لحديث ممثليه بـ"لهجتنا الحقيقية".. مسلسل الجنة والنار يجذب الجمهور ويحقق نقلة درامية مميزة.. تعرّف على التفاصيل
انفوبلس..
بعد 7 أشهر من التصوير وبمشاركة 164 ممثلا، بدأ منذ نحو أسبوع عرض مسلسل الجنة والنار من بطولة أمير عبد الحسين وسنان العزاوي وإخراج مصطفى الركابي ليحدث ضجة كبيرة في الشارع العراقي وأوساط مثقفيه ونقاده لما حققه من نقلة نوعية في الدراما العراقية والتي بدورها جذبت الجمهور لمتابعته وإبداء آراء جاءت أغلبيتها الساحقة إيجابية بظاهرة يندر حدوثها في المجتمع العراقي، ولعل أبرز ما يميز العمل هو حديث ممثليه باللهجة والمصطلحات العراقية الحقيقية دون اللجوء للتكلف المعتاد في أغلب الأعمال السابقة، فما هي تفاصيل العمل وظروف إنتاجه وأبرز ردود الأفعال التي أثارها؟
المسلسل الدرامي الذي صُوّر في ذي قار، من إنتاج "بيت الدراما في الناصرية"، يمثّل صراع الخير والشر، بعد عرض أول 5 حلقات منه، تلقى إشادة كبيرة من الأوساط الفنية والشعبية.
الروائي العراقي الشهير أحمد سعداوي، كتب على صفحته في فيسبوك منشوراً علّق فيه على العمل، وقال "شاهدت الحلقات الخمس المعروضة حتى الآن من مسلسل (الجنّة والنار، ذي قار ترحّب بكم)، إنه عمل رائع وجديد، ومهم على أكثر من صعيد".
وأضاف، إن "أكثر ما أثار إعجابي هذا الخروج من مركزية الدراما في العاصمة، وأنا شخصياً كنت دائماً بانتظار أن تخرج الدراما العراقية الى المدن المختلفة، بعيداً عن العاصمة، فلدينا بيئات اجتماعية مختلفة، وفي كلّ منها حكايات وقصص وشخصيات وأحداث. لدينا ثقافات اجتماعية متنوّعة يمكن أن تساهم الدراما في إبرازها، وشخصياً أفخر بأن المسلسلَين اللذَين كتبتهما للدراما العراقية كانا خارج العاصمة. مسلسلي الأول (ضياع في حفر الباطن) الذي عُرض في 2012 كانت بيئته الاجتماعية البصرة، ومسلسلي الثاني (وادي السلام) الذي أُنتج في 2015 كانت أحداثه تجري في النجف الأشرف".
وتابع سعداوي، "هناك جرأة شبابية واضحة في هذا المسلسل، ورغبة بتجريب مساحات بصرية وأداء وحركة كاميرا مختلفة، سأعود مرّة أخرى، إن شاء الله، بعد اكتمال المشاهدة كي أتأكد من بعض الملاحظات التي تكوّنت عندي حتى الآن، هذه تحية وإشادة لصنّاع العمل، ولأصدقائي من الممثلين والكادر الفني، وكل من وقف خلف صناعة هذا العمل المميّز".
الكاتب الدكتور فلاح الزيدي لم يختلف رأيه كثيراً عن رأي سعداوي، وكتب في صفحته على فيسبوك: "تخيّل عزيزي المشاهد أن هناك عشرات من المسلسلات الريفية التي مثلت واقع الجنوب ولهجاتهم وملبسهم ومسكنهم ومأكلهم وتبنتها قنوات فضائية مختلفة الولاءات والانتماءات ولكن لا أذكر ممثلا جنوبيا واحداً (حلف بالعباس أو بالحسين أو بعلي) أثناء حديثه، نحن الجنوبيين متعلقين جداً بهذه الأسماء ولا يكاد حديث لنا يخلو من القسم بهذه الأسماء النورانية الطاهرة، مسلسل الجنة والنار هذا العمل البسيط والمتواضع أحرجهم جداً في هذه النقطة البسيطة والتي تسكن روح جوهرنا.. إي بالعباس.. لقد كانوا يضحكون علينا في بيت الطين وأمطار النار وغيرها وغيرها".
وفي منشور آخر للزيدي تحدث فيه عن أحد أبطال المسلسل الذي يؤدي دوره الفنان سنان العزاوي، وقال: "فرج.. هذه الشخصية الشيطانية، أو يمكنك القول إنها النصف الناري من مسلسل (الجنة والنار)، هذه الحالة الشيطانية موجودة في مجتمعنا ولا توجد زاوية خالية من تواجدها في حيواتنا، لو ركزت في سلوك هذه الشخصية لوجدتها تغلف كل تصرفاتها في المنطق، ولكن أي منطق؟ إنه منطق إبليس، إبليس كان منطقيا في عدم سجوده لآدم، فهو أفضل منه تكويناً، فآدم من طين وهو من نار، هكذا يقول المنطق وهكذا يقول القياس، ولكن… هل كان إبليس صائبا فيما ذهب إليه؟".
وأضاف: "أرى فرج منطقيا في تصرفاته وفي أقواله، فهو رجع للناصرية عندما مات أخوه ليشارك في عزائه، وهو طلب (الكبارة) من أبناء أخيه لأنه عمهم وأكبرهم سناً، وهو طلب ابنة أخيه للزواج من ابنه فهو ابن عمها وأحق بها، كل هذه التصرفات ظاهرها منطقي ولكن باطنها هو الذي سيورث الهلكة والندم، ويا ترى هل سيكون فرج صائباً فيما ذهب إليه؟".
الصحفي قيس حسن، كتب أيضا على صفحته منشوراً حول "الجنة والنار"، قال فيه: " ملاحظات على مسلسل الجنة والنار للمخرج مصطفى الركابي:
هل هذا هو مجتمعنا الجنوبي؟ نعم هذا هو مجتمعنا، بسلوكه، وانفعاله، وغضبه، وألفاظه، ولباسه، وطعامه وولائمه، ومنازله، هل يمكن أن تكون القصة في كربلاء أو النجف أو بغداد؟ لا أظن ذلك".
وأضاف، إن "المجتمع الجنوبي، شديد الحدة والانفعال عموما، والسلوك الفردي المستقل فيه متواري او ضعيف، تطغى العشيرة على الفرد بشكل بارز، ولا يعني ذلك ان بقية مدن العراق ليس فيها عشائر، بل اتحدث عن ضخامة وقوة دور العشيرة في الجنوب، والعشيرة تلزم الفرد بكل تفاصيل وجودها ومشاكلها، وسرعان ما تتحول فيه ابسط المشاكل والخلافات الى نزاع مسلح وعمليات قتل، واختيار العشيرة وليس الافراد كإطار للعمل لم يكن اختيار سيئا بل هو الواقع المعاش، لم نعد نقدم انفسنا الا بالاسم واللقب" فلان من العشيرة الفلانية" ولم نعد نتحدث بهدوء وتعقل بل بصراخ وغضب يصعب على غير العراقي ان يستوعبه او يفهمه. لماذا يصرخون بهذا الشكل؟ ربما يتساءل العربي وهو يشاهد العمل، وحين نجيبه لابد ان نستذكر الحروب والحصار والموت المجاني والفشل المركب في حياتنا، لا بد ان نروي حياتنا كي يفهم الغريب لماذا نحن غاضبون الى هذا الحد، لذلك طغى الصراخ على العمل بشكل واضح، فكيف يمكن ان نكتب عن الجنوب دون ان نستحضر العشيرة والغضب والصراخ والنزاع الدموي المنفلت من كل قيد، شاهدت اربع حلقات، لم يظهر من الدولة سوى المستشفى وسيارة الإسعاف، أما الشرطة فهي آخر من يتدخل في النزاعات، لأنها اضعف من العشيرة، ولان الشارع اقوى من الدولة، وهناك مشاهد جموع لأننا امام سلوك جمعي وعقل جمعي، والقصة كأنها تروي حياة مدينة، بأسواقها، وشوارعها، وزيها، ولغتها، وطريقة نطق حروفها، وكثرة القسم بالأئمة بمناسبة وبدون مناسبة، اظن ان الناصرية في هذا العمل هي البطلة، لذلك اعتمد المخرج على اللقطات العامة لان العمل يريد ان يروي حياة المدينة بشكل واقعي وحقيقي".
الكاتب خليل هادي، علّق على العمل وقال: "شاهدت ثلاث حلقات من مسلسل الجنة والنار. ووجدت الممثلين يتحدثون بلغتنا…بلهجتنا، أعني لهجة أبناء الجنوب الحقيقية، وهو أمر كان يترفع عنه الممثل العراقي سابقاً، الذي أعتقد أنه كان يتعمد تمرير مفردات بغدادية، في سياق جنوبي، في محاولة منه إلى التبرؤ من هذه الجغرافية، على الرغم من أن السياق الدرامي الذي يؤطّر المسلسل هو سياق ريفيّ جنوبيّ".
وتابع: "في مشاهد وفاة الأب (هاشم) وجدت الفنانات اللائي لا أعرف أسماءهنّ يتحدثن بلهجتنا عندما نفارق عزيزاً، ويبكين بذات الطريقة التي نبكي بها، وبذات اللغة أيضا. ولاسيما في حوارنا مع صورة من نفارق؛ إذ تنهال أسئلة العتب وشرح اليوميات أمام صورة من غاب عنا، قيمة هذا العمل برأيي في محليته، نستطيع تلمس ذلك في طريقة القسم بأيقونات شيعية، يعرفها أبناء الوسط والجنوب".
وأضاف إن "أمير عبد الحسين خطير، لكن سنان العزاوي مرعب، في أدائه، رغم أنه سرت في أثناء حواره بطريقة غير متعمدة كما أحسب بعض التلوينات اللغوية، ذات الطبيعة البغدادية، أعتقد أنّ المسلسل يعاني من مشكلة في الأصوات التي تبدو متداخلة، فضلاً عن عدم سماع بعض العبارات، قيمة هذا العمل في محليته، وانسجامه مع ذاته، مبارك هذا العمل النوعي".
المخرج العراقي وارث كويش كتب مقالاً بعنوان "ذي قار ترحّب بكم.. حين يلتقي العراقيُّ بنفسه على الشاشة، للمرة الأولى"، وقال فيه: "نعرف جيداً أن عناصر الصناعة كلها، في السينما والدراما، تُستخدم لتكريس الاحساس لدى المشاهد، تعلمنا ودرسنا أن اللقطة القريبة تجعلك قريباً من الشخصية، والمؤثرات تساهم بإحساس المشاهد بما يريده المخرج أو ما يريد أن يُمليه عليك درامياً، وكل ما يمكن أن يُستخدم هو لتعزيز الاحساس الدرامي لهذا المشهد أو تلك الشخصية عند المشاهد، هذا هو التحدي الأكبر للمخرجين، للصُنّاع، ولذلك تستخدم أحدث التقنيات في الصناعة الحديثة لالتقاط التفاصيل، وتصرف مبالغ كبيرة، وفي النهاية يفشل المنتج والصانع بملامسة احساس المشاهد، المتلقي الأكثر أهمية لكل النتاج البصري، الزبون الوحيد المستفيد من هذه السلعة المسماة: المتعة البصرية، مهما كانت هذه المتعة، هل أن تتوفر عدة معطيات في العمل الفني، كلها يجب أن تؤدّي مهمة الفن، مهمة الدراما، المتعة التي تأتي من صدق المشاعر والاحاسيس، أن تكون جزءاً من كل مشهد، تعرف خبايا كل الشخصيات، أن تعرف البطل ومساعده، أن تفهم المدخل للقصة وتتعلق بالشخصيات، أن يكون صراع الخير والشر واضحاً، وتعرف الخير ونقيضه من الربع الأول للعمل الفنيّ، سواء الدراما أو السينما".
وأضاف إن "العمل الدرامي ” ذي قار ترحب بكم” قدم لنا جوهر الصناعة الأهم: الاحساس الدرامي بكل العناصر التي في الجزء الأول، وهي عناصر تشبهني كمشاهد، أريدها أن تتوفر في العمل الفني، أريد لنفسي وعائلتي أن ننتظر المشهد القادم ونقتنع بالحوار وننتمي لبيئة المشهد والصانع، نشعر أن هذا الكلام كلامنا وهذه بيئتنا والصراع الذي يدور هو صراعنا، هذه ثقافتنا وهذا احساسنا، عزاؤنا وراياتنا، ملابسنا واسمائنا، هذه كلها مجتمعة في عمل درامي واحد، يحمل تفاصيل صغيرة هي ما يؤثر على المشاهد ويتواصل معه بشكل صحيح، يرسم احساساً درامياً مذهلاً يتغلغل الى مشاعرك كموسيقى هادئة لا تعرف سبب زرعها السكينة في داخل الروح، هكذا “ذي قار ترحب بكم”، عمل درامي يزرع بك الثقة أن هناك مجموعة أصرت أن تنفذ ما يشبهها، بلا املاءات، بلا معدات كبيرة وسيارات جرارة وتكون النتيجة خاوية، مجموعة آمنت بالكلمة والاحساس، بالواقعية التي تفصلها عن مقاطع التيكتوك “شعراية” لا تشاهدها عين مجرد، يشاهدها فنان ويلمحها بورق رصين وعدسة يعرف جيداً كيف يضبط وضوحها".
وتابع: "دائماً ما كنا نعيب على الدراما، أغلب الأعمال الدرامية العراقية، انها لا تشبهنا، تحاول ان تستورد لنا طباعاً من خارج الحدود، وصل الأمر بالتنفيذ الفني الذي حاول أن يكون نسخة عن مسلسلات تركية، لا بأس بهذا، لكننا نعيب على هذا كله أن لا شيء فيها عراقي، لا مسلسل عراقي يشبه هويتنا ونحن الذين نسعى دائماً، ثقافياً، أن نبني هوية بصرية لأعمالنا الفنية، في السينما والدراما، هوية تشبه أمهاتنا وعوائلنا، تشبه مشاكلنا الداخلية، هوية تشبها وتمثلنا، أن يكون العمل عراقياً، حتى إن كان عملاً سيئاً لكنه يجب أن يكون عراقياً وهذا ما يجعل المشاهد مشدوداً الى العمل، وإن كان هناك ضعف فني، لكن العمل يحمل هوية عراقية، “ذي قار ترحب بكم”، عمل عراقي بهوية عراقية خالصة، اعتمد الهوية أكثر من المعدات الفنية الحديثة، تعمّد المخرج مصطفى ستار الركابي أن يكون عيناً ساحرة، مجردة، تتابع ما يحدث وترويه، لم يكن هناك ضعف فني ( سوى الصوت الذي اعتقد أنه خلل في البث وليس في العمل نفسه ) حتى هذا الصوت المتداخل في أغلب المشاهد هو هوية عراقية بامتياز، الجميع يتحدث بوقت واحد، “ذي قار ترحب بكم”، دراما عراقية تؤسّس لهوية عراقية، دراما عراقية تعرف جيداً أن علينا العمل كثيراً على التلقائية في الاداء، وكيف يكون الممثل أمام الكاميرا، العمل على الايقاع الفني، وأسباب فنية كثيرة في آخرها يكون مدى رقي المعدات وكثرتها، هكذا هو “ذي قار ترحب بكم”، عمل اهتم بالهوية على حساب المعدات، ونجح".
وأشار إلى إن "ما يميز “ذي قار ترحب بكم”، هو الصدق، إذ تعمد فريق العمل أن تكون رؤيتهم الفنية هي العين التي تتحول وتكون شاهداً، أن تشاهد الكاميرا كل نزاعاتنا، أفراحنا، يومياتنا، وتلتقط كل الحوارات التي يقولها الجميع بآن واحد، وتسمع، مثلما هي الحقيقة، صوتاً واحداً وتتساقط الأصوات الأخرى، الكاميرا هي الأخرى تتجول مثلما عين انسان، ربما الراوي، أو المخرج نفسه ابن مدينة الناصرية وهو يتجول بين أهله وأصدقائه، يعرف حكاياتهم جيداً، الكاميرا في “ذي قار ترحب بكم” هي نحن، المشاهدين الذي يعرفون كل هذا أو يتعرفون عليه، الشروكية أو غيرهم، من عرفوا هذه الحياة ودواوينها، مشاكلها وفصولها، هذه هويتنا، وعلى أحدهم أن يصحح للجميع، أن يقول بصدق كيف يتكلم الشروكية، وكيف للغترة والعكال والخاجية مكانة حتى لو بعد سنوات، مثلما فعل فرج، أو أن يعرف الجميع أن لا ذل مقبول ولا مهانة ولا كسر خشوم، مثلما فعل حيدر مع فرج حتى وإن كان عنه. الصدق هو ما يميز هذه الدراما لذلك كل هذا الاحساس قد وصل، كل تلك المشاعر وصلت، بعيداً عن كل التحليلات الفنية الجاهزة، النظريات الفنية التي يطلقها النقاد، كل هذا غير مهم برأيي، انا مشاهد، استمتع كثيراً بالصدق العالي، الهوية والوثيقة التي اشتغل عليه فريق ذي قار ترحب بكم".
وختم بالقول: "ثلاث حلقات فقط كفيلة أن تقول لنا، نحن أمام هويّة دراميّة عراقيّة، نحن أمام هوية جديدة في الصناعة، مصطفى الركابي، منذ سنوات، دعا لهذه الصناعة ومنافسة القنوات التلفزيونية بالصناعة نفسها، بالحقيقة فقط، بتأسيس الهوية، الآن ينجح الركابي ومن معه، نحن أمام حركة فنية جديدة، حيث لا أحد من الممثلين سيقول “اقتلني” في ذي قار ترحب بكم".
إلى ذلك كتبت الفنانة هديل كامل عن العمل، وقالت "الخروج بالكاميرا الى الشارع هو التحدي الأكبر الذي واجهت به السينما الايطالية المشاهد العالمي وحدّثت بذلك محاكاتها للحدث.. وكان تحولاً كبيراً انتصرت به العدسة لزخم الحياة بعيداً عن تأثيث المكان وصناعة موجوداته.. وجاء الفيلم التسجيلي معززاً لروح الواقع وتفاصيله الملّحة.. في تجربة عراقية انبثقت من مدينة الناصرية قام فريق عمل ذي قاري كما يبدو.. تأليفاً وإخراجاً وممثلين بتقديم مسلسل ما نزال في حلقاته الثلاث الأولى.. مزاج فني جديد لم يألفه المشاهد العراقي، الزمن يسير وفق ما يتطلبه الانفعال الطبيعي للممثل ولا يتحدد بتوقيتات القالب الدرامي المعهود.. الكاميرا تسجل مشهد الحياة بانسيابية عالية وبلا إيعازات.. يخذلنا الصوت كثيراً وكنت اتمنى ان يكون هناك اهتمام كبير بالجانب التقني للصوت والإضاءة في بعض المشاهد، فكثير من الحوارات لم تصل واضحة بسبب رداءة التسجيل الصوتي.. الأداء رائع لكافة الممثلين وأخص بالذكر الفنانتين زمن علي، وزهراء كالخان التلقائية المذهلة والإحساس المتقد وكذلك باقي الفنانين أمير عبد الحسين وسنان العزاوي وجميع الذين ظهروا.. ممثلون نراهم للمرة الأولى قدموا شخصياتهم بأداء عفوي مؤثر، شخصية الخال، أبو علي، زوجة أبو علي".
وأضافت إن "العمل لا يخلو من الإطالة في بعض المشاهد، كان يتطلب توقيتات أفضل في ابتداء المشهد او الانتهاء به.. فبعض الزيادات في الحوار، ضيّعت قيمة المعنى المقصود وأربكت المشاهد.. وإن كان المسلسل ينتمي للمدرسة التسجيلية، إلا أن المونتير والمخرج يكون لهم دور كبير في خلق إيقاع زمني مثالي".
وتابعت إن "المفرح جداً أن نجد الناصرية تتألق بهذا العمل ودعوة خالصة بأن تتعزز هذه التجربة مجدداً بأعمال لاحقة ونرى هذا الاجتهاد ينتشر بباقي مدن العراق.. كمشاهدة اتشوق كثيراً لمتابعة قصص عراقية ببيئات مختلفة في الجنوب والوسط والغربية، نتعطش لحكاياتهم وحياتهم المدنية وما يدور من أحداث داخل أزقتهم وجامعاتهم والبساتين، هذه الصفحة المفقودة من سجل الدراما العراقية… مجالس الادب والشعر في النجف.. ينبوع الابداع الفني الشامل في الناصرية، الحلة والموصل والبصرة والرمادي.. كل هذه المدن التي تكتظ بالمرويات التي تبحث عن كاميرا وعن جهة داعمة تمد لهم جسوراً متينة تنتقل بهم الى الميدان.. وبهذا نفك أسر هذه الطاقات الرائعة من معقل (المحافظة) الذي طوق قدراتهم الجبارة على مرّ هذه السنوات.. ونقابتنا العزيزة نقابة الفنانين لها الدور الأهم في ترسيخ هذا المبدأ من خلال إشراك كل فناني العراق من داخل مدنهم عبر توزيع عادل للفرص يسير وفق خطة مدروسة.. تحياتي مجدداً لكل العاملين في مسلسل (الجنة والنار) ومستمرة في متابعة حلقات هذا المسلسل".