قناصو التواصل الاجتماعي.. من هم وماذا يستهدفون؟
انفوبلس/خاص..
على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة الـ"الفيسبوك"، انتشرت خلال السنوات الأخيرة صفحات لـ"قناصين" يرصدون الظواهر السلبية في مناطق متفرقة من العاصمة بغداد ومحافظات أخرى يسلطون الضوء عليها؛ بهدف معالجتها أو الحد منها على أقل تقدير.
*أسماء وأرقام
تعتبر صفحة "قناص المدينة" على فيسبوك والمختصة برصد سلبيات منطقة الثورة (مدينة الصدر)، أول ما أنشئ من صفحات "القناصين" بل وأشهرها بعدد متابعين وصل إلى 333 ألف متابع، ثم توالت بعدها حتى وصلت لعشرات الصفحات، كل واحدة منها تختص بمنطقة معينة، كـ(قناص الشعب 118 ألف متابع، قناص الاعظمية 7 آلاف متابع، قناص الدورة 24 ألف متابع، قناص بسماية 64 ألف متابع، قناص الشعلة 10 آلاف متابع، قناص الكاظمية 8,300 متابع، وغيرها..).
وعلى غرار بغداد، سارت بقية المحافظات، فكل محافظة عمدت إلى إنشاء صفحة "قناص" تتناول قضاياها، مثل: (قناص الديوانية 1.5 ألف متابع، قناص البصرة أقل من 500 متابع، قناص الناصرية 7,5 ألف متابع، قناص كربلاء 7,8 ألف متابع، وغيرها).
*المؤسساتية
ولم تقتصر تلك الصفحات على المناطقية فقط، إذ انتقل "القناص" إلى المؤسسات الحكومية، بل وحتى المطاعم والصيدليات، بهدف تسليط الضوء على الفساد وفضح جشع الأطباء والصيادلة، ولعل أبرز تلك الصفحات، هي: قناص فساد الداخلية 45,5 ألف متابع، قناص قيادة قوات الحدود أقل من ألف متابع، قناص الأطباء 21 ألف متابع، قناص العلاج الطبيعي في العراق أقل من 500 متابع، قناص / دكاتره + صيدليات في بغداد 12 ألف متابع، قناص شركة توزيع المنتجات النفطية 5,6 ألف متابع).
*ملفات
لم يكن عمل تلك الصفحات عبثياً أو "مضيعة للوقت" فقط، بل ساهمت بكشف ملفات فساد ودفعت المسؤولين لتقديم معالجات لما تم تسليط الضوء عليه، فمثلاً أغلب "القناصين" كثفوا الجهد تجاه ملف التجاوزات سابقاً، فيما يتم تكثيف الجهد الآن على ملف الرمي العشوائي.
وبحسب التعليقات على منشورات "قناص المدينة"، يعتقد أغلب المعلقون أن هذه الصفحة ساهمت بخلق جو هادئ نوعاً ما، وانخفاض معدلات إطلاق النار في مدينة الصدر شرقي بغداد.
وسلط "قناص الكاظمية" الضوء على تجاوزات في حي الارامل الأمر الذي دفع بلدية الكاظمية للتحرك ومعالجة الموضوع.
أما قناص الصيادلة فقد أسهم بغلق عدة صيدليات مخالفة، كما أسهم قناص الأطباء بفضح أخطاء طبية فادحة.
من جانبه، وجه "قناص لعلاج الطبيعي في العراق" سهاماً حادة لوزارتي التعليم والصحة، بسبب سماح الأولى للكليات الأهلية باستحداث قسم العلاج الطبيعي دون كادر تدريسي متخصص مقابل رفض أصحاب الشهادات العليا في العلاج الطبيعي للتدريس، وتخبط الثانية في جعل عمل "الفيزياوي" في وحدة العلاج الطبيعي.
*آلية العمل
تتنوع آلية العمل لدى فرق هذه الصفحات، فبعضهم ينزل إلى الشارع بنفسه لرصد الظواهر السلبية وتصوير كامل جوانبها، والبعض الآخر يعتمد على الرسائل التي ترد إلى صفحاتهم عبر المتابعين، وآخرون يعتمدون على مصادر من داخل مؤسسات حكومية تسرب لهم المعلومات. ويشاع حديث مؤخراً، عن قيام بعض صفحات القناصين بـ"ممارسة عمليات ابتزاز".
*التبعية
المشرفون على تلك الصفحات يدعون الاستقلالية، وعدم الميل لأي جهة سياسية أو حزبية، وأنهم لا يتلقون أي دعم مادي لقاء ما ينشرونه، بل أنهم متطوعون لخدمة مناطقهم والارتقاء بها نحو الأفضل.
*تهديدات
وغالباً ما تعلن صفحات "القناص" ورود تهديدات مختلفة، تارة على خاصية التعليقات، وتارة أخرى عبر الرسائل الخاصة.