تطاولها على المرجع الديني الأعلى في العراق السيد علي السيستاني.
فجر السعيد في النجف رغم الدعوى القضائية لمنعها من الدخول وغضب العراقيين
وذكرت السعيد في تغريدة على منصة (أكس)، تابعتها "انفوبلس"، "صباح الخير من العراق العظيم ومن النجف الأشرف بجوار أمير المؤمنين الخليفة الرابع أبو الحسنين سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وسلام الله عليه واللهم اجمعنا معه في جنات الخلد".
كما وصف مراقبون، هذه الخطوة بالاستفزازية، وذلك لتطاولها على المرجع الديني الأعلى في العراق السيد علي السيستاني، مطالبين بإخراجها من الأراضي العراقية.
كما طالب عراقيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، باتخاذ القضاء العراقي إجراءات بحقها، حيث قالت المدونة هدى حسن: :إلى فائق زيدان المحترم ورجال القضاء العراقي، يوجد دعوى قضائية رسمية لمنع دخول الصهيونية فجر السعيد الأراضي العراقي بسبب إساءتها للمرجع السيد علي الحسيني السيستاني أدام الله ظله الوارف علينا وإعلانها التطبيع مع الكيان الصهيوني المجرم وعلى الرغم من ذلك وصلت هذه المنحطّة إلى مدينة الإمام علي عليه السلام نتمنى من قضائنا العراقي الشريف أن يكون له موقف أمام هذه الصهيونية الطائفية وحفظ سمعة العراق ومكانته من خلال طرد هذه المشبوهة من الأراضي العراقية فوراً".
وفي وقت سابق، انتقدت الإعلامية الكويتية المرجعية الدينية في النجف الأشرف بعد إعلان مكتب المرجع آية الله السيد علي السيستاني، يوم الخميس 29 حزيران/ يونيو 2023، أول أيام عيد الأضحى.
وذكر مكتب السيستاني، في بيان مقتضب "الإثنين هو المكمّل لشهر ذي القعدة، ويوم الثلاثاء الموافق (20 / 6 / 2023م) هو الأول من شهر ذي الحجة، لعام 1444 للهجرة".
وكانت المملكة العربية السعودية، قد أعلنت الأربعاء، 28 حزيران/ يونيو أول أيام عيد الأضحى، وذلك وفقاً لرؤية هلال شهر ذي الحجة في المملكة.
وتعليقا على بيان المرجعية الدينية في النجف الأشرف، قالت فجر السعيد: "قولوله الحج بالسعودية والحج يمشي على توقيت السعودية، حرام رجال عود وماقام يركز عدل، يمكن ما يدري ان الحج في السعودية، وبالتالي الحاج منربط بالسعودية وتواقيتها مو عبالك رمضان تختلف معانا وبي وبس، حتى لو صمنا ثلاثين يوم".
وبعدها، تقدم محام عراقي بدعوى قضائية، لمنع دخول الإعلامية الكويتية "فجر السعيد" إلى الأراضي العراقية بسبب تطاولها على المرجع الأعلى السيد علي السيستاني.
وفي نصّ الدعوى التي وجهها المحامي أحمد شهيد الشمري إلى رئيس جهاز الادعاء العام، وحملت عنوان "منع دخول"، أشار مقدم الدعوى إلى أنه "بتاريخ (27 حزيران/ يونيو 2023) وفي تغريدة على صفحتها في تويتر تهجّمت وتطاولت المدعوة (فجر عثمان السعيد) على مقام المرجع الأعلى في العراق والعالم الإسلامي (علي السيستاني) متجاهلة ومتحدية بذلك مشاعر الملايين من محبيه ومقلديه".
وأضاف، إنه "في تغريدتها هذه قد أثارت غضب العراقيين الذين أغدقوا عليها بكرمهم أثناء زيارتها للبلاد"، معتبراً أن السيستاني "هو أعلى رمز في العراق ولدى الشيعة في العالم وهو خط أحمر لا يُسمح للمرتزقين والمتصهينين العابثين بالتجاوز على مقامه الكريم".
وطبقاً للشمري، فإن "المدعوة أعلاه هي إعلامية كويتية (مثيرة للفتنة) تدعو جهاراً نهاراً (للتطبيع مع إسرائيل) ومُنعت قبل أيام من دخول الأراضي اللبنانية بسبب زياراتها المتكررة لإسرائيل ووجود الختم الإسرائيلي على جوازها".
وختم الدعوى بمطالبة رئيس جهاز الادعاء العام بـ"متابعة كافة الإجراءات القانونية بحقها وإحالة طلبنا إلى الجهات القضائية المختصة وإصدار قرار منع المدعوة (فجر عثمان السعيد) من دخول الأراضي العراقية".
كلام السعيد لم يمر مرور الكرام في العراق وقتها، حيث رد النائب عن تحالف الفتح عدي عواد، على ما وصفه بـ"تطاول" الإعلامية الكويتية فجر السعيد على مقام المرجعية الدينية، مطالبا الكويت باتخاذ إجراءات إزاء هذا التطاول وتدارك غضب الشعوب.
وقال عواد في بيان، إن "المطبّعة الاسرائيلية الكويتية (فجر السعيد) قد تطاولت على مقام المرجعية الرشيدة وهي أعلى رمز في العراق والشيعة في العالم"، مضيفا، إن "هذا الفعل مدفوع الثمن سيؤدي بدولة الكويت للعزلة، كما أن أغلب شيعتها من أتباع مرجعية النجف الاشرف".
وطالب الكويت باتخاذ إجراء سريع بحق السعيد وتدارك غضب الشعوب، مؤكدا أن "حكومة العراق وشعبه لن يسكتا عن هذا التجاوز".
وطالب مغردون بمحاسبة فجر السعيد على تصريحاتها تجاه المرجعية في النجف الأشرف، ومنعها من دخول العراق. ودعا ناشطون حينها إلى التظاهر أمام وزارة الخارجية العراقية "لتبيان موقف دولة الكويت ومنع الشخصيات التي تتجاوز على مقام المرجعية".
*انتقادات للتيار الصدري
انتقد كثيرون زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الذي استقبل الإعلامية الكويتية فجر السعيد قبل مدة في مقر إقامته في النجف الأشرف.
فقال حسين الصافي: "الإعلامية الكويتية المقربة من التيار الصدري، وعرّابة التطبيع في المنطقة العربية فجر السعيد، تتجاوز على السيد السيستاني حفظه الله تعالى فيجب على التيار الصدري التبرؤ منها وعلى وزارة الخارجية القيام بدورها".
ومن جهته غرد محمد سوفي قائلا: "فجر السعيد الكويتية، مَن جعلها تتمادى؟ مَن رحّب بها لدخول بلدنا؟، مَن سمح لها دخول النجف الأشرف؟، مَن أخذها بحفاوة ولطافة؟، مَن هلهل لها بالترحيب؟، لماذا نقبل دخول المطبّعين ومن يروّج للتطبيع؟، أليس التيار الصدري القُحّي؟، لم يفعلوا شيئا يفيد الوطن إلا الشتيمة والتعدي".
*التطبيع مع الكيان الصهيوني
أثارت مقابلة صحافية أجرتها الإعلامية الكويتية فجر السعيد مع قناة "كان" الإسرائيلية عام 2021 ودعت فيها للتطبيع مع إسرائيل، حالة من الجدل الواسع في البرلمان الكويتي، ورفضاً واسعاً من نشطاء كويتيين وعرب على مواقع التواصل الاجتماعي.
الفيديو للمقابلة المذكورة، قالت فيه السعيد: "الأغلبية التي تجنح للسلام دائماً صامتة، وأنا أمثل هذه الأغلبية الصامتة"، مضيفة "أنا مع التطبيع ورأيي قلته قبل أن تطبّع دول الخليج، ولا زلت مُصرّة عليه، نجلس على طاولة التفاوض بالحل الدبلوماسي نقدر نوصل لحلول عديدة".
حالة الجدل التي تثيرها الإعلامية كويتياً بسبب استمرار تصريحاتها الداعية للتطبيع مع إسرائيل، لاقت رفضاً واسعاً من قبل المغريدين الكوتيين والعرب، إذ استهجن البعض إجراءها مقابلات مع قنوات العدو.
يشار إلى أنها ليست المرة الأولى التي تجري فيها السعيد مقابلة مع وسائل إعلام إسرائيلية، وتطالب بالتطبيع، إذ أجرت في 2019 مقابلة مطولة امتدت لـ22 دقيقة، طالبت فيها بدء التعاون مع إسرائيل والدعوة للتطبيع معها والتوصل لاتفاق سلام، قائلةً: "هذه ليست المرة الأولى التي أغرد فيها وأطالب بأن يعم السلام مع إسرائيل، مع بداية 2019 وأثناء احتفالات رأس السنة تمنيت أن يعم السلام وأن نذهب لطاولة المفاوضات مع إسرائيل، ونذهب للتطبيع".
من جانبها، رحبت وزارة الخارجية الإسرائيلية بدعوة الكاتبة الكويتية فجر السعيد إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل، ووصفتها بالشجاعة، وكانت السعيد قد كتبت تغريدتين، واحدة بالعربية وأخرى بالعبرية، على صفحتها في تويتر تؤيد فيها بشدة التطبيع مع "دولة إسرائيل"، والانفتاح التجاري عليها والاستثمار برؤوس أموال خليجية.
من هي فجر السعيد؟
فجر السعيد، امرأة كويتية ولدت في 23 سبتمبر 1967. وهي كاتبة قصص وسيناريو وحوار. كما أنها إعلامية ومنتجة في الدراما الكويتية.
واشتهرت بكتابتها عن القضايا الاجتماعية المثيرة للجدل. كما أنها تمتلك قناة سكوب، ولم يتوقف الأمر عند المجال الفني بل ختمت ذلك بدخولها إلى مجلس الأمة الكويتي عام 2020م، وهو السلطة التشريعية في الكويت، وسرعان ما رشحت نفسها مرة ثانية إلى الانتخابات البرلمانية الكويتية التاسعة عشرة. وحصلت الانتخابات في 29 سبتمبر 2022 م، حيث رشحت نفسها عن الدائرة الانتخابية الثالثة، وقد خسرت فجر في الانتخابات البرلمانية الكويتية بحصولها على 600 صوت فقط.
والسَعيد، امرأة متزوجة من رجل القانون سعود بن مطلق السبيعي، وهو محامٍ كويتي الجنسية، يبلغ عمره حاليًا 60 عامًا، حيث ولد سعود السبيعي بدولة الكويت في 10 آب/ أغسطس عام 1962م، وقد أنجبت منه عدة أبناء.
عائلة السعيد هي من العائلات الكويتية الأصل والنشأة، عكس ما أُشيع عنها، حيث إن عدّة مصادر اتهمت فجر السعيد بأنها غير كويتية، وانقسمت آراء وأقوال العامة ليجهروا بالقول أنها إما إيرانية أو عراقية، ولكن الواقع مغاير تمامًا، فهي تنحدر من أب وأم كويتيين.