محاولات لتشويه صورة الزائرة "أم مظفر".. لافتة مفبركة وادعاءات كاذبة بإنشاء مقام لها
انفوبلس/تقرير
تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي في العراق، خلال الساعات الماضية من يوم الأربعاء 13 أيلول/ سبتمبر 2023، خبراً كاذباً مفاده إنشاء مقام للزائرة "أم مظفر" التي ظهرت في مسيرة الزيارة الأربعينية كنموذج يُحتذى به في محاولة لتشويه صورتها أمام الرأي العام.
محاولات لتشويه صورة الزائرة "أم مظفر" عبر صور "مفبركة"
وضجت مواقع التواصل الاجتماعي، بصورة لافتة مكتوب عليها "مقام الحاجة أم مظفر العيداني"، لكن "انفوبلس"، حصلت على الصورة الحقيقية للمقام والتي تمت معالجتها بالفوتوشوب وتغيير اسم صاحب المرقد فيها إلى "أم مظفر" لتشويه صورتها أمام الرأي العام.
في المقابل، ذكرت مجموعة التقنية من أجل السلام، المختصة بكشف التزييف الإلكتروني، قالت في بيان، إن "الصورة المتداولة مفبركة، إذ تم التعديل على الصورة الأصلية والتي تعود لمرقد باسم "السيد ظاهر وأخته العلوية مظهرية" الواقع في محافظة ذي قار.
وأضافت، "أيضاً وبعد أن تواصلنا مع ديوان الوقف الشيعي بيّن أن المرقد الذي باسم ظاهر ومظهرية وهمي وغير مسجل لدى الديوان، والمرقد ليس من ضمن المزارات المسجلة والمحققة في محافظة ذي قار".
وتعليقاً على الصورة المفبركة، قال الإعلامي صفاء الأسدي في تدوينة في فيسبوك، "كثير من الناس تنشر قطعة مقام الحاجة أم مظفر بمجرد شافتها منشورة في مكان ما والناس تعلق وتصدق السالفة. اني اشوفها انه من المعيب نصدق هكذا تفاهات، القطعة مبينة فوتوشوب، يعني الواحد إذا يقرب الصورة اكثر راح يكدر يعرف. وإذا تعذر عليه هذا الشي، فلازم يعقلها، لان هي قطعة خشبية ام حديدية غير خاضعة لقياسات الطبع، فشلون تكتب بخط حاسوب او طابعة!!! مثل هيج قطع تكون الكتابة من قبل خطاط واكيد راح تختلف عن الطباعة. وايضا إذا تعذر هالشي، فلازم الشخص يسال أكثر من واحد لحد ما يتأكد يله ينشر او يعلق.
ويتابع، "الصراحة اني اشوفها انه من المعيب على شخص دارك او دارس وينشر او يعلق على هكذا تفاهات ويصدق المسئلة. مع احتراماتي للحاجة ام مظفر، اني انتقد التلفيق بالفوتوشوب ولا اعترض على الحاجة، بالمناسبة: بعض اللي ناشريها كثيرا ما ينتقدون السياسيين وينددون بإصلاح العراق. إذا صورة ما عرفتها حقيقية ام لا، فكيف تريد تصلح بلد!.. اتمنى ما نكون فريسة لأعداء الدين او اعداء المجتمع العراقي.
كما يقول المراقب الاجتماعي ناصر الطيب ردأ على محاولات توشيه صورتها، "عندما يريد الإعلام حرف الأنظار عن فضيحة مخزية لشيطان متلبس بزيّ رجل دين.. يستغل قضية مجتمعية أخرى من أجل إشغال الناس عن كارثة أخلاقية، والإعلام ركز على مبالغتنا في إكرام الخالة الزينبية أم مظفر ولم يبالغ في البحث فيما وراء زعيم المثلية واللواطةّ!".
وفي تدوينة بعنوان "كن حذرا فالأعداء يعملون ليل نهار"، يقول الإعلامي حميد علي، "مو كلشي تشوفه مواقع التواصل هو صحيح، هذا مجرد فوتوشوب والغرض من هيج اعمال تشويهه للمذهب الشيعي. الحاجة ام مظفر مجرد انسانه بسيطة ذهبت بصدق نية للحسين حتى اصبحت رسالة زينبيه للعالم اجمع.
وفي وقت سابق أيضا، حاول جهات "عديدة" النيل من الزائرة "أم مظفر" بتلفيق ادعاءات كاذبة وقصص وهمية.
من هي "أم مظفر"؟
(الحاجة أم مظفر) وهي من ناحية الدير، التابعة لقضاء القرنة، شمال محافظة البصرة، قَدِمَت سيرا على الأقدام نحو مدينة كربلاء المقدسة لتأدية مراسم زيارة أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام)، ولاقت صورها وهي ترتدي رداء الحشمة الزينبية رواجا كبيرا وردود أفعال إيجابية في مواقع التواصل الاجتماعي داخل العراق وخارجه.
وكانت رسالة "أم مظفر" من هذا الفعل هي إيصال فكرة الحشمة العفة إلى جميع النساء، على طول المسافات البعيدة، وجاءت هذه الرسالة بـ تأثير كبير على كثير من النساء اللواتي يشاركن في الزيارة الأربعينية.
وقد وثقت المواقع الإلكترونية ومنصات التواصل الاجتماعي المسيرة التي قامت بها "أم مظفر"، وهي تقوم بزيارة الأربعين للإمام الحسين (عليه السلام) في مدينة كربلاء، حاملةً معها الرداء الزينبي المحتشم.
وتجسد أهمية حضور المرأة في مسيرة الأربعين بشكل كبير من خلال دور "أم مظفر" وتعبيرها الفاعل والمؤثر، حيث تعكس قيم الإمام الحسين ع ودفاع السيدة زينب العظيم عنه.
ويعتبر حضور المرأة ومشاركتها ذو أهمية كبيرة، حيث يُذكِّر بالحضور الزينبي والدور العظيم الذي قامت به.
ولو لم تقُم السيدة زينب بدورها، لما عرفنا نحن شيئًا عن الثورة وأهدافها، حيث يعتبر العلماء أن للثورة عدلين "العدل الأول هو الدم الذي تمت إراقته في كربلاء"، والعدل الثاني هو "الحضور النسوي الصاخب والصوت العالي للسيدة زينب ع".
وأن دور السيدة زينب ع في تعزيز ودفاعها عن ثورة الإمام الحسين يعتبر دورًا نشطًا وفعَّالًا لا غنى عنه. ويؤكد العالم بأجمعه على مكانة المرأة المسلمة في الإسلام. فهي ليست ضعيفة أو محصورة في المنزل، بل إنما هي امرأة تشارك بصمتها وتؤثر في تاريخنا.
كما أعلنت الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة، عن شمول المرأة ذات الرداء الزينبي المحتشم السائرة على الإقدام نحو الإمام الحسين (عليه السلام)، والتي انتشرت صورها مؤخرا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بضمان صحي شامل وبالمجان لمدة عام كامل في جميع المؤسسات الطبية التابعة لها.
وقال مدير مركز ميزان للرعاية الصحية المنزلية التابع لهيئة الصحة والتعليم الطبي في العتبة الحسينية المقدسة البكتريولوجي بهاء الوائلي في تصريح، إن "الإمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة قررت شمول الحاجة (أم مظفر) من محافظة البصرة بالضمان الصحي الشامل وبالمجان ولمدة عام كامل في جميع المؤسسات الطبية التابعة لها".
وأوضح، "من ضمن عملنا في تقديم الخدمات الطبية للحشود وانتشار كوادر العتبة الحسينية المقدسة في محاور دخول الزائرين الى محافظة كربلاء لوحظ أن هناك لوحات إيمانية في هذا الطريق الحسيني الذي يهذب النفوس، ويغني العقول بالفكر المحمدي الأصيل، وبالحقيقة كان التجسيد الأجمل هم الزائرين الملتزمين بأخلاق الرسالة الحسينية، وبتوصيات المرجعية الدينية العليا"، لافتا "لعل أجمل هذه الصور، والتي انتشرت كثيرا في مواقع التواصل الاجتماعي هي صورة العِفّة الزينبية التي حملتها وجسّدتها الحاجة (أم مظفر) من محافظة البصرة وهي تسير نحو كربلاء".