قضاء الفجر "يغلي".. البلدية "تقضم" أراضي قبيلة حچام وأبناء الأخيرة ينتفضون.. هل يتحول التوتر إلى نزاع في ذي قار؟
انفوبلس/ تقارير
لم تكن الأزمة وليدة اليوم، بل إنها تعود إلى عام 2015، لكن اشتداد عمليات التوسع فجّرها مجدداً الآن، لتعود عملية الاستيلاء على الأراضي الزراعية في قضاء الفجر بمحافظة ذي قار إلى الواجهة مرة أخرى، وتشتد الأزمة بين قبيلة حچام ـ صاحبة تلك الأراضي ـ وبلدية الفجر التي "استولت" عليها، وفق شيوخ عشائر القبيلة. فماذا حدث بالتحديد؟ وبماذا طالبت قبيلة حچام؟
*الاستيلاء على أراضي "حچام"
بعد تحشيدات وتنديدات منذ أكثر من شهر، أصدرت قبيلة حچام يوم أمس بيانا حول قضية أراضيها الزراعية التي "استولت" عليها بلدية الفجر.
وذكرت القبيلة في بيانها، أن "بلدية الفجر ومن دون وجه حق استولت على أراضيها الزراعية بعمق 8 كيلومترات من جهتها فقط من دون التوسع على باقي الجهات المحاذية للبلدية".
وأضافت القبيلة، إن "المتنفذين في مناصب بلدية الفجر وغيرها لا يستطيعون التوسع على أراضي عمومتهم فقرروا التوسع على أراضينا"، مطالبين بـ "فتح تحقيق في هذا التوسع وعلى ماذا اعتمد من معايير؟ ولماذا لم يتم التوسع على جهات المدينة الأربع؟".
كما طالبت القبيلة، بـ"إنصافها وإرجاع أراضيها وحقوقها وإلا ستكون لها خطوات أشد وأقسى".
*توتر كبير
استمرت الأزمة في القضاء المذكور، وأصدرت قبيلة حچام بيانا جديدا لكنه شديد اللهجة هذه المرة جاء فيه، "في سياق التصعيد المقصود الذي تتخذه بلدية الفجر لتجريف أراضينا وتحويلها الى بلدية من دون رفع يد الإصلاح الزراعي عنها وعقودها الزراعية سارية المفعول، نحنُ أبناء قبيلة حچــام نُعلن وبكل شجاعة واستبسال بأننا لم ولن نتنازل عن شبر واحد من أراضينا ولو كلفنا الأمر دماءنا".
*قرارات حكومية "متخبطة" وبيان ثالث من القبيلة
وتابعت القبيلة، "إننا مستعدون للتضحية والفناء دون أراضينا ومن هنا نعلـن بأننا سنقوم بنشر بيان جديد نُطالب فيه الحكومة المحلية والمحافظة بالتراجع عن قراراتها المتخبطة وغير المدروسة في التوسع على أراضي "قبيلة حجـام" دون غيرها وتغيير التصميم حيث يكون على أربع جهات وليس على جهة واحدة".
وأكملت، "بخلاف ذلك فستكون لنا مواقف لا تُحمد عقباها وقد أُعذِر من أَنذَر فنحنُ أنُاس أصحاب حق وشجعان تشهد لنا ساحات الوغى والدفاع عن الأرض منذ ثورة العشرين فنحنُ عنـوان الشجـاعـة والبسالـة وتاريخنا حافل بالصولات، فإياكم ثُمَ إياكم فنحنُ لن نكتم أفواهنا حتى تُسترجـع أراضينـا وحقوقنا والسلامُ ختام".
*سبب التوسع
يؤكد شيوخ قبيلة حچام، أن التوسع على أراضي القبيلة يأتي بحجة حدود البلدية وهو توسع جائر كونه يتم باتجاه حدود قبيلتنا فقط وبعد تقصينا عن الحقائق تبين أن سبب التوسع هو محاولة للاستيلاء على أراضي القبيلة متخذين من حدود البلدية حجة لتنفيذ هذا المآرب.
ويقول أحد شيوخ حچام، إن "التوسع من قبل بلدية الفجر على أراضي قبيلتنا ضيّع منها قرابة الثلاثة آلاف وأربعمئة دونم، فضلا عن منع الحصة المائية والفلاحين من زراعة أراضيهم، وذلك بهدف تصحر الأرض ومصادرتها.
قبيلة حچام: عقودنا سارية المفعول فلماذا الاستيلاء؟!
وتؤكد قبيلة حچام في بيان جديد مصور أصدرته يوم أمس، أنها تملك العقود الرسمية والأصولية التي تثبت عائدية الأراضي لها، وأن جميع العقود سارية المفعول ولهذا فإن التوسع ومحاولة الاستيلاء على الأراضي مخالفة صريحة للقانون والعدالة والعرف.
واستغربت القبيلة من إصرار بلدية الفجر على الاستيلاء على أراضيها، مؤكدة أن هنالك جهات متنفذة داخل البلدية وشخصيات تملك نفوذا قويا تحاول قضم هذه الأراضي والاستيلاء عليها.
*رفع مضيف قبيلة حچام
وأكدت القبيلة في بيانها، أن "الأمر ببلدية الفجر وصل إلى الإبلاغ برفع مضيف قبيلة حچام، عادة هذه الخطوة بالتجاوز والتمادي والاعتداء الصارخ على هذه القبيلة وتاريخها.
بدورهم، أكد أبناء القبيلة، أن الإقدام على رفع مضيف قبيلتهم يعني انجرار الأمور الى ما لا تُحمد عقباها، مجددين التأكيد بأنهم مستعدون للتضحية بـ"دمائهم" في سبيل إفشال هذا المخطط.
*تنديد كبير ومطالبات عدة
وفي ختام بيانها، ندّدت القبيلة بإصرار بلدية الفجر "السطوة" على أراضيها وأصدرت جملة من المطالبات جاءت كالتالي:
ـ إيقاف التمدد والتوسع على أراضي حچام وإعادة النظر فيما أخذ منها.
ـ السماح للفلاحين بحرث وزراعة أراضيهم بدون مضايقات.
ـ عدم اعتراض الفلاحين ومنعهم من السقي لمحاصيلهم المزروعة.
ـ إعادة خريطة التوسع لحدود البلدية من أربع جهات وبشكل منصف للجميع.
وأكدت القبيلة، أنه وبخلاف تحقيق المطالب أعلاه فإنها ستطرق كل الأبواب لإحقاق الحق وإرجاعه إلى أهله وفق القانون والدستور العراقي.