في مثل هذا اليوم من عام 2007.. هجوم مزدوج استهدف الجامعة المستنصرية ويوم دامٍ أودى بالمئات بعد هدوء أمني لأسابيع.. تعرف على تفاصيل ذلك اليوم وذكرياته
انفوبلس..
تمر علينا اليوم الذكر السابعة عشرة للهجوم الإرهابي الذي استهدف الجامعة المستنصرية وسط بغداد والذي يُصنف ضمن أكثر الهجمات الإرهابية دمويةً خلال فترة الحرب الطائفية حيث أدى إلى استشهاد وإصابة المئات أغلبهم من الطلبة والتدريسيين في الجامعة.
في 16 يناير/ كانون الثاني استهدفت العصابات الإرهابية بهجومين مزدوجين، الجامعةَ المستنصرية، بالتزامن مع وقت خروج الطلبة في بعد ظهر ذلك اليوم، أدى إلى استشهاد 70 طالبا وأستاذا وموظفا في الجامعة وجرح 169 آخرين شرق بغداد.
وفجّر انتحاري نفسه أمام المدخل الرئيسي للجامعة، بينما انفجرت حافلة ركاب صغيرة في الجهة المقابلة حيث يتجمع الطلاب بانتظار وسائل النقل.
وفي حينها أفاد مصور لوكالة فرانس برس، أن "جثث الطلاب تناثرت في الشارع واحترق معظمها، كما شاهد ثلاث شاحنات صغيرة تابعة للشرطة مكدّسة بالجثث".
وقال شرطي في مكان الحادث، "كان رنين الهواتف النقالة لبعض الطلاب متواصلا في جوار جثثهم"، وأضاف متسائلا "على مَن أُجيب؟ وماذا سأقول له؟ ابنك قُتل حرقاً؟!"
وقال المصور واصفاً موقع التفجيرَين، إن "الباحة الأمامية للجامعة تحولت الى مستنقع من الدم اختلط بأوراق المحاضرات والكتب والأقلام"، مؤكدا احتراق "أكثر من عشر سيارات بينها حافلة يستقلها عدد من الطلاب"، مشيرا الى أن عناصر "الدفاع المدني والإطفاء لم يتمكنوا من إخراج الجثث التي تفحمت إلا بعد ساعة في حين بقيت عدد من الجثث مجهولة الهوية بسبب احتراق الأوراق الثبوتية وتعرض أصحابها لحروق بالغة أخفت ملامحهم بشكل كامل".
الثلاثاء الدامي
ذلك اليوم تمت تسميته بـ"الثلاثاء الدامي"، حيث حدثت فيه العديد من التفجيرات والأحداث الإرهابية في عموم العراق، وسبقه ثلاثة أسابيع من الهدوء الأمني النسبي.
مصادر أمنية وأخرى طبية عراقية كشفت في ذلك اليوم، استشهاد العشرات في أعمال عنف متفرقة، أبرزها التفجير المزدوج الذي استهدف الجامعة المستنصرية في بغداد.
وأوضحت المصادر، أن ما "لا يقل عن 15 شخصا استُشهدوا وأُصيب حوالي سبعين آخرين بجروح في انفجار عبوتين ناسفتين في وقت واحد في منطقة باب الشيخ وسط بغداد (وباب الشيخ منطقة تجارية وصناعية مخصصة لبيع الدراجات النارية وتصليحها)".
من جهة أخرى، أعلن مصدر في وزارة الداخلية استشهاد أربعة أشخاص على الأقل وإصابة عشرة آخرين بانفجار عبوة ناسفة داخل حافلة في مدينة الصدر شرق بغداد.
وقال المصدر، إن "أحد الإرهابيين وضع عبوة ناسفة داخل حافلة تعمل على خطوط داخلية وفجّرها ما أسفر عن استشهاد أربعة أشخاص وإصابة عشرة آخرين بجروح". وفي حادث منفصل، استُشهد ثلاثة أشخاص وأُصيب خمسة آخرون بينهم ثلاثة من رجال الشرطة بانفجار عبوة ناسفة، حسب المصادر ذاتها.
وأضاف، إن "الانفجار وقع على طريق رئيسي قرب ساحة كهرمانة وسط بغداد. كذلك، أعلن مصدر في وزارة الداخلية "استشهاد أحد حراس مبنى صحيفة الصباح في الوزيرية شمال بغداد.
وفي خان بني سعد أعلن مصدر في الشرطة "استشهاد شخص وإصابة ثلاثة آخرين بجروح بانفجار عبوة ناسفة استهدفت موكب ضابط رفيع المستوى من شرطة محافظة ديالى.
وفي الديوانية أعلن مصدر في الشرطة "مقتل عضو سابق في حزب البعث المنحل على يد مسلحين مجهولين". كذلك عثرت قوات الشرطة على جثة مجهولة الهوية في ناحية عفك جنوب الديوانية، حسب المصدر ذاته.
الى ذلك، أعلن مصدر في شرطة الإسكندرية بمحافظة بابل استشهاد صاحب محل لبيع الهواتف النقالة. وفي المحاويل استُشهد سائق سيارة مدنية في هجوم مسلح استهدف مرأبا للسيارات، وفقا للمصدر ذاته.
من جهة أخرى أعلنت مصادر أمنية استشهاد عشرة أشخاص على الأقل وإصابة سبعة آخرين عندما أطلق مسلحون النار عشوائيا في أحد الأسواق الشعبية في حي البنوك شمالي بغداد. وقالت المصادر، إن "مسلحين يستقلون سيارة ودراجتين ناريتين أطلقوا النار بصورة عشوائية على المواطنين في أحد الأسواق الشعبية في حي البنوك ما أسفر عن استشهاد عشرة أشخاص وإصابة سبعة آخرين بجروح".
وعلى صعيد آخر أعلنت وزارة الدفاع اعتقال 92 إرهابيا خلال عملية عسكرية للجيش قبل تلك الحوادث بيوم واحد استهدفت مخابئ في جنوب بغداد بالإضافة إلى مقتل 38 آخرين في محافظة ديالى، وكبرى مدنها بعقوبة.
منفذو الجريمة
بعد الحادثة بعشرة أيام، أعلنت القوات الأمنية القبض على اثنين من منفذي تفجيرات الجامعة المستنصرية. وبينّت، أنهم من مجموعة المجرم أبو مارية، وهم "المجرم عمر رسمي مجيد، و وليد رسمي مجيد" بعد رصد دقيق لتحركاتهم، واعترف المجرمان بتنفيذهم العملية وانتمائهم لما يسمى بـ"الجيش الإسلامي".
وفي نهاية عام 2011، أصدرت محكمة الجنايات الرصافة حكما بالإعدام على أربعة مدانين بتفجيرات الجامعة المستنصرية.
وقالت مصادر صحفية، إن "محكمة جنايات الرصافة أصدرت حكما بالإعدام على المدانين بتفجيرات الجامعة المستنصرية وفق المادة 4 إرهاب".
ذكرى التفجير
في السادس عشر من كانون الثاني من كل عام، تُحيي الجامعة المستنصرية ذكرى الاستهداف الإرهابي في موقع التفجير وأمام النصب الذي تم تشييده تخليداً للذكرى الأليمة ولكي يكون شاهداً على دموية الإرهاب التكفيري واستهدافه جميع مَن يخالف فكره المتشدد وعلى رأسهم طلبة العلم.