ليلة حزينة على العراق بأكمله.. أكثر من 300 ضحية بين قتيل وجريح سقطوا في حريق قاعة مناسبات بنينوى.. والقاتل هو غياب إجراءات السلامة
انفوبلس..
خلال العقود الأخيرة، اتجه المجال العمراني في العراق بخطوات ثابتة نحو الهاوية، فبالإضافة إلى غياب المعايير الجمالية في هذا المجال، غابت كذلك معايير السلامة بسبب عدم الالتزام بالقانون من جهة، وعدم تطبيقه بحزم من قبل الأطراف المعنية من جهة أخرى.
سقف ثانوي وجدران مصنوعة من مواد رخيصة تغلّف قاعة للمناسبات في منطقة الحمدانية بمحافظة نينوى أدت إلى حصول حادث كارثي أثناء حفل زفاف انقلب إلى مأساة كبيرة راح ضحيتها أكثر من 300 شخص بين قتيل وجريح بعد تحول شرارة ألعاب نارية إلى حريق كبير التهمَ القاعة ومَن فيها خلال دقائق.
المصادر الرسمية قدّمت أرقاما متفاوتة لعدد ضحايا الحريق الذي يُعد من بين أسوأ الحرائق التي شهدها العراق في السنوات الماضية.
فقد قال محافظ نينوى نجم الجبوري إن ما لا يقل عن 114 شخصا لقوا مصرعهم وأُصيب نحو 200 جراء حريق الحمدانية شرق مدينة الموصل.
وأضاف الجبوري، إن التحقيقات الأولية تشير إلى أن الحريق ناجم عن ألعاب نارية داخل القاعة.
وقالت وكالة الأنباء العراقية إن محافظ نينوى أعلن الحداد لمدة أسبوع على أرواح الضحايا.
من جهته، قال رئيس خلية الإعلام الأمني إن 93 شخصا قُتلوا وأُصيب 100 آخرون في الحريق.
وأضاف، إنه لا مؤشرات على وجود قصد جنائي في حريق الحمدانية، مشيرا إلى توقيف 9 أشخاص على خلفية الحادث.
كما أكد قائد عمليات نينوى اللواء عبد الله الجبوري توقيف 9 شخاص من العاملين في إدارة قاعة الأفراح. قائلا، إن القوات الأمنية الاتحادية تنسق مع سلطات إقليم كردستان من أجل الوصول إلى صاحب القاعة الذي يسكن في مدينة أربيل وصدرت بحقه مذكرة توقيف.
وفيما يتعلق بملابسات الحريق، صرّح مدير إعلام الدفاع المدني بأن قاعة الأفراح في الحمدانية كانت تفتقد لإجراءات السلامة، مشيرا إلى أن صعوبة الخروج من باب المبنى أدت لارتفاع عدد الضحايا.
وقال المسؤول بالدفاع المدني، إن أبواب الطوارئ في قاعة الأفراح بالحمدانية كانت مغلقة وقت الحريق.
وفي وقت سابق، ذكرت مديرية صحة نينوى أن الحريق أدى إلى انهيار أجزاء من القاعة نتيجة استخدام مواد بناء سريعة الاشتعال تتداعى خلال دقائق عند اندلاع النيران.
وقال الدفاع المدني، إن "النيران اشتعلت داخل قاعة الأفراح بادئ الأمر، ثم انتشر الحريق بسرعة كبيرة، وفاقم الأمر الانبعاثات الغازية السامة المصاحبة لاحتراق ألواح الإيكوبوند البلاستيكية السريعة الاشتعال والمخالفة لتعليمات السلامة لافتقارها إلى متطلبات من بينها منظومات الإنذار والإطفاء".
وذكرت مصادر في محافظة نينوى أن بعض الضحايا لقوا مصرعهم اختناقا، أثناء محاولة عدد كبير من الحاضرين الخروج من البوابة الرئيسية للمبنى.
وقالت المصادر إن القاعة لم تكن تحتوي أيضا على معدات لإطفاء الحريق، مما تسبب في اتساع نطاق النيران.
وذكرت المصادر أن فرق الدفاع المدني انتشلت جميع الجثث، فيما بينت مصادر طبية أن حصيلة الضحايا مرشحة للارتفاع، مشيرة إلى أنه جرى نقل المصابين إلى مستشفيات نينوى وإقليم كردستان.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة إن عددا كبيرا من المصابين حالتهم غير مستقرة، وإن الإصابات الحرجة تمت إحالتها إلى مستشفيات متخصصة.
وكانت السلطات الاتحادية العراقية وسلطات إقليم كردستان أرسلت سيارات إسعاف وأطقماً طبية إلى موقع الحادث، وأظهر مقطع مصور رجال الإطفاء وهم يبحثون عن ناجين وسط الحطام المتفحم للمبنى.
محافظ نينوى ذكر أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن حريق الحمدانية ناجم عن ألعاب نارية داخل قاعة الأفراح.
وأضاف، أنه تم نقل ضحايا الحريق إلى مستشفيات نينوى وإقليم كردستان.
من جانبه، قال المنسق الإعلامي في الدفاع المدني العراقي نُـؤاس صباح شاكر إن ما فاقم حريق مدينة الحمدانية في الموصل هي المخالفات المتعلقة بالسلامة في القاعة.
وأضاف، إن الدفاع المدني أبلغ مالك القاعة بالمخالفات الواجب إزالتها في وقت سابق من هذا العام.
وفي حين فتحت الحكومة العراقية تحقيقا لتحديد ملابسات الحادث، أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الحداد العام في عموم العراق لمدة 3 أيام على أرواح ضحايا حريق الحمدانية، وكان السوداني وجه وزيري الداخلية والصحة باستنفار كل الجهود لإغاثة المصابين.
ووصف الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد ما جرى في الحمدانية بالفاجعة المؤلمة، مشددا على ضرورة فتح تحقيق ومعرفة ملابسات الحادث.
من جانبها، وصفت بعثة الأمم المتحدة في العراق حريق الحمدانية بأنه مأساة هائلة، وقالت إنها تشعر بالصدمة بسبب الخسائر الفادحة في الأرواح.