قضية حيدر حنون تشتد.. القضاء يفتح تحقيقا وانفوبلس تذكّر بأصل المشكلة: تسجيلان مسربان هذا فحواهما
انفوبلس/ تقارير
بعد جدل التسريبات الصوتية المنسوبة للقاضي حيدر حنون، تقصت انفوبلس عن محتوى تلك التسجيلات وما فحواها بالضبط لاسيما بعد تسريب أكثر من تسجيل، وتوصلت إلى تسجيلين مسربين، فماذا جاء بهما؟ وأي تسجيل دفع حنون الى الانتفاض في المؤتمر الاستثنائي قبل أيام؟ إليك تفاصيل كاملة عن القضية وأبرز ما جاء في بيان النزاهة الغاضب الذي صدر قبل قليل والذي صدر بعد توجيه القضاء بفتح تحقيق بحق حنون.
التسجيل الأول
أثار تسجيل صوتي مسرب تم تداوله على صفحات التواصل الاجتماعي، غضب رئيس هيئة النزاهة، حيدر حنون، الذي أشار إليه في مؤتمره الاستثنائي قبل أيام.
ولم يتسنى لشبكة انفوبلس التأكد من صحة التسجيل، لكن حنون أوضح أنه قد يكون تم تسريبه من داخل هاتف أحد الموظفين بواسطة أحد القضاة، واصفاً المحادثة التي يحتويها التسجيل بأنها كانت مجرد "ممازحة".
وتأتي تصريحات حنون في إطار تحذيراته من استخدام المعلومات المسربة بشكل غير مشروع، مؤكداً أهمية حماية المعلومات داخل المؤسسات الحكومية من أي تسريب قد يؤثر على مصداقيتها وأمانتها.
وترفق لكم انفوبلس أدناه التسجيل المسرب، والذي يتضمن طلبا لأحد المتحدثين – يعتقد أنه قاض – بالحصول على طلب بصمة القاضي حيدر حنون بعد طلبه من قبل الضريبة.
ويطالب المتحدث من شخص يدعى "أبو حسن" بالبصمة في الضريبة محل حنون في حال تعذر العثور على بصمته، مهددا بـ"فرّ" الموضوع على التسجيل العقاري والضريبة بحالة عدم موافقتهم ونطلب من الأستاذ حيدر – يقصد حيدر حنون – توقيف مدير التسجيل العقاري وايداعه السجن ومدير الضريبة بتهمة تضخم الأموال حتى لو كانوا لا يملكون شيئا".
التسجيل الثاني
بعد التسجيل أعلاه، توالت ردود الفعل، لكن المفاجأة هو ظهور تسريب ثان نشرته وسائل إعلام يتضمن حديث للقاضي حيدر حنون بنفسه يقول فيه وهو يبدوا يتحدث عبر الهاتف، إن "نورس – لم نعرف هويته – شهرنا بسبب تصرفاته غير المسؤولة، لقد حذرته كثيرا وقلت له لا تجعل العيون مفتوحة علينا، ولهذا اعمل بحذر وانتبه".
ويكمل حنون وفق التسجيل المسرب، "تاليها السائق الخاص بنورس يقول في التحقيق أن نورس بعث معي مرة 750 مليون ومرة 900 مليون لحيدر حنون".
وأدناه تنشر شبكة انفوبلس التسجيل الثاني المسرب لحنون:
🔴 عاجل : تسجيلات منسوبة لرئيس هيئة النزاهة عن تقاضيه رشاوى ، والتحدث حول القاضي ضياء جعفر والضغوطات والادعاء العام يطالب بالتحقيق معه ..؟#العراق
— the truth الحقيقة (@absolute9right) September 11, 2024
يتبع ..⬇️ pic.twitter.com/qcmuD4sD6i
القضاء يفتح تحقيق
عقب التسجيلات أعلاه، قرر مجلس القضاء الاعلى، اليوم الاربعاء، فتح تحقيق بالتسجيلات الصوتية المنسوبة إلى رئيس هيئة النزاهة حيدر حنون.
وقال المركز الإعلامي في مجلس القضاء الأعلى في بيان ورد لشبكة انفوبلس، إن” رئيس الادعاء العام طلب من محكمة تحقيق الكرخ الثالثة إجراء التحقيق بخصوص التسجيلات الصوتية المنسوبة إلى رئيس هيئة النزاهة بالوكالة حيدر حنون والتي تتضمن جرائم تقاضى رشى”.
النزاهة غاضبة: التسريبات مفبركة وغدا سنكشف الحقيقة
توالت التداعيات لاسيما بعد قرار التحقيق بحق حنون، إذ أصدرت هيئة النزاهة بيانا غاضبا قبل قليل جاء فيه، "بعد ملاحقة الفاسدين ومحاصرتهم؛ بغية تقديمهم للعدالة والقصاص منهم، بغض النظر عمَّن يقف خلفهم، خرجت جيوشهم الإلكترونيَّـة من جحورها؛ لتقوم بفبركة مقاطع صوتيَّة منسوبة لرئيس الهيئة القاضي (حيدر حنون) وغيرها تهدف إلى التأثير في عمل الهيئة، ومحاولة ثني رئيسها عن الاستمرار والاضطلاع بمهمَّتهم الوطنية".
وتابع البيان الذي ورد لشبكة انفوبلس، "في الوقت الذي تدحض الهيئة فيه تلك الفرى والأكاذيب والأراجيف، فإنها تحذر في الوقت نفسه من أن محاسبة أولئك المرجفين ستكون عسيرةً حال التعرُّف على المواقع التي روَّجت ذلك ومن يقف خلفها، وبيننا وبينهم ميزان العدالة وحكم القانون".
ونوهت الهيئة بـ"عقد مؤتمرٍ صحفيٍّ في مقرها غداً الخميس في الساعة الثالثة عصراً، وذلك بعد انتهاء فعاليات المنتدى العربي الثاني لتعزيز الشفافية والحكم الرشيد؛ من أجل بيان الوقائع ودحض تلك الفرى والأراجيف، وإطلاع الجمهور على الحقائق التي لا يحجبها غربال الفاسدين".
أين تكمن الحقيقة؟
ثمة العديد من التساؤلات تبرز بعد هذه الضجة، لعل أبرزها هل أن الفيديوهات المسربة حقيقية؟ أم لعنة الذكاء الاصطناعي طالت حنون أيضا، وما سرّ انتشارها في هذا الوقت الذي زامن قضية التنصت وزامن أيضا التداعيات الجديدة لسرقة القرن.
كما أن هناك العديد من الأسئلة التي تخص هذه التسجيلات، منها الجهة التي تقف خلفها وهل للأسماء التي تحدث عنها حنون في مؤتمره الاستثنائي قبل أيام علاقة؟ ثم أي التسجيل هو صحيح وأقرب للمنطق؟
تبقى هذه الأسئلة عقيمة ربما لحين انتهاء تحقيق القضاء في انتظار ما ستكشفه هيئة النزاهة في المؤتمر الذي نوهت عليه في بيانها آنف الذكر.