مستجدات قضية الطفل "موسى".. المدرسة انتبهت لآثار التعذيب وظهر معنّفاً قبل وفاته بأيام.. لماذا لم ينقذوه؟
مستجدات محيّرة في قضية الطفل "موسى ولاء"
المدرسة انتبهت لآثار التعذيب وظهر معنّفاً قبل وفاته بأيام.. لماذا لم ينقذوه؟
انفوبلس/..
بالصعق وطعنات السكين ورش الملح على الجراح، قُتِل الطفل موسى ولاء ذو السبعة أعوام، في قصة مأساوية بطلتها امرأة بقلبٍ خالٍ من الرحمة، وهي زوجة أبيه، لتفتح أبواب تساؤلات عدة حول دور والده خاصة أن آثار تعذيب بدت واضحة على ملامح الطفل قبل أيام من وفاته.. فلماذا لم يتحرك أحد لإنقاذه!
*وقوع الجريمة
الأسبوع الماضي، كشفت مصادر أمنية، عن مقتل طفل على يد زوجة أبيه في منطقة الخطيب التابعة لمدينة الشعلة شمال شرقي بغداد.
وأفادت المصادر بأن الطفل تعرض للطعن بالسكاكين والصعق بالكهرباء والطعن والتنميش بالملح على جروحه حتى فارق الحياة.
ويعمل والد الطفل موسى منتسباً في أحد الأجهزة الأمنية في المنطقة، مما أضاف تعقيدًا إلى جريمة القتل التي أثارت غضباً عارماً بين الناس وأثرت على المجتمع بأسره.
وتمكنت الشرطة من اعتقال الجانية أثناء محاولتها الهرب، وبعد اكتشاف تفاصيل الجريمة المروعة، ولفتت المصادر الى أن "المتورطة بالجريمة لم تعانِ من أي أمراض نفسية أو عقلية".
وقامت عائلة الطفل برفع دعوى قضائية ضد الجانية، والمطالبة بإنزال أقصى عقوبة بحقها.
وبحسب والد الضحية، فإن الجانية كانت تلبّس الطفل الضحية ملابس شتائية طويلة حتى لا تبيّن آثار كدمات الضرب الذي يتعرض لها على يده.
*تفاصيل من عمّ الضحية
وفي حديثه لوسائل الإعلام، كشف عمّ الطفل أن موسى فارق الحياة بعد تعذيب شديد ظهرت آثاره على جسده.
وأكد أن الزوجة استغلت غياب الأب عن المنزل لترتكب جريمتها، وقال إن جسد الطفل مليء بالكدمات والطعنات العميقة بالسكاكين والصعق بالكهرباء وغارق بالدماء.
وذكر العم أن زوجة أبيه أجبرته على تناول كيلوغرام من الملح مع تعنيفه وضربه، مما أدى إلى وفاته.
*ملابس شتوية في الصيف!
واجتاحت موجة غضب واسعة الرأي العام في البلاد. فيما تداولت مواقع التواصل الاجتماعي صورة تعصر القلب للطفل الضحية حصلت عليها إعلامية عراقية، تظهر موسى وهو يؤدي الامتحانات النهائية قبل أن تقتله، وآثار التعذيب واضحة عليه.
كما أن اللافت في الصورة أيضاً، ارتداء موسى ملابس شتوية في الصيف.
*الأب يتحمل المسؤولية
وألقى البعض منهم باللوم كذلك على والد الضحية، مستغربين أنه لم يلاحظ تعرض طفله للتعنيف والضرب سابقا من قبل زوجة أبيه.
والأغرب أنه قبل أسبوع من وفاة الطفل موسى نُشر مقطع مصور، استعرض فيه كدمات الضرب على جسمه وهو مع الشرطة المجتمعية.
*والد الضحية يرد
يقول ولاء والد الطفل موسى، إنه بعد أشهر من ولادة موسى كثرت المشكلات بينه وزوجته (أم موسى) إلى أن وصل الأمر إلى الطلاق في سنة 2017 تحديداً.
ويضيف: "منذ الطلاق بعثت أكثر من شخص إلى عائلة أم موسى حتى تكون عندها حضانة الأطفال خاصة أن موسى كان عمرها آنذاك 6 أشهر فقط، وهو الأمر الذي رفضته أم موسى"، مردفاً: "قالت أم موسى بالنص: ما أريدك ولا أريد أطفالك".
ويتابع: "تزوجت في سنة 2018، وجمعت أطفالي مع الزوجة الجديدة بعدما كانوا عند جدتهم (أم أبيهم)".
*هروب الطفل وتصوير المجتمعية
يشير إلى أن المدرسة التي يدرس فيها موسى انتبهت لآثار كدمات واستدعته، وقالت الزوجة أن هذه الآثار نتيجة مشاجرته مع أخوه أحمد (أخوه من نفس الأم وهو يكبره بنحو 5 سنوات).
يردف ولاء: "عدتُ قبل نحو أسبوع من هذه الجريمة إلى المنزل وأخبرتني زوجتي أن موسى غير موجود في المنزل... وجدناه في الشارع برفقة الشرطة وكان قد أخبرهم بأنه معنّف".
ويكمل: "وقّعنا أنا وزوجتي على تعهد.. الشرطة أخبرت زوجتي أنه حال تعرض الطفل مجدداً لأي تعنيف فإنها سوف تُعتقل مع عائلتها وستصبح القضية رأي عام".
ويستدرك والد الضحية، بالقول: "بينما كنت ملتحق في دوامي العسكري اتصلت بي زوجتي واخبرتني أن موسى تناول كميات كبيرة من الملح وحالته الآن خطرة.. أخبرتها بأن تنقله إلى المستشفى لكنها رفضت وأصرّت على حضوري".
ويذكر: "عدتُ من الالتحاق ظهر يوم الخميس وجدتُ الأمور طبيعية، الأم جالسة والأطفال يلعبون.. سألت عن موسى وقالت إنه في مكانه"، مشيراً إلى أنه توقع أن يكون الطفل في غرفته راقداً "لكن الصدمة عندما رأيته ممدداً على الأرض والديدان تلتف حوله وهو ميت!".
ويلفت إلى أنه أجرى اتصالاً بأخيه ثم بالشرطة لتحقق في القضية.
*لما لم يتم إنقاذه!
وحول عدم اتخاذه إجراءً لإنقاذ ابنه منذ الوهلة الأولى لتعذيبه وعدم وصول الأمر إلى ما هو عليه، قال: "زوجتي كانت تخفي آثار الكدمات وتضيعها بملابس طويلة واحياناً شتائية".
ويتابع: "كانت تتحجج بأن هذه الكدمات من آثار اللعب والوقوع وأحيانا تقول إن أخوه ضربه".
*عم الطفل هو مَن صوّره
يقول عم الطفل موسى، إنه صُدِم بما شاهده وقام بتصوير الجثة التي تعرضت للضرب بـ"درنفيس" و "كوي بالنار" و "تقييد بالحزام" ثم "الخنق".
*رواية مختلفة
جدة الطفل (والدة أم موسى)، تقول إن "الأب تزوج ابنتها وهي في سن صغير وبقي يعذبها لأنه لا تملك أحداً إلى وصل الأمر إلى الطلاق".
وتتابع: "هددنا ولاء (والد موسى) بقتل أولادي حال أخذنا حضانة الأطفال، ومنعنا من رؤيتهم خلال الـ7 أشهر الأخيرة".
وتتهمه بأنه "القاتل الرئيسي والمتسبب الأول بالجريمة".