محافظو ميسان وذي قار والنجف وكركوك مرشحون للرحيل وأصحاب الأمل الكبير بالبقاء محافظو كربلاء والبصرة فقط.. تعرف على أبرز الاحتمالات وفق القواعد السياسية والانتخابات
انفوبلس/..
صراع محتدم تشهده الساحة العراقية السياسية تزامناً مع قرب انتخابات مجالس المحافظات المقرر إجراؤها في 18 كانون الأول الجاري، أي بعد خمسة أيام بالتمام والكمال. ووسط هذا التنافس الحاد فهناك محافظون مثل ميسان وذي قار والنجف الأشرف وكركوك مرشحون للرحيل عن مناصبهم، في حين يلوح أمل كبير ببقاء محافظي بغداد والبصرة.
*البصرة وصراع حاد.. مع ثبات للعيداني
محافظة البصرة تشهد منافسة حادة بين المرشح عن تحالف تصميم أسعد العيداني (المحافظ الحالي) وبين المرشح عن تحالف نبني عدي عواد، لكن كفة الترجيحات تميل نحو المحافظ الحالي وسط ارتفاع نسبة التوقعات ببقائه في منصبه.
مواطنون بصريون تحدثوا عن مخاوف من صِدام مسلح يفتعله التيار الصدري مع عدد من القوى الكبيرة في المحافظة في الانتخابات أو بعد إعلان نتائجها، كون جماهير الإطار التنسيقي في البصرة يروّجون بأن مرشح تحالف "نبني" لكتلة "الصادقون" عدي عواد سيكون الأوفر حظاً لتولي منصب المحافظ.
أحد المتحدثين قال: "إن جاء عواد، ستحدث أزمة أمنية وفوضى خصوصاً بين التيار الصدري والعصائب، لأنه من المستحيل على التيار الصدري أن يتقبل محافظاً بصرياً ينتمي إلى العصائب، خصوصاً بعد الأزمات الأخيرة بين هذين القطبين".
بدوره، قال الناشط المدني في البصرة عمار الحلفي، للوكالة، إن "قضية التنافس اليوم في محافظة البصرة على منصب المحافظ هي بين أسعد العيداني وعدي عواد، وبالنسبة للعيداني هو شخصية عنيدة، لن يعطي المنصب بسهولة، وهو يحاول الحصول على أكثر من 12 مقعداً، لأن عدم حصوله على هذا الرقم من المقاعد يعني أن هناك اتفاقاً سيكون ضده وسيتزعمه دولة القانون ويتضمن عدم تجديد الولاية له".
وأشار الناشط البصري، إلى أن "عدي عواد موقفه بالحصول على منصب المحافظ أيضاً صعب جدا بسبب التشنجات والصراعات المسلحة بين العصائب والتيار الصدري"، مردفاً بالقول: "لا أعتقد أن الصدريين سيوافقون على تسلم عواد منصب المحافظ، إلا إذا حصل اتفاق مع التيار الصدري لكونه أحد المنتمين للخط الصدري سابقا".
مصادر مطلعة رجحت بأن تقوم قيادات التيار في البصرة بتوجيه أتباعهم بانتخاب العيداني ودعمه نكايةً بخصمه عدي عواد، رغم وجود توجيه لزعيم التيار بمقاطعة الانتخابات، ووجود حراكات صدرية واسعة لإفشالها.
*ميسان
وفي ميسان، هناك مرشحون عدة وسط محافظة منكوبة تعاني من خدمات رديئة وكثافة سكانية عالية وأزمات وصراعات عشائرية وأمنية.
وأشار الناشط الميساني، كرار البديري إلى وجود صراع قوي يتصدر المشهد السياسي في ميسان قبيل الانتخابات، والفرق المتنافسة والأحزاب تسعى إلى أن تكون صاحبة المركز الأول من أجل السيطرة على منصب المحافظ الذي كان وما يزال حكراً على التيار الصدري منذ سنوات عدة.
وأضاف، أن "التيار الصدري موجود بقوة في الشارع الميساني ويعدّونه ثقلاً كبيراً في المحافظة، لكن الأحزاب المشاركة في الانتخابات تعمل بشكل طبيعي للفوز بمقعد في مجلس المحافظة المقبل"، موضحاً أن "مخاوف كبيرة لدى أهل ميسان لعدم وضوح الرؤية بشأن المشاركين في الانتخابات والمقاطعين لها".
*ذي قار
تمثل الناصرية، مركز محافظة ذي قار، مركزاً احتجاجياً كبيراً وهي لا تعرف الهدوء ولا الاستقرار الأمني منذ أكتوبر/ تشرين الأول العام 2019 حيث انطلاق التظاهرات الكبرى في العراق.
المواطن محمود الأسدي، أكد أن "هذه الأزمات لن تنتهي في الناصرية ولا في أقضيتها، حيث هناك جهات تدعم متظاهرين لحرق الإطارات في الطرق وتسقيط خصومهم، وجهات أخرى تحاول بطريقة أو أخرى أن تحث الناس إلى عدم المشاركة في الانتخابات".
وذكر الأسدي، أن "الناصرية لا يوجد فيها أي مقر لحزب فجميعها مغلقة، بسبب ما حصل فيها من أحداث خلال السنوات الثلاث الماضية، والتي تدفع بعض المتظاهرين إلى حرق هذه المقرات إلا المقرات التابعة (لسرايا السلام)".
ومن أبرز دلالات استبدال محافظ ذي قار الحالي محمد الغزي، ملفات الفساد التي لاحقته مؤخراً، منها ما يتعلق بإحالة مقاولات بمئات المليارات لشركته وشركتي شقيقه ونجل شقيقته.
وبحسب مصادر من هيئة النزاهة تحدثت لـ"انفوبلس"، فإن "فريقاً من هيئة النزاهة، باشر بالتحري عن 5 ملفات فساد في ديوان محافظة ذي قار". لافتة الى أنها "تخص مشاريع ضمن صندوق إعمار المحافظة".
وتضيف، أن "هذه المشاريع خُصِّص لها أكثر من 40 مليار دينار، وتمَّ رصد مُخالفاتٍ في تنفيذ عدد من المشاريع المنفذة من قبل إدارة المحافظة"، مشيرة الى أن "بعض المشاريع تجاوز حدود الكلفة الماليَّة وفرق بالصرف وفق وصولات وهمية وسط صمت الحكومة المحلية في محافظة ذي قار".
وتكشف أن هذه المشاريع تذهب لشركة محافظ ذي قار الحالي محمد الغزي وشركة شقيقه وشركة نجل شقيقته، فيما تظهر تساؤلات عن دور الأمين العام لمجلس الوزراء حميد الغزي التابع الى التيار الصدري في ذلك.
وأعلنت هيئة النزاهة في وقت سابق، عن إصدار أمر باستقدام محافظ ذي قار الحالي محمد الغزي، لاستغلاله منصبه وإحالة عدد من المشاريع إلى شركة يُديرها هو.
*النجف
لا يختلف حال محافظ ذي قار، عن محافظ النجف ماجد الوائلي، فهو الآخر مرشح وبقوة لهجر منصبه، والمغادرة منه بعد فضائح فساد لاحقته.
في 30 آب المنصرم، طالب النائب عن أحمد الشرماني، من محافظ النجف التابع للتيار الصدري بالكشف عن مليارات الدنانير التي صُرفت للمحافظة بمناسبة الأربعينية دون وجود أي ظواهر لهذا المبلغ على الأرض.
وقال في كتاب موجه إلى ديوان محافظة النجف، إنه "استناداً للمادة 61 من الدستور والمادة 15 من قانون مجلس النواب رقم 13 لسنة 2018، ونظراً لوجود بعض الثغرات الخدمية التي تخللت مراسم الزيارة الأربعينية، من نقص في الحاويات وعمال النظافة وغيرها. تفضلكم بتزويدنا بأعداد وأسماء ومعلومات العمال الذين تم تأجيرهم وقائمة بأعداد وأحجام الحاويات الجديدة التي دخلت الخدمة في الزيارة وأماكن توزيعها وتكاليفها".
*كركوك
تمثل الانتخابات المحلية العراقية المزمع إجراؤها الاثنين القادم حدثاً استثنائياً في محافظة كركوك الواقعة بشمال البلاد، ليس فقط لكونها الأولى من نوعها منذ سنة 2005 بعد أن استُثنيت المحافظة من دورتي 2009 و2013، ولكن أيضا بسبب امتزاج الصراع العِرقي والحزبي الذي يرفع من قيمة رهان السيطرة إدارياً على المحافظة متعددة الأعراق والغنية بالنفط.
ويعتبر موقع المحافظة ذو أهمية كبرى، مدار الصراع الأساسي في كركوك.
ورغم أنّ الحزب الديمقراطي الكردستاني يرفع في حملاته الانتخابية لواء الدفاع عن حقوق أكراد العراق في كركوك واستعادة مكانتهم في المحافظة، إلا أنّه متهم بدوره من قبل قطاع واسع من الأكراد أنفسهم بشق الصفّ الكردي وإضعاف حظوظ المكوّن في الفوز بالانتخابات المحلّية، بسبب سياسة التفرّد التي يتّبعها استنادا لحسابات حزبية ضيقة.
وجاء هذا الاتّهام استنادا إلى خيار الحزب بعدم دخول الانتخابات المحلّية في كركوك ضمن قائمة مشتركة مع باقي الأحزاب الكردية رغم ما بذلته قيادات تلك الأحزاب من جهود كبيرة لإقناع الحزب الديمقراطي بذلك.
واختار الحزب خوض الانتخابات في كركوك باسمه وشعاره، بينما يخوضها حزب الاتحاد الوطني الكردستاني ضمن تحالف يضم الحزب الشيوعي الكردستاني ويحمل اسم “كركوك قوتنا وإرادتنا”. ويضم تحالف آخر كُلّاً من الاتحاد الإسلامي الكردستاني وجماعة العدل الكردستانية باسم تحالف “شعلة كركوك”. أما حراك الجيل الجديد فاختار المشاركة بمفرده في الانتخابات.
وذهب العضو المنشق عن الحزب الديمقراطي الكردستاني كاويز ملا برويز، حدّ اتهام قيادات الحزب بمجاملة تركيا عن طريق الابتعاد عن الأحزاب الكردية في مقابل التقرّب من العرب السنّة والتركمان القوميين المدعومين من قبل أنقرة.
تجعل هذه الانشقاقات بين الحزبين الكرديين الرئيسيين، إضافة إلى توحد الاتحاد مع عدة أحزاب أخرى، منصب راكان الجبوري مهدداً، لاسيما مع النظر إلى نقمة الأهالي من تعامل الحزب الديمقراطي الموصوف بـ"الديكتاتوري".
ويضمّ مجلس محافظة كركوك الذي يجري التنافس على الفوز بامتياز تشكيله في الانتخابات المحلية القادمة خمسة عشر مقعدا سيتنافس عليها مئتان وثمانية وأربعون مرشحا من عشر تحالفات وخمس قوائم حزبية وثلاثة مرشحين مستقلين.
*كربلاء
محافظة كربلاء المتقدمة على غيرها عمراناً واستقراراً، نتيجة جهود محافظها نصيف الخطابي، تميل فيها كفة الفوز في الانتخابات المحلية إلى المحافظ الحالي للظفر بولاي جديدة.
رئيس تحالف إبداع نصيف الخطابي يبذل مساعي حثيثة للحفاظ على منصبه، مستغلا حركة الإعمار التي أحدثها في المحافظة.