مرجعية أمة.. كل ما تريد معرفته عن الحفل المركزي لتخرّج طلبة الجامعات الخامس في كربلاء

انفوبلس/ تقرير
تصدّر الحفل المركزيّ لتخرّج طلبة الجامعات العراقية بنسخته الخامسة المنظَّم من قبل العتبة العباسية المقدسة، الترند على مواقع التواصل الاجتماعي في العراق، والذي شهد مشاركة نحو 5 آلاف طالب يمثلون 64 جامعة في مختلف محافظات العراق، فما الذي تعرفه عن الحفل وفقراته وأهدافه؟ وما هي ردود الفعل حوله؟
وتُقيم حفلَ التخرّج المركزي (دُفعة على هدي القمر الخامسة)، شعبةُ العلاقات الجامعيّة والمدرسيّة التابعة لقسم العلاقات العامّة في العتبة المقدّسة، تحت شعار (من غيث كربلاء ينبت العطاء)، ضمن مشروع فتية الكفيل الوطنيّ، وبمشاركة نحو 5 آلاف طالبٍ يمثّلون 64 جامعةً من مختلف محافظات العراق.
*فعاليات اليوم الأول
أطلقت العتبة العبّاسية المقدّسة، فعّاليات اليوم الأوّل من الحفل المركزيّ لتخرّج طلبة الجامعات العراقية بنسخته الخامسة، يوم الخميس الماضي 10 نيسان/ ابريل 2025، حيث استُهِلّت الفعّاليات التي شهدت حضور عدد من مسؤولي العتبة المقدسة، بقراءة آياتٍ من القرآن الكريم بصوت القارئ ليث العبيدي، وكلمة ترحيبيّة ألقاها مسؤول شعبة العلاقات الجامعية والمدرسية ماهر خالد، إضافةً إلى فقرة تعريفيّة بالحفل المركزيّ وأهدافه.
وقال خالد في كلمته: إنّ "مشروع حفل التخرج لطلبة الجامعات العراقية انطلق منذ عام 2011 برعاية مباركة من المتولي الشرعي للعتبة المقدسة سماحة العلّامة السيد أحمد الصافي (دام عزّه)، فكانت البذرة الأولى في جامعات الوسط والجنوب، وبعد مرور الزمن شمل جميع الجامعات العراقية من الشمال إلى الجنوب".
وأضاف أنّ "العتبة العبّاسية المقدّسة تقيم هذا الحفل لعدد من الأسباب منها: أنّ العتبة المقدسة كانت وما تزال ملاذًا للوحدة العراقية تحت قبتها، إذ لا فرق بين عربي وكردي وتركماني، جميعهم يلتقون باسم العراق، إضافةً إلى ربط مسيرة التخرج العلمية بروح الرسالة الإيمانية، إذ إنّ الشهادة الجامعية حين تُبارك في بيتٍ من بيوت الله، فإنّها تُحمّل أمانةً مضاعفة: أمانة العلم، والأخلاق".
وأوضح أنّ "أبي الفضل العباس (عليه السلام) لم يكن رمزًا للفداء فقط، بل كان قدوة في الطاعة، والانضباط، والبصيرة، وهي ذات القيم التي نحتاجها اليوم في ساحات العمل والإصلاح وبناء الوطن" لافتًا إلى أنّ "الحفل يرسل رسالة إلى العالم، مفادها أنّ العراق لا يُبنى بالسلاح فقط، بل بهؤلاء الشباب الذين يقفون اليوم بثوب التخرج، يقابلون التاريخ بعيونٍ تفيض بالعلم، والكرامة، والانتماء".
وتابع أنّنا "نؤمن أنّ من يقف على أرض كربلاء، لا بُدّ أن يتذكر الدماء التي روت هذه الأرض من أجل الحق، وأنّ العتبة العباسية المقدسة لا تريد أن تبقى حافظةً للتراث فحسب، بل راعيةً للحاضر، وصانعةً للمستقبل، وتشارك أبناء الوطن أفراحهم، وتُكرّم المتميزين منهم، وتحتضن العقول النابغة لتكوّن قادة التغيير لا أتباع التقليد، إضافةً إلى الربط بين الأجيال، ممن استُشهد في سبيل القيم، وبين من تخرّج ليخدمها، وبين دماء الطف، ومداد القلم، بين الماضي المجيد والمستقبل المنشود".
وتضمّنت فعّاليات الافتتاح عرض مسرحيّة (العرفان بالجميل)، قدّمتها جمعيّة كشّافة الكفيل التابعة لقسم الشؤون الفكرية والثقافيّة، دارت حول أهمّية الدراسة ودورها في الوفاء لدماء الشهداء الذين ضحّوا بأنفسهم؛ من أجل الوطن ومستقبل أبنائه، إلى جانب دور الطلبة بتقديم العرفان للشهداء؛ عَبرَ الاجتهاد في دراستهم وتفوّقهم فيها.
وشهد الحفل تقديم استبيانٍ علميّ عن أهمّ المشاكل الشبابيّة المعاصرة، قدّمها الدكتور كرار صاحب من مركز الكفيل للإحصاء والدراسات، وجلسة حواريّة توعويّة للمشاركين قدّمها معاون رئيس قسم الإعلام السيد جسّام السعيدي، عن المهارات والمعلومات، وكيفية تطوير كلّ طالبٍ باختصاصه الدراسيّ، وموضوع الهُويّة الثقافيّة وعناصرها ومفاهيمها الأساسيّة، وتبيان الهجمات الفكريّة التي يتعرّض لها البلد، وكيفيّة التعامل مع مصادر المعلومة في مواقع التواصل الاجتماعيّ. وأقيمت فعاليات اليوم الأوَّل من الحفل في مجمّع أبي الفضل العباس (عليه السلام) الخدمي.
وتهدف العتبة العبّاسية المقدّسة من إقامة هذه الاحتفالية إلى الاحتفاء بالمتخرّجين، وتقديم أنموذجٍ متميّز لحفلات التخرّج يليق بالطلبة من جميع الجامعات في محافظات العراق، وتتويج مسيرتهم الدراسيّة واختتامها عند المراقد الطاهرة.
*فعاليات اليوم الثاني
يوم أمس الجمعة 11 نيسان/ ابريل 2025، أطلقت العتبة العباسية المقدسة فعاليات اليوم الثاني من الحفل المركزي لتخرُّج طلبة الجامعات العراقية بنسخته الخامسة. وشملت فعاليات الفترة الصباحية من الحفل تقديم محاضرة ثقافية بعنوان (صناعة الطموح: خطوات نحو ريادة مستدامة) ألقاها الدكتور ماهر حميد، وتهدف إلى تعريف الطلبة بمتطلبات سوق العمل ودوره في صناعة النجاح وتحقيق التنمية المستدامة، إضافة إلى تعزيز الوعي الثقافي والتنموي لديهم.
وفي اليوم الثاني ايضا، انطلقت فعالية مسيرة طلبة الجامعات العراقية المشاركين في حفل التخرج المركزي عند المرقدين الطاهرين للإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس (عليهما السلام).
وانطلق مسير الطلبة المشاركين بالحفل المركزي، من شارع الإمام علي (عليه السلام)، باتجاه مرقد الإمام الحسين (عليه السلام)، وبعدها صوب منطقة بين الحرمين الشريفين، وصولًا إلى مرقد أبي الفضل العباس (عليه السلام)، إذ كان التجمع في باب القبلة لأداء قسم التخرج وعهد الولاء للوطن وتأدية الزيارة.
وبعدها، ردّد طلبة الجامعات العراقية عهد الولاء للوطن وخدمة أهله عند مرقد أبي الفضل العباس (عليه السلام) ضمن فعاليات الحفل المركزي لتخرج طلبة الجامعات العراقية.
وحضر ترديد العهد مسؤولو العتبة العباسية المقدسة ورؤساء أقسامها وخدمتها وأهالي الطلبة وأساتذتهم.
وأدّى الطلبة عهد الولاء أمام مرقد أبي الفضل العباس (عليه السلام)، وألقاه عضو مجلس إدارة العتبة العباسية المقدسة الدكتور عباس الدده الموسوي ذكر فيه: "أمّا العهد فلعراقنا الموحد، ولآية توحيده الكبرى السيد السيستاني أدام الله بقاءهما، وأمّا القسم فلله ولرسوله ولأهل بيته (عليهم السلام) والمؤمنين"، وجاء في نص العهد "نعاهد البلاد والعباد، بكلِّ ما فيها من المقدسات، وبالرضاعِ من حليبِ الأمهات، وتعبِ الآباءِ أصحابِ المنن، بأن نصونَ العرضَ والارضَ، وأن نصونَ العهدَ، في قفصِ الضلوع، وأن نضيءَ شمعةً في وسطِ الجموع، ونرسمَ البسمةَ في شفاهِهم، ونمسحَ الدموع، ونوقدَ الشموع، الغدُ الآتي لنا يا عراق، (حبذا أنتَ من منى)، فتعاليت موطنا، وتساميت موطنا، وتباركت موطنا، ستنجلي غمامةُ الأحزان، وينفني ما كان، وباعةُ الضميرِ والإنسان، ولن يكونَ في الغدِ، شيءٌ سوى العراق، عهدًا بأن نَحميه من كلِّ ما يُؤذيه، عهدًا بأن نصونه من كلِّ ما يشين، على هدى نبيِّنا المختار وآلِه الأبرار، رغم كلّ المحن، رغم أنف الزمن، سوف نرعى الذمم، سوف نعلو القمم، سوف نلقي القسم".
وشكّل الطلبة المشاركون في فعاليات الحفل المركزي لتخرج طلبة الجامعات العراقية بنسخته الخامسة، رسمة فنية تجسد صورة المرجع الديني الأعلى سماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله).
ونُظِّمت الفعالية في ساحة باب القبلة لمرقد أبي الفضل العباس (عليه السلام)، إذ شكّل الطلبة المشاركون في الحفل، بمختلف طوائفهم وقومياتهم صورة المرجع الديني الأعلى، التي خُطَّت تحتها عبارة (مرجعية أمة) تعبيرًا عن شكرهم إلى المرجعية الدينية العليا على دورها في حفظ وحدة العراقيين.
وتمثل الرسمة، رسالةَ وفاءٍ واعترافٍ بالجميل؛ لدوره في حماية العراق عبر إصداره فتوى الدفاع الكفائي، التي أسهمت بتحريره من الجماعات الإرهابية التي استهدفت البلاد في عام 2014م، إلى جانب دعمه للعملية التعليمية والمجتمعية، وتشجيعه للشباب على طلب العلم والمعرفة.
كما حلّقت طائرة شراعية فوق مدينة كربلاء المقدّسة، حاملةً لافتة الحفل المركزي الخامس لتخرّج طلبة الجامعات العراقية. وقال مسؤول الشعبة ماهر خالد، إن "هذه الفقرة تُعدّ إحدى الفقرات التي أُضِيفت مؤخرًا إلى فعّاليات الحفل المركزيّ، حيث حلّق في الطائرة الطيّار الشراعي الدوليّ حسين علي الشيحاني، حاملًا شعار الحفل والورود لنثرها على الطلبة المتخرّجين".
وأضافت الطائرة الشراعية بُعدًا احتفاليًا، إذ حلّقت فوق مرقدي الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس (عليهما السلام)، في مشهدٍ رمزيّ مميّز يعكس روح الفخر والاحتفال بإنجازات الطلبة العراقيّين. وتأتي هذه الفعّالية في إطار اهتمام العتبة المقدّسة بإضفاء طابعٍ إبداعيّ على فعّاليات التخرّج، إلى جانب تكريم الجهود العلميّة والأكاديميّة للطلبة الذين أتمّوا مسيرتهم الجامعيّة بنجاح.
فيما شهد مجمّع العميد التربوي التابع للعتبة العبّاسية المقدّسة، انطلاق فعّاليات الفترة المسائية من الحفل المركزي لتخرّج طلبة الجامعات العراقيّة بنسخته الخامسة. واستُهلّت الفعاليات بتلاوة آيات من الذكر الحكيم بصوت القارئ رافع العامري، والاستماع بعدها إلى النشيد الوطني العراقي، ونشيد العتبة العباسية المقدسة (لحن الإباء)، وكلمة لسماحة المتولي الشرعي للعتبة المقدّسة، تبعتها كلمة الجامعات المشاركة ألقاها ممثل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ورئيس جامعة ديالى الدكتور تحسين حسين، وكلمة للطلبة الخريجين، وشهدت الفعّاليات فقرةً شعرية للشاعر محمد الفاطمي، وأخرى إنشاديّة للرادود عمار الكناني.
دعا المتولّي الشرعيّ للعتبة العبّاسية المقدّسة سماحة العلّامة السيد أحمد الصافي، طلبة الجامعات العراقية إلى تحمّل المسؤولية في الحفاظ على مبادئ هذا البلد وقِيمه. وأكّد السيد الصافي على أهمّية الوعي بالذات والمسؤولية تجاه المستقبل، وعمل الإنسان على تحسين واقعه وصنع حياةٍ كريمة لنفسه، مشيرًا إلى أن الزمن يمرّ سريعًا، والعمر الجامعيّ خصوصًا يمرّ كلمح البصر، ممّا يستدعي اغتنامه وعدم التفريط به، لأنّه يحمل فرصًا لبناء الذات والعلم والخبرة.
ودعا الطلبة إلى العمل على بناء تاريخٍ مشرّفٍ لأنفسهم، من خلال العلم، والخُلُق، والمواقف الصالحة، لافتًا إلى أن الحياة الجامعيّة مليئة بالفرص التي يجب أن تُستثمر بشكلٍ جيّد، وأنّها تمضي سريعًا ويجب عدم تضييعها في الغفلة أو اللهو.
شهدت فعّاليات الحفل المركزيّ لتخرّج طلبة الجامعات العراقيّة، تقديم عرض مسرحيّ عن قوة الإرادة في مواجهة التحديات، لاسيما لدى فاقدي البصر. وتناولت المسرحية قصة إنسانيّة عميقة تعكس قوة الإرادة والتفاؤل في مواجهة التحديات، لاسيما لدى فاقدي البصر.
المسرحية روت حكاية شاب وُلد كفيفًا، لكنّه أصرّ على مواصلة تعليمه متحديًا جميع الصعوبات، ليُصبح نموذجًا للإصرار والطموح، وحكاية لضابط في الجيش العراقي، فقد بصره في أثناء الحرب، لكنّه لم يسمح للإعاقة أن توقف عطاءه أو تكسر روحه، فواصل حياته بعزيمة أقوى، متمسكًا بالأمل كطريق للحياة.
وكرّمت العتبة العباسية المقدسة عددًا من عوائل الشهداء ضمن فعاليات حفل تخرج طلبة الجامعات العراقية الخامس، تثمينًا لبطولات الشهداء الذين ضحّوا بأرواحهم وأنفسهم من أجل العراق، ومواساةً لعوائلهم.
*ردود الفعل
أكّد أولياء أمور الطلبة المشاركين في حفل التخرّج المركزيّ، أن الحفل يُعدّ مبادرةً تعزّز روح الانتماء للوطن لدى الخرّيجين، اذ قال يوسف حسيب ولي أمر أحد الطلبة من محافظة نينوى، إن "الحفل يمثّل إحدى المبادرات المهمّة التي تنظّمها العتبة العبّاسية المقدّسة، إذ يعكس صورةً مصغّرة للعراق الواحد عبر تواجد مختلف الأطياف والقوميّات".
وأضاف أن "الحفل يُعدّ مصدر فخرٍ لنا جميعًا، فهو محطّةٌ توثّق لحظات اختتام أبنائنا لمسيرتهم الدراسية من جوار مرقد أبي الفضل العبّاس (عليه السلام)، وهو يمثّل الصورة المشرقة للطالب العراقيّ".
من جانبه، قدّم حسين فيصل شكره للعتبة المقدّسة على التنظيم المتميّز للحفل، والاهتمام الكبير بالطلبة الجامعيّين، مؤكّداً أن هذه المبادرات تترك أثرًا إيجابيًا في نفوس الخرّيجين وتعزّز روح الانتماء الوطنيّ لديهم.
الى ذلك، أكّد التدريسي في جامعة الموصل الدكتور أعراف أكرم، أنّ الحفل المركزي لتخرج طلبة الجامعات العراقية بنسخته الخامسة يعزّز اللحمة الوطنية. وقال أكرم: إنّ جامعة الموصل تتقدّم بخالص الشكر والامتنان للعتبة المقدسة على إقامتها حفل التخرج المركزي، الذي أحتضن الجامعات العراقية من الشمال والجنوب والشرق والغرب، ما يعزّز اللحمة الوطنية، مضيفًا أنّ مشاركة الجامعة تمثلت بحضور عدد من الطلبة الذين ينتمون لطوائف متعددة، بالإضافة إلى مجموعة من التدريسيين والإداريين.
وتطرّق في حديثه إلى تأكيد المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف، على وحدة العراق ولحمة شعبه، وترجمة ذلك بتجمع الطوائف العراقية كافّة وترديد شعار واحد (لبيك يا عراق)، مبينا، أنّ جامعة الموصل تشيد بجهود العتبة المقدسة على إقامتها حفل التخرج المركزي، والذي ينقل صورة بعيدة عن حفلات التخرج التي نراها في بعض الجامعات، والتي لا تمتّ للعلم ولا للثقافة العراقية بأي صلة.
كما أكّد مساعد رئيس جامعة تكريت للشؤون العلمية الدكتور حسن حسين إبراهيم، الحرص على المشاركة بالحفل المركزي لتخرج طلبة الجامعات العراقية الذي يهدف إلى لم شمل المجتمع العراقي. وقال إبراهيم: إنّ "جامعة تكريت تحرص على المشاركة في فعاليات حفل التخرج المركزي سنويًا، والذي يهدف إلى لمّ شمل المجتمع العراقي ويؤكّد على التعايش السلمي والتعارف بين الطلبة عبر جمعهم من الشمال والجنوب والوسط".
وأضاف، أنّ "حفل التخرج المركزي يقدم فرصة للطلبة المشاركين من المحافظات كافّة، إلى زيارة مرقدي الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس (عليهما السلام)، والكثير من الطلبة يأملون أن يكونوا حاضرين في فعاليات الحفل وأن يزوروا المرقدين الشريفين".
وأشار إبراهيم إلى، أنّ "مبادرات العتبة العباسية المقدسة لجامعة تكريت لا تقتصر على حفل التخرج المركزي، وإنما تقدّم سنويًا لطلبتنا عدد من الأنشطة، منها الزيارات العلمية لجامعتي العميد والكفيل، وتوفير النقل والسكن ووجبات الطعام ووسائل الراحة كافّة".
وأكّد عدد من عوائل الشهداء المشاركة في فعّاليات الحفل المركزي لتخرّج طلبة الجامعات العراقية، أنّ العتبة العباسية المقدسة سبّاقة في استذكار شهداء العراق عبر فعالياتها وأنشطتها المختلفة. وقال نجل الشهيد حارث السوداني السيد مؤمّل حارث: إنّ العتبة العباسية المقدسة وعبر مبادراتها المختلفة، ولاسيما الحفل المركزي لتخرج طلبة الجامعات العراقية دأبت على استذكار شهداء العراق المضحين من أجل البلاد، مضيفًا أنّ الأمّة التي تنسى شهداءها تُعدُّ من الأمم الميتة.
من جانبه، ذكر أخ الشهيد مصطفى العذاري السيد رائد العذاري، أنّ العتبة العباسية المقدسة سبّاقة في استذكار شهداء العراق عبر فعالياتها وأنشطتها المختلفة، ولهذا نتقدم بالشكر والعرفان لإدارة العتبة المقدسة والقائمين على هذه الفعاليات لدعوتهم عوائل الشهداء وتكريمهم.
وفي السياق ذاته، قدّم السيد وليد خالد أخ الشهيد عمار حريجه شكره وامتنانه للعتبة العباسية المقدسة على اهتمامها بعوائل الشهداء وذويهم عبر مختلف المحافل التي تنظمها، مؤكدًا أنّ "هذا التكريم المقدّم من بركات أبي الفضل العباس (عليه السلام) لشهداء العراق يدعونا للفخر والاعتزاز".
أما نائب الأمين العام للعتبة العباسية المقدسة السيد عباس موسى أحمد، فقد ذكر أنّ حفل تخرج طلبة الجامعات العراقية يمثل فرصةً لتعزيز القيم الإسلامية في نفوس الطلبة. وقال أحمد: إنّ "الحفل المركزي لطلبة الجامعات العراقية يهدف إلى تصحيح الصورة التي تسوّقها بعض وسائل الإعلام، ومنصات التواصل الاجتماعي عن حفلات التخرج المسيئة للحرم الجامعي، فضلًا عن تعزيز القيم الإسلامية المحمدية الأصيلة في نفوس الطلبة".
وأضاف، أنّ "الطلبة الخريجين يمثلون أملًا لمستقبل العراق الواعد، الذي يعتمد عليهم عن طريق اسهامهم في بناءه وخدمته عبر مختلف المؤسسات الحكومية". وتابع، أنّ "حفل التخرج المركزي الخامس شهد مشاركة نحو 5 آلاف طالبٍ من 64 جامعة من مختلف المحافظات العراقية" مؤكّدا، أنّ "الحفل شهد قفزات نوعية في أعداد المشاركين منذ البدء بنسخة الأولى".
وقال الطالب محمد خشان من جامعة كربلاء: إنّ "العتبة العباسية المقدسة دأبت على إقامة الحفل المركزي لتخرج طلبة الجامعات العراقية في ظل ظروف ثقافية صعبة يعاني منها المجتمع، واستطاعت أن تظهر عبر هذه المبادرة قيم ومبادئ أهل البيت (عليهم السلام) وعكست قيمنا التربوية والأخلاقية".
من جانبه، ذكر الطالب محمد المهدي من جامعة الموصل، أنّ الحفل المركزي جمع طلبة العراق من مختلف المحافظات بطوائفهم ومكوناتهم، في مبادرة تعزّز الانتماء لهذا الوطن والسير على عاداته الأصيلة، وتشعر الطالب الجامعي بقيمته وتعزز قيمة المسيرة العلمية.
وأكد الطالب مرتضى عصام من جامعة ديالى، أنّ أفضل ما يميز مسيرتنا العلمية هو اختتامها تحت راية وقبّة مرقد أبي الفضل العباس (عليه السلام)، مضيفًا "نحن أدّينا قَسَم التخرج في مراسم روحانية، وبدعم وجهد كبير بذلته العتبة العباسية المقدسة وملاكاتها".
وبيّن الطالب علاء محمد سرحان من جامعة الأنبار "حضرنا في محافظة كربلاء المقدسة للمشاركة في الحفل المركزي لطلبة الجامعات العراقية الذي تقيمه العتبة العباسية المقدسة بشكل مميز وفعاليات متّزنة تعكس اهتمام العتبة المقدسة بالخريجين والتزامها بالقيم الأخلاقية والتربوية".
وفي شباط الماضي، نظمت شعبةُ مدارس الكفيل الدينية النسويَّة التابعة لمكتب المتولي الشرعي للشؤون النِّسويَّة في العتبة العباسية المقدسة، حفلَ التخرُّج المركزي لطالبات الجامعات العراقية والدول الإسلامية الثامن، تحت شعار (من نور فاطمة -عليها السلام- نضيءُ العالم)، وللعام الدراسي 2023 / 2024، بمشاركة أكثر من 4000 طالبةٍ من مختلف المحافظات العراقية والدول الإسلامية