"محمد سكران" مغلق باسم الشعب.. ماذا تعرف عن التظاهرات الأطول في تاريخ ديالى؟

انفوبلس/ تقارير
تظاهرات هي الأطول في تاريخ ديالى، لم يهدأ لها بال لقرابة الشهرين، المشاركون متنوعون وكُثر، من الطفل حتى الشيخ، ناحية "محمد سكران" ترفض إعفاء مديرها هادي حسين المعموري، تصعيد غير مسبوق، بابها موصد بلافتة "مغلق باسم الشعب".. فماذا حدث؟ وما سبب التمسك هذا بالمعموري؟
الشرارة الأولى
في مطلع العام الحالي، وصل إلى مسامع ناحية محمد سكران في ديالى، نية مجلس المحافظة إعفاء مدير الناحية هادي حسين المعموري وتكليف شخصية أخرى بديلة عنه، فكانت ردة فعلهم هي الرفض المطلق والتمسك بالمعموري.
بعد ذلك، ترجم أهالي الناحية رفضهم هذا بتظاهرات في الثالث من كانون الثاني الماضي، ثم قرر المعتصمون في 10 كانون الثاني استمرار حراكهم السلمي، رافعين مطلبًا رئيسيًا يتمثل في الإبقاء على مدير الناحية الحالي هادي حسين المعموري.
وقال عضو تنسيقية الاعتصام عبد الله أحمد، إن "العشرات من أهالي الناحية، الواقعة على بُعد 30 كيلومترًا جنوب غرب بعقوبة، يواصلون حراكهم السلمي من خلال تنظيم وقفات احتجاجية واعتصامات أمام مبنى الناحية".
وأضاف أحمد، إن "المطلب الوحيد للمعتصمين هو الإبقاء على هادي حسين المعموري مديرًا للناحية، ورفض قرار مجلس محافظة ديالى بتكليف شخصية أخرى لإدارتها".
وأوضح، إن "الاعتصام يعكس ثقة وتأييد الأهالي للمعموري، الذي يحظى بشعبية واسعة بفضل دوره الكبير في تأسيس الناحية منذ سنوات طويلة، وانتمائه إلى عائلة قدمت العديد من الشهداء في سبيل أمن واستقرار المنطقة".
وأشار إلى أن "الحراك السلمي سيستمر، وأن عامل الوقت سيدفع المزيد من العشائر والنخب الاجتماعية للتفاعل مع الاعتصام، بهدف الضغط على مجلس المحافظة لتغيير قراره وإبقاء المعموري في منصبه".
التظاهرات الأطول في ديالى
المفارقة في تظاهرات "محمد سكران" أنها كانت الأطول في المحافظة، حيث أكد الحراك السلمي في تاريخ 29 كانون الأول أي بعد أكثر من 25 يوما من التظاهرات، استمرار تظاهراته السلمية رافعًا مطلبًا رئيسيًا واحدًا.
وقال عضو تنسيقية الحراك حينها محمد جاسم، إن "التظاهرات السلمية في ناحية الإمام محمد سكران (30 كم جنوب غرب بعقوبة) مستمرة منذ نحو 30 يومًا للمطالبة ببقاء هادي حسين المعموري مديرًا للناحية، وإلغاء قرار مجلس ديالى بتكليف شخصية أخرى".
وأضاف، إن "التظاهرات تُعد الأطول من نوعها في المحافظة بعد 2003 من حيث الاستمرارية، وهو ما يؤكد مشروعيتها، خاصة في ظل تضامن العشائر ومختلف الأطياف مع مطلب الحراك بالإبقاء على المعموري في منصبه"، مشيرًا إلى أن "الحراك سيستمر إلى أجل غير مسمى دون تحديد توقيت زمني لإنهائه".
وأكد جاسم، إن "المطلب قانوني ومشروع، نظرًا لما يتمتع به المعموري من علاقات وثيقة مع العشائر والأطياف كافة، ونجاحه في أداء مهامه"، مشددًا على أن "مجلس المحافظة لم يتفاعل مع مطالب المتظاهرين طوال الفترة الماضية، رغم أنهم يمثلون شريحة واسعة من مجتمع ديالى، مما زاد من تضامن العشائر مع الحراك، واستمرار التظاهرات حتى إلغاء قرار تكليف شخصية أخرى بإدارة الناحية".
مغلق بأمر الشعب
استمرت التظاهرات منذ 3 كانون الثاني حتى بلغت أوجها اليوم، إذ أكدت تنسيقية الحراك هناك أنها أغلقت مبنى الناحية بعد تظاهرات سلمية استمرت لمدة 43 يومًا.
وقال عضو التنسيقية، أحمد المعموري، في حديث له تابعته شبكة انفوبلس، إن "التظاهرات السلمية التي تشرف عليها تنسيقية الحراك السلمي في الناحية مستمرة منذ 43 يومًا، حيث رفعنا مطلبًا رئيسيًا وهو إبقاء هادي حسين المعموري مديرًا للناحية، وإلغاء قرار مجلس ديالى بتكليف شخصية أخرى لإدارة الناحية".
وجاء تصعيد التنسيقية اليوم، بعد أن أصدر محافظ ديالى، عدنان الشمري، يوم أمس قرارًا بتكليف فيصل الدليمي بإدارة ناحية محمد سكران، وفك ارتباط مدير الناحية الحالي هادي حسين المعموري.
وأضاف المعموري، إنه "بالرغم استمرار الحراك السلمي والتظاهرات، إلا أن أصحاب القرار في ديالى، سواء الحكومة المحلية أو مجلسها، لم يعطوا أي اهتمام ولم يتفاعلوا مع مطالبنا، حيث لم يحضر أي وفد منهم للوقوف على مطالب المتظاهرين"، مؤكدًا أن "هذا التجاهل دفع النخب الاجتماعية وشيوخ العشائر إلى إغلاق مبنى الناحية استنادًا إلى مبدأ أنهم يمثلون الشعب".
وأشار إلى، أن "إغلاق الناحية كان بمثابة رسالة سلمية شعبية مشروعة بسبب تجاهل مطالب المتظاهرين، حيث يرفض الأهالي قرار تكليف شخصية لإدارة الناحية بعيدًا عن آرائهم ومطالبهم"، موضحًا أن "الناحية لا يمكن أن تدار دون قبول أهلها من جميع العشائر والاطياف".
وأوضح المعموري، أن "تظاهرات اليوم كبيرة، وهناك زخم شعبي كبير، وهو ما يؤكد مشروعيتها التي تعد الأطول في تاريخ ديالى، والتي لا تزال مستمرة رغم الضغوط ومحاولات إنهائها"، مشيرًا إلى أن "الحراك السلمي مستمر دون أي احتكاك أو تجاوز، ولم تشهد التظاهرات طيلة أيامها أي قطع للطرق أو تهديد للسلم الأهلي، اذ انها تظاهرات شعبية تأتي من رغبة في التغيير بقبول الأهالي أولًا".
مَن هو المعموري؟ ولِمَ الإصرار عليه؟
هادي حسين المعموري هو مدير ناحية محمد سكران في محافظة ديالى، وقد تم تعيين شخصية أخرى لإدارة الناحية بدلاً منه، مما أدى إلى احتجاجات وتظاهرات سلمية من قبل الأهالي للمطالبة ببقائه في منصبه.
ووفق الأهالي، يتمتع المعموري بشعبية كبيرة في ناحية محمد سكران، ويحظى بدعم وتأييد من مختلف الأطياف الشعبية في الناحية، كما يتمتع بسمعة طيبة وأخلاق عالية، ويحرص على التواصل المستمر مع المواطنين والاستماع إلى مشاكلهم واقتراحاتهم.
أما عن أهم إنجازات المعموري، فيلخصها أهلي ناحية محمد سكران بما يأتي:
ـ تطوير ناحية محمد سكران في مختلف المجالات، بما في ذلك الخدمات والبنية التحتية.
ـ تحسين مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين في الناحية.
ـ تنفيذ العديد من المشاريع الخدمية والعمرانية التي ساهمت في تطوير الناحية.
ـ تمثيل الناحية بصورة مشرفة في مختلف المحافل والمناسبات.
في النهاية، لابد من التوضيح بأن مهام ومسؤوليات مدير الناحية تكمن في الآتي:
ـ الإشراف على إدارة شؤون الناحية وتطويرها في مختلف المجالات.
ـ تمثيل الناحية أمام الجهات الحكومية والمؤسسات الأخرى.
ـ متابعة تنفيذ المشاريع الخدمية والعمرانية في الناحية.
ـ التواصل مع المواطنين والاستماع إلى مشاكلهم واقتراحاتهم.
ـ تطوير الخطط والبرامج اللازمة لتحسين مستوى الخدمات في الناحية.