قوة أمنية تداهم نادياً غير مرخص في اتحاد الأدباء والكتاب وتعتقل أحد أعضاء الاتحاد.. تعرف على تفاصيل ما حدث
الاتحاد يدعو لوقفة احتجاجية
انفوبلس/..
في الوقت الذي عبَّر فيه عدد من الكتّاب والأدباء العراقيين، عن استيائهم من اقتحام قوة أمنية للنادي الاجتماعي في اتحاد الأدباء ببغداد، والدعوات الى "وقفة احتجاجية" تنديداً بذلك، أشارت مصادر مطلعة أن التفتيش كان بهدف البحث عن المخالفين لقانون الإقامة، إضافة الى أن البار الموجود داخل الاتحاد ليس لديه ترخيص.
وعبّر عدد من الكتّاب والأدباء العراقيين، عن استيائهم من اقتحام قوة أمنية للنادي الاجتماعي في اتحاد الأدباء ببغداد، وإخراج مرتاديه بالقوة وتصويرهم، واعتقال الأديب يوسف الزبيدي، حيث طالب الأمين العام للاتحاد بالعمل على إطلاق سراح الزبيدي، فيما دعا الكاتب والناقد المعروف شوقي كريم بتظاهرة لمنع تكرار التجاوزات.
ووجه الاتحاد العام للأدباء والكتّاب، دعوة الى الأدباء العراقيين لوقفة احتجاجية اليوم السبت 6 تموز، بمقره في العاصمة بغداد، لتنظيم وقفة احتجاج على اقتحام ناديه الاجتماعي، و"الاعتداء على الأدباء"، واعتقال الشاعر يوسف الزبيدي من دون وجه حق.
ودعا الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، يوم السبت، عقب تعرض ناديه إلى الاقتحام من قبل قوة أمنية قبل 3 أيام، إلى تقديم اعتذار من قبل القوة المقتحمة، مطالباً وزارة الداخلية بضمان حماية مبنى الاتحاد وعدم التعرض لناديه الاجتماعي والأدباء.
اعتقال يوسف الزبيدي
وقال الاتحاد في بيان اطلعت عليه INFOPLUS، إن "الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق تعرض ليل الأربعاء 3 تمّوز 2024، لانتهاك صارخ لحرمته عن طريق اقتحام قوة أمنية مشتركة لناديه الاجتماعي، وقامت بتصوير الأدباء واعتقال أحدهم من دون حق، وحجز شخصيات ثقافية آمنة كانت تجلس في النادي مع زملائها لما يزيد عن ساعة كاملة".
وذكر البيان، إن "القوة الأمنية قامت بتوجيه عبارات زاجرة لا تليق بشريحة الأدباء ومن دون سابق إنذار أو مخاطبة أو تواصل، مما سبب أذى نفسيا كبيرا لأدباء الوطن، وإننا إذ ندين هذا الفعل الذي يمثّل طرداً لكفاءات الوطن ويدفعهم لمغادرة البلاد".
وطالب الاتحاد، من الحكومة، "ضرورة تقديم القوة المقتحمة الاعتذار للأدباء على ما جرى، والإيعاز لوزارة الداخلية بعدم التعرّض للنادي الاجتماعي للأدباء وبقية الأندية التابعة للنقابات والاتحادات المنظمة بقوانين، فوجود نادٍ اجتماعي خاص بها يجيء من ضمن قوانينها التي تسمح لهم بذلك، ووجود هذه الأندية مختلف عن أماكن أخرى كان الأجدى بالمقتحمين التوجّه إليها".
ولفت إلى أن "نادي الأدباء مكان عريق مؤسس وقائم منذ العام 1959 وقد ارتاده بشكل يومي كبار الأدباء كالجواهري والبياتي ومردان وحسب الشيخ جعفر مع زملائهم وجمهورهم، وله خصوصية ترتبط بخصوصية شريحة الأدباء، واقتحامه بهذه الطريقة جريمة تستهدف هذه الشريحة، بينما نرى أماكن يندى لها الجبين في بغداد من دون محاسبة أو غلق، وهذا ما يعطي مؤشراً لوجود خلل كبير في عمل الجهات المعنية بهذا الشأن.
ودعا الاتحاد إلى "رد الاعتبار للأديب يوسف خير الله الزبيدي منتسب اتحادنا الذي تعرّض للاعتقال والأذى من دون وجه حق، فضلاً عن تصويره بطريقة تخدش الحياء الإنساني".
وختم بالقول: "أدباء الوطن إذ يعوّلون على إنصافكم لهم وحمايتهم وحفظ حرياتهم يستعدون للتظاهر والاعتصام وتعليق نشاطاتهم، وإيصال رسالة للمجتمع الدولي بالانتهاكات التي تعرّضوا ويتعرّضون إليها، وهذا ما لا نتمنّى أن يكون".
الاتحاد ليس لديه علم بتخويل القوة
الأمين العام لاتحاد الأدباء، عمر السراي، ذكر أن "الجهة التي اقتحمت تابعة للأمن السياحي/ وزارة الداخلية، وليس لدينا علم بالتخويل الذي تمتلكه بتنفيذ الاقتحام".
وأضاف السراي، في حديث صحفي، إنه "طالبنا بمقابلة خاصة بهذا الشأن مع رئيس الوزراء ووزير الداخلية، لضمان عدم تكرار هذا الأمر، ونكرر الطلب عن طريقكم أيضاً، فنادي اتحاد الأدباء يمارس عمله وفق نص في قانون الاتحاد، يتيح فتح نادٍ اجتماعي لأعضائه، ولا حاجة لإجازة خاصة لفتحه، فهو تابع للاتحاد".
وتابع، إنه "لدى دائرة السياحة في وزارة الثقافة أو الأمن السياحي في الداخلية شروط أو إجراءات تنظيمية كان الأجدى بهما أن يخاطبا الاتحاد لننفذ ما يريدون".
نادي الاتحاد غير مرخص
من جانب آخر، ذكر مصدر مطلع أن "ما حصل كان بحجة القيام بتفتيش المكان والبحث عن المخالفين لقانون الإقامة، وتم طرد كل من في القاعة بطريقة تعسفية".
وأضاف، أن "البار الموجود داخل الاتحاد ليس لديه ترخيص، وبعد المداهمة انتشرت بياناتهم وحملات في مواقع التواصل الاجتماعي، للدفاع عن المعتقلين والعاملين في البار، دون الإشارة الى كون البار غير مرخص".
ومنذ نحو 4 أعوام بدأت القوات الأمنية بحملة ممنهجة وضمن أُطر قانونية دقيقة تستهدف البارات والنوادي الليلية ومراكز المساج وما شابه في العاصمة بغداد، خصوصاً وأن عددا كبيرا منها غير مرخصة وتحول بعضها من "مرافق سياحية" إلى بؤر للدعارة والمخدرات والقمار، فضلاً عن وجودها بداخل أماكن سكنية للعوائل البغدادية كما يحدث في منطقة الكرادة.
إغلاق النوادي غير المرخصة
وتواصل قيادة عمليات بغداد، بالاشتراك مع مفارز من مديرية الأمن السياحي عمليات التفتيش والتدقيق للنوادي الليلية ومخازن بيع الخمور وغلق غير المجازة منها، وإغلاق البارات والمخازن الخاصة ببيع الخمور المخالفة للضوابط والشروط واعتقال أصحابها.
وتنفّذ القوات الأمنية في فترات متفاوتة حملات لإغلاق ملاهٍ ليلية ومراكز تجميل ومساج غير مرخّصة بالإضافة إلى قاعات القمار والروليت في بغداد والمحافظات، بعد بلاغات تتلقّاها بشأن ممارسات "غير أخلاقية فيها"، إلا أنّها تواجه أحياناً صعوبات في الملف بسبب الحماية التي توفّرها شخصيات فاسدة لتلك الأماكن.
وجاءت هذه الإجراءات من أجل تطبيق القانون لكون هذه الأماكن خالفت القوانين العراقية النافذة بعدم الحصول على الموفقات الاصولية لممارسة المهنة.
وأصبحت هذه الأماكن في بعض الأحيان أماكن تستغلها جهات فاسدة للحصول على معلومات أمنية وعسكرية عبر استدراج ضباط ومنتسبين في المؤسسة الأمنية والعسكرية العراقية.
ودأبت القوات الأمنية على إغلاق الملاهي والنوادي الليلية ومحلات بيع المشروبات في العاصمة بغداد، مع إقراب شهر محرم الحرام وفترة عاشوراء، بالتزامن مع إحياء مراسم "عاشوراء"، وذكرى استشهاد الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام في العاشر من محرم.