قطارات العراق.. عربات حديثة وسكك قديمة ورحلات معدودة وحديث عن استيرادات جديدة
النقل بأسعار زهيدة وخطة لزيادة الاستقطاب
قطارات العراق.. عربات حديثة وسكك قديمة ورحلات معدودة وحديث عن استيرادات جديدة
انفوبلس/..
لم تأخذ السكك الحديدية في العراق دوراً حيوياً في البلاد، فالرحلات عبرها محدودة وبطيئة، كما أن خطوط السكك الموجودة حالياً قديمة ولم تُطور منذ سنوات طوال، أما العربات فإنها جيدة نوعاً ما بسبب حداثة جزء منها، ومع ذلك تخطط وزارة النقل لاستيراد قطارات جديدة وسريعة بقدرة 300 كم في الساعة.
*خطة
وأعلنت وزارة النقل، أمس الأربعاء، عن خطة لزيادة استقطاب أعداد المسافرين بالقطارات، فيما أشارت إلى قرب افتتاح خط سكك بغداد – الفلوجة وبيجي – القائم.
وقال مدير عام السكك الحديدية التابعة للوزارة يونس خالد جواد الكعبي، إن "سعر تذكرة السفر بالقطار من بغداد الى البصرة تبلغ 10 آلاف دينار وهو سعر زهيد مقارنة بوسائل النقل الأخرى". مبينا، إن "الرحلات تنطلق بشكل يومي وبنسبة إشغال تتجاوز 80 بالمئة".
وأوضح، "في الأعياد والمناسبات والعطل تتم مضاعفة عدد الرحلات لتصل إلى 4 رحلات يومية كاملة". لافتا إلى، "وجود خطط للتعاون مع القطاع الخاص من أجل رفع مستوى الخدمة بقطارات المسافرين مما سيؤدي إلى زيادة الإقبال على السفر بالقطار واختصار وقت الرحلة ما بين بغداد والبصرة إلى 6 ساعات رحلات مباشرة دون توقفات وخدمات تضاهي العالمية مع بقاء الأسعار ثابتة".
*افتتاح خطوط جديدة
وأكد، "قرب افتتاح خط سكك بغداد ـ فلوجة بعد توقفه بسبب جائحة كورونا". مبينا أن "الاستعدادات كاملة لافتتاح الخط خدمة لأبناء محافظة الانبار، والعمل جارٍ على إتمام الجسور المدمَّرة من خلال إعداد خطط حديثة لإعمارها بالتعاون مع البنك الدولي والمحافظة وملاكات سكك الحديد".
وأضاف، إن "العمل مستمر وبشكل يومي على إعادة الخط الرابط بين بيجي والقائم وقريباً سيتم افتتاحه". مبينا، أن "هذا الخط مخصص للبضائع وسيخدم قطاعات مهمة وسينقل المشتقات النفطية بين مصافي بيجي وحديثة".
*استيرادات أضافية
وأردف الكعبي، إن "الحراك باتجاه استيراد قطارات سريعة بقدرة 300 كم في الساعة"، مؤكدا أن "طريق التنمية سيوفر البنى التحتية اللازمة لمثل هذه القطارات وبحسب ما مخطط له ستكون القطارات متوفرة وتعمل في العراق بالعام 2028 بالتزامن مع بدء ميناء الفاو وطريق التنمية".
*شرط
لكن في منتصف العام 2021، حددت الشركة العامة للسكك الحديدية شرطا لاستيراد قطارات جديدة. وقال مدير عام الشركة (آنذاك) جواد الحسيني، إن "بعض خطوط سكك الحديد تعرضت إلى دمار بنسبة 100 % جراء الأعمال الإرهابية التي شهدها العراق خلال الفترة الماضية". وأوضح، إن "خط بغداد - القائم - عكاشات مدمّر في الوقت الحاضر، والعمل يجري حاليا من أجل إعادة تأهيل القناطر والجسور بالتنسيق مع محافظة الأنبار". لافتا إلى، "توقف خط بغداد - بيجي - كركوك أيضا لتدميره من قبل الإرهاب، فيما يجري العمل حاليا على إعادة تأهيل خط بغداد - الموصل من أجل إعادته إلى الخدمة".
وبخصوص بقية الخطوط العاملة، بيّن الحسيني أن "خط بغداد - بصرة يشهد تشغيل 12 قطاراً صيني الصنع بمواصفات عالمية دخلت الخدمة في عام 2014".
وأكد الحسيني، "وجود قطارات فرنسية تم تأهيلها من قبل الكوادر التقنية العاملة في السكك الحديد"، مستبعدا في الوقت نفسه "استيراد قطارات جديدة للمسافرين في الوقت الحاضر، لأن الاستيراد يحدده عدد الخطوط الموجودة للخدمة والمشاريع المنفذة حالياً شرط اكتمالها".
*اعتداءات
وبين الفينة والأخرى، تتعرض قطارات نقل المسافرين والبضائع داخل العراق لاعتداءات بـ"الحجارة" أو غيرها ما ألحقَ الضرر بالكثير منها، بل حتى أن بعض التجاوزات تمادت إلى البناء على خطوط السكك وركن السيارات وتربية المواشي والأغنام عليها، ورغم تنديد وزارة النقل بهذه الأعمال وتوعدها بإجراءات عقابية رادعة إلا أن حدّتها تتصاعد.
ويعاني سائقو القطارات في العراق من مشكلات مختلفة في خلال رحلاتهم في داخل العاصمة بغداد أو بين المدن العراقية، الأمر الذي يجعلهم دائمي القلق. ومن تلك المشكلات الازدحام المروري، وانتشار الباعة المتجوّلين على سكك الحديد، وتعرّض القطارات للرشق بالحجارة، واجتياز قطعان الماشية سكة الحديد، بالإضافة إلى طلبات غريبة للركاب من قبيل إنزالهم في نقاط لا ينبغي التوقّف عندها. ويشير سائقون إلى أنّ رشق القطارات بالحجارة من قبل فتيان في المدن التي يدخلون إليها يتسبب أحياناً في إصابات بين المسافرين من جرّاء تهشّم زجاج نوافذ المركبات.
واللافت أن تاريخ إنشاء السكك الحديدية في العراق يعود إلى مطلع القرن العشرين، ما يجعله من بين أوائل دول الشرق الأوسط التي استخدمت القطارات لنقل المسافرين والبضائع بين المحافظات.
وغطّت خطوط النقل خلال فترات محددة مساحة أكثر من ألفي كيلومتر في الشمال والجنوب والغرب، لكن حدود عملها تراجعت مع خروج خطوط عن العمل بسبب الإهمال.