فضائيات عربية ودولية للأطفال تمرر سلوك منحرف بمواجهة قناة محلية جديدة تقدم برامج مختصة بالتنشئة وحماية هوية المجتمع العراقي
انفوبلس/..
بعد أن كانت القنوات التي تستهدف الأطفال في وقت سابق، تبث منتجات مختارة بعناية فائقة من المنتجات العالمية واليابانية، كانت معظم المنتجات المترجمة هى منتجات جادة، تحفل بالخيال العلمي او الحركة او الرياضة والحرب أحياناً، كانت القصص تُصمم بشكل ليخاطب عقلية الطفل وتزرع مفاهيم معينة حسب نوع القصة والشريحة المستهدفة من الأطفال، فكانت القصة هي المقياس والمعيار الأول حينها.
العشر سنوات الماضية امتلأ التلفاز بعشرات القنوات التي تستهدف الأطفال و مئات المنتجات المدبلجة والمنتجة محلياً فضلاً عن الأغاني وغيرها، و بالرغم من تطور الرسوم و الجرافيك و المؤثرات البصرية والصوتية، إلا أنها صارت بانحدار عنيف في مستوى القصة و المفاهيم الموجهة للأطفال و حتى الموسيقى التى تصاحب القصة انحدر مستواها بشكل غريب، ربما لأن السبب الأساسي كان استخفاف صناع هذه القصص و المنتجات بعقول الأطفال وقدرتها على التحليل و الحدث فظنوا او خططوا عن عمد لجذب الأطفال للألوان والرسوم واستخفوا بتقديم القصص وتصميمها .
هذه المنتجات رديئة القصص وبشعة التصميم والشخصيات، لا تهتم بصنع ملامح للشخصيات وعديمة الذوق، فاسدة المفاهيم، وبالرغم من تفوق أدوات إنتاج الرسوم والجرافيك إلا أنهم قد فشلوا في إنتاج ما يناسب الأطفال.
المنتجات الغربية واليابانية تحديداً الموجهة للأطفال تحتوي كل شيء تقريباً مما ذكرته آنفاً ولكن شركات الدبلجة العربية وقنوات الأطفال العربية تتعمد دبلجة التفاهة والسفه وعرضه على الأطفال في إطار تنفيذ ما يهدف إليه مموّلوها، للعبث بالطفل العربي.
الأثر الصحي والنفسي
الكثير من القنوات الفضائية الموجهة للأطفال، أصبحت لها أثر في بيوت كثيرة على المستوى العالمي والإقليمي والمحلي، أبرزها قنوات طيور الجنة، او براعم، كراميش، وغيرها، حيث تلجأ الكثير من الامهات والاباء اليها للتخلص من ازعاج او بكاء الطفل بهذه القنوات التي ينجذب إليها عقل الطفل، دون إدراج تأثير هذه القنوات على عقل الطفل.
ويبدأ الطفل بالاستمتاع بالإيقاع المصاب للأغاني التي تواظب القنوات على بثها، كونه لا يفهم الكلمات، فيحاول التركيز على التصوير والذي بالعادة يكون عبارة عن صور مختلفة تعرض الواحدة تلو الأخرى بسرعة خاطفة، لا يمكن لدماغ الطفل اللحاق بها أو تخزينه، حتى تجد الطفل وقد التصق بشاشة التلفاز محاولًا تتبع حركات الأطفال في التصوير.
بعد مضي أشهر من هذه الحالة يلاحظ على الطفل التركيز المباشر على الشاشة وعدم النطق وقد يرافق هذه الأعراض تشتت في الانتباه لما هو خارج شاشة التلفاز وإطلاق صرخات بين الفينة والأخرى وفرط في الحركة وعدم الاندماج مع
محيطه، لوحظ في السنوات الأخيرة تزايد ظاهرة تعسر نطق الأطفال إلى سن متأخرة وظهور أعراض طيف توحدي وتشتت الانتباه.
وقد أجمع أطباء التخاطب بأن هذه الأعراض هي ملازمة للطفل الذي يتعرض وبشكل مستمر الى شاشة التلفاز وبخاصة الأطفال ممن هم أقل من عمر (3 سنوات) والذين لم يبدأوا تعلم الكلام بعد، وهنا ليس المقصود الامتناع عن تعريض الطفل لجميع برامج التلفاز ولكن انتقاء ما يناسب عقل الطفل فهناك برامج للأطفال متخصصة في تعليمهم أسماء الأشياء حولهم لا تلك التي تعرض أغانٍ أو أناشيد متواصلة لا تساهم إلا في صمت الطفل وإبعاده عن محيطه.
أهم القنوات
القنوات العربية التي تستهدف فئة الأطفال والناشئين، أصبحت كثيرة، واهم هذه القنوات هي قناة "سبيستون" وهي بحرينية أُطلقت في 2001، وقناة (أم بي سي 3) السعودية التي اطلقت في 2004، وقناة الجزيرة للأطفال "جيم" وهي قطرية اطلقت في 2005 ، وقناة طيور الجنة 1 وهي اردنية اطلقت في 2008.
كما أن قناة نيكولودين العربية، القناة امريكية التي افتتحت في 2008 تبث أيضا ضمن القنوات الفضائية التابعة للأقمار الصناعية العربية، إضافة الى قناة كارتون نيتوورك.
وتضاف الى قائمة القنوات، كل من قناة اطفال ومواهب وقناة أجيال وقناة سمسم وقناة كناري (سعودية) وقناة براعم (قطرية) وقناة كراميش وقناة بيبي وقناة نون (اردنية) وقنوات كوكي كيدز، مودي كيدز، آي كيدز، نم نم ، كيدزينيا كارتون، دار القمر، حمس كيدز، كوجي (مصرية).
قناة شهاب.. الأولى في العراق
وفي العقدين الأخيرين، لم تنطلق أي فضائية عراقية محلية، مختصة بمجال الأطفال والناشئين، رغم تطور التكنولوجيا وادوات الغرافيك، وتوفر مقومات مشروع من هذا النوع، لحين انطلاق قناة "شهاب " الفضائية التي كانت أول تجربة ناجحة لاقت مشاهدات واهتمام واسع.
وتعتبر قناة (شهاب) الفضائية المختصة بالتنشئة والتربية والثقافة للأطفال والفتيان والناشئة، أول قناة عراقية داعمة لهذه الشريحة الاجتماعية، تهتم بالطفولة العراقية والطفل العراقي بعيدا عن الانحرافات التي تبثها قنوات عربية وعالمية تحاول تطبيق سلوك الانحراف والمثلية مع وعي الأطفال والناشئين.
وتشرف "مؤسسة الهدى لثقافة الأطفال والناشئين"، على البث الفضائي لـ قناة شهاب، حيث أقامت القناة برعاية مؤسسة القناع مهرجانات عديدة للمسرح والحكاية، ومهرجان الطفل العراقي الدولي الأول، بهدف تنشئة الطفل العراقي تنشئة صحيحة، تلائم ثوابت الثقافة الاجتماعية الاصيلة، والعقيدة الإسلامية التي تمثل الهوية الدينية للمجتمع العراقي.
وتعرض القناة برنامج تثقيفية وتوعوية ودينية، تسهم في تنمية التربية والوعي، وهي الأولى في العراق التي تهتم لهذا الجانب، وحققت مستوى مشاهدات عالية في هذا المجال، وأصبحت القناة الأولى لدى اغلب الاسر العراقية.
قنوات (طه، هادي، هدهد)
قناة (طه) فضائية لبنانية قائمة أساسا على لون واحد من الانتاجات، وهي الاناشيد القصيرة المنوّعة التي تعيد تكرار بثها، كما انها لا تستثمر كثيراً من الاغراض الفنية الاخرى التي تقدم للأطفال وتجذبهم كما هو الحال في قنوات مؤثرة مثل (سبيستون) و(ام بي سي ثري).
أما قناة (هادي) فهي قناة تتبع مجموعة قنوات هادي الباكستانية بدعم من مؤسسة الإمام الهادي لنشر معارف أهل البيت (عليهم السلام) في الباكستان، وقد انطلقت بوصفها أول قناة فضائية للأطفال باللغة الأردوية، وتبث برامجها ايضا بالإنجليزية ولغة التايي والمالاوية والعربية، إلا أن المتلقين الرئيسيين لها هم الناطقين باللغة الأوردية، والفرع الناطق باللغة العربية من هذه القناة يبث عن طريق لبنان، وطبيعة انتاجها يناظر انتاجات قناة (طه) اللبنانية، إذ تقوم ببث اناشيد كارتونية قصيرة بجودة فنية منخفضة.
وأما قناة (هدهد) فهي تبث من لبنان، وتبث باللغة العربية والانجليزية والفارسية، كانت لها انطلاقة مميزة في بادئ الأمر من خلال طرقها لأبواب ترفيهية وتعليمية وتربوية منوّعة واستثمارها لمساحة جيدة من الانتاج الكارتوني والبرامج الفاخرة، كما انها تناولت مجالات ثقافية عدّة لا تقتصر على الجانب الديني حسب، وأسلوبها هذا حقق لها تأثيرا قوياً بحيث دفع جهات سلفيّة للضغط على ادارة القمر الصناعي (نايل سات) من أجل منع بثها أكثر من مرة بحجة انها قناة تنشر التشيّع بين أطفال المسلمين.