مرضى الكلى في العراق.. بين معاناة المستشفيات الحكومية واستنزاف الأموال
انفوبلس/..
يعاني مرضى الكلى في العراق من نقص حاد في أدويتهم، الأمر الذي يتزامن مع قلة مراكز غسيل الكلى على نطاق جميع المحافظات، مما يجبر المرضى التوجه نحو المستشفيات الأهلية التي تستنزف أموالهم.
يحتاج المرضى إلى غسيل الكلى للتخلص من الفضلات والسوائل الزائدة في الجسم
وعلى الصعيد الحكومي، يؤشر مرضى الكلى في العراق وأطباء متخصصون، إلى نقص في المحاليل الخاصة بغسيل الكلى في المستشفيات الحكومية.
وتشير التقديرات الطبية إلى أن أعداد المرضى المتوافدين على مركز غسيل الكلى في عموم محافظات العراق ما بين (12000 - 15000) مريض أسبوعيًا.
الأمراض الأكثر شيوعًا
أطباء مختصون يتحدثون، بالقول إن "مرضى الكلى يحتاجون في العادة إلى التخلص من الفضلات والسوائل الزائدة في الجسم من خلال عملية غسيل للكلى".
وأضاف الأطباء، أن "أكثر الامراض شيوعًا في العراق هو الفشل الكلوي، ويعاني المرضى من نقص السائل المستخدم في غسيل الكلى، والذي يسمى السائل (البريتوني)".
وتتم عملية غسيل الكلى من خلال تنقية الدم من الفضلات والمواد السامة والأملاح الزائدة باستخدام جهاز خارجي يشابه الكلية البشرية، في حين هناك نوعان من غسيل الكلى:
أولًا: غسيل الكلى عن طريق الدم.
ثانيًا: غسيل الكلى عن طريق الغشاء البريتوني في البطن.
فقدان المحاليل
"يفتقر العراق إلى وجود مراكز غسيل الكلى (الديلزة)، حيث أن الأعداد الموجودة لا تتناسب مع عدد المرضى الذين يعانون من الفشل الكلوي"، هذا ما أكده عضو الفريق الإعلامي في وزارة الصحة علي حليم الطاهر.
تؤكد وزارة الصحة وجود نقص فعلي بمحاليل الغسل الخاصة بمرضى الكلى في العراق
ويقول الطاهر، إن "العراق يحتاج أيضًا إلى الأجهزة والمعدات والمحاليل الخاصة بعمليات غسيل الكلى"، مؤكدًا ضرورة توفير البيئة الصحية لتجنب انتقال العدوى الجرثومية والفيروسية إلى هؤلاء المرضى في هذه المراكز أثناء عملية الغسيل.
وبحسب الطبيب في وزارة الصحة، فأن الحديث عن عدم وجود مراكز غسيل الكلى في المستشفيات الحكومية غير صحيح، وهي موجودة في المستشفيات الحكومية في بغداد والمحافظات، لكن هناك نقصًا فعليًا في المحاليل الخاصة بعملية الغسيل.
وفي العادة، يستخدم مرضى الكلى طريقة الغسيل الدموي بنسبة تتراوح بين 80 إلى 90% في عملية تستغرق أربع ساعات بواسطة أجهزة متخصصة، فيما لا تحتاج طريقة الغسل البريتوني إلى جهاز، بينما يستخدم خلالها أدوات عدة هي عبارة عن كيس فيه سائل معين وآخر للتفريغ وأنابيب، وفقًا للمعلومات الطبية.
معاناة القطاع الصحي
في ذات السياق، يقول الطبيب أحمد صاحب، في حديث صحفي، إن "هناك العديد من مراكز غسيل الكلى توفرت خلال السنوات العشر الأخيرة عن طريق الاستثمار مع شركات أجنبية مثل شركة (كامبرو وبي براون)، إلا أنها لا تزال قليلة ولا تكفي لسد حاجة مرضى العجز الكلوي بالنسبة للأطفال والبالغين".
وبشأن أنباء تهريب الأدوية من المستشفيات الحكومية، يتحدث صاحب قائلًا: "لا يوجد تهريب للأدوية من المؤسسة الحكومية، بل يوجد نقص في تجهيز الأدوية من قبل الدولة، مع نقص شديد في الفحوصات الدورية الضرورية لمتابعة مرضى عجز الكلى ومرضى زرع الكلى في العراق، مما يثقل كاهل المريض وعائلته بسبب اضطراره للجوء للقطاع الخاص".
الطبيب المتخصص يؤكد ضرورة "الاهتمام بالكوادر العاملة من ناحية إرجاع الدعم الخاص الذي كان يقدم من الشركات للكوادر العاملة، فضلًا عن ضرورة تفعيل التعليم الطبي المستمر لتدريب الكوادر العراقية بإعداد كافية لتغطية النقص في هذه المراكز وإمدادها بالدعم العلمي واللوجستي اللازم لتأدية مهامها".
معاناة فتاة
(م.أ)، فتاة من سكنة العاصمة بغداد، تعاني من مرض الفشل الكلوي، تقول إنها "تزور المستشفيات الحكومية لغسيل كليتها مرتين في الأسبوع الواحد، لكن أحيانًا تعمل على دفع رشاوى لغسيل الكلى لوجود زخم كبير في المستشفى".
أنفقت فتاة من العاصمة بغداد أكثر من 7 آلاف دولار في معالجة كليتها بالمستشفيات الأهلية
أغلب المحاليل لا تتوفر في المستشفيات الحكومية، وهي تضطر إلى شرائها من صيدليات القطاع الخاص، والكلام للفتاة، التي تؤكد أنها صرفت أكثر من 7 آلاف دولار أمريكي لعلاج كليتها في المستشفيات الأهلية، لكن دون أي جدوى.
وتتابع صاحبة 27 عامًا، وهي من سكنة منطقة البياع، أن "هناك نقصًا كبيرًا في الأدوية والمستلزمات الضرورية لمرضها في القطاع الحكومي، بينما القطاع الخاص يحتاج إلى أموال كبيرة لسد الحاجة المادية لهذا المرض".
وتشير (م.أ) إلى أن "الطبيب أخبرها بضرورة التوجه فورًا لغسيل الكلى في المرة الأولى عند ارتفاع ضغط دمها مع ارتفاع السكر وتسجيل فقدان للوعي"، مستطردة بالقول، إن "توقيت التوجه نحو غسيل الكلى أصبح معروفًا لديها وأصبحت أكثر خبرة دون الحاجة إلى زيارة الطبيب".