edition
إنفوبلاس
  • الرئيسي
  • كل الأخبار
    • سياسة
    • أمن
    • اقتصاد
    • رياضة
    • صحة
    • محليات
    • دوليات
    • منوعات
  • اقرأ
  • شاهد
  • انظر
  • انفوغراف
  • كاريكاتور
  • بودكاست
  • بلغتنا
  • من نحن
  1. الرئيسية
  2. الأخبار
  3. محليات
  4. محاصيل تتعفن في الحقول وأسعار تهوي تحت الصفر: حكومة كردستان تخذل فلاحيها وتترك المحاصيل الزراعية...

محاصيل تتعفن في الحقول وأسعار تهوي تحت الصفر: حكومة كردستان تخذل فلاحيها وتترك المحاصيل الزراعية تتكدس حتى الموت!

  • 12 تموز
محاصيل تتعفن في الحقول وأسعار تهوي تحت الصفر: حكومة كردستان تخذل فلاحيها وتترك المحاصيل الزراعية تتكدس حتى الموت!

انفوبلس/..

في أحد الحقول الزراعية على أطراف قضاء عقرة التابع لمحافظة دهوك، يقف بشير رشيد، فلاح خمسيني، وسط أكياس بلاستيكية مملوءة بالخيار المكدس عند مدخل مزرعته. يصفق كفيه بحسرة، ويهز رأسه قائلاً بصوت غاضب: “زرعت خمسة دونمات خيار، دفعت أكثر من عشرة ملايين دينار، والآن الخيار يتلف أمام عيني.. لا تسويق، لا دعم، ولا حتى كلمة عزاء من الحكومة”.

ليست قصة بشير حالة فردية، بل نموذج لآلاف المزارعين الذين وجدوا أنفسهم هذا الموسم في مواجهة كارثة اقتصادية، بعدما انهارت أسعار محاصيلهم إلى حدود لم تعد تغطي حتى تكاليف النقل. ورغم الوعود من قبل حكومة الاقليم المتكررة بدعم الزراعة وحماية المنتج المحلي، فإن الواقع الميداني يكشف عن تخلي شبه كامل من حكومة إقليم كردستان عن فئة المزارعين، وتركهم يواجهون مصير الإفلاس والتخلي عن الأرض.

*“كأننا نزرع لنهدر المال”

من الطماطم إلى البطاطس والبصل والرقي، تتكرر القصة نفسها: وفرة إنتاج لا تقابلها أسواق تصريف، وأسعار تهوي بسرعة أكبر من وتيرة نضوج المحاصيل. في سوق الجملة بعلوة دهوك، يروي فلاح آخر يُدعى شوكت علي مأساته: “زرعت الرقي والقرع في خمسة دونمات، وجنيت منها آلاف الكيلوغرامات، لكنني بعت بيك آب محمل بالكامل بـ100 ألف دينار فقط. أحياناً نبيع الرقية الواحدة بـ1000 دينار، والكيلو من القرع بـ150 دينار… هذه ليست زراعة بل خسارة موثقة”.

يضيف الرجل متنهداً: “لقد تعبنا في حر الصيف، وصرفنا الأموال على السماد والماء والعمال، ثم نأتي لنبيع المحصول بأقل من كلفة النقل؟ لا أحد يسمعنا، لا مسؤول ينزل من برجه العاجي ليشاهد ماذا يحصل لنا في الحقول”.

ما يزيد من غضب المزارعين هو التناقض الواضح بين انهيار أسعار المنتج عند الفلاح وارتفاعها في الأسواق، إذ تُباع الخضراوات للمستهلك بسعر يصل إلى 1000 دينار للكيلوغرام، بينما لا يحصل المزارع على أكثر من 100 دينار لنفس الكمية، والسبب يعود إلى حلقات متعددة من البيع والنقل وغياب الرقابة السعرية، الأمر الذي يجعل الربح يذهب إلى الوسطاء والخسارة تقع دائماً على الفلاح.

*“وعود جوفاء وسياسات عرجاء”

لطالما أعلنت حكومة إقليم كردستان أنها تدعم الزراعة، وتمنع دخول المحاصيل المستوردة خلال فترات جني الإنتاج المحلي، لكن المزارعين يؤكدون أن هذه الوعود لا تُطبق، أو يتم تجاوزها بسهولة من قبل المتنفذين والمستوردين الكبار. والنتيجة: منتجات اجنبية تغزو الأسواق حتى في ذروة الإنتاج المحلي، ما يجعل المنافسة غير ممكنة ويؤدي إلى تكدس المحاصيل وانخفاض قيمتها.

يقول حجي أحمد، وهو أحد تجار الجملة في علوة دهوك: “بائعو العلاوي لا يستطيعون شراء الكميات الهائلة من المحاصيل من الفلاحين، لا توجد مخازن تبريد كافية، والكهرباء غالية أو مقطوعة. طلبنا عشرات المرات أن تخصص الحكومة كهرباء مدعومة لمخازن التبريد حتى نتمكن من شراء المحاصيل وحفظها، لكن لا حياة لمن تنادي”.

في زاخو أيضاً، يعاني أصحاب العلاوي من تذبذب غير منطقي في الأسعار، ما يؤدي إلى “لعبة قمار” حقيقية، كما يصفها علي كمال، وهو أحد التجار: “أحدهم يبيع الخيار اليوم بألفي دينار للكيس، وبعد أسبوع يصبح بثلاثة أضعاف. واللي باعه أول مرة يخسر، واللي انتظر يربح. هذه ليست زراعة، بل مقامرة”.

*أزمة تسويق وإنتاج عشوائي

المهندسون الزراعيون يضعون أصابعهم على جرح آخر: غياب أي خطة مركزية لتنظيم الإنتاج. فاضل مصطفى، مدير زراعة عقرة، يشير إلى أن أكثر من 2000 بيت بلاستيكي في القضاء تُزرع كلها بالخيار، ما يؤدي إلى إنتاج أكثر من 20 ألف طن سنوياً، وهي كمية لا يمكن للسوق المحلي استيعابها.

يقول مصطفى: “لا يعقل أن يزرع الجميع نفس المحصول في نفس الوقت. يجب على الحكومة أن تُصدر تعليمات واضحة بتوزيع الإنتاج حسب الحاجة، وتحفز التنوع الزراعي، وتوجه الفلاحين للزراعة وفق خارطة سنوية محددة”.

ويضيف: “نحن بحاجة إلى تغيير جذري في السياسات الزراعية. يجب إنشاء معامل لتعليب الفائض وتحويل الطماطم إلى معجون، والعنب إلى عصير، والخوخ إلى مربى. لا يمكننا أن نبقى دولة تستهلك الفواكه المستوردة بينما فواكهنا تتعفن في الحقول”.

*مأساة موحدة من الشمال إلى الجنوب

ما يعانيه فلاحو كردستان ليس استثناءً، بل يتكرر في مناطق عديدة من العراق. ففي سامراء، انتشرت قبل أسابيع قليلة مقاطع فيديو لمزارعين يرمون شاحنات محملة بالبطيخ الأحمر في الصحراء، احتجاجاً على انهيار الأسعار. وحدة الألم بين فلاحي الإقليم والمركز توضح أن المشكلة ليست محلية فقط، بل هي وطنية بحجم العراق كله.

ويقول مزارعون من أربيل ودهوك إنهم حاولوا تسويق محاصيلهم إلى مدن الجنوب، لكنهم اصطدموا بواقع مُر: غياب التنسيق بين المحافظات، وارتفاع كلف النقل، وغياب الضمانات.

وبدلاً من أن تكون هناك وحدة اقتصادية زراعية وطنية، باتت كل محافظة تعمل بمعزل عن الأخرى، ما يدمر المنتجين جميعاً.

لم يجد الكثير من المزارعين سوى وسائل التواصل الاجتماعي منبراً لبث شكواهم. تنتشر مقاطع مصورة لمزارعين يجلسون وسط محاصيلهم، يشتكون بصوت مبحوح: “لا أحد يسمعنا.. لا مسؤول يزورنا.. نحن نزرع لنخسر، ولسنا أغنياء لنستمر بهذه الخسارات”.

في مقطع مؤلم، يظهر فلاح وهو يفتح أكياس الخيار ويقول: “هذه كلها إنتاجنا.. تعبنا.. وراح يروح للسطل”، في إشارة إلى تلفه الكامل. وفي مقطع آخر، يصيح رجل خمسيني: “اتقوا الله.. دعم شنو؟ دعم للكلام؟”، قبل أن يركل كيساً من الطماطم في لحظة عجز وغضب.

*روزنامة زراعية بلا تطبيق

تحدث كريم سليمان، وكيل وزارة الزراعة في حكومة الإقليم، عن وجود “روزنامة زراعية” تُنظم الاستيراد وتحمي المنتج المحلي، لكنها وفق ما يرى المزارعون، ليست أكثر من حبر على ورق. عمليات الاستيراد، سواء المرخصة أو غير القانونية، تستمر بلا رادع، بينما يبقى الفلاح في مواجهة المصير نفسه كل عام.

*فشل في جوهر الإدارة الزراعية

المشكلة الأساسية ليست فقط في السوق أو الأسعار، بل في غياب الرؤية الحكومية لمستقبل الزراعة. فالإقليم الذي كان يوصف بأنه سلة غذاء العراق، بات عاجزاً عن تصريف إنتاجه، في حين تُستورد الطماطم والخيار من إيران وتركيا بأسعار مرتفعة، تُحمّل على جيب المواطن، ويخسر بسببها المزارع المحلي.

ما يحتاجه إقليم كردستان اليوم ليس مؤتمرات زراعية فارغة، بل تحركاً عاجلاً لإعادة تنظيم الزراعة على أسس علمية، مع إنشاء مصانع تحويل، ومخازن تبريد، وربط الأسواق المحلية ببعضها عبر خطة تسويق وطنية موحدة.

أخبار مشابهة

جميع
ضجيج بغدادي وعبق تاريخي.. ساحة الخلاني: قلب مدينة بغداد النابض.. وأسرار تاريخية تحت رمال الساحة الشهيرة

ضجيج بغدادي وعبق تاريخي.. ساحة الخلاني: قلب مدينة بغداد النابض.. وأسرار تاريخية تحت...

  • اليوم
التخطيط: معدلات التضخم الشهري والسنوي تشهد انخفاضاً في العراق

التخطيط: معدلات التضخم الشهري والسنوي تشهد انخفاضاً في العراق

  • اليوم
بسبب شروط السلامة.. أمانة بغداد تُغلق عشرات الأبنية في العاصمة

بسبب شروط السلامة.. أمانة بغداد تُغلق عشرات الأبنية في العاصمة

  • اليوم

شبكة عراقية اعلامية

  • الرئيسية
  • مقالات
  • فيديو
  • كاريكاتور
  • إنفوغراف
  • سياسة الخصوصية

جميع الحقوق محفوطة