في قطاع صفر بمدينة الصدر.. مسلحون يمنعون مرور آليات "الجهد الخدمي" للحشد الشعبي.. مَن يحاول منع الحكومة من تقديم خدمات في هذه المناطق؟
انفوبلس..
بعد مرور أقل من 24 ساعة على مباشرة الجهد الخدمي الحكومي بقيادة الحشد الشعبي أعماله الخدمية في مدينة الصدر بداية من (قطّاع صفر) قامت مجاميع مسلحة بمنع آليات العمل من الدخول إلى المنطقة.
مصدر حكومي أفاد، أمس الأربعاء، بأن مجاميع مسلحة أقدمت على منع آليات الجهد الخدمي والهندسي من دخول أحد القطاعات في مدينة الصدر شرقي العاصمة بغداد لإعادة تأهيله.
وأبلغ المصدر، بأن تلك المجاميع منعت دخول الآليات من العمل في قطاع صفر بمدينة الصدر، والأهالي يضغطون من أجل السماح للآليات بتعبيد الشوارع وتحسين الخدمات الأساسية.
هذا ولم يُشِر المصدر إلى الجهة التي تنتمي إليها تلك المجاميع، وسبب إقدامها على فعلتها تلك.
أهالي مدينة الصدر أبدوا امتعاضهم ورفضهم لتصرفات تلك المجاميع وطالبوا الحكومة بالتدخل لردعهم والسماح للجهد الخدمي بالعمل وتحسين واقع المدينة المُزري وخصوصا في بعض مناطقها التي تفتقر للخدمات الأساسية.
مدير مديرية التموين والنقل وممثل هيئة الحشد الشعبي لفريق الجهد الخدمي والهندسي الحكومي أعلن، صباح اليوم، انسحاب الجهد الخدمي من مدينة الصدر ولن يكون الحشد فتيلاً للفتنة.
وقال في تدوينة له: نعتذر من أهالي مدينة الصدر وخاصة في قطاع صفر، قررنا أن ينسحب الجهد الخدمي للحشد الشعبي حتى وإن كان وجوده معنيّ بالأعمال الخدمية، فنحن لن نكون فتيلاً للفتنة مهما كانت الأسباب، جئنا لخدمتكم وانسحبنا خوفاً عليكم.
ويوم الثلاثاء الماضي، أعلن فريق الجهد الخدمي الحكومي، الشروع بدخول أول منطقة عشوائية في مدينة الصدر لتأهيل البنى التحتية فيها.
وقال مسؤول الجهد الخدمي للحشد الشعبي أحمد عباس المالكي، إنه "تنفيذاً لتوجيهات رئيس الوزراء لتأهيل المناطق العشوائية المحرومة من الخدمات، فريق الجهد الخدمي يباشر بدخول أول منطقة عشوائية في مدينة الصدر (قطاع صفر)".
وأضاف، إن "الجهد الخدمي سيعمل على إيصال الخدمات وتأهيل الطرق والبنى التحتية في تلك المناطق على مراحل متواصلة"، لافتاً إلى أن "الجهد الخدمي شرع بمهامه بدعم جميع القطاعات الخدمية في العاصمة وتعاون الأهالي".
مصادر محلية كشفت عبر عدة قنوات أحدها حساباتها الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعية هوية المسلحين الذين أقدموا على منع إيصال الخدمات إلى مدينة الصدر، مبينين بأنهم تابعون لسرايا السلام، الجناح المسلح للتيار الصدري.
وقال أحد المواطنين بأن القيادات الصدرية في مدينة الصدر يرون بأن أية أعمال تُقدم في المدينة ستوضح نقطتين أساسيتين، الأولى هي أن أبناء المدينة سيرحبون بأية جهة توصل لهم الخدمات وتساعدهم على تسهيل حياتهم، وهذا ما ترفضه تلك القيادات، خصوصاً إذا كان مقدم الخدمات تابعاً للحشد الشعبي وذلك بسبب العداء الأزلي من قبل التيار الصدري تجاه الحشد. والثاني فإن الناس سيتساءلون عن أسباب عدم وجود خدمات في مناطقهم على الرغم من سيطرة التيار الصدري على أغلب المفاصل الرئيسية في مدينة الصدر، وهل أن الحياة الصعبة التي يعيشها السكان هي نموذج يُراد له الاستمرار وقمع أية محاولة لتحسينه؟
أحد المعلقين كتب: الصدريون في مدينة الصدر "لا يرحمون ولا يتركون رحمة الله تنزل".
يوم أمس الأربعاء، استقبل رئيس فريق الجهد الخدمي والهندسي المهندس جابر الحساني مجموعة من وجهاء وأهالي قطاع صفر في مدينة الصدر بحضور القائممقام ومدير الناحية ومدير البلدية لبحث المشاكل التي منعت الفريق من تنفيذ مشاريع التأهيل.
وقال الحساني، إن "وجود فريق الجهد الخدمي والهندسي هو من أجل خدمة كل العراقيين ويكون الدخول للمناطق حسب الكشوفات الفنية التي يتم إعدادها من الكوادر الفنية".
ودعا الحساني، الأهالي والملاكات العاملة إلى التعاون من أجل إنجاز هذه المشاريع وتقديم الخدمات كافة للمواطنين.
وشكر الأهالي فريق الجهد الخدمي على جهودهم في تأهيل المناطق المحرومة من الخدمات بعد معاناة دامت لسنوات.
وعقب هذا الاجتماع بساعات قليلة خرج المسلحون ومنعوا الآليات من التقدُّم وتقديم الخدمات.
محللون رأوا بأن هنالك العديد من العوامل النفسية تعمل بها الجهات المسيطرة لبسط نفوذها وتوسيعه على جماهيرها، ومن أبرز تلك العوامل هو تجهيل وإفقار وتجويع تلك الجماهير بشكل متعمد حتى يتسنّى للقادة السيطرة عليهم وتوجيههم بأي اتجاه يشاءون، وهذا الأمر قديم منذ الأزل، فلو تمكنت تلك الجماهير من الحصول على حقوقها وعاشت حياة كريمة ستفقد أغلب دوافع استمرارها باتباع قيادات لم تجلب لها سوى الموت والفقر والجهل والحياة العصيبة، وهو الأمر الذي يتضح جلياً في الدول الديكتاتورية والمناطق الفقيرة والتيارات والأحزاب السياسية الرجعية في جميع دول العالم.
مصادر مطلعة كشفت أن العناصر المسلحة التي منعت الآليات من تقديم الخدمات، كانت على أتم الجهوزية لافتعال أزمة وخلق شجار مع أفراد الجهد الخدمي، ومارست العديد من الأعمال الاستفزازية تجاههم، ولكن صبر وحكمة طاقم الجهد الخدمي فوّت عليهم الفرصة وأنهى فتنة قبل بدايتها كانت ستصبح كبيرة جداً لو نجح المسلحون بافتعالها.
وفي الـ18 من شهر نيسان الماضي، أعلن فريق الجهد الخدمي المحلي لمحافظة بغداد، عن تخصيص مبلغ 600 مليار دينار ضمن خطة العام الحالي، فيما حدد موعد تنفيذها، مشيرا إلى أنه دخل حتى الآن إلى 36 منطقة في بغداد.
وقال رئيس فريق الجهد الخدمي المحلي لمحافظة بغداد عبد الرزاق المالكي، إن "عدد المناطق التي دخلها الجهد الخدمي بلغ 36 منطقة"، مؤكداً "إتمام أعمال الماء والمجاري وشبكات الكهرباء فيها".
وأشار الى أن "هناك نسبة كبيرة من أعمال التبليط في الأحياء الواقعة على جانبي الرصافة والكرخ"، مبيناً أن "المناطق التي تم اختيارها رُشحت بالاتفاق مع تشكيلات البلدية في الأمانة، وبحسب الكثافة السكانية ونسبة المحرومية".
وأضاف، إن "هناك اتفاقاً وتنسيقاً بين الأمانة ومحافظة بغداد والجهد الخدمي لإدراج الكثير من المناطق التي لم تدخل ضمن خطة المحافظة والأمانة"، لافتاً الى أن "الخطة تعتمد على إقرار الموازنة".
وتابع، إن "الخطة السابقة خُصص لها مبلغ 15 ملياراً كمرحلة أولى و70 ملياراً كمرحلة ثانية من قبل رئيس الوزراء وتحويلها الى خدمات فريق الجهد الخدمي"، منوهاً بأن "الخطة المقبلة ستتضمن تخصيص 600 مليار دينار ضمن موازنة العام الحالي، وستشمل فقرات تأهيل أبنية ومد شبكات ماء ومجارٍ وشبكات كهربائية".
وأردف، إن "النسبة الأكبر ضمن المبالغ المخصصة ستكون لأعمال الطرق بالإضافة الى فقرات أخرى ضرورية منها مراكز صحية وتأهيل المدارس"، مبيناً أن "تنفيذ الخطة سيكون فور إقرار الموازنة وورودها الى الجهد الخدمي".